بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

غرائب التشبيه وبديعه

غرائب التشبيه وبديعه

التشبيه أسلوب من الأساليب البيانية، وهو ميدان واسع تتبارى فيه قرائح الشعراء والبلغاء. ولعلّه هو وأسلوب الاستعارة من أكثر أساليب البيان دلالة على عقل الأديب وقدرته على الخلق والإبداع.

والتشبيه الذي هو في الوقت ذاته أساس الاستعارة يدلّ فيما يدلّ على خصب الخيال وسموّه وسعته وعمقه، كما يظهر كذلك مدى القدرة على تمثيل المعاني والتعبير عنها في صور رائعة خلّابة.
من أجل ذلك كله يفتنّ الشعراء والبلغاء في صور التشبيه وألوانه، ويتنافس ذوو المواهب في طرق تناوله والإتيان فيه بكل غريب وبديع طريف.
ولما كان التشبيه على هذا الوضع يعدّ مقياسا يقاس به بلاغة البليغ وأصالته، فإننا نرى من البلغاء من لا يقف في الدلالة على براعته في التشبيه عند حدّ إجادته، وإنما يتجاوز ذلك إلى الإتيان بأكثر من تشبيه في بيت واحد.
فمنهم مثلا من شبّه شيئين بشيئين في بيت واحد، كقول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العنّاب والحشف البالي
فقد شبّه الرطب من قلوب الطير بالعناب، واليابس منها بالحشف البالي، فجاء تشبيهه في غاية الجودة.

وكقول الطرماح في وصف ثور وحشي:

يبدو وتضمره البلاد كأنه سيف على شرف يسلّ ويغمد
فالثور الوحشي حين يظهر كأنه سيف يسلّ من غمده على مكان عال، وهو حين يخفى كأنه سيف يغمد في غمده.
وكقول البحتري في وصف الندى تحمله شقائق النعمان:
شقائق يحملن الندى فكأنه دموع التصابي في خدود الخرائد (1)
فقطرات الندى مشبهة بدموع التصابي، وشقائق النعمان بخدود الحسان.
__________
(1) الخرائد: جمع خريدة، وهي من النساء البكر التي لم تمسّ قطّ.

وكقول بشار بن برد:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
شبّه مثار النقع والغبار فوق الرؤوس بظلمة الليل، وشبّه السيوف بالكواكب وقد كثر تشبيههم شيئين بشيئين حتى لم يصر عجبا.
وكقول آخر:
بيضاء تسحب من قيام فرعها وتغيب فيه وهو جثل أسحم
فكأنها فيه نهار ساطع وكأنه ليل عليها مظلم
شبّه امرأة بيضاء في شعرها الأسود المسترسل إلى الأرض بالنهار الساطع وشبّه شعرها الكثيف الملتف على رأسها بالليل المظلم.
ومنهم من شبّه ثلاثة أشياء بثلاثة أشياء، كقول البحتري أيضا:
وتراه في ظلم الوغى فتخاله قمرا يكرّ على الرجال بكوكب
شبّه وغى الحرب وعجاجها وجلبة أصواتها بالظلم، وشبّه الممدوح بالقمر، والسنان بالكوكب.
وكقول شاعر آخر:
نشرت إليّ غدائرا من شعرها حذر الكواشح والعدو المويق (1)
فكأنني وكأنها وكأنه صبحان باتا تحت ليل مطبق
شبّه الشاعر نفسه وشبّه صاحبته بصبحين، وشبّه شعر صاحبته الأسود بليل مطبق الظلام.
وكقول المرقش:
النشر مسك والوجوه دنا نير وأطراف الأكفّ عنم (2)
شبّه الرائحة بالمسك، والوجوه بالدنانير، وأطراف الأكفّ بالعنم.
__________
(1) الكواشح: جمع كاشح وهو العدو الذي يضمر العداوة ويطوي عليها كشحه أي باطنه، والكشح بفتح الكاف وسكون الشين: الخصر، وسمي العدو كاشحا لأنه يخبئ العداوة في كشحه وفي كبده، والكبد بيت العداوة والبغضاء، ومنه قيل للعدو: أسود الكبد، كأنّ العداوة أحرقت الكبد. والعدو الموبق: المهلك والمظهر العداوة.
(2) العنم: شجر له ثمر أحمر يشبّه به البنان أو الأصابه المخضوبة.

وكقول ابن الرومي:
كأن تلك الدموع قطر ندى يقطر من نرجس على ورد
شبّه الدموع بقطر الندى، والعيون بالنرجس، والخدود بالورد وكقول ابن المعتز:
بدر وليل وغصن وجه وشعر وقدّ
خمر ودرّ وورد ريق وثغر وخدّ
في البيت الأول شبّه البدر بالوجه، والليل بالشعر، والغصن بالقد، وفي البيت الثاني شبّه الخمر بالريق، والدرّ بالثغر، والورد بالخد.
ويلاحظ في جميع هذه التشبيهات أنها من التشبيه المقلوب.
ومنهم من شبّه أربعة أشياء بأربعة أشياء كقول امرئ القيس:
له أيطلا ظبي وساقا نعامة وإرخاء سرحان، وتقريب تتفل
شبّه خاصرتي الفرس بخاصرتي الظبي، وشبّه ساقيه بساقي النعامة، وشبّه إرخاءه، أي مدّ عنقه في استرسال عند السير بإرخاء السرحان أي الذئب، وليس دابة بأحسن إرخاء منه، وشبّه تقريبه، أي جمع يديه ووثبه عند الجري بتقريب التتفل، أي ولد الثعلب، والمعنى يوحي بأنه أراد الثعلب بعينه مشبّها به.
وكقول المتنبي:
بدت قمرا ومالت خوط بان وفاحت عنبرا ورنت غزالا (1)
__________
(1) الخوط: الغصن الناعم، ورنت: نظرت.

شبّه المتغزّل فيها بالقمر حسنا، وشبّه تمايلها وتثنيها في مشيتها بغصن البان، وشبّه طيب رائحتها بالعنبر، وشبّه سواد مقلتيها عند ما ترنو وتنظر بمقلتي الغزال.
ومثله قول شاعر آخر:
سفرن بدورا وانتقبن أهلّة ومسن غصونا والتفتن جآذرا
وكقول ابن حاجب وزير القادر بالله:
ثغر وخد ونهد واختضاب يد كالطلع والورد والرمان والبلح (1)
شبّه الثغر بالطلع، والخد بالورد، والنهد بالرمان، واليد المخضوبة بالبلح.
__________
(1) الطلع، ما يطلع من النخلة ثم يصير ثمرا إن كانت أنثى، وإن كانت ذكرا لم يصر تمرا بل يؤكل طريا، ويترك على النخلة أياما معلومة حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق، وله رائحة ذكيّة فيلقح به الأنثى.

وكقول ابن رشيق:
بفرع ووجه وقدّ وردف كليل وبدر وغصن وحقف
شبّه الشعر الأسود بالليل، والوجه بالبدر، والقدّ أو القامة بالغصن، والردف (2) بالحقف وهو كثير الرمل.
ومنهم من شبّه خمسة أشياء بخمسة أشياء كقول أبي الفرج الوأواء الدمشقي:
قالت وقد فتكت فينا لواحظها كم ذا أما لقتيل اللحظ من قود (3)؟
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضّت على العنّاب بالبرد
إنسانة لو بدت للشمس ما طلعت من بعد رؤيتها يوما على أحد
كأنما بين غابات الجفون لها أسد الحمام مقيمات على رصد
__________
 (2) ردف المرأة: عجزها.
(3) القود بفتح القاف والواو: القصاص. وهو قتل القاتل بالقتيل.

ففي البيت الثاني شبّه دموع هذه الإنسانة باللؤلؤ، وعينيها بالنرجس، وخدّيها بالورد، والأنامل المخضوبة بالعناب، وثناياها بالبرد.

ويقول أبو هلال العسكري: «ولا أعرف لهذا البيت ثانيا في أشعارهم» ومعنى هذا أن أقصى ما وصل إليه الشعراء هو تشبيه خمسة أشياء بخمسة أشياء في بيت واحد، وأن هذا النوع نادر في الشعر العربي.

وهكذا نرى أن بعض الشعراء قد أكثروا من التشبيهات في البيت الواحد ولكن الولع بهذا اللون من التشبيه ومحاولة إظهار البراعة والافتنان فيه من شأنه أن يؤدي إلى التكلّف الذي يذهب برونق التشبيه ونضارته وتأثيره كما يبدو على بعض هذه التشبيهات.
المصدر : المكتبة الشاملة
الكتاب: علم البيان و المؤلف: عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الطبعة: بدون و عام النشر: 1405 هـ - 1982 م و عدد الأجزاء: 1
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان





The text below is a translation from google translate where it is possible to have many errors, please do not use this translation as a reference, and take a reference from the Arabic text above. thanks.

