الفصل الرابع: النمو اللغوي اللغة ووظائفها : Language Growth Language and functions
Thursday, July 26, 2018
Add Comment
الفصل الرابع: النمو اللغوي
اللغة ووظائفها:
اللغة أهم ما يميز الإنسان
عن غيره من الكائنات الحية، فهي أساس الحضارة البشرية، وهي وسيلة الكائن البشري
للاتصال بعالمه الذي يعيش فيه والتعبير عن ذاته وإشباع حاجاته، ومن خلالها يطل على
الأجيال السابقة ليمهد لمستقبل أفضل.
فاللغة نظام من الرموز يخضع
لقواعد ونظم، وتتكون من إشارات منطوقة ذات صفة سمعية وأخرى ذات صفة فكرية رمزية،
يعبر بها الفرد عن حاجاته ورغباته ومشاعره؛ لذا تعرف اللغة بأنها "نسق إشارات
صوتية تستخدم للتواصل بين الناس بمجتمع ما، وتنطوي على وجود وظيفة رمزية ومراكز
عصبية متخصصة تكوينيًا. وجهاز سمعي صوتي للنطق بالإشارات. فنسق الإشارات -في جماعة
إنسانية ما- يشكل اللغة أو اللسان، وفي قيام أحد الأفراد بفعل اتصال لغوي يشكل
القول أو الكلام" "كمال دسوقي، 1990، 770".
ومن ثم: تنطوي اللغة على عدد
من الوظائف منها:
1-
الوظيفة التعبيرية: حيث تسمح اللغة لمستخدميها منذ طفولتهم المبكرة أن يعبروا عن
رغباتهم وإحساستهم الداخلية وانفعالاتهم ومواقفهم، وأن يعرضوا مواقفهم وتجاربهم
وظروفهم وما يريدون الحصول عليه من البيئة المحيطة بهم "جمعة يوسف: 1990،
22". ويرى علماء التحليل النفسي أن التعبير باللغة يسهم إسهامًا بالغًا في
عملية التفريغ النفسي للشحنات الانفعالية المؤلمة، ومن ثم: تستخدم اللغة -من خلال
المقابلات- من أجل التنفيس الانفعالي، وعلاج الاضطرابات الانفعالية، كما اعتبرت
الكلمة وسيلة تشخيصية في المقام الأول حيث أن الشخص يكشف عن ذاته سواء من خلال
مضمون أحاديثه أو من خلال أسلوب ونبرة صوته، وصمته عن الموضوعات التي تتم
مناقشتها، أو عن طريق وقفاته وهفواته وتكراره أو تلعثمه. "فيصل الزراد، 1990،
14-16".
2- الوظيفة
الفكرية: فاللغة تمد الفرد بالأفكار والمعلومات وتثير لديه أفكار ومواقف جديدة،
وتدفعه إلى التفكير وتوحي إليه بما يعمل على تفيق ذهنه وتوسيع آفاق خياله وتنمية
قدراته الإبداعية "أحمد المعتوق: 1996، 36-37"، بالإضافة لذلك فإن اللغة
تمكن الفرد من الانتقال إلى المستويات الأكثر تجريدًا والتي لا يمكن التوصل إليها
إلا بعد اكتساب اللغة "ليلى كرم الدين، 1990، 8-9".
3-
وظيفة التواصل الاجتماعي: فاللغة أداة تواصل تعتمد على الرموز المنطوقة للتواصل من
خلال الكلام، والرموز المكتوبة للتواصل من خلال الكتابة، والرموز الإرشادية
للتواصل من خلال لغة الإشارات.. ولا تتوقف قيمة اللغة في التواصل على مجرد نقل
أفكار المتكلم إلى السامع فقط، ولكنها تستعمل أيضًا لإثارة أفكار ووجدانات عند
السامع فيقوم بالاستجابة وتلبية لأثر ما أدركه من الكلام مما يدفعه إلى العمل
والحركة "عبد العزيز عبد المجيد، 1979، 14".
4-
وظيفة التوافق الاجتماعي: فاللغة توفر للفرد كل ما يساعده على العيش بين الناس في
يسر وطمأنينة وسلام، وتصبح أساسًا لتوفير الحماية والرعاية للإنسان بين جماعته،
وعاملًا لتحقيق منافعه ورغباته وتسهيل سبل معيشته في إطار هذه الجماعة "أحمد
المعتوق 1996، 35". وبذلك فإن الفرد طفلًا وراشدًا يستطيع من خلال استخدامه
للغة أن يثبت هويته وكيانه الشخصي ويقدم أفكاره للآخرين "جمعة يوسف، 1990،
23"، كما أن اللغة تساعد الطفل منذ نعومة أظفاره على التعرف على العادات
والقيم السائدة في مجتمعه، مما يساعده على التحكم في سلوكه وضبطه طبقًا لتلك القيم
والعادات والتقاليد. بالإضافة لذلك فإن اللغة تعطي الفرد شعورًا بالانتماء لمجتمعه
وتعاونه على تعديل سلوكه كي يتلاءم مع هذا المجتمع، فهي تزوده بالعبارات اللازمة
لمختلف أوجه التعامل الاجتماعي وبذلك يخضع سلوكه كفرد لما يقتضيه المجتمع
"عبد العزيز عبد المجيد: 1979، 15".
5-
الوظيفة التعليمية: فاللغة أداة تعلم واكتساب وعنصر هام من عناصر العملية
التعليمية، حيث يعتمد التحصيل الدراسي على الاستعمال الفعال للغة لأنها مادة
ومحتوى أي منهج دراسي، وبقدر
ما تكون اللغة ومفرداتها واضحة. ومستمدة من القاموس اللغوي للأطفال الذين يوضع لهم
المنهج نكون قد ضمنا عاملًا مهمًا من العوامل المؤثرة في تحقيق أهداف المنهج.
"Gormly, 1997, 182".
