الاستعارة باعتبار الملائم، الاستعارة المجردة،الاستعارة المرشحة، الاستعارة المطلقة Metaphor as appropriate
Thursday, July 19, 2018
Add Comment
الاستعارة باعتبار الملائم
ذكرنا فيما سبق أن الاستعارة تنقسم باعتبار طرفيها إلى تصريحية ومكنية، وباعتبار اللفظ المستعار إلى أصلية وتبعية، وهنا نذكر أنها تقسم باعتبار الملائم تقسيما ثالثا إلى مرشحة، ومجردة، ومطلقة.
1 - فالاستعارة المرشحة: هي ما ذكر معها ملائم المشبه به، أي المستعار منه.
ومن
أمثلة هذا النوع قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى
فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ.
ففي
هذه الآية الكريمة استعارة تصريحية في لفظة «اشتروا» فقد استعير «الاشتراء»
«للاختيار» بجامع أحسن الفائدة في كل، والقرينة التي تمنع من إرادة المعنى الأصلي
لفظية وهي «الضلالة».
وإذا
تأملنا هذه الاستعارة رأينا أنه قد ذكر معها شيء يلائم المشبه
به «الاشتراء»، وهذا الشيء هو «فما ربحت تجارتهم». ومن
أجل ذلك تسمى «استعارة مرشحة» ..
ومن
أمثلة الاستعارة المرشحة أيضا قول الشاعر:
إذا
ما الدهر جرّ على أناس … كلاكله
أناخ بآخرينا (1)
__________
(1)
الكلاكل: جمع كلكل وهو الصدر، والمعنى: أن عادة الدهر تكدير العيش، فهو يصيب قوما
بأذاه، ثم ينتقل إلى إصابة غيرهم.
ففي
هذا البيت استعارة مكنية في «الدهر» فقد شبه الدهر بجمل ثم حذف المشبه به «الجمل»
ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «الكلاكل»، وقد تمت لهذه الاستعارة قرينتها وهي
«إثبات الكلاكل للدهر».
وإذا
تأملنا هذه الاستعارة المكنية التي استوفت قرينتها رأينا أنها قد ذكر معها شيء
يلائم المشبه به «الجمل»، وهذا الشيء هو «أناخ بآخرينا». ولهذا تسمى استعارة
«مرشحة».
من
ذلك يتضح