Strange and funny metaphor
The analogy is a method of graphic techniques, a wide field in which poets and eloquents compete. Perhaps it is the metaphor of the most manifest methods of indication of the mind of the writer and his ability to creation and creativity.
The metaphor, which at the same time is the basis of metaphor, indicates the fertile imagination, thickness, depth and depth of the imagination, as well as the ability to represent the meanings and express them in magnificent images.
For all that is mesmerizing the poets and the eloquent in the images of the metaphor and its colors, and competing talents in the ways to eat and bring it with all strange and wonderful Tarif.
Since the analogy to this situation is a measure measured by eloquent eloquence and originality, we see Balalgha who does not stand in the sign of his proficiency in analogy at the limit of his superiority, but beyond that to bring more than a similarity in one house.
Some of them, for example, are similar to two things in one house, such as the one who says:
As if the hearts of the birds are wet and dry ... I have the jujube and the wolves
The wet part of the hearts of the bird in jujube, and the land of Balhf Balali, came a similar quality.
And the words of the spears in the description of a wild ox:
It seems and the country clings to him like a sword ... in honor of heals and heals
The wild bull appears when it looks like a sword coming from its sheath on a high place, which is hidden as if a sword is in her sheath.
As al-Bahtri said in describing the dew, an anemone bears it:
Anecdotes carry the dew as if ... Tears of impotence in the cheeks of the wolves (1)
Dandruff is characterized by tears of impotence, and anemones with the cheeks of grace.
__________
(1) Awakening: collection of Khareida, one of the oldest women who have never touched.



As Bashar bin Bard says:
As if we were soaked over our heads ... and Asiatna night falling apart
Almost submerged soaking and dust over the heads in the darkness of the night, and compared the swords with the planets have been likened to two things, two things did not insist stubborn.
As another saying:
A white woman withdraws from her branch ... and she is absent in it, and he is a charred tree
It was like a bright day ... like a dark night
She is like a white woman in her black hair, flowing to the ground in the bright day, and almost like her thick hair wrapped around her head in the dark night.
And some of them are three things with three things, as Al-Bahtari also says:
And sees it in the injustice of the whims and Vtghalh ... moon denounces the men planet
And the war and its evils, and the sound of its voices in injustice, and likened the moon to the moon, and the two planets.
As another poet says:
Published to me from the hair of her hair ... warned the snakes and the enemy Muqeq (1)
It was as if I were ... Sobhan was under an active night
He likened the poet himself to his likeness, and likened his blackness to that of a dark night.
As Al-Marqash says:
Publishing musk and faces DNA ... Nair and limbs of the deaf (2)
The smell of musk, the faces of the dinars, and the limbs of the shoulders with the grapes.
__________
(1) Al-Suhash: Collecting Kashih is the enemy that enmity enmity and implicates it as a shah in its interior. Envy burned the liver. And the enemy Almbobq: the destruction and the appearance of enmity.

(2) Anem: A tree with a red fruit resembling a bony or a stray injury.
As Ibn al-Roumi said:
Like those tears dew dew ... dripping from Narcissus on a rose
The tears of the dew, the eyes with daffodils, the cheeks of the Lord and the words of Ibn Mu'taz:
Badr and Lil and Ghosn ... face and hair have
Wine and rose
In the first house, the whole moon was like the face, the night of hair, and the branch with the pot;
In all these simulations it is observed that it is an inverted analogy.
And some of them are about four things with four things,
It has an ebb and flow of ostrich ... and a relaxation of Sarhan, a trolling approximation
The two legs of the eagle, and the semi-legs of the ostrich, and semi-relaxation, the extension of the neck in the mast when walking the relaxation of the serpent, namely the wolf, and not a creature of the best relaxation of it, and almost rounded, ie, gathering his hands and jump when running close to snooping, ie fox boy, That he wanted the fox to be suspicious of him.
As al-Mutanabi said:
It looked like a moon, and it ran in the direction of ... Anbarra and Rant Ghazala (1)
_________
(1) Yarn: soft branch, Wrent: looked.

Related Post:




0 Response to "غرائب التشبيه وبديعه"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel