أنماط التغير في النمو و مظاهر النمو Patterns of change in growth:

أنماط التغير في النمو:

يتألَّف النمو من مجموعة من التغيُّرات، ولكن ليست كل التغيرات من نفس النوع، كما أنها لا تؤثر في عملية النمو بنفس الطريقة, ويمكن أن نقسِّم التغيرات الحادثة في النمو إلى أربع مجموعات أساسية على النحو التالي:

1- التغيرات في الحجم:

ويتضح هذا النمط من التغيرات في النمو الجسمي بصفة خاصة، وإن كان يمكن ملاحظته بالفعل في النمو إذا استخدمنا اختبار مقنَّن لقياس الذكاء؛ فالطول والوزن والمقاييس المحيطة تأخذ في الزيادة مع نمو الطفل في كل فترة من فترات عمره، إلّا إذا تداخلت بعض الظروف اللاسوية مع النمو السوي، كذلك تأخذ الأعضاء والتركيبات الداخلية المختلفة؛ كالقلب والرئتين والأمعاء والمعدة, في الكبر لكي تحقق الحاجات المتزايدة للجسم, ويتضح النمو العقلي في تغيرات مشابهة بهذا القدر: فالحصيلة اللغوية للطفل تتزايد كل عام، كما تتَّسع قدرته على التفكير، والتذكر، والإدراك، وتزداد مدة الانتباه وعدد الأشياء التي يمكن الانتباه إليها، وزيادة زمن الرجع واستخدام الخيال المبدع خلال سنوات النمو.

2- التغيرات في النسب:

يتضح من الشكل رقم "7" أن النمو الجسمي غير محدَّد بالتغيرات في الحجم؛ فالطفل ليس مجرد "شخص راشد مصغَّر". miniature adult كما كان يعتقد من قبل، ولكن تكوينه الجسمي الكلي يبدي نسبًا مختلفة عن نسب الشخص الراشد، ويتَّضح هذا على وجه الخصوص حينما نقوم بتكبير جسم الطفل إلى حجم جسم الشخص الراشد, ولا تبدأ هذه النسب في الاقتراب من الشخص الراشد إلّا حينما يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ في حوال الثالثة عشر من العمر.

فإذا عمدنا إلى الموازنة بين جسم الرضيع وبين جسمي الطفل والرجل نرى في جلاء أن التباين غير مقصور على الحجم وحده، بل يتعداه إلى النسب بين مختلف الأعضاء؛ فحجم رأس الطفل الوليد يماثل ضعف الحجم النسبي لرأس الرجل، وساقاه ثلاثة أرباع الطول النسبي في الرجل، وذراعاه أطول بكثير بالنسبة لجسمه, ويتضح من ذلك أن النمو ليس مجرَّد ازدياد في الحجم الكلي، بل هو ازدياد متفاوت في أجزاء الجسم المختلفة, وليس

يوجد صورة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شكل "7": النسب الجسمية لدى الطفل الصغير والشخص الراشد

يوجد صورة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شكل "8" لقد سويت الأشكال في الرسم بنفس الطول لكي نوضِّح نسب التغيرات في الجسم.

هذا حادثًا عرضيًّا، ولكنه متصل بحاجات الجسم -كوحدة- في كل مرحلة من مراحل النمو؛ فالمولود الجديد مثلًا لا يستطيع أن يهضم غذاء غير اللبن، وأما عيناه وأذناه فلم تبلغ من النمو والكمال درجة تمكنه من العناية بنفسه, وهو لا يقوم إلّا بما يحتاج إليه، أي: أن يتعلق بأمه ويرضع. وهو لا يحتاج إلى ساقين طويلتين، ولهذا تظل ساقاه مدة منثنيتين على نحو ما كانتا في الرحم, وإلى جانب هذه الفروق في الشكل الخارجي توجد بعض الفروق الفسيولوجية: فالعظام مثلًا تكون في أول أمرها لينة جدًّا، كما أن اعتدال الساقين لا يحدث إلَّا تدريجيًّا, وأما نموهما في الطول فإنه يساير ازديادهما في الصلاة وفي غلظة عظامهما حتى استطاعتا حمله وحفظ جسمه منتصبًا، وفي الوقت نفسه يكون الطفل قد اكتسب قوة في البصر والسمع واللمس, وزادت قوته العضلية العامة, واستطاع التوازن الذي يجعل المشي ممكنًا حوالي آخر السنة الأولى, وحوالي هذا الوقت أيضًا يبدأ الطفل في هضم المواد النشوية، فيكتسب بذلك مصدرًا جديدًا للنشاط المتزايد الذي يحتاج إليه عندئذ أكثر من ذي قبل، فإن حركاته الحرة تزداد عند ذلك قوة وتكون أكثر وأطول مدة.

جدول "1"

التغيرات التي تعتري النسب الجسمية خلال سنوات النمو وتتضح أيضًا التغيرات في النسب في النمو العقلي؛ ففي الطفولة المبكرة يسيطر الخيال الذي يرتبط بالواقع ارتباطًا ضئيلًا على حياة الطفل العقلية, ويأخذ العنصر الخيالي -بالتدريج مع تطور نمو الطفل- في أن يفسح المجال لذلك النوع من الخيال القائم على الواقعية، وعلى موضوع حقيقي، وعلى الإحساس العام، ومن ثَمَّ يكون موجَّهًا ومضبوطًا؛ بحيث يفيد في التخطيط وفي كل أشكال العمل المبدع لنشاط الطفل.

ويحدث تغير كذلك في ميول الطفل واهتماماته: ففي البداية تكون هذه الميول متمركزة حول ذاته وحول لعبه, ثم ينتقل هذا الميل بالتدريج إلى الأطفال الآخرين من معارفه، وإلى المناشط التي تقوم بها جماعات الأطفال المحيطين به, وفي مرحلة المراهقة تتركز الاهتمامات حول الجنس الآخر، والملابس، والسعي إلى الحصول على تقدير جماعات الأقران, بالإضافة لذلك يحدث التغيُّر في نسبة البكاء كوسيلة للتعبير؛ فهي تقل بشكل جوهري عند المراهقين عمَّا كانت عليه في الطفولة، كما تقل نسبة المخاوف في الطفولة المتأخرة عنها في الطفولة المبكرة ... وهكذا.

3- اختفاء معالم قديمة:

من بين المعالم الجسمية الأكثر أهمية والتي تأخذ في الاختفاء تدريجيًّا كلما أخذ الطفل في النمو: الغُدَّة التيموسية thymus gland، التي تعرف غالبًا "بغُدَّة الطفولة" وموضعها في الصدر، والغدة الصنوبرية pineal gland وموضعها أسفل الدماغ، وبعض الانعكاسات السائدة في مرحلة الطفولة والتي تعرف بانعكاسات "بابينكسي ودارون" babinski & darwiniain reflexes" والشعر الطفلي، والمجموعة الأولى من الأسنان المعروفة بالأسنان الطفلية "اللبنية".

ومن بين السمات العقلية التي تفقد بالتدريج جدواها, وبالتالي تأخذ في الاختفاء الثرثرة وغير ذلك من أشكال الكلام الطفلي، الاندفاعات الطفلية للأداء والعمل قبل التفكير، الأشكال الطفلية للحركة كالزحف والمشي مستندًا، والتسلق، والتلهُّف الحسي، وخاصَّة فيما يتعلَّق بالتذوق والشم، كما يختفي الصراخ كوسيلة للحصول على الأشياء، ويختفي الاعتماد على الآخرين، ويختفي الالتصاق بالأم, وما إلى ذلك.

4- اكتساب معالم جديدة:

وبالإضافة إلى اختفاء بعض المعالم القديمة التي استنفذت جدواها، يلاحظ نمط رابع من التغيُّر النمائي في اكتساب معالم جديدة جسمية وعقلية, وبعض هذه المعالم تُكْتَسَب خلال التعلُّم، ولكن الكثير منها ينتج من نضج أو تفتُّح السمات الكامنة التي لم تنمُ على نحوٍ كامل عند الميلاد. من بين المعالم الجسمية الهامة التي تُكْتَسَب خلال فترة النمو: الأسنان الأولى والثانية، والخصائص الجنسية الأولية والثانوية, ويظهر المشي والكلام، وتناول الطعام الجاف، ومخالطة الآخرين بعد العزوف عنهم, ومن بين الخصائص النفسية التي يكتسبها الفرد أيضًا: التطلُّع والشغف, وخاصة فيما يتعلَّق بالموضوعات الجنسية، الحافظ الجنسي، المعرفة، المعايير الخلقية، المعتقدات الدينية، الأشكال المختلفة للغة، وكل أنماط الميول العصابية. "طلعت منصور، عادل الأشول: 1976".

مظاهر النمو:

يتضح مما سبق أن كلمة النمو في معناها الخاص "الضيق" تتضمَّن التغيرات الجسمية البدنية من حيث الطول، والوزن، والحجم, نتيجة التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم.. ولكن المعنى العام للنمو يشمل بالإضافة إلى ما سبق: كافَّة التغيرات التي تحدث للكائن الإنساني في مراحل عمره المختلفة في السلوك والمهارات نتيجة نشاط الإنسان، والخبرات التي يكتسبها عند استعمال عضلاته وأعصابه وحواسِّه وباقي أعضاء جسمه، وكذلك كل التغيرات التي تطرأ على النواحي الحاسية، والحركية، والعقلية، واللغوية، والانفعالية، والاجتماعية.. ويوضِّح الجدول التالي مظاهر النمو المختلفة وجوانبه العديدة التي تشملها هذه المظاهر.

جدول "2" مظاهر وجوانب النمو

ويلاحظ أن مظاهر النموّ المختلفة متكاملة تنمو كوحدة متماسكة في انسجام وتوافق تام، وهي ترتبط فيما بينها ارتباطًا وظيفيًّا قويًّا، ولذلك يلاحظ أنه إذا حدث اضطراب أو نقص أو شذوذ في أي مظهر من مظاهر النمو ينعكس بدوره على المظاهر الأخرى.

المصدر : المكتبة الشاملة

الكتاب: علم نفس النمو

المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي

عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع

The text below is a translation from google translate where it is possible to have many errors, please do not use this translation as a reference, and take a reference from the Arabic text above. thanks.

Patterns of change in growth:

Growth consists of a set of changes, but not all changes of the same type, nor does it affect the growth process in the same way. The changes in growth can be divided into four main groups as follows:

1. Changes in volume:

This pattern of changes in physical growth is particularly evident, although it can be observed in growth if we use a standardized IQ test; height, weight and surrounding measures increase with the growth of the child in each period of his life, unless some of the conditions associated with growth overlap And the internal organs, such as the heart, lungs, intestines and stomach, are taken into account in order to achieve the growing needs of the body. Mental development is manifested in changes similar to this: the language of the child increases every year, and the ability to think, remember, The Ntbah and the number of things you can pay attention to, and increase the use of time and feedback creative imagination during the years of growth.

2. Changes in ratios:

Figure 7 shows that physical growth is not determined by changes in size; the child is not just a "miniature adult." but the overall physical composition shows different proportions of the adult person. This is especially evident when we enlarge the child's body to the size of the adult's body. These ratios do not begin to approach the adult unless the child reaches the adult. The puberty at the age of thirteen.

The size of the infant's head is twice the size of the head of the man, and its legs are three quarters of the relative length of the man, and his arms are equal to the size of the head of the infant. Is much longer for the body, and it is clear that growth is not just an increase in total volume, but rather an uneven increase in different parts of the body, not

There is a picture

Figure (7): The physical proportions of the young child and the adult

There is a picture

Figure 8 The shapes in the drawing have been adjusted in the same length to illustrate the proportions of changes in the body.

This is an incident, but it is connected to the needs of the body - the unit - at each stage of growth; for example, the new born can not digest food other than milk, but his eyes and ears did not grow and perfect degree of self-care, , That is to say concerning his mother and breastfeeding. There are some physiological differences. For example, the bones are very soft at first, and the legs are only moderately relaxed, and the legs are not very long. Their growth in length is consistent with their increase in prayer and in the thickness of their bones so that they can carry and keep their body upright. At the same time, the child has gained strength in sight, hearing and touch, increased his general muscular strength and was able to balance the walking around the end of the first year. The baby also begins to digest the baby And thus acquires a new source of the increased activity that it needs more than ever before, its free movements increase in strength and be longer and longer.
Table 1
Changes in body proportions during growth years Changes in proportions are also evident in mental development. In early childhood, the imagination associated with reality is very closely related to the child's mental life. The imaginary element - gradually taking into account the development of the child's development - Based on realism, on a real theme, on the general sense, and then directed and disciplined, so that it will be useful in planning and in all forms of creative work of the child's activity.

There is also a change in the child's tendencies and interests: initially these tendencies are centered around himself and his play, then gradually shifting to other children from his acquaintances, to the activities of the groups of children around him, and in adolescence are concentrated concerns about the opposite sex, , And seeking peer ratings. In addition, there is a change in the rate of crying as a means of expression; it is significantly lower in adolescents than in childhood, and the percentage of fears in late childhood in early childhood ... and so on.

3 - disappearance of old landmarks:

Among the most important physical features gradually disappearing as the child grows: the thymus gland, often known as the "baby gland" and its position in the chest, the pineal gland and its position below the brain, and some of the childhood reflexes known as reflections Babinski & darwiniain reflexes, baby hair, and the first group of teeth known as "baby" teeth.

Among the mental traits that gradually lose their usefulness, hence disappear into chatter and other forms of infantile speech, the infantile impulses of performance and work before thinking, the infantile forms of movement such as walking, walking, leaning, climbing, and sensory craving, especially with regard to taste and smell, To get things, the dependence on others disappears, adhesion disappears mother, and so on.

4. Acquire new features:

In addition to the disappearance of some obsolete monuments, a fourth pattern of developmental change is evident in the acquisition of new physical and mental features. Some of these features are acquired during learning, but many result from the maturity or opening of underlying features that have not been fully developed at birth. Among the important physical features are Tek

Related Post:

Share this post