التكامل الإدراكي النمو فيما بين الحواس Cognitive integration Growth among the senses
Thursday, July 26, 2018
Add Comment
التكامل الإدراكي
النمو فيما بين الحواس
...
التكامل الإدراكي:
سبق أن ذكرنا أنه من دلائل
ازدياد الاقتدار الحركي، حدوث تغيرات في نفس الوقت في التكوين العصبي للتركيب
العضوي. وطبيعي أن هذه التغيرات العصبية ليست لها علاقة بسيطة بالسلوك الحركي فحسب
ولكن يجب أيضًا أن نحيط بمظاهر نمائية أخرى. إن تكوين الشبكات العصبية يميل إلى أن
يؤدي إلى تكامل السلوك داخل المجالات "أنماط الفعل الحركي مثلًا"،
وأيضًا فيما بين هذه المجالات "أنماط الفعل الحركي، أنماط الفعل الإدراكي،
وأنماط الفعل المعرفي" وفي هذا القسم سوف نتفحص منهاجًا للتكامل في داخل مجال
"إدراكي" ومجموعة من الأنماط السلوكية قد يتبدد ظهورها نتيجة الاقتدار
الحركي المتزايدة. وأخيرًا، سوف نصف تكامل أنماط الفعل الحركي والإدراكي.
النمو فيما بين الحواس:
تحصل الكائنات البشرية على
المعلومات الخاصة بالبيئة من خلال العديد من الأجهزة الحسية. فالراشد يستخدم
الأبصار أو السمع أو اللمس لتمييز خصائص البيئة. ويبرز السؤال عن الدرجة التي يجري
بها ترجمة الطاقة الحسية في أحد هذه الأجهزة إلى معلومات مفيدة في واحد أو أكثر من
الأجهزة الأخرى ويشار إلى هذا الموضع أحيانًا باسم "التحول الشكلى الفرعي Cross-model transfer" أو "النمو
فيما بين الحواس" intersensory development.
وأهم المساهمات التي أضيفت
في هذا المجال هي التي قام بها بيرتش Birch وعدد من زملائه "Brick & Bitterman, 1981, Birch & Leffod 1983" ولإعطاء القارئ فكرة عن الطريقة العامة في هذا المجال، سنصف
إحدى هذه التجارب بتفصيل أكثر من المعتاد. ففي دراسة قدمها بيرتش وليفورد Birch & Lefford "1983" تم فحص أشكال
بصرية ولمسية وحركية بهدف تحديد التكافؤ في معرفة الأشكال الهندسية. واللمس هنا
يشير إلى محاولة يدوية نشطة لاستكشاف شيء مثير. والحركية تشير إلى الطاقة الحسية
التي تحدث في الحركات، وهي هنا حركة الذراعين.
وقد تضمنت التجربة سلسلة
مقارنات زوجية: تجرى مقارنة شكل ما في جهاز حسي معين "القياس" بأشكال
مقدمة في جهاز حسي آخر. مثال ذلك يقوم المشرف على التجربة بتقديم مثير بصري لأطفال
التجربة يطلب منهم مناظرة المثير القياسي من خلال جهاز اللمس أو جهاز الحركة.
والأشكال الهندسية الموضحة بالشكل "43" كانت عادة مألوفة لأطفال
التجربة، كان هؤلاء الأطفال 73 ولدًا و72 بنتًا في سن يتراوح بين 5-11 سنة والشكل
"44" يبين النتائج الخاصة بثلاثة ازدواجات.
لاحظ أن أفراد التجربة كانت
أخطاؤهم أقل ما يمكن عندما كان الجهازان اللمسي والبصري مقترنين بصرف النظر عما
إذا كانت المقارنة بين أشكال متطابقة أو أشكال غير متطابقة. وكان أدنى أداء هو
الذي جرى في حالة المقارنة الحسية التي تضمنت الحركة العضلية. وتدل النتائج أيضًا
على أن أداء البنات في هذه المهمة كان أفضل من أداء البنين. كما تجدر ملاحظة
التحسن الهائل في الأداء مع السن. وتدل النتائج أيضًا على أن أسرع معدل نمو
للتكافؤ البصري - اللمس يحدث قبل سن الخامسة.
وعند الإشارة إلى نتائج هذه
التجربة لاحظ بيرتش "1983، 40" Birch ما يلي:
"تدل ميول المنحنيات
التي تعكس نمو التكافؤ البصري - اللمسي، والبصري - الحركي على أن مرحلة العمر من
السادسة إلى الثامنة تمثل فترة تغير سريع في التنظيم والقدرة الوظيفية. وفي هذه الفترة
نجد أن المعلومات المستقاة من البيئة الخارجية بواسطة مستقبل عن بعد Telorecoptor مثل الأبصار، ومستقبل عن
قرب Proximoreceptor وتمثله الإثارة اللمسية،
هذه المعلومات تحقق تكاملًا مع تكافؤ في المعلومات الاستقبالية الداخلية المستقاة
من حركة الأطراف. وتحقيق مثل هذه العلاقات المتبادلة يسهم في تنظيم النمو بإضافة
إمكانية زيادة التحكم في الفعل بالإدراك البصري".
إن هذا التفسير يتسم
بالأهمية بالنسبة للنتائج الخاصة بالنمو المعرفي، والتي تبين تغيرات بالغة في
التنظيم المعرفي للأطفال في نفس مرحلة السن 6 إلى 8 سنوات.
إن مفهوم الطاقة اللمسية
وعلاقتها بأنماط السلوك الأخرى سوف تزداد وضوحًا إذا تفحصنا بعض المواد التي طورها
زابزريتس "1965" Zaporozhets، وهو عالم نفس روسي أسهم هو وزملاؤه إسهامًا كبيرًا في زيادة
تفهمنا للنمو الإدراكي والحركي. والرأي النظري الخاص الذي ولد هذه المواد يسمى
بنظرية النسخ الحركي Motor copy theory، وهي التي تهتم أساسًا
بالعلاقة بين الأجهزة الحسية البصرية واللمسية والحركية. وطبقًا لهذا الرأي، فإن
الأطفال عندما يستكشفون شيئًا بأيديهم، يكونون في نفس الوقت صورة مرئية لهذا
الشيء. وهكذا نستطيع أن نجد تفسيرًا ممكنًا نتائج بيرتش Birch وأول زوج من الوجوه التي فحصت هو المبين بالشكل "46"
الذي يبين صورة طفل يتراوح عمره بين 3 و4.5 سنة، والصورة الأخرى لطفل يتراوح عمره
بين 6 و7.5 سنة، ومجال الصورة التي يجب تفحصها بدقة هي يد الطفل فوق المثير. ويصف
زابوروزيتس Zaporozhets أداء الطفل الأصغر بأنه
بدائي لأن السلوك الاستشكافي لا يستطيع
تمييز شيء عن أي شيء آخر.
لاحظ أن يد الطفل تقبض على المثير بأكمله، في حين أن الطفل في الصورة الثانية يبدو
وكأنه يتابع تخطيط حدود الشيء ويفحصه أيضًا بحثًا عن سمات أخرى كالصلابة مثلًا.
وطبقًا لزابوروزيتس zaporozhets فإن الطفل الأصغر يلعب
بالمثير ويتعرف مصادفة على خواصه. وعندما طلب من الأطفال فيما بعد أن يتعرفوا على
المثير "كان الأطفال الأصغر يرتكبون أخطاء أكثر نسبيًا. وقد يفسر جيبسون Gibson ذلك بأن الطفل لا يعرف
كيف يكتشف السمات الحاسمة.
والمجموعة الثانية من
الأشكال "شكل 47" تبين الأطفال يحركون شيئًا غير منتظم الشكل. والصغير
في الشكل العلوي يبدو واضعًا كفيه على حافة الشكل وكأنه يدفعه بأصابعه ويذكر
الباحث أنه طول مدة تصوير الفيلم ظل كف اليد دون حراك، ويبدو أن هذه النتيجة تدل
على أنه إذا كان من المهم -وهو فعلًا هام- استكشاف الحدود الخارجية للشيء، فإن هذا
الطفل ذا الثلاث سنوات لم يفعل ذلك، والطفل في الصورة السلفى عمره 6سنوات وقد وضع
أصابعه على طول الحد الخارجي للشيء، وطوال مدة تصوير الفيلم كان يتحسس كل حدود
الشكل بأطراف أصابعه بطريقة منتظمة. والشكل "47" يبين كيف أن طفلًا أكبر
وآخر أصغر يتلمسان مثيرًا. وقد اقترح بيرتش وليفورد Birch
& Lefford إمكانية وجود علاقة بين السلوك اللمسي
والسلوك البصري، وهي ملاحظة يؤيدها استنتاج زابورزيتس Zaporozhets. وفي الشكلين "48"، "49" نشاهد أنماط حركة
العين، والاستراتيجيات النفسية للأطفال من سن 6-7 سنوات. لاحظ: التوافق الرائع بين
الحركات البصرية والحركات اللمسية للأطفال. فالأطفال الأصغر يميلون لتثبيت البصر
أكثر على داخل الشكل، في حين أن الأطفال الأكبر يثبتون أبصارهم بطريقة منتظمة حول
حدوده. وعندما طلب من هؤلاء الأطفال فيما بعد التقاط الشكل من بين عده أشكال أخرى
غير منتظمة، فلا عجب في أن الأطفال الأصغر لم يتمكنوا من ذلك. وهكذا يبدو أن
التوافق البصري - اللمسي الذي ذكره بيرتش وليفورد
Birch& lefford وجد تأييدًا علاوة على ذلك، فبحث زابورزيتس Zaporozhets يدل على أن الاستراتيجيات "العمليات" الإدراكية للأطفال
الأصغر والأكبر تختلف عن بعضها البعض اختلافًا حادًا.
وثمة ملاحظة أخيرة عن هذا
البحث. لقد استنتج بيرتس Birch لسبب ما، أن التناول
اللمسي للأشياء باليد يكون الأساس في التمييز البصري للأطفال.
وبعبارة أخرى، لقد افترض أن
التناول اللمسي هو المسئول عن التشكيل الأولى للموجز الشكلي وأن الطاقة البصرية
تستخدم بعد ذلك لتطوير هذه الموجزات. ولكن حيث أن الجهاز البصري يشتمل على مكون
حركي - أنماط حركة العين التي يصحبها تدريب أثاري فإن نسخة حركية على أساس إدراكي
ممكن حدوثها للأشكال التي لها أساس بصري وكذلك للأشكال اللمسية والحركية.
5- التمثيل
المكاني:
مع أن الاهتمام بدراسة التمثيل المكاني Spatial representation كان أقل منه في المجالات الأخرى الخاصة بالنمو الإدراكي، إلا أن
هذا المظهر من مظاهر الإدراك ذو أهمية لأنه يوفر القدرة على التحرك من منطقة إلى
أخرى وعلى التخطيط الذكي لهذا التحرك. والتمثيل المكاني يتضمن قدرة الطفل على فهم
العلاقة بين جسمه والأجسام الأخرى في الفضاء "المكان"، وخاصة عندما يغير
الجسم موضعه في ذلك المكان. ورغم أن هذه المادة الخاصة ذات أهمية، إلا أننا سنركز
على نمو قدرة الأطفال على تمثيل العلاقات المكانية على شكل أنماط سلوكية خرائطية.
وفي محاولة من أحد الباحثين
لتقديم الموضوع العام، أخذ يراقب ابنته، وعددًا آخر من أطفال الصف الرابع، وهي
ترسم خريطة لمدرستها. كان الأطفال في حجرة الدراسة، ومعهم قطعة كبيرة من الورق،
أخذوا يحاولون في استماتة أن يرسموا تخطيطًا معقولًا لمدرستهم كانت المدرسة على
شكل حرف H. ولخيبة أمل المدرسين
والآباء، كانت الحصيلة النهائية للمحاولة سيئة للغاية: فقد جاء نصف موقع صالة
الرياضة في داخل حجرة الناظر والنصف الآخر في فناء المدرسة. أما المقصف فجاء موقعه
تقريبًا داخل الفصل، وجاء مدخل المدرسة ملفوتًا بمقدار 180 درجة. وبعد أن ترك الأب
الحزين مبنى المدرسة ذهب إلى مكتبة وأقفل الباب ثم جلس أمام قطعة من الورق وأخذ
يحاول أن يعرف إذا كان ذلك الواجب "تلك المهمة" بهذا القدر من الصعوبة
حقًا كان الوالد قد زار المدرسة ثلاث مرات فقط قبل ذلك. لم يكن الوالد ممتازًا في
مجال الفن، ولكنه استطاع أن يرسم خريطة معقولة للمدرسة. فلماذا إذن حدث ذلك الفرق؟
إن مادة هذه المناقشة مستمدة
إلى حد كبير من رسالة حديثة قدمها سيجل وهوايت "1989" Siegel & White، وفيها قدما عرضًا
تاريخيًا للمفاهيم وتفسيرًا للتمثيل "الإدراك" المكاني، وكذلك عرضًا
كاملًا للأبحاث المتعلقة بهذا الموضوع. ومن أهم السمات التي تبرز من هذا العرض أن
نمو الإدراك المكاني واستخدامه يتصل اتصالًا وثيقًا بدرجة التحرك لدى الفرد في
البيئة. فمع تزايد القدرة على الحركة لدى الأطفال، والحرية في استطلاع بيئتهم، فإن
استطلاعاتهم تساعدهم على تكوين التمثيل المكاني لعالمهم. ويمكننا أن نظن أن تلميذة
الصف الرابع وأقرانها أما إنهم لا يتحركون كثيرًا "والواقع عكس ذلك" أو
أن هذا التفسير ليس مناسبًا.
والواقع أن سيجل وهوايت Siegel & White يؤكدان على أن أنواع
المعلومات التي يحصل عليها الأطفال من استطلاع بيئاتهم تختلف عن معلومات الراشدين.
إن الراشدين يلاحظون ويتذكرون العالم. علاوة على ذلك فإن معالم مختلفة تتم
ملاحظتها. كما يؤكدان على أن الأطفال الصغار فيما يختص بخرائطهم التي تمثل جوارهم،
يميلون لرسم الأشياء الحقيقية، في حين أن الأطفال الكبار يمثلون نفس الأشياء
برمزية أكثر. وبعبارة أخرى: فإن خرائط الأطفال الأكبر
تشتمل على تنظيم معرفي أكثر،
وتدل الدلائل علاوة على ذلك على أن الأطفال الكبار يستخدمون تحولًا معرفيًا للطاقة
البصرية مما يساعد معرفتهم البصرية، أي أن الطفل الكبير يستخدم الموجزات الشكلية
المتيسرة لديه بإشارات إثارية أقل مما يحتاج إليه الأطفال الصغار. والأبحاث التي
تميل لتأييد هذا التعميم قدمها سموثريل Smothergill
"1973"، كما وردت في سلسلة من الدراسات قام
بها باحثون آخرون أمثال: "Keogh, 1969, 1971, Keogh
& Keogh, 1968".
وثمة افتراض أساسي آخر حول
نمو الإدراك المكاني كما يراه Siegel & White
"1985 ص39"، وهو أنه:
"متى تم تحديد المعالم،
فإن أفعال الطفل تسجل وتقيم بالإشارة إليها" وهذه المعالم، كما أشرنا آنفًا
تصلح كأدوات إرشادية وتنظيمية لتطوير الخرائط. ومن هذه الإشارات المعرفية يستطيع
الطفل إما أن يؤدي سلسلة من الأفعال أو يفعلها عقليًا. والافتراض الثالث هو أنه
إذا أصبح الطفل مدركًا للمعالم، واستطاع أن يقرنها بسلسلة من الأفعال المتتابعة،
واستطاع أن يكون معرفيًا نظامًا للطريق، فإنه عندئذ يستطيع أن يرسم خرائط صغيرة.
وفي النهاية، ومن خلال المخالطة مع البيئة ومن خلال النمو المتداخل للاقتدار
المكاني، يصبح الطفل قادرًا على تحديد موقع العناصر في المكان وأن يرسم خرائط
للطرق على درجة عالية من الارتباطات الداخلية والتنظيم التدريجي.
ويذكر سيجل وهوايت
"1985 ص36" Siegel & White السمات الرئيسية للنمط
النمائي على النحو التالي:
"إن نمو تتابع التمثيل
المكاني لدى الأطفال يطابق" التتابع الرئيسي" المتميز في بناء التمثيل
المكاني لدى الراشدين. إن المعالم تلاحظ وتتذكر أولًا. ويتصرف الطفل في مجال هذه
المعالم، وإذا تهيأت المعالم وتتابع الفعل، يتحقق تكوين الطريق. إن المعالم والطرق
تتكون على هيئة حزمة، ولكن إلى أن يتم تكوين إطار موضوعي للإسناد، تظل هذه الحزم
غير متناسقة الواحدة مع الأخرى. والتمثيل الدراسي تبدو كنظام من الطرق يأتي من
إطار إسنادي ويستقر فيه".
6-
السلوك الإدراكي الحركي:
من أهم سمات النمو الإدراكي
لدى الأطفال هي الصعوبة التي يواجهونها في نسخ الأشكال. والمشكلة التجريبية
المتميزة تتضمن نسخ أشكال هندسية مثل الدائرة والمربع والمعيّن والترتيب الذي
تنتظم فيه هذه الأشكال يقترب من ترتيب الصعوبة التي يواجهها الأطفال في نسخ هذه
الأشكال.
شكل "50" إن
اختبار "رسم رجل" يعتبر مقياسًا لقدرة الطفل على تمثيل الجسم البشري.
والنقط "الدرجات"
في هذا الاختبار وفي اختبارات معامل الذكاء مرتبطة.
وكما سبق أن رأينا، فإن
الأطفال في سن الثانية أو حتى قبل ذلك، يستطيعون التمييز بين هذه الأشكال بل
ويمكنهم عنونتها بدقة. ورغم هذه القدرات، فإن الأطفال الصغار لا يستطيعون نسخ
الأشكال. والتفسير الشائع لهذا القصور هو أن نموهم العضلي ضعيف أو أن قدرتهم
الفنية ضعيفة. وقد يكون ذلك تفسيرًا صحيحًا جزئيًا تبعًا لما نعنيه بالقدرة
الفنية، ولكن من المؤكد أن عدم القدرة على نسخ الأشكال لا تنتج عن نقص في السيطرة
الحركية. وعادة يقال مثلًا أن الطفل عندما يطلب منه أن يرسم رجلًا "وهو
اختبار ما يزال شائع الاستخدام في اختبار الذكاء" فإن عدم دقة الرسم هي نتيجة
لضعف القدرة الفنية. والواقع أن الصورة غير سليمة التكوين لشخص تدل على شيء أكثر
أهمية: إنها تكشف عن مستوى الطفل في التمثيل المعرفي للشكل الإنساني، وتفسير السبب
في حدوث تتابع الأحداث لا يمكن تقديمه عن ثقة، ولكننا سوف نستطلع المفاهيم التي
نشك في أنها أساس الموضوع.
واقتراح ماكوبي وبي
"1965" Maccoby & Bee أن الطفل لكي ينسخ صورة
وجه عليه أن يهتم بمزيد من السمات المميزة للنموذج ويستوعبها أكثر مما عليه أن
يميز هذه الصورة عن غيرها من الصور. وعلى ذلك مثلًا يستطيع الأطفال أن يرسموا
دوائر في وقت مبكر عن قدرتهم على رسم المعين. ورأى ماكوبي Maccoby
& Bee يتفق وهذا الفرق في النمو: أن رسم الدائرة
يتطلب القدرة على رسم الشكل العام ثم يصل بين النقطتين. أما نسخ معين فيتطلب
الاهتمام بأربعة أركان وهي الأركان التي يتطلبها رسم المربع ولكن أركان المعين تقع
على زاوية 45 درجة في الفضاء. ولذلك وعلاوة على الأربعة أركان التي في المعين،
فهناك أيضًا مشكلة تمثيل المعين في الفضاء. هذه كلها إشارات يجب الاهتمام بها
واستيعابها قبل أن تنجح عملية النسخ.
ولا شك في أن التفسير يتفق
والمعطيات ولكن من المحتمل أنه لا يأخذ في الاعتبار بعض المعطيات الأخرى التي لم
تكن متيسرة في الوقت الذي قدم فيه هذا
التفسير. وفي كتاب لأولسون
"1970" Olson يبحث في اكتساب الأطفال
للقدرة على نسخ أو تكوين شبه منحرف، أو ما أسماه باكتساب الانحرافية، وافق
"أولسون" على أنه بينما لا يجد الراشدون صعوبة تذكر في رسم شكل شبه
منحرف، فإن واجب الأطفال في هذه الحالة يتطلب وقتًا طويلًا، ويبدو أنه صعب
بالفطرة. وعند تحليل رأي ماكوبي وبي Maccoby, Bee ميز أولسون Olson بين "الفضاء
الإدراكي، واللافضاء التمثيلي". فالفضاء الإدراكي يتضمن قدرة الطفل في التعرف
على المربع كشكل مختلف عن المثلث، في حين أن الفضاء التمثيلي يتضمن مسألة ما إذا
كان الطفل يعرف مم يتكون المربع. وفي تقديم رأيه: يذكر أولسون "1970-
ص74" Olson رأي بياجيه وانهلدر
"1956" Piaget & Inheler وأن حقيقة كون الأمر
يتطلب عامين على الأقل من العمل للانتقال من نسخ المربع إلى نسخ شكل المعين يدل
بوضوح على أنه لتكوين شكل إقليدي، يتطلب الأمر أكثر من مجرد انطباع بصري
سليم". وعلى ذلك فإن الرسم هو في الواقع مؤشر على الطريقة التي يتمثل بها
الطفل الفضاء "الإدراك المكاني"، وهذه الخاصية. كما ذكر سيجل وهوايت Siegl & White في مناقشتهما، قد تكون
مسئولة عن الصعوبة التي يواجهها الأطفال في تناول الكثير من الأشكال الهندسية التي
يطلب منهم نسخها. ويجب أن نلاحظ أن الشكل شبه المنحرف الذي ذكره أولسون Olson، ورسم المعين أمر صعب،
وفي الواقع أن المعين يمكن النظر إليه كمجموعة من منحرفين. وعلى ذلك فإن
الانحرافية لا بد وأن يكون لها من السمات ما يجعل رسمها صعبًا.
وفي ختام هذا الفصل، يمكننا
أن نعود إلى وجهات النظر الآلية مقابل وجهات النظر العضوية لتقييم علاقتها بالنمو
الإدراكي. والدليل المقدم يؤيد الاعتقاد بأن التركيب العضوي سابق البرمجة ليكون
باحثًا نشطًا عن الإثارة البيئية. أن كثيرًا من القدرات الإدراكية تظهر عند
الميلاد أو بعدها بقليل، في حين أن غيرها يتطلب وقتًا وخبرة أكبر للوصول إلى حالة
النضج. وبعكس النظريات الأخرى، فإن وجهة النظر العضوية قد غيرت بدرجة كبيرة نظرة
علماء نفس النمو ودراستهم للإدراك. وكما ذكر "باور" "1966" Bower فإن نظريات الاختيارية
المبكرة اقترحت أن العالم
الإدراكي للأطفال الصغار مكان مخيف لا يظل فيه شيء ثابتًا ولا تبدو فيه الأشياء
كما تظهر. وبالاستخدام الماهر للوسائل الشرطية، قدم "باور" Bower صورة مختلفة تمامًا
عالمًا يتميز بالثبات الإدراكي، ومع أنه لا توجد نظريات تنكر أن الخبرة ترفع من
القدرة الإدراكية، فإن تأثيرات الخبرة لا تعتبر آلية ولكن عضوية.
خلاصة:
يدخل الأطفال حديثي الولادة
إلى هذا العالم مزودين بجهاز إدراكي وظيفي. وتدل الدراسات التي استخدمت وسائل
التعلم الارتباطي على أن الأطفال الصغار يستطيعون أداء كثير من التمييزات الحسية
بما في ذلك التمييزات البصرية والسمعية والشمية. والمثيرات الغريبة والمعقدة تجذب الانتباه
أكثر من المثيرات المألوفة. وباستخدام الإجراءات الارتباطية تبين أن الأطفال
الصغار يستطيعون أيضًا تصنيف المثيرات. وكشفت دراسات بحثية أخرى، باستخدام إجراءات
التعود، عن أن الأطفال الصغار يفضلون المثيرات البصرية والسمعية. ويعتقد أن عملية
التعود تمثل تفسيرًا معقولًا للكيفية التي يتعلم بها الأطفال الصغار خصائص العالم.
ومع أنه لا يوجد بعد تفسير نظري كامل للاستجابة الإدراكية المبكرة، فإنه من الواضح
أنه فيما مضى كان العلماء يقللون بدرجة خطيرة من شأن القدرة الحسية للأطفال.
ومع تقدم النمو بعد مرحلة
الطفولة المبكرة، يصبح الطفل أكثر مهارة في تحديد سمات المثيرات التي يتميز بعضها
عن البعض الآخر. وتدل الدراسات البحثية في سلوك البحث البصري على أن الأطفال
الأكبر سنًا أكثر كفاءة في عزل السمات المميزة وبذلك يتعرفون على الأشياء. إن
الأجهزة البصرية واللمسية مثلًا، تصبح تبادلية يمكن التعرف على الأشياء بسهولة
باستخدام أي من الجهازين. وعندما يصبح تمثيل العالم الإدراكي أكثر رسوخًا يستطيع
الأطفال التعبير عن تمثلاتهم في رسوم وغير ذلك من أنماط السلوك التجريدية. وأخيرًا
فإن التفرقة بين الإدراك والمعرفة تصبح مشوشة، حيث يصبح كل منهما جزءًا مكملًا
للآخر.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
Lamborghini Huracán RWD Coupé
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Cognitive
Integration:
We
have already mentioned that, as a sign of increased motor agility, changes have
occurred at the same time in the neurological composition of the organic
structure. Naturally, these neurological changes have little to do with motor
behavior, but we must also take on other developmental aspects. The formation
of neural networks tends to lead to the integration of behavior within the
domains of "locomotor patterns, for example," and also between these
areas "motor action patterns, cognitive function patterns, and cognitive
function patterns". In this section we will examine a method of
integration within a " "A range of behavioral patterns may be lost as
a result of increased mobility. Finally, half the integration of patterns of
motor and cognitive function.
Growth
among the senses:
Human
beings obtain information about the environment through many sensory devices.
It uses vision, hearing or touch to distinguish the characteristics of the
environment. The question arises as to the degree to which sensory energy in
one of these devices is translated into useful information in one or more other
devices. This is sometimes referred to as cross-model transfer or intersensory
development.
The
most important contributions were made by Birch and several of his colleagues
(Brick & Bitterman, 1981, Birch & Leffod 1983). To give the reader an
idea of the general way in this field, we will describe one of these
experiments in more detail than usual. In a study by Birch & Lefford
(1983), optical, tactile and kinetic forms were examined to determine the
equivalence of geometric shapes. The touch here refers to an active manual
attempt to explore something exciting. The motor refers to the sensory energy
that occurs in the movements, and here is the movement of the arms.
The
experiment included a pair of pair comparisons: a form is compared to a
particular sensory device "measurement" in forms presented in another
sensory device. For example, the experimenter gives a visual excitation to the
children of the experiment asking them to match the standard stimuli through
the touch or motion device. The geometric shapes shown in Figure 43 were
usually familiar to the children of the experiment. These children were 73 boys
and 72 girls between the ages of 5-11 and 44, showing the results of three
duplications.
Note
that experimental subjects were as little as possible when the visual and
optical devices were associated, regardless of whether the comparison of
identical forms or forms was not identical. The lowest performance was in the
case of sensory comparison involving muscle movement. The results also show
that the performance of girls in this task was better than that of boys. It is
also worth noting the dramatic improvement in performance with age. The results
also show that the fastest rate of growth of visual-tactile equivalence occurs
before the age of five.
Referring
to the results of this experiment, Birch (1983, 40) noted Birch as follows:
"Trends
in curves that reflect the growth of visual-tactile and visual-motor
equivalence indicate that the age of 6 to 8 represents a period of rapid change
in organization and functional capacity, and in this period we find that the
information obtained from the external environment by a telorecoptor, And
Proximoreceptor, which represents tactile excitement, this information achieves
an equal integration of internal receptive information derived from the
movement of the limbs, and the achievement of such interrelations contributes
to the regulation of growth by adding the possibility of greater control of the
act with visual perception. "
This
interpretation is important for the results of cognitive growth, which show
significant changes in the cognitive organization of children at the same age
of 6 to 8 years.
The
concept of tactile energy and its relation to other patterns of behavior will
become more pronounced if we examine some of the materials developed by
Zaporozhets, a Russian psychologist, and he and his colleagues contributed
significantly to our understanding of cognitive and motor growth. The special
theoretical opinion that generated these materials is called motor copy theory,
which deals primarily with the relationship between sensory, visual, tactile
and kinetic devices. According to this view, when children explore something
with their hands, they are at the same time a visual image of this thing. Thus
we can find a possible explanation for the results of Birch and the first pair
of faces examined is shown as "46", which shows the image of a child
between 3 and 4.5 years old, the other picture of a child between 6 and 7.5
years old, Check it carefully is the hand of the child above the stimulant.
Zaporozhets describes the performance of the younger child as primitive because
the inquisitive behavior can not
Highlight
anything about anything else. Note that the child's hand grips the entire
stimuli, while the child in the second picture seems to be following the layout
of the object's boundaries and also examining it for other traits such as
stiffness. According to zaporozhets, the younger child plays with the sexy and
accidentally encounters his characteristics. When children were later asked to
learn about the stimuli, "the younger children made relatively more
mistakes." Gibson may explain that the child does not know how to detect
critical traits.
The
second set of shapes "Figure 47" shows children moving something
irregular in shape. The young man in the upper shape seems to put his hand on
the edge of the shape as if he were pushing it with his fingers. The researcher
states that for the length of the filming, the palm of the hand remained
motionless. This result seems to indicate that if it is important - and indeed
important - to explore the outer limits of the object, The three-year-old did
not, and the child in the 6-year-old Salafi picture had his fingers along the
outer edge of the thing, and throughout the filming he felt all the edges of
the shape with his fingertips in a regular way. Figure "47" shows
0 Response to "التكامل الإدراكي النمو فيما بين الحواس Cognitive integration Growth among the senses"
Post a Comment