6-
الوظيفة الثقافية: فاللغة وسيلة لنقل التراث الثقافي والحضاري، حيث تكمن قيمتها في
عملية الإخبار والإعلام عن قضايا تاريخية محددة أو حوادث حاضرة تساعد في المقارنة
بين الماضي والحاضر "فيصل الزراد: 1990، 17"، كما أنه من خلالها يستطيع
الإنسان أن ينقل ويستقبل معلومات جديدة وخبرات متنوعة من أجزاء متفرقة من الكرة
الأرضية خصوصًا بعد الثورة التكنولوجية الإعلامية.. بالإضافة لذلك: فإن اللغة مرآة
الشعب ومستودع تراثه وديوان أدبه وسجل مطامحه ومفتاح أفكاره وعواطفه، ورمز كيانه
الروحي وعنوان وحدته وتقدمه وخزانة عاداته وتقاليده.
وبذلك فإن اكتساب اللغة يفتح
للإنسان آفاقًا رحبة من التجارب والمعارف والأفكار التي تمكنه من أن يطل على حياة
الماضين بكل شعوبهم وأجيالهم وطبقاتهم ومذاهبهم فيطلع على تراث أمته الفكري
والحضاري والاجتماعي، وعلى تراث مجتمعات مختلفة مترامية الأطراف متباعدة الأماكن
والأزمان فيستفيد من خبراتهم وتجاربهم وأفكارهم، وبذلك يكون أكثر وعيًا وأثرى
فكرًا وأوسع معرفة وأكثر قابلية على الإبداع والاندماج "أحمد المعوق: 1996،
40".
النمو اللغوي المبكر
مدخل
...
النمو اللغوي المبكر:
تشير معظم الآراء إلى أن نمو
اللغة كأي جانب سلوكي آخر يسير وفق مراحل مختلفة ترتبط الواحدة بالأخرى، حيث لم
يعد بالإمكان وصف أي مرحلة من المراحل بشكل منفصل عن المراحل السابقة لها.
وفي ذلك يرى بياجيه أن النمو
بمثابة سلسلة متصلة الحلقات تمثل كل مرحلة فيها امتدادًا للمرحلة السابقة لها
وأيضًا تمهيدًا للمرحلة اللاحقة. "غسان يعقوب، 1980".
وتمر اللغة بعدة مراحل إلى
أن تصل إلى شكلها المألوف الذي يتيح للفرد استعمالها كأداة للتعبير والاتصال، وهي
تعتمد في نموها على مدى نضج وتدريب الأجهزة الصوتية. وعلى مستوى التوافق العقلي
والحركي والحسي الذي تقوم عليه المهارة اللغوية وخاصة في بدء تكوينها.
فالطفل يكون متهيئًا للكلام
عندما تكون أعضاؤه الكلامية ومراكزه العصبية قد بلغت درجة كافية من النضج.
كما يجب أن يتمكن الأطفال من
الوظائف الأساسية في تعلم الكلام مثل: الاستيعاب والنطق وبناء المفردات وتكوين
الجمل.
وقد أثبتت
"تشايلد" أن عدد الأخطاء في كلام الطفل يتناقض تدريجيًا مع تقدمه في
النضج.
وتدل الأبحاث الحديثة على أن
الأجهزة الصوتية المختلفة كعضلات الفم واللسان والحنجرة تصل في نموها إلى المستوى
الذي يمكنها من أداء وظيفتها قبل الميلاد.
ويذهب جريجواز Gerigwaz إلى أن الطفل وهو جنين
يتأثر بشتى النغمات الانفعالية للغة الأم، يكون ذلك بدء تأثره باللغة. ويمر جميع
أطفال العالم بنفس المراحل المتتابعة في النمو اللغوي، ولا تختلف هذه المراحل مهما
كانت اللغات التي يكتسبها الطفل من البيئة "وليد الزند، 1976". وتتدرج
مراحل النمو اللغوي كما يتدرج الطفل في نواحي نموه المختلفة، ويمكن تقسيم النمو
اللغوي المبكر إلى المراحل التالية:
أولًا: مرحلة الاستجابات
المنعكسة
أ- صيحة الميلاد: تبدأ مظاهر
الحياة عند الطفل المولود حديثًا بصرخة الميلاد الناتجة عن اندفاع الهواء إلى
الرئتين بقوة عبر حنجرته فتهتز أوتارها، وهكذا تبدأ الحياة بمنعكس يعتمد في
استثارته على دخول الهواء إلى الرئتين. وهذه الصيحة سببها فسيولوجي محض، وهي أول
ظاهرة من ظواهر اللغة
الإنسانية، ولهذه الصيحة أثر
فعال في فتح المجال الهوائي لجهاز النطق عند الطفل.
وتختلف هذه الصيحة من طفل
لآخر تبعًا لنوع الولادة وصحة الطفل، فصيحة الطفل القوى حادة، وصيحة الطفل الضعيف
خافتة متقطعة. "يونس الجنابي، 1983".
ب- الصراخ والأصوات: تتطور
صيحة الميلاد إلى صراخ لتعبر عن حالة الطفل الانفعالية ورغباته بعد ساعات أو أيام
من ولادته. ويبدأ الوليد باستعمال البكاء لإرسال التبليغات إلى الآخرين. وقد وجد
ووف 1969 Wooff، أن الطفل بعد الأسابيع
الأولى من حياته يطلق ثلاثة أنواع من البكاء هي: الصرخة الإيقاعية، وهو البكاء
المنغم في مقاطع، بكاء الألم، وتعبر هذه الأصوات عن حالة الطفل، فالصرخة الإيقاعية
الترتيبية المتقطعة تدل على الضيق، والصرخة الحادة تدل على الألم.
ويكون الصراخ في الأيام
الأولى غير منتظم وغير مسيطر عليه، يصاحبه احمرار الجلد، مع ازدياد في النشاط
والتنفيس غير المنتظم، وتحريك الأطراف والعضلات، كما أن الأصوات الأولى للطفل تكون
تلقائية لا تحمل أي معنى يتصل بموقف ما ولكن لها أهمية كبيرة لأنها تعتبر تمرينا
للجهاز الكلامي الذي يعمل على نضج أجهزة الصوت. ويعد صراخ الطفل في الأيام الأولى
عملًا آليًا "أفعالًا منعكسة"، نتيجة لما يشعر به من حالات جسمية كالجوع
والبلل. "موفق الحمداني، 1982"
وتصدر عن الطفل خلال
الأسابيع الأولى -إلى جانب الصراخ- أصواتًا عديدة غامضة يقوم بها بشكل لا إرادي.
وتعتبر هذه الأصوات المادة الأولية التي منها تتكون أصوات الحروف المختلفة، وتكون
هذه الأصوات خالية من المعنى، ثم تتخذ لها معاني مختلفة بالتدريج نتيجة لتفاعل
الطفل مع من حوله. ويلاحظ أن الأطفال حديثي الولادة ينتبهون للأصوات بعد 24 ساعة
من الولادة، وهذه هي الخطوة الأولى في الانتباه للغة والتقاط أولياتها.
وقد قسمت آرون وشو Aron & Show نمو التصويت إلى خمس
مراحل هي:
1-
مرحلة الصراخ العشوائي يحدث نتيجة الانعكاسات الجسمية وامتداد التنفس.
2-
الصراخ الموجه، بصوت الطفل من أجل إشباع حاجاته.
3- في
عمر ثلاثة أو أربعة أشهر يبدأ المناغاة Babbling وتستمر المناغاة شهرين أو ثلاثة حتى يتعود الطفل على الأصوات،
وتختفي المناغاة عندما يحاول الطفل النطق.
4-
اللثغة Palliation تبدأ في منتصف الشهر
السادس وعندما يألف الطفل أصوات الكبار وينتبه عندما يتكلمون.
5 نطق الطفل لبعض الأصوات
والتعود على تكرارها وتبدأ في الشهر التاسع والعاشر. "وليد الزند،
1976". وسوف نفصل الحديث عن هذه المراحل فيما بعد.
وتبدو لدى الطفل كذلك في هذه
المرحلة مظاهر التعبير الوجداني الإرادي، فكثيرًا ما يتعمد الطفل في شهوره الأولى
محاكاة تعبيره الطبيعي ليقف المحيطين به على حالة الوجدانية، أو ليحملهم على تحقيق
رغبة من رغباته، فقد يتعمد مثلًا الصراخ أو البكاء ليقضي له مطلبًا ما.
وتبدو لديه كذلك في أواخر
هذه المرحلة بعض مظاهر من التعبير عن المعاني عن طريق الإشارة، فكثيرًا ما يلجأ
إلى الإشارات اليدوية والجسمية للتعبير عما يهمه التعبير عنه، كأن يمد يده ويضم
أصابع كفه ويبسطها للإشارة إلى شخص بالقرب منه، وكأن يدفع شخصًا بيده للتعبير عن
رغبته في أن يبعد عنه. "علي عبد الواحد، د. ت".
جـ- مرحلة الضحك: وتبدأ هذه
المرحلة في الظهور من الشهر الثاني من عمر الطفل، كما يبدأ الابتسام بشكل فطري
مبكر عند جميع الأطفال بصفة عامة،
ويظل هذا الابتسام فعلًا
فرديًا حتى الشهر الثالث حيث يبدأ الدور الاجتماعي للابتسام عندما يبدأ عمل
المحاكاة.
ورغم أن الضحك بمثابة
المبالغة في الابتسام كما أنه يتأخر في الزمن عن الابتسام إلا أنهما يستمران مع
الطفل كوسيلة لغوية حتى آخر الحياة. "محمد طالب الدويك، 1985".
ثانيًا: مرحلة المناغاة
والمناغاة صوت أو مجموعة
أصوات تصدر عن الطفل في الأسبوع الثالث وتستمر حتى نهاية السنة الأولى عندما ينطق
الطفل كلمته الأولى. وتظهر المناغاة عندما تصبح المراكز العليا صالحة للتوافق مع
العضلات اللفظية، ويصبح الطفل قادرًا على اللغة اللفظية فيتمرن على السيطرة على
الأصوات واجدًا فيها لذته. والمناغاة شكل من أشكال الترويض اللفظي التلقائي.
"Hurlock, 1964".
شكل "51" في مرحلة
المناغاة يلعب التقليد والتدعيم دورًا هامًا في اكتساب مفردات اللغة
ويعد الطفل نفسه في مناغاته
لتعلم اللغة السائدة، وعلينا أن نستفيد من هذه الإمكانات قبل فوات الأوان وقبل
نسيان الطفل أصواته التلقائية. والتأخر معناه لجوءنا فيما بعد إلى أساليب التعليم
الشكلي الذي فيه ما فيه من قصور ونقص. وتلعب المناغاة دورًا هامًا في تعجيل عملية
تعلم الطفل للمهارات الأساسية المطلوبة للسيطرة على الآيات اللفظية لمهارات الكلام
المعقد والتنسيق بين إدراك الكلام وإنتاجه. وقد درست بامبو لسكايا Liskaia, p "1973" تطور صنع التنغيم
في تصويت الطفل الروسي قبل الكلام، ووجدت أن هذه الصيغ تستقر قبل نشوء الكلام، وأن
الأطفال يستطيعون خلال السنة الأولى تعلم التنغيمات التي تعبر عن السعادة والأمر
والطلب، واكتشفت أيضًا أن هذه الصيغ تقترب جدًا من صيغ الراشدين.
وهناك نوعان من المناغاة
هما:
1-
المناغاة العشوائية: وهي بمثابة مجموعة أصوات يبعثها الطفل في حالة ارتياحه وتمتعه
بالدفء والشبع. "عبد العزيز القوصي، 1948".
وتتضمن أصواتًا لا معنى لها
يكررها الطفل وينطق بها بطريقة عشوائية لا يهدف منها الطفل إلى التعبير أو الاتصال
بالغير وإنما هي نشاط عقلي يجد الطفل لذة في إخراجه ومتعة في سماعه، كما تعد هذه
المناغاة العشوائية تمرينًا وإعدادًا لأعضاء النطق على الكلام الذي سيتعلمه الطفل.
2-
المناغاة التجريبية: هي امتداد للمرحلة السابقة، وتمثل هذه المرحلة أهمية كبيرة في
حياة الطفل باعتبارها مرحلة تجريبية يحرك فيها أجهزته الصوتية بأشكال مختلفة، كما
أنه يستمع إلى نتائج هذه التعبيرات والحركات، ولذلك يمكن تسمية هذا النوع من
اللعب، باللعب التجريبي للأصوات. "عبد العزيز التوصي، 1948".
وفي هذه المرحلة يحاول الطفل
تكرار الأصوات التي يصدرها، يختار بعضها ويعيدها. وتعتبر هذه المرحلة مرحلة تجريب
لأنواع من الأصوات التي تصدر منه ليتمرن عليها، وأن سلوك الطفل مما يحصل عليه من
نتائج في المناغاة التجريبية يشجعه على تقليد حركات من يسمعهم. "يونس الجنابي،
1973".
وفي هذه المرحلة وربما من
قبل هذه المرحلة يختزن الطفل في ذاكرته كثيرًا من الكلمات والجمل التي ينطق بها
المحيطون به، ويفهم مدلولها بدون أن يستطيع محاكاتها ويساعده على فهمها سياق أعمال
المتكلمين وما يصدر عنهم أثناء النطق بها من حركات يدوية وجسمية وإشارات إلى ما
تدل عليه.
فإذا كلف الطفل هذه المرحلة
بأمرًا ما مثل "اقفل الباب، هات الكوب، ضع لعبتك في العربة ... إلخ"، أو طلب إليه الإشارة إلى عضو من أعضاء جسمه أو أعضاء
غيره مثل أين أنفك، فمك، أذنك، أبوك، أمك، عمك، سريرك، لعبك ... " أدى الطفل ما طلب منه في صورة تدل على دلالة قاطعة على فهمة
لما سمع. "علي عبد الواحد، د. ت".
وفي نهاية هذه المرحلة
تقريبًا يكون الطفل قد تمكن من نطق عدد كبير من الأصوات وهو يفضل في هذا الموقف أن
تكون المناغاة سلاسل من من مقطع واحدًا أو مقاطع متشابهة "يونس الجنابي:
1973".
وفي نهاية السنة الأولى
يقترب التنغيم Intonation عند الطفل من التنغيم
السائد في لغته القومية.. ويبلغ الطفل الطور النهائي من مرحلة ما قبل الكلام عندما
يبدأ استعمال كلمات معينة يستطيع الكبار تمييزها. "موفق الحمداني،
1982".
تطور المناغاة:
وتتطور المناغاة نتيجة
لثلاثة عوامل هامة:
1-
التمييز السمعي Auditory Discrimination:
ويشير إلى قدرة الطفل على
التمييز بين مختلف الأصوات التي يصدرها ويسمعها مَنْ حوله، وهي القدرة التي تظهر
عند حوالي سن خمسة إلى ستة أشهر من عمر الطفل.
ويؤدي هذا العامل الجديد إلى
تغير هام وتطور في عملية المناغاة، فهو يجعل الطفل يدرك تنوع الأصوات والربط بينها
وبين طرق إخراجها.
2- الشعور
بالمقدرة أو الإحساس بالقدرة:
نتيجة لقدرة الطفل على إحداث
الأصوات عن قصد على النحو السابق، يبدأ الطفل بالشعور بالمقدرة والإحساس بأنه قادر
على إحداث الأصوات التي يسمعها. هذا العامل الوجداني الهام يدفع الطفل لمواصلة
الجهد والاستمرار في القيام بالمحاولات. فعملية إصدار الأصوات عملية مجهدة وتحتاج
لمواصلة الجهد والبذل.
3-
التعزيز أو التدعيم الخارجي External Reinforcement:
هناك عامل آخر لا يقل أهمية
وهو سماع الطفل لأصوات مشابهة تنطقها الأم أو غيرها من المحيطين به، وتشبه إلى حد
ما الأصوات التي ينطقها هو، فالأم عندما تسمع طفلها يناغي، تبدأ سعيدة في ترديد
الأصوات التي يصدرها، وبذلك تعطيه استثارة أبعد مدى وأقوى على مستوى التفاعل
الاجتماعي المتبادل بين الطفل والبيئة "ليلى كرم الدين، 1990".
ثالثًا: مرحلة التقليد
والاستجابات اللغوية
تبدأ هذه المرحلة عند
العاديين من الأطفال في أواخر السنة الأولى أو أوائل الثانية، وتنتهي في الخامسة
أو السادسة أو السابعة، وأما الأطفال غير العاديين من الناحية اللغوية فقد لا تبدأ
لديهم إلا في أواخر الثانية أو أوائل الثالثة، ويتأخر تبعًا لذلك موعد انتهاءها.
وعند بعض الشواذ من الأطفال لا تبدأ إلا في سن متأخرة جدًا، وقد تبدأ في حالات
نادرة في سن مبكرة جدًا. "ماير، 1979".
ويلاحظ أن تقليد الطفل لأصوت
البالغين يكون في البداية تقليد غير دقيق وغير محكم، ولكن مع مواصلة التقليد تقترب
الأصوات التي يصدرها الطفل تدريجيًا من أصوات البالغين من حوله. "ليلى كرم
الدين، 1990".
وتعد المحاكاة من العوامل
المهمة في تعلم اللغة، وبذلك يتسم الأطفال بفروق واضحة عن غيرهم من حيث القدرة على
إخراج الأصوات، ويبدأ الأطفال الأسوياء في نهاية السنة الأولى بإخراج أصوات بعضها
شبيهة بالكلمات التي ينطق بها الكبار المحيطون بهم. ويؤكد الكثير من الباحثين بأن
بزوغ فترة المحاكاة يكون غالبًا في الربع الأخير من السنة الأولى.
وقد وجد "سيجموند"
Sigmond بدراسته التتبعية أن
الطفل يبدأ المحاكاة عند سن 11 شهرًا، وأن أول كلمة استطاع محاكاتها بشكل متطابق
كانت في عمر 14 شهرًا، ويحدد سيجموند" أربعة أنواع من التقليد هي: تقليد
تلقائي "لا إرادي"، تقليد مع فهم، ودون فهم. وتسير المحاكاة اللغوية في
هذه المرحلة على أساليب خاصة بعضها يتعلق بالأصوات وبعضها يتعلق بالدلالة، وسنتكلم
على كل منهما على حدة:
1-
الأساليب المتعلقة بالأصوات، ومن أهمها ما يلي:
أن الطفل يحاكي في بادئ
الأمر الكلمات التي يسمعها محاكاة غير صحيحة ويظل يصلح من نطقه شيئًا فشيئًا،
مستعينًا بالتكرار، ومعتمدًا على مجهوده الإرادي، ومستفيدًا من تجاربه، حتى تستقيم
له اللغة. ومظاهر أخطائه في هذه الناحية كثيرة من أهمها ما يلي:
أ- أنه يغير الأصوات فيحل
محل الصوت الأصلي صوتًا آخر قريبًا منه في المخرج أو بعيدًا عنه "يغلب أن
تكون قريبًا منه"، فينطق مثلًا الكاف تاء. فقد يقول "تتاب بدلًا من
كتاب"، "الستينة بدلًا من السكينة ... إلخ". وقد ينطق الشين بدلًا من السين، فيقول سعر بدلا شعر ... إلخ".
ويظل يبدل بعض الحروف صعبة
النطق عليه بغيرها من الحروف الأسهل، وقد ينال هذا التغيير معظم حروف الكلمة فلا
يكاد يبقى فيها شيء من أصواتها الأصلية فقد يقال مثلًا: "ساساته بدلًا من
شوكولاته".
ب- أنه قد يحرف أصوات الكلمة
عن مواضعها فيجعل اللاحق منها سابقًا والسابق لاحقًا. فيقول مثلًا
"امسوا" بدلًا من "اسمه"، وقد يقول "جمزه" بدلًا من
"جزمه" أي [حذاء] ...
وهكذا.
وغالبًا ما ترجع هذه الأخطاء
الصوتية جميعًا إلى ضعف أعضاء النطق عند الطفل في بداية هذه المرحلة، بالإضافة إلى
إدراكه السمعي، وقلة مرانه. وكلما تقدمت به السن، اشتدت أعضاء صوته، وقويت حاسة
سمعه وقويت ذاكرته، وتحسن نطقه وقلت أخطاؤه.
يولع الطفل في بداية هذه
المرحلة بما كان مولعًا به في المرحلة السابقة من تكرار المقطع أو الكلمات عدة
مرات، فيظل يردد بابابا، أي "بابا". أو يظل يردد ماماماما ويعني
"ماما"، وهكذا في معظم الكلمات. وهذا راجع إلى أسباب كثيرة منها: أن
الطفل يحاول بذلك أن يثبت الكلمات في ذاكرته، ويمكن لها من أعضاء نطقه حتى يسهل
عليه حفظها والنطق بها فيما بعد عند الحاجة إليها، ومنها أن النشاط الحركي يتجه
دائمًا إلى الأشكال المتماثلة والأوضاع المتشابهة، ومنها أن وقف الحركة فجأة يتطلب
مجهودًا أكبر من المجهود الذي يتطلب استمرارها. فالطفل بتكراره هذا يميل بفطرته
إلى أخف المجهودين.
جـ- وفي بداية هذه المرحلة
يضع الطفل في معظم الكلمات التي يقلدها الأصوات نفسها التي كان يغلب عليه تكرارها
في مرحلة "التمرينات النطقية". فإذا كان في تمريناته النطقية يغلب عليه
تكرار مقطع "با" مثلًا، فإنه يضعه في معظم الكلمات التي يحاول محاكاتها
في فاتحة تقليده اللغوي، فيقول مثلًا: "باويت" قاصدًا "بسكويت"،
وهذا مظهر من مظاهر ما يسميه علماء النفس "مقاومة القديم للجديد" أو
"آثار العادات اللغوية".
د- وفي بداية هذه المرحلة
تكثر في لغة الطفل أصوات اللين "حروف المد" وتقل الأصوات ذات المقاطع
"الحروف الساكنة"، فيحذف بعض الأصوات الساكنة من الكلمة ويضم عليها
أصواتًا لينة غريبة عنها فيقول: ":كابا" بدلًا من كلب" ... إلخ.
هـ- وفي أوائل هذه المرحلة
في أواخر السنة الثانية تقريبًا" يظهر لدى الطفل ما يصح أن نسميه
"بالمحاكاة الموسيقية للعبارات"، فيحاكي الطفل أحيانًا بعض العبارات
التي يسمعها مجرد محاكاة موسيقية، بأن يلفظ أصواتًا مبهمة تمثل في تنغيمها موسيقى
العبارة التي يريد محاكاتها بدون أن تشتمل على كلماتها وكأنه يحول قطعة شعرية إلى
قطعة موسيقية حيث يصدر أنغامًا واضحة دون كلمات.
و وفي مبدأ هذه المرحلة يسير
الطفل ببطء كبير في محاكاته، فقد تمضي أشهر بدون أن يستطيع النطق بأكثر من
محاكاته، وقد تمضي أشهر بدون أن يستطيع النطق بأكثر من بضع كلمات مع أنه يكون
فاهمًا لمعظم ما يسمعه وما يقال له، ثم تحل عقده لسانه مرة واحدة، وحينئذ يسير في
هذا السبيل بخطى حثيثة لدرجة يصعب معها على من يلاحظه أن يحصي ما يدخل في متن لغته
كل يوم من كلمات جديدة.
ز- وفي وسط هذه المرحلة
وأواخرها تصل قوة التقليد اللغوي عند الطفل في مهارتها ودقتها ونشاطها وغزارة
محصولها وأهميتها وسيطرتها على النفس إلى أقصى ما يمكن أن تبلغه قوة إنسانية، ففي
هذا الدور لا يدع الطفل أي كلمة أو جملة جديدة يسمعها أو يطلب إليها محاكاتها بدون
أن يحاكيها، وأن عاقه طول جملة عن تكرارها نجده يحاكي ما يعلق بذهنه من كلمات
وبخاصة آخر كلمات الجملة.
ولا يقتصر الطفل على تقليد
الكلمات والجمل التي يدريه عليها المحيطون به، بل يحاكي كذلك من تلقاء نفسه كثيرًا
من الكلمات التي ترد في محادثات الكبار على مسمع منه، حتى الكلمات الدقيقة منها.
ويحرص الطفل كل الحرص على ما يحصل عليه من مفردات وعبارات.
وكثيرًا ما يبلغ به هذا
الحرص أن يكرر هذه المفردات والعبارات في خلوته، ويؤلف من شتاتها أغاني وجملًا غير
ذات دلالة ولكن يكون لها تأثير في تثبيت هذه الكلمات أو الجمل في ذهنه.
ولمهارة الطفل في التقليد
اللغوي في أثناء هذه المرحلة، ولشدة ميله إلى التقليد: يستطيع أن يتعلم بسرعة
وسهولة عن طريق المحاكاة أية لغة أجنبية إذا أتيحت له فرصة الاختلاط بالمتكلمين
بها، ولكن يكون ذلك على حساب لغته الأولى حيث تقابل الطفل صعوبات كثيرة في تعلم
المفاهيم اللغوية المرتبطة بلغته القومية، فما بالنا بالمفاهيم اللغوية التي يكون
عليه اكتسابها عند تكلمه للغة أجنبية. فمن الملاحظ أن تعلم الطفل لغة أجنبية في
مثل هذه السن
يؤثر تأثيرًا سلبيًا على
اكتسابه للمفاهيم اللغوية الخاصة بلغته القومية، وكذلك يؤدي إلى الخلط بين مثل هذه
المفاهيم والمفاهيم الخاصة باللغة الأجنبية. وقد وجد ويلسون "1981 Wilson" في دراسة أجراها
في نيجيريا الغربية حول ما إذا كان التلاميذ يتعلمون بشكل أفضل إذا تلقوا التعليم
بلغتهم الأصلية طيلة مرحلة الدراسة الابتدائية، أو إذا تحولوا إلى اللغة
الإنجليزية في الصف الرابع الابتدائي، فكانت المواد تكتب باللغة القومية للمدارس
التجريبية وتترجم للإنجليزية للمدارس العادية، وكذلك كان الامتحان موحدًا إلا أنه
كان باللغة القومية للمدارس التجريبية وباللغة الإنجليزية للمدارس العادية أي لمن
يدرسون بها. وكانت النتيجة أن جميع التلاميذ الذين تعلموا بلغتهم الأصلية قد
أجادوا في جميع الاختبارات بصوة مطردة وتفوقوا على أقرانهم الذين تعلموا باللغة
الإنجليزية.
وفي هذا يختلف الكبار عن
الصغار اختلافًا كبيرًا، فمهما بذل الكبار في تعلم لغة أجنبية من مجهود، ومهما
طالت مدة إقامتهم بين أهلها، فإنهم لا يصلون في إجادتها من الناحية الصوتية إلى
الدرجة التي يصل إليها الصغار في هذا الدور. والسبب في ذلك راجع إلى أن الطفل يلبي
في محاكاته دواعي غريزية، ويسلك بهذا الصدد طريقا محببًا إليه.
ح- ولا يقتصر نشاط الطفل
التقليدي في هذه المرحلة على الأصوات اللغوية، بل يمتد كذلك إلى ما عداها من
الأصوات، كأصوات الحيوان والطيور، ومظاهر الطبيعة والأصوات الشاذة وأصوات المصابين
بعاهات في النطق، والأصوات التي تحدثها الأفعال كأصوات الضرب والقرع والسقوط وما
إلى ذلك، والأطفال في هذه الناحية أمهر كثيرًا من الكبار، فقد لاحظ تاين Taine أن الأطفال في هذه
المرحلة أدق وأمهر من الكبار في محاكاة أصوات الحيوان في صورتها الطبيعية.
2 أهم الظواهر المتعلقة
بالدلالة في هذه المرحلة الأمور الآتية:
أ- على الرغم من أن فهم
الطفل لمعاني الكلمات يبدو لديه في المرحلة السابقة لمرحلة التقليد -كما تقدمت
الإشارة إلى ذلك- فإن درجة فهمه تظل مدة طويلة ضعيفة وغير دقيقة، ويبدو هذا في
مظاهر كثيرة أهمها ما يلي:
- أنه في أوائل هذه المرحلة
يستخدم الكلمات القليلة التي يستطيع النطق بها استخدام واسعًا يدل على عدم دقته في
فهم مدلولاتها، فيحمل كل منها من المعاني أكثر مما تحتمله، ويستخدمها في غير
موضعها، حيث أن تكوين المفاهيم لديه لا تزال قاصرة، وهذا ما يجعله يعبر عن أمور لا
صلة لها بمعناها الأصلي، فينطق مثلا: "كاكا" على الدجاجة وعلى الإناء
الذي تقدم فيه وعلى الطاهي الذي يعدها والمطبخ التي تعد فيه.. إلخ.
وهذا التوسع في الاستعمال لا
ترجع أسبابه دائمًا إلى ضعف الفهم وعدم الدقة في إدراك المدلولات بل يرجع أحيانا
إلى ضآلة محصول الطفل في الكلمات في بداية عمره وحاجته إلى التعبير على أي وجه.
- أنه في أوائل هذه المرحلة
يطلق اسم الجنس على غير أفراده، لمجرد وجود أدنى مشابهة فيقول "ماما"
على جميع السيدات، و"بابا" على جميع الرجال، حيث أن نموه لا يسمح له
بالتخصيص بين أفراد الجنس الواحد، وكلما تقدمت سن الطفل وكثر محصوله اللغوي يزداد
فهمه وقدرته على التمييز وتتحدد معاني الكلمات لديه، فيتخلص من التعميم، وتتميز
لديه الأجناس بعضها عن بعض، فيطلق على أفراد كل منها الاسم الخاص به. وهذا يتفق مع
مبدأ هام في النمو وهو أن النمو يسير من العام إلى الخاص.
ب وفي أوائل هذه المرحلة
تبدو لغة الطفل بعيدة عن الصرف والاشتقاق فكل كلمة من كلماته تلازم شكلا واحدا،
وتدل في شكلها هذا على جميع ما يشتق منها ويتصل بها.
ومع تقدم الطفل في هذ
المرحلة يدرك العلاقة بين الأشكال المختلفة لبنية الكلمة وتغيير معناها أو زمنها،
فتظهر حينئذ عناصر الصرف والاشتقاق في لغته.
جـ- وفي مبدأ ظهور هذه
العناصر يميل الطفل إلى القياس والسير على وتيرة واحدة حيال جميع الكلمات، فنراه
مثلًا يتبع طريقة واحدة في التأنيث، فيقول عند تأنيث بعض الكلمات مثل: خروف:
خروفة، حصان: حصانة، أحمر:
أحمرة، أبيض: أبيضة، وما إلى
ذلك، مثلما يقول قط: قطة، كبير: كبيرة.
د- يفتتح الطفل في هذه
المرحلة بالنطق بكلمات مفردة قاصدًا بها التعبير عما يعبر عنه بالجمل: فيقول
مثلًا: "باب" قاصدًا افتح الباب، و"شباك" قاصدًا اقفل الشباك.
والأم غالبًا ما تفهم غرضه من السياق والظروف المحيطة به والإشارات اليدوية
والجسمية التي تصحب كلامه، ويختار الطفل عادة للتعبير عن الجملة الكلمة التي يجيد
النطق بها أو الكلمة التي تسبق غيرها إلى لسانه، ولو لم تكن ذات أهمية في المعنى
الذي يريد تقريره. أما تركيب الجمل تركيبًا كاملًا فلا يصل إليه الطفل إلا في
أواخر هذه المرحلة.
هـ- وفي مبدأ ظهور الجملة في
لغة الطفل تبدأ عادة خالية من الروابط والحروف ويبدأ الطفل بتركيبات ساذجة للجملة
حيث تبدو كلماتها بدون تنسيق ولا ترتيب، إذ أنه يضع بعضها بجانب بعض كيفا اتفق.
وقد يرتب الطفل أحيانًا
كلمات جميلة بشكل يتفق مع ما لكل منها من أهمية في نظره فيبدأ بأكبرها أهمية
ويتدرج حتى ينتهي بأقلها شأنًا.
و وتتأثر مفردات الطفل
وتراكيبه وقواعدها في هذه المرحلة بأكثر الأفراد مخالطة له وأحبهم إليه من أفراد
أسرته وإخوته الأكبر منه، ويغلب على لغته مظاهر التقليد لهؤلاء حتى أن لغته تكاد
لا تختلف في معظم هذه المرحلة عن لغتهم.
ومن خلال هذا التقليد للغة
الكبار ينتقل إلى لغة الطفل ويعلق بها بعض أخطاء في المفردات والقواعد والأساليب
حتى الأخطاء التي تكون ناشئة عن خلل في أعضاء النطق للشخص الذي يقلده الطفل، وتظل
هذه الأخطاء ملازمة للطفل أمدًا طويلًا، فمثلًا نجد أن البنت تعبر عن نفسها بصيغة
المذكر فتقول مثلًا "أنا نازل"، "أنا طالع"، "أنا
خارج" بدلًا من "أنا نازله"، "أنا طالعه"، و"أنا
خارجه". وهذا يرجع إلى أن هذه البنت تحاكي أخاها أو آباها مثلًا، أو أي جنس
ذكر آخر من المحيطين بها.
"ز" وأول كلمات
تبدو عند معظم الأطفال هي أسماء الذوات لأن الطفل يتعلم من خلال حواسه لذلك يبدأ
بالمحسوسات، ثم الصفات، ثم الضمائر. ولعدم وجود الضمائر في لغة الطفل في بداية هذه
المرحلة نراه يعبر عن نفسه باسمه العلم فيقول مثلا "فيفي مم" أي
"فيفي تريد أن تأكل". ولا تظهر الحروف وما يشبهها من الظروف وأسماء
الشروط إلا في منتصف هذه المرحلة أو آخره. ولذلك تظهر جمل الطفل في المبدأ خالية
من الروابط والحروف كما سبقت الإشارة إلى ذلك. والسبب في هذا راجع إلى أن الطفل
يسير في ارتقائه اللغوي وفقًا لارتقاء فهمه.
ح- يكثر في لغة الطفل في
أوائل هذه المرحلة الكلمات المأخوذة عن أصوات الحيوان والأشياء، والتي يقصد بها
التعبير عن مصادرها أو عن أمور تتصل بها: "ماء للخروف"، كاكا"
للدجاجة"، أأه للضرب"، "مم" للأكل".
وقد ثبت أن بعض هذه الكلمات
يصل إليها الطفل بنفسه دون تلقين الكبار.
طـ- يعتمد الطفل في معظم هذه
المرحلة اعتمادًا كبيرًا على لغة الإشارات فيمزجها بلغته الصوتية لتحديد مدلولها،
وتوضيح ما بها من إبهام وتكملة نقصها، وتمثيل حقائقها. وقد يستخدمها وحدها في
التعبير عما يود التعبير عنه، ويكثر هذا لديه قبل ظهور اللغة، أي قبل دخوله مرحلة
التقليد وفي أوائل هذه المرحلة. "على عبد الواحد وافي، د. ت".
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Linguistic
growth
Language
and functions:
Language
is the most important thing that distinguishes humans from other living things.
It is the basis of human civilization. It is the means of the human being to
connect to his world, to express himself and satisfy his needs.
Language
is a system of symbols that is subject to rules and systems, consisting of
spoken and audible signs and other symbolic, intellectual expressions of the
individual's needs, wishes and feelings. Language is thus defined as "a
pattern of voice signals used to connect people to a community, The signal
coordinate - in a human group - constitutes the language or tongue, and in the
performance of an individual by a linguistic communication that constitutes
speech or speech ", Kamal Dasouki, 1990, 770."
Thus,
language has a number of functions:
1
- expression function: where the language allows users from their early
childhood to express their desires and sensitivity, emotions and attitudes, and
to present their attitudes and experiences and their circumstances and what
they want to get from the environment surrounding them "Jum'a Yousef:
1990, 22. Psychologists believe that language expression contributes greatly to
the psychological discharge of painful emotional shipments. Thus, language -
through interviews - is used for emotional venting and for treating emotional
disorders. The word was also considered a diagnostic tool in the first place
where the person reveals Whether through the content of his conversations or
through the style and tone of his voice, his stigma about the topics that are
discussed, or by his stops and failures and repetition or stuttering.
"Faisal Al-Zorad, 1990, 14-16".
2
- Intellectual function: Language provides the individual with ideas and
information and raises new ideas and attitudes, and push him to think and
suggest to him to work to awaken his mind and expand the horizons of
imagination and development of creative abilities, "Ahmed Almatouk: 1996,
36-37," In addition, the language enables the individual to The transition
to the most abstract levels, which can only be reached after the acquisition of
the language "Leila Karamuddin, 1990, 8-9".
3
- The function of social communication: Language is a communication tool based
on the symbols spoken to communicate through speech, written symbols of
communication through writing, and symbols of communication through the
language of signals .. The value of language in the communication depends on
the transfer of ideas of the speaker to the listener only, but It is also used
to raise ideas and sensations among the listener who responds and responds to
the impact of what he has learned from the speech, which drives him to work and
movement. "Abdel Aziz Abdel Majeed, 1979, 14.
4
- The function of social harmony: Language provides the individual with
everything that helps him to live among people in ease and tranquility and
peace, and become the basis for providing protection and care for the human
being among his group, and a factor to achieve the benefits and desires and
facilitate the means of living within this group, "Ahmed Almatouk 1996,
35. Thus, the individual is a child and an adult who, through his use of
language, can prove his identity and his personal entity and present his ideas
to others (Jum'a Yousef, 1990, 23). Language also helps the child from the
earliest age to recognize the prevailing customs and values in his society,
And adjust it according to those values, customs and traditions. In addition,
the language gives the individual a sense of belonging to his society and his
cooperation to modify his behavior to fit with this society, it provides him
with the necessary terms for various aspects of social interaction and thus
subject his behavior as an individual to what society requires "Abdel Aziz
Abdul Majid: 1979, 15.
5
- Educational function: Language is a learning and acquisition tool and an
important component of the educational process, where the academic achievement
depends on the effective use of the language because it is an article
And
the content of any curriculum, as long as the language and its vocabulary are
clear. And derived from the linguistic dictionary of the children to whom the
curriculum is placed, have implied an important factor influencing the
achievement of the objectives of the curriculum. "Gormly, 1997, 182".
6.
Cultural function: Language is a means of transmitting cultural and
civilizational heritage. Its value lies in the process of informing and the
media about specific historical issues or current events that help to compare
the past and the present. New information and diverse experiences from
different parts of the globe especially after the technological revolution in
the media .. In addition: Language is the mirror of the people and the
repository of its heritage and the Diwan of literature and record ambitions and
key ideas and emotions, and the symbol of spiritual entity and address and
unity and progress and the treasury of customs and traditions.
Thus,
the acquisition of language opens up a wide range of experiences, knowledge and
ideas that enable people to view the life of the past with all their peoples,
generations, strata and sects. It is based on the heritage of its intellectual,
civilizational and social nation, and on the heritage of diverse societies, far
apart from places and times, benefiting from their experiences, experiences and
ideas. More conscious and more thought-provoking, more knowledgeable and more
imaginative and more integrated. "Ahmad Al-Maawak: 1996, 40".
Early
linguistic growth
entrance
...
Early
linguistic growth:
Most
opinions suggest that the growth of language as any other behavioral side
follows different stages linked to each other, as no phase can be described
separately from previous stages.
Piaget
sees growth as a continuum, each of which represents an extension of the
previous phase and a prelude to the subsequent stage. "Ghassan Yaqoub,
1980".
Language
goes through several stages until it reaches its familiar form, which allows
the individual to use it as a tool for expression and communication, and
depends on its growth over the maturity and training of audio devices. And on
the level of mental, motor and sensory compatibility that underlies the
linguistic skill, especially in the beginning of composition.
0 Response to "الفصل الرابع: النمو اللغوي اللغة ووظائفها : Language Growth Language and functions"
Post a Comment