تكامل النظريات فيما يتعلق بمراحل النمو Integration of theories With regard to stages of growth
Thursday, July 26, 2018
Add Comment
تكامل النظريات
فيما يتعلق بمراحل النمو
...
تكامل النظريات:
مما لا شَكَّ فيه أنَّ
الشخصية الإنسانية وحدة متكاملة, أو كيان كلي واحد يتكوَّن من جوانب أو مظاهر تخضع
كلها للنمو، وهي في نموها ترتبط ببعضها بطريقة أو بأخرى؛ بحيث لا يمكن فصل أيّ
مظهر من مظاهر النمو عن غيره إلّا لغرض البحث والدراسة، ومن المفترض أنّ أي مظهر
من المظاهر يؤثِّر في غيره ويؤثر فيه؛ بحيث يمكن أن نقول: بأن هناك تكاملًا بين مظاهر
النمو داخل الكيان البشري، ومن ثَمَّ فلا بُدَّ للنظريات المفسّرة لمظاهر أو جوانب
النمو المختلفة أن تتكامل مع بعضها لتوضيح شمولية وتكاملية الكيان البشري النامي,
وفيما يلي نعرض أوجه الاتفاق وإمكانية التكامل بين النظريات التي عرضناها:
1-
فيما يتعلّق بمراحل النمو:
النمو في سن ما قبل المدرسة:
تناولت جميع نظريات النمو
مرحلة ما قبل المدرسة بإسهاب شديد كأساس للنمو اللاحق: جيزل، فرويد, بك,
وهافيجهرست، وبرونر، بياجيه، وإريكسون. أمَّا سيرز فيقتصر أساسًا على الطفل في سن
ما قبل المدرسة في معظم تفاصيل نظريته9, ويتخذ كل من بياجيه وإريكسون موقفين
مختلفين اختلافًا واضحًا فيما يختص بالحياة الخيالية للطفل الصغير, ويرى بياجيه أن
الخيال يظل مستمرًّا لمرحلة التمركز حول الذات في حياة الطفل, وهو يصفها بأنَّها
استمرارية ذات تقاسيم لحياة الطفل الصغير ذات البعد الواحد التي يكون الطفل في
مركزها، بعيدًا عن كل حدود التصارع.
وبالمقارنة نجد أن
"إريكسون" يعزو إلى الطفل وعيه بخيالاته وكذلك صراعًا حول هذا الوعي,
غير أن كلًّا منهما تشدَّد على أن القائم بالرعاية يعامل الطفل كما يرى هو
"عالم الطفل", كما يريد أن يراه الشخص الأكبر من الطفل يعامله مستقلًّا
عن خيال الطفل على أيّ مستوى قد يحدث فيه", ويضيف "إريكسون" أنَّ
الوالد هو الآخر يتعامل لا شعوريًّا مع خيال الطفل, وهو الخيال الذي وصل إلى
الوالد وأحسَّ هو به لا شعوريًّا، والوالد يميل لمعاملة هذه الخيالات لأنه جزئيًّا
يبعث طفولته هو لا شعوريًّا, ويحاول جاهدًا التعجيل بتحريك مشاعر ظلَّت طويلًا في
طي النسيان.
النموّ في سنوات المدرسة
الابتدائية:
يرى "سيرز"
و"جيزل" و"بياجيه" و"إريكسون" أنَّ الطفل في سن
المدرسة يندفع إلى الإمام باستمرار, خالقًا لنفسه آفاقًا جديدة من المهارات
والمعرفة والنضج العاطفي، وكلّ منهم يعترف بأن الطفل نفسه هو القوة الدافعة,
والكبار في بيئته, وخاصة الذين يرعونه يستطيعون أن يساعدوه في تقدمه أو يعاكسوه,
ولكن في هذا السن لم يعد باستطاعتهم "ثني الغصن" ذلك لأن الطفل يكون قد
كوَّن لنفسه مجالات يستطيع أن يعمل فيه دون تحدٍّ يذكر. وبعبارة أخرى: فكلٌّ من
"سيرز" "بياجيه" و"إريكسون" يعترفون بالتركيز
الشديد الذي يبذله الطفل لتحسين فهمه ووسائل معيشته, الأمر الذي يؤدي إلى تحول
تدريجي في اعتماده على المنزل، إلى الاعتماد على الأقران ونفوذ جديد لكبار,
وكلاهما يرى تغيرًا في أسلوب المعيشة لا يؤدي إلى تغيُّر كبير في التكوين الأساسي
لشخصية الطفل.
النمو في مرحلة المراهقة:
تناولت معظم النظريات مرحلة
المراهقة كمرحلة دينامية في تشكيل الشخصية الراشدة, وإذا كان "جيزل" قد
تناول النضج في بدايات المراهقة, فإن "فرويد" اعتبر المراهقة هي المرحلة
التناسلية التي يتحوّل فيها المراهق من كائن لا جنسي إلى كائن جنسي قادر على
المحافظة على استمرار سلالته, أمَّا بياجيه وكولبرج في إطار النظرية المعرفية،
وإريكسون ومارشيا حول نمو الهوية في
إطار نظرية النمو النفسي
الاجتماعي, فإنهم قد فصلوا الحديث حول هذه المرحلة.
أمَّا تناول بياجيه لموضوع
نمو المراهقين كعملية معرفية محدَّدة هي بلوغ النهاية بالنسبة لكل نمو سابق, فإنه
يتعارض مع الفكرة المركزية "لإريكسون" و"مارشيا" بأنَّ هذه
الفترة تكون من الفترة التشكيلية الثانية في حياة الطفل وسنوات الشباب والدخول في
مرحلة الرشد، والأوضاع المتباينة تتركّز حول نقطتين رئيسيتين:
1-
يحدد "بياجيه" المراهقة بفترة يجد فيها الشاب الوحدة مع العالم, وهي
فترة يتخذ فيها العالم الاجتماعي الخارجي مكانه الأساسي, ويمكن تفهمه كلية بتقسيم
أدواره، وقوانينه المترابطة، وتخلل الوحدة فيه. وبالمقارنة نجد أن
"إريكسون" يعرِّف المراهقة بأنها فترة يجري فيها البحث عن مركز اجتماعي
مناسب مع التضامن الاجتماعي الكامل لهذا المركز الذي يتوقع تحقيقه في سنوات الرشد
التالية، وهذا ما فصَّله مارشيا في بحث المراهق عن هويته في المجال المهني
الأيدولوجي والاجتماعي والجنسي.
2-
ويتناول "بياجيه" لموضع المراهقة باعتباره فترة تربط الأطراف السائبة،
وكفترة استكمال, وهذا ما يعارضه إريكسون بتشديده على تعريف المراهقة بأنها فترة
تأخير معقول في النمو، وبأنها فترة ابتداء، وهذان الوضعان المتعارضان ظاهريًّا
يمكن التوفيق بينهما جزئيًّا, بواقع أن "بياجيه" و"إريكسون"
إنما يتعاملان مع عناصر مختلفة من عناصر الشخصية: العناصر المعرفية, والعناصر
الانفعالية, غير أن كليهما يريان المراهقة كفترة نموّ يجد فيها الشاب مكانه
الاجتماعي. وبالنسبة "لبياجيه" فهي خطة حياة، وبالنسبة
"لإريكسون" و"مارشيا" هي إحساس بالذاتية وتشكيل الهوية.
علاوة على ذلك فإن هذه
الاختلافات يمكن التقريب بينها بالنتائج التي توصّل إليها "بياجيه", وهي
أن الفهم يسبق دائمًا القدرة على تفسير ما هو مفهوم "أي: إن الفهم يسبق تعلم
اللغة", ومنطقيًّا فإن المعرفة وتعزيز هذه المعرفة يسبقان تحقيق القدرة على
ترجمة مثل هذا المفهوم إلى فعل.
ويقترح كل من
"بياجيه" و"إريكسون" و"مارشيا" أن التقدّم النمائي
يتضمَّن معايير السن كنقطة إسناد فقط, وتشدد رسموها البيانية الخاصة بالنمو على
تتابعه نمو, والذي يحدث بعد تحقيق أهداف النمو السابقة، وكل منهم يشدّد على أنَّ
أي مرحلة نمو متقدمة مثل مرحلة المراهقة يمكن أن تحدث في أي وقت في حياة الفرد، في
تلك اللحظة التي يقبل فيها الفرد في المجتمع كفرد راشد، وذلك بالنسبة لفترات عمره،
ولذلك فإن الاختلافات الظاهرة ليست متعارضة بالضرورة, إنها فقط تنصبُّ على مظهرين
مختلفين من مظاهر الشخصية, وفي حالة عدم وجود بحث أساسي في العلاقة المشتركة بين
هذه المظاهر فإن النظامين يمكن أن يكونا متوازيين طالما ركَّزنا على تطابق مراحل
النمو.
غير أنه يبقى بعد ذلك فرق له
أهميته، طالما تقرّر نظرية بياجيه وإريكسون أنَّ النمو الكامل للشخصية هو عملية
تستمرّ طوال الحياة، في حين تقرر النظرية الأخرى أنَّ النمو المعرفي محدد ونهائي،
أشبه بالنضج الجسماني، وهذه التعقيدات متروك أمرها مبدئيًّا إلى التوقعات المطلوبة
من الفرد الآخذ في النمو. وتشير إحدى النظريتين إلى أنَّ مدى الفهم الناضج لشخص ما
يجب أن يكون قريبًا من التمام, وفي أعلى مستويات عندما يصبح الشاب الصبي راشدًا
شابًّا، وتقرر النظرية الأخرى أن النمو العاطفي والنمو الاجتماعي لا يتمان في أي
مرحلة محددة من مراحل العمر. والواقع أن إريكسون يشدِّد على أنَّ أي نمو لا يمكن
أن يستكمل تمامًا في حدود مرحلة سن واحدة، يمكن أن ينمو بعد ذلك مستقلًّا عن مظاهر
النمو الأخرى التي تحدث في مراحل تالية.
2-
التكامل حول مظاهر النمو:
أ- النمو اللغوي:
تعترف معظم أصحاب النظريات
بأن اللغة المنطوقة هي وسيلة نقل المعنى، كما يرمز إليه بالكلمات والجمل ونقل
الرسائل, كما تتضمنه الكلمات والجمل, علاوة على ذلك فإن "بياجيه"
و"فيجوتسكي" يعزيان للغة وظيفة أساسية ثانية، وهي أنها عملية مساعدة
لعملية التفكير. ومع تعلُّم الطفل استخدام اللغة نجد أن "سيرز"
و"بياجيه" كليهما ينظران فجأة إلى الطفل، كشخص جديد ومختلف، كتركيب عضوي
شخصية فريدة. ويرى فرويد و"إريكسون" أن اللغة ليست سوى مصدر إضافي كانت
ذات دلالة قوية لنقل المشاعر والأفكار والأفعال، وكذلك لتمويهها. ويرى
"بياجيه وسيرز" أن اللغة المنطوقة تكون الطريق الرئيسي للبحث فيما يختص
بكل التساؤلات الهامَّة التي يقودها الطفل، أمَّا "فرويد"
و"إريكسون" فإنهما يواصلان ويعزيان أهمية مساوية للاتصالات غير الشفوية
حتى عندما يلجأ الطفل إلى الاتصالات الشفوية.
وإذ يولي "فريد"
و"إريكسون" اهتمامًا متساويًا للغة الشفوية، واللغة غير الشفوية، لذا
فقد اهتمَّا بالتماسك الداخلي، أو التباعد بين هذين الشكلين من الاتصال,
"وطبيعي" أنهما كدراسين للسلوك المرضي يريدان أن يعرفا متى تكون أنظمة
الاتصال لدى الشخص متصلة، أو يفتقر للتماسك. ويرى "سيرز" أن اللغة تعكس
السلوك التعلُّمي الرمزي في حين يراها "بياجيه" مفتاحًا لحل حاسم
للسلوك. ويراها "فرويد" و"أريكسون" إلهامًا يجب تحليله مع
الفعل, ويعتبر "كولبرج" أن استخدام لغة الاتصال مصحوبة بالتعرُّف
التفاضلي على أكثر من نموذج للتفكير الخلقي، ولو أنَّ "إريكسون" هو وحده
الذي يكشف عن آليات عمليات الأنا العليا دون الانفصال عن مفاهيم بياجيه وسيرز. وفي
الواقع يرى "تشارلز أوديير" charles odier أن نظرية "بياجيه" والتفكير التحليلي يتقاربان في مجال
نمو الأنا العليا أكثر مما في أي مظهر آخر من نظرية كلٍّ منهما, غير أن أصحاب
النظريات يتفقون على أن شعور الوالد يصلح وعيًا للطفل إلى أن يتمكَّن الطفل من
التوصُّل إلى شعور الوالد، ويضمَّه إليه كشعوره, وهو كما يشدد "بياجيه"
وأصحاب نظريات التعلُّم الاجتماعي على أهمية مجموعة الرفاق "الأقران"
كأنا عليا تبادلية تصبح بالنسبة له إجرائية في مستوى نمو سابق أكثر مما يرى
الأقران. وبالمثل فكلٌّ منهم يعترف بظهور شعور الطفل الخاص به في موضع مختلف إلى
حدٍّ ما مرحلة النمو، ولكن ليس أكثر من ذلك من سنة كفارق بين استمرارية النمو في
نظرية كل منهم.
ب- النمو الخلقي:
يرى فرويد أن الإحساس بالذنب
أحد العقد المرتبطة بالعقد النفسية نتيجة للمنع الوالدي، ويرى "بياجيه"
أنَّ المشاعر المتضاربة لا يمكن تسميتها بالذنب إلى أن يبلغ الطفل المقدرة العقلية
لتقدير مكانة وسلطة الكبار, وهكذا لا يجد "بياجيه"
موضعًا للإحساس بالذنب أو
الرغبة في العقاب، في أيّ مستوى سابق للإدراك الواعي للطفل لمصدر السلطة، ومن جهة
أخرى فإن "سيرز وإريكسون" يعرِّفان الذنب بأنه محصّلة الخبرة الشعورية
أو اللاشعورية في أي مستوى سن، حتى قبل الإدراك الواعي بالمحظورات، وهنا نجد أن
"بياجيه" و"سيرز" يقدمان ثانية تقسيمًا ثنائيًّا، ونجد كولبرج
ينظر إلى المكوّن الخلقي في إطار اجتماعي. إن الشعور المعرفي لا يتواجد حتى يعرف
الشخص أنه موجود، وأن الشعور الانفعالي، أو الأنا العليا، يظهر قبل أن يحس الفرد
بسنوات وهو يتأثر شعوريًّا بآثاره.
ج- النمو المعرفي والأخلاقي:
توجد كثير من نقاط الالتقاء
بين النظريات المعرفية في مجال النمو المعرفي من ناحية, والنمو الخلقي من ناحية
أخرى. ومن أوجه التشابه بين كولبرج وبياجيه نجد:
- إن بياجيه وكولبرج يؤكّدان
على أهمية الأبنية المعرفية كأساس للنمو المعرفي والخلقي.
- استخدم كولبرج نفس
المستويين اللذين استخدامهما بياجيه في وصف النمو الخلقي.
- واستخدم كلٌّ منهما النظام
التتابعي في دراستهما لمراحل النمو الخلقي.
= واعتبر كولبرج المفهوم
الأساسي للنمو الأخلاقي هو العدل, وهو نفس الاعتبار الذي دارت حوله تحليلات
بياجيه.
- ويعتبر كلٌّ من بياجيه
وكولبرج أن الطريقة الإكلينيكية هي أنسب الطرق لتقييم النمو.
- ويتَّفق كلٌّ منهما حول
التفاعل بين الأقران وأهمية المفاهيم الأخلاقية الي تحتضنها كل الثقافات.
وبذلك فإن مراحل النمو
المعرفي والنمو الخلقي هي سلسلة من المعارف التي تزدد تلاؤمًا, والتي تتعلق
بالعالم الاجتماعي الثابت نسبيًّا. "عادل عبد الله: 1991".
ز- العلاقة بين النمو اللغوي
والنمو المعرفي:
ترتبط اللغة بالنمو العقلي
والمعرفي ارتباطًا وثيقًا, وقد سبق أن أوضحنا وجهة نظر بياجيه وفيجوتسكي حول
العلاقة بين اللغة والتفكير. فالنموّ المعرفي شرط أساسي لنمو اللغة, ولقد اعتقد
فيجوتسكي أن الأفعال تسبق الكلمات, فالكلمات ليست هي البداية؛ حيث يبدأ الفعل
أولًا، أما إنجاز الفعل على نحو ناجح فيعتبر غاية النمو في هذه المرحلة. ويرى أن
مرحلة تضمّن الحديث قبل الفكري كالثرثرة مثلًا، والتفكير قبل اللغوي، أي: الأنماط
السلوكية للذكاء العلمي والتي يتمّ التحكم فيها إداركيًّا، وحينما يتحدان معًا في
نهاية مرحلة المهد يصبح التفكير شفهيًّا والحديث منطقيًّا. "تيرنر:
1992".
3-
تكامل أزمات النمو:
أ- كمون النمو النفسي
والصراع الأوديبي:
واستطرادًا في دراسة نمو
الطفل، يعتبر "بياجيه" وجود فترات انتقالية بين المراحل كفرص نمائية
للتقدم إلى مستويات جديدة, ويجاري "إريكسون وسيرز" "بياجيه"
في تفاؤله، ولكنهما في الوقت نفسه يشيران إلى أخطار عدم التأكد للاضطراب والارتباك
الكامنين في هذه الفترات الانتقالية, وهنا يبدو من المستحسن أن نتأمَّل في مفهوم
هو من أكثر المفاهيم إرباكًا وإثارة للجدل، تلك هو الصراع الأوديبي الذي ظهر لأوّل
مرة في نظرية فرويد.
إن الصراع الأوديبي ظاهرة
نفسية حاسمة في التحليل النفسي، كما أوردها فرويد، لم تلق إشارة لها في نظريات
"جيزيل، بياجيه، سيرز، كولبرج", ولكن نظرية "إريكسون" في
التحليل النفسي عرضته كمرحلة, وكذلك كظواهر ولائية ومتصارعة في مختلف الارتباطات
مع الكبار الرئيسيين من الجنس الآخر. ويلاحظ أصحاب نظرية التعلُّم وكذلك من:
"بياجيه" "سيرز" فيما توصَّلوا إليه من نتائج أنه توجد تحولات
مشابهة وتخطيطها متصارعة بالنسبة للتعلّم الخاص بالتقليد والتوحد بالنموذج،
ولإيجاد نموذج مفرد كمصدر للتعرف الأولى على الذات, وهم يلاحظون أيضًا زيادة في
شعور الطفل بانتهاج سلوك مشابة لسلوك
الوالد النموذج من نفس الجنس
وفي الاهتمام بهذا السلوك، وفي نفس الوقت يحاول الطفل أن يحتفظ برباط وثيق
بالنموذج من الجنس الآخر ويؤكده, ومن المهم أنَّ نلاحظ أن "بياجيه" يصف
عفويًّا صراعًا عقليًّا في التعرُّف الجنسي الظاهر للطفل في فترة سنوات الروضة،
ويرى "بياجيه" أنَّ الأكثر من اختلاط الأدوار والصراع يتوازى مع الظواهر
الولائية المتصارعة في الموقف الأوديبي. ويشدد "سيرز" على أن الوالد من
نفس جنس الطفل في هذه الفترة من العمر يمكن أن يكون هو المحفِّز على عدوانية أكبر،
والمستقبل أيضًا لهذه العدوانية، في حين أن الوالد الآخر يميل إلى أن يكون أكثر
تساهلًا، وبالتالي يسهل الاقتراب منه, ويلخص "إريكسون" هذه الملاحظات
كبعد إضافي للموقف الأوديبي، والواقع أن كتابات إريكسون السابقة اشتملت على فرض
نظري عندما حاول تفسير الموقف الأوديبي كفترة يحاول فيها الطفل بصفة خاصة أن
يتعلّق عن كئب بالوالد من الجنس الآخر، وفي كتاب أكثر حداثة اقترح أنَّ الموقف
الأوديبي يشتمل على مجاهدات تصارعية أكثر تنوعًا عن مجرَّد الارتباط الجنس بالوالد
من الجنس الآخر.
وتوحي النتائج التي توصَّل
إليها كل من "بياجيه، سيرز" أنه في الفترة الأوديبية يحاول الطفل جاهدًا
الاقتراب سلوكيًّا من الوالد من نفس الجنس، وهذه المحاولات بدورها تؤدي بالطفل إلى
ارتباط أكثر إلحاحًا بالوالد من الجنس الآخر مع معتقدات جديدة، والصراع الأساسي لا
يتواجد إلًا قليلًا ما دام النظر إلى الموقف الأوديبي يعتبره مشكلة محيِّرة في
انتقال الروابط الشخصة، وتفاعل علاقات تفاضلية جديدة.
ويرى "إريكسون" أن
الموقف الأوديبي في فترة البلوغ أزمة نمائية وصراعًا يبين اكتساب إحساس بالهوية
والترك مع إحساس بتشتت الدور, ويشير "بياجيه" إلى تعقيدات مشابهة عندما
يحاول المراهق في عقله تحديد علاقات اجتماعية في إطار اجتماعي جديد وأكثر اتساعًا,
أمَّا "سيرز" فإن كتاباته لا تمتد إلى هذه الفترة من العمر بدرجة تكفي
لتحديد تفكيره في اتجاه أو آخر، ويرى "بياجيه" أن هنا معرفة أكثر تقدمًا
لأنماط العلاقات يعتبرها حلًّا لهذه الفترة من التوتر. ويعزو "إريكسون"
التكامل الناجح لهذه الفترة إلى تفوق الإجراءات الانفعالية المتصارعة.
وكلاهما يعترف بهذه الفترة
من البلبلة والتصارع كعنصر أساسي في النمو، ويعود "إريكسون" لاقتراح أن
عمليات النمو تختلف باختلاف الجنس. أمَّا "بياجيه" فلا يبدو أنَّه يعتبر
اختلافات الجنس ذات دلالة. هذا ولا يزال التركيب الأخير لمفهوم
"إريكسون" للصراع الأوديبي الثاني في فترة المراهقة، وإشارة
"بياجيه" إلى التشتت في العلاقة الرمزية, لا يزالان معروضين لبحث في
المستقبل.
ب- أزمات النموّ النفسي
الاجتماعي:
إذا استرجعنا فكرة الأزمات
التي تحدَّث عنها إريكسون, والتي تمثل محاور مرحلية للنمو النفسي الاجتماعي للطفل,
نجد أنَّ من الممكن اعتبارها في هذه الإطار حالات خاصة, أو هي تطبيق للفترات
الحرجة التي ذكرها جيزل؛ ففي المرحلة الأولى تكون هذه المرحلة العمرية فترة حرجة
لإشاعة الثقة المتبادلة بين الطفل والأم, وفي المرحلة الثانية تكون لدى الطفل
إحساس بالحاجة الحرجة لتنمية الاستقلالية، والمرحلة الثالثة فترة حرجة لتنمية حاسَّة
المبادأة, والرابعة لتنمية الإحساس بالإنجاز ... إلخ. وبالتالي تلتقي كلتا النظرتين حول مبدأ واحد تندرج تحته
المحاور المرحلية.
وبذلك تعتبر مناهج إريكسون
حول الأزمات النمائية النفسية الاجتماعية فترات حسَّاسة مرحلية في هذا التفاعل،
تكتسب معانيها وأهميتها من الثقافة التي يعيش فيها الفرد. والنظريات التي تعتبر
السلوك المعرفي سلوكًا توافقيًّا، والنظريات التي تعتبر محددات التعلُّم
"التعزيز، التعلُّم الاجتماعي، القدوة، المحاكاة، والنمذجة" مفاهيم
أساسية في تفسير تغير السلوك ونموه, تلتقي حول مفهوم الأزمات النمائية؛ حيث يتم
اكتساب الطفل سلوكيات معينة في فترة حرجة من سياق حياته النمائي.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Integration
of theories:
There
is no doubt that the human personality is an integral unit, or one holistic
entity composed of aspects or manifestations subject to growth, which in its
growth are linked to each other in one way or another, so that any aspect of
growth can not be separated from other than for the purpose of research and
study, That any manifestation affects and affects others; that we can say that
there is a complementarity between the manifestations of growth within the
human entity, and therefore the theories explaining the different aspects or
aspects of growth must be integrated with each other to clarify the
comprehensiveness and complementarity of the developing human entity, We offer
the points of agreement and the possibility of integration between the two Reat
that we presented:
1.
With regard to the stages of growth:
Pre-school
growth:
All
preschool theories were extensively addressed as a basis for subsequent growth:
Giselle, Freud, Beck, Havergherst, Brunner, Piaget, and Erikson. Sears is
mainly confined to the pre-school child in most of his theory. 9 Piaget and
Erikson take two very different positions regarding the fictional life of the
young child. Piaget believes that imagination continues to be self-centered in
the child's life, With a division of the life of a child with a one-dimensional
child in the center, away from all the limits of wrestling.
Eriksson,
on the other hand, attributes to the child his awareness of his fantasies and
struggles about this awareness, but both emphasize that the caregiver treats
the child as he sees it as "the child's world" and wants to see him
as a child independent of the child's imagination. At which level it may occur.
"" Erickson adds that the father is also unconsciously dealing with
the child's imagination, a fantasy that has reached the father and feels
subconsciously, and the father tends to treat these fantasies because he partly
raises his childhood is unconsciously, and tries hard to accelerate Stirring
feelings that have long been forgotten.
Growth
in primary school years:
Sears,
Giselle, Piaget and Ericsson see the school-age child rushing to the imam
constantly, creating new horizons of skills, knowledge and emotional maturity.
Each of them acknowledges that the child himself is the driving force, and the
adults in his environment, Especially those who nurture it can help him to progress
or reverse it, but at this age they can no longer "bend the branch"
because the child has created for himself areas in which he can work without a
little challenge. In other words, both Piaget and Ericsson recognize the
child's intense focus on improving his understanding and means of living,
leading to a gradual shift in his dependence on the home, to peer dependency
and new influence to the elders, both of whom see a change in style Living does
not significantly change the basic configuration of the child's personality.
Teenage
Growth:
Most
of the theories dealt with adolescence as a dynamic stage in the formation of
the adult personality. If Giselle had matured in adolescence, Freud considered
adolescence to be the reproductive stage in which an adolescent transforms from
a non-sexual being into a sexual object capable of sustaining his or her
descendants , Piaget and Kohlberg in the framework of cognitive theory, and
Erikson and Marcia on the growth of identity in
Under
the theory of psychosocial growth, they have separated talk about this stage.
Piaget's
approach to the subject of adolescent growth as a specific cognitive process is
the end of every previous growth. It contrasts with the central idea of
Erikson and Marcia that this period is from the second plastic period in the
child's life, youth years and adulthood. About two key points:
1.
Piaget defines adolescence as a period in which the young man finds unity with
the world, a period in which the external social world takes its place, and can
be fully understood by dividing its roles, its interrelated laws and permeating
the unity. By contrast, Ericsson defines adolescence as a period in which a
suitable social center is sought with the full social solidarity of this center
expected to be achieved in the following years of maturity. This is what Marcia
has separated in the adolescent's search for his identity in the social,
ideological, social and sexual fields.
2
- Piaget deals with the status of adolescence as a period of connecting the bulk
of the parties, and as a period of completion, which is opposed by Ericsson by
stressing the definition of adolescence as a reasonable delay in growth, and
that the period of beginning, and these situations are apparently contradictory
can be reconciled in part, And Ericsson, but they deal with different elements
of personality: cognitive elements, emotional elements, but both see
adolescence as a period of growth in which the young man finds his social
place. For Piaget, it is a life plan. For Erikson and Marcia, it is a sense of
identity and identity.
Moreover,
these differences can be reconciled with Piaget's findings that understanding
is always preceded by the ability to interpret the concept of
"understanding precedes language learning" and, logically, knowledge
and the promotion of knowledge precede the ability to translate such This
concept to do.
Piaget,
Ericsson and Marsia suggest that developmental progress includes age standards
as a reference point only, and their growth charts emphasize growth, which
occurs after achieving previous growth targets, and each emphasizes that any
advanced growth stage Such as adolescence can occur at any time in the life of
the individual, at that moment in which the individual accepts in society as an
adult, for the periods of his life, and therefore the apparent differences are
not necessarily incompatible, they only focus on two different manifestations
of personality, There is no basic research in the relationship
0 Response to "تكامل النظريات فيما يتعلق بمراحل النمو Integration of theories With regard to stages of growth"
Post a Comment