بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

بين الكناية والتعريض Between confinement and exposure

بين الكناية والتعريض

لعل ضياء الدين ابن الأثير أوضح من بحث أسلوبي الكناية والتعريض وفرّق بينهما.ففي مستهل حديثه عنهما في كتابه المثل السائر يقول: «هذا النوع مقصور على الميل مع المعنى وترك اللفظ جانبا. وقد تكلم علماء البيان فيه فوجدتهم قد خلطوا الكناية بالتعريض ولم يفرقوا بينهما، ولا حدوا كلا منهما بحد يفصله عن صاحبه، بل أوردوا لهما أمثلة من النثر والنظم وأدخلوا أحدهما في الآخر، فذكروا للكناية أمثلة من التعريض وللتعريض أمثلة من الكناية، فمن فعل ذلك الغانمي وابن سنان الخفاجي والعسكري».

وفي محاولة لتحديد مفهوم «الكناية» فرق ابن الأثير بينها وبين غيرها من أقسام المجاز بقوله: «إن الكناية إذا وردت تجاذبها جانبا حقيقة ومجاز، وجاز حملها على الجانبين معا.
ألا ترى أن اللمس في قوله تعالى: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ* يجوز حمله على الحقيقة والمجاز، وكل منهما يصح به المعنى ولا يختل؟ ولهذا ذهب الشافعي إلى أن اللمس هو مصافحة الجسد الجسد، فأوجب الوضوء على الرجل إذا لمس المرأة، وذلك هو الحقيقة في اللمس.
وذهب غيره إلى أن المراد باللمس هو الجماع، وذلك مجاز فيه وهو الكناية، وكل موضع ترد فيه الكناية فإنه يتجاذبه جانبا حقيقة ومجاز، ويجوز حمله على كليهما معا.
أما التشبيه فليس كذلك ولا غيره من أقسام المجاز، لأنه لا يجوز حمله إلا على جانب المجاز خاصة، ولو حمل على جانب الحقيقة لاستحال المعنى. ألا ترى أنا إذا قلنا «زيد أسد» لا يصح إلا على جانب المجاز خاصة، وذاك أنا شبهنا زيدا بالأسد في شجاعته، ولو حملناه على جانب الحقيقة لاستحال المعنى، لأن زيدا ليس ذلك الحيوان ذا الأربع والذنب والوبر والأنياب والمخالب.
وقد خلص من هذا النقاش إلى تعريف الكناية بقوله: «حد الكناية الجامع لها هو أنها كل لفظة دلت على معنى يجوز حمله على جانبي الحقيقة والمجاز بوصف جامع بين الحقيقة والمجاز» وطبقا لهذا التعريف فمثالها عنده قوله تعالى: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فكنى بذلك عن النساء، والوصف الجامع بين المعنى الحقيقي والمجازي هو التأنيث. ولولا ذلك لقيل في هذا الموضع إن هذا أخي له تسع وتسعون كبشا ولي كبش واحد، وقيل هذه كناية عن النساء.
فالوصف الجامع بين الحقيقة والمجاز شرط في صحة تعريف الكناية عنده.
...

بعد ذلك انتقل ابن الأثير إلى بيان ما بين الكناية والاستعارة من صلة فقال: «أما الكناية فإنها جزء من الاستعارة، ولا تأتي إلا على حكم الاستعارة خاصة، لأن الاستعارة لا تكون إلا بحيث يطوى ذكر المستعار له، أي المشبه، وكذلك الكناية فإنها لا تكون إلا بحيث يطوى ذكر المكنى عنه، أي لازم المعنى.
ونسبة الكناية إلى الاستعارة نسبة خاص إلى عام، فيقال كل كناية استعارة، وليس كل استعارة كناية، وهذا فرق بينهما. ويفرق بينهما من وجه آخر، وهو أن الاستعارة لفظها صريح، والصريح هو ما دل عليه ظاهر لفظه، والكناية ضد الصريح، لأنها عدول عن ظاهر اللفظ. وهذه فروق ثلاثة: أحدها الخصوص والعموم، والآخر الصريح، والثالث الحمل على جانب الحقيقة والمجاز. وإذا كانت الكناية جزءا من الاستعارة، وكانت الاستعارة جزءا من المجاز، فإن نسبة الكناية إلى المجاز هي نسبة جزء الجزء وخاص الخاص.
...


ومن بيان الصلة بين الكناية والاستعارة والتفرقة بينهما انتقل ابن الأثير لبحث الصلة بين التعريض والكناية. وقد بدأ بتعريف التعريض فقال: «أما التعريض فهو اللفظ الدال على الشيء من طريق المفهوم لا بالوضع الحقيقي ولا المجازي»، فإنك إذا قلت لمن تتوقع صلته ومعروفه بغير طلب: «والله إني لمحتاج، وليس في يدي شيء، وأنا عريان، والبرد قد آذاني»، فإن هذا وأشباهه تعريض بالطلب، وليس هذا اللفظ موضوعا في مقابلة الطلب لا حقيقة ولا مجازا، إنما دل عليه من طريق المفهوم، بخلاف دلالة اللمس على الجماع. وعنده أن التعريض إنما سمي تعريضا لأن المعنى فيه يفهم من عرضه أي من جانبه، وعرض كل شيء جانبه.

وكما فرق بين الكناية والتعريض من جهة خفاء الدلالة ووضوحها، فرق بينهما كذلك من جهة اللفظ فقال: «واعلم أن الكناية تشمل اللفظ المفرد والمركب معا، فتأتي على هذا تارة وعلى هذا أخرى. وأما التعريض فإنه يختص باللفظ المركب، ولا يأتي في اللفظ المفرد البتّة. والدليل على ذلك أن التعريض لا يفهم المعنى فيه من جهة الحقيقة ولا من جهة المجاز، وإنما يفهم من جهة التلويح والإشارة، وذلك لا يستقل به اللفظ المفرد، ولكنه يحتاج في الدلالة عليه إلى اللفظ المركب».
ومن أمثلة التعريض:
1 - قوله تعالى في شأن قوم نوح: فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ.
فقوله: «ما نراك إلا بشرا مثلنا» تعريض بأنهم أحق بالنبوة منه، وأن الله لو أراد أن يجعلها في أحد من البشر لجعلها فيهم، فقالوا: هب أنك واحد من الملأ ومواز لهم في المنزلة فما جعلك أحق منهم بها؟ ومما يؤكد ذلك قولهم: «وما نرى لكم علينا من فضل».
2 - كان عمر بن الخطاب يخطب يوم جمعة، فدخل عثمان فقال عمر: أية ساعة هذه؟ فقال عثمان: يا أمير المؤمنين انقلبت من أمر السوق فسمعت النداء، فما زدت على أن توضأت. فقال عمر: والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله كان يأمرنا بالغسل؟ فقوله: «أية ساعة هذا؟» تعريض بالإنكار عليه لتأخره عن المجيء إلى الصلاة وترك السبق إليها.
وهو من التعريض المعرب عن الأدب.
3 - وقفت امرأة على قيس بن عبادة فقالت: «أشكو إليك قلة الفأر في بيتي». فقال: «ما أحسن ما وردت عن حاجتها، املأوا لها بيتها خبزا وسمنا ولحما». فهذا تعريض من المرأة حسن الموقع.
4 - كتب عمرو بن مسعدة الكاتب إلى المأمون في أمر بعض أصحابه وهو: «أما بعد فقد استشفع بي فلان إلى أمير المؤمنين ليتطول في إلحاقة بنظر أنه من الخاصة، فأعلمته أن أمير المؤمنين لم يجعلني في مراتب المستشفعين، وفي ابتدائه بذلك تعدى طاعته». فوقع المأمون في ظهر كتابه قد عرفت تصريحك له وتعريضك لنفسك، وقد أجبناك إليهما. وهذا من أحسن التعريضات (1).
__________
(1) ارجع في ذلك إلى المثل السائر ص 247 - 258.
المصدر : المكتبة الشاملة
الكتاب: علم البيان و المؤلف: عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
الطبعة: بدون و عام النشر: 1405 هـ - 1982 م و عدد الأجزاء:




The text below is a translation from google translate where it is possible to have many errors, please do not use this translation as a reference, and take a reference from the Arabic text above. thanks.

Between confinement and exposurePerhaps Zia al-Din Ibn al-Atheer is clearer than the study of the two forms of metaphor and exposure and differences between them.At the beginning of his speech in his book the proverbial saying: «This type is limited to the tendency with the meaning and left the word aside. The scholars of the statement spoke in it and found them confused the metaphor by exposing them and did not differentiate between them. They did not limit each of them to a limit that separates them from the author. Rather, they cited examples of prose and systems, and introduced one into the other. They cited examples of the metaphor and examples of the metaphor. Sinan al-Khafaji and the military ».

In an attempt to define the concept of "metaphor" Ibn al-Athar's division between them and other sections of the metaphor, saying: «Metonymy if it comes to pull aside a fact and a metaphor, and Jazz carried on both sides together.
Do not you see that touching in the verse: or women's wives * may be carried on the truth and the metaphor, and each of them true by the meaning does not break? This is why al-Shafi'i said that touching is the shaking of the body with the body, so it is obligatory to do wudoo 'on the man if he touches the woman.
The other is that the meaning of the touch is sexual intercourse, and that is metaphorical, which is a metaphor, and every place where the metaphor is withdrawn, it is pulled aside by the fact and metaphor, and may be carried on both of them together.
The analogy is not so and no other sections of the metaphor, because it is not permissible to carry it except on the side of metaphor in particular, even if carried on the side of truth to impersonate the meaning. Do not you see that if we say «Zeid Asad» is not true only on the side of metaphor, especially, and that I likened Zaida lion in courage, even if we carried on the side of truth to impersonate the meaning, because Zaida is not that animal four, and guilt and lint and teeth and claws.
He concluded from this discussion to the definition of the denomination by saying: «The limit of the total metaphor is that it is every word indicated the meaning may be carried on both sides of truth and metaphor as a collector between truth and metaphor» According to this definition has the saying: That my brother has ninety-nine One eulogy was made for women, and the whole description between the real meaning and the metaphor is feminism. And if it were not for this reason, this is my brother. He has ninety-nine ram and one ram, and this is said to be a metaphor for women.
The whole description between truth and metaphor is a condition in the validity of the definition of the metaphor.
...
After that, Ibn al-Atheer moved to a statement between the metaphor and metaphor of the connection, he said: «Metonymy is part of the metaphor, and does not come only on the metaphor of metaphor, especially, because metaphor is not only to fold the alias, Except that the male is covered by the meaning of the meaning of the meaning.
And the proportion of metaphor to metaphor is a special ratio to a year, it is said metaphor metaphor, not all metaphor metaphor, and this difference between them. And the difference between them from another face, is that the metaphor of the word explicit, and frank is what the apparent manifestation of the word, and the metaphor against the frank, because they turn off the appearance of the word. These three differences: one particular and the general, and the other frank, and third pregnancy on the side of truth and metaphor. If the metaphor is part of the metaphor, and metaphor is part of the metaphor, the ratio of metaphor to metaphor is the proportion of the part of the segment and private.
...
From the statement of the link between metaphor and metaphor and differentiation between them, Ibn al-Atheer moved to discuss the link between exposure and metaphor. He began by defining the exposure and said: "The exposure is the word that refers to the thing from the concept, not the real situation and not metaphorical," then if you say to those who expect the connection and known without asking: «God I need, and I have nothing, and I naked, and cold has hurt me This is not an issue in the interview of the request, neither a truth nor a metaphor. Rather, it is indicated by the concept, unlike the sign of touching on sexual intercourse. And that the exposure is called a contradiction because the meaning of it is understood by the presentation of any side, and presented everything on his side.
As the difference between the denomination and the exposure of the aspect of concealment significance and clarity, the difference between them also on the one hand, he said: «I know that the metaphor includes the word singular and composite together, and come on this and sometimes on this other. With regard to exposure, it is related to the compound word, and it does not come in the singular phrase at all. Proof of this is that exposure does not understand the meaning in terms of truth or metaphor, but it is understood from the point of waving and pointing, and that does not go by the singular word, but it needs to indicate the compound word ».
Examples of exposure include:
1 - The verse in the matter of the people of Noah: Said the full of those who disbelieve from his people, what we see only human beings like us and what we see you follow only those who are Erlzna opinion and we see you to us of virtue, but we think liars.
He said: "What do we see as a human being like us?" Is that they are more deserving of prophecy than him, and that if God wanted to make it in one of the human beings to make it among them. This is confirmed by their saying: "And we do not see favor for you."
2 - Umar ibn al-Khattab preaching on Friday, Osman entered and said Omar: What hour is this? Othman said: O Commander of the believers turned from the market order I heard the appeal, what increased to make up. Omar said: Wudoo also, and I learned that the Messenger of God was ordering us washing? His saying: "What hour is this?" He exposes the denial to him for his delay from coming to prayer and leaving the lead to it.
It is the exposure of literature.
3 - A woman stood on Qais ibn Abadah and said: "I complain to you the lack of a mouse in my house." And he said, "What is better than what has been received about her need, fill her house with bread, and let us eat meat." This is an expiation of a good woman.
4 - Amr ibn Mas'ada wrote the author to the safe in the matter of some of his companions, which is: "After he has asked me to go to the Commander of the Faithful to lengthen in the sense that it is private, I informed him that the Commander of the believers did not make me in the ranks of Almstaifin, The safe fell in the back

Related Post:




0 Response to "بين الكناية والتعريض Between confinement and exposure"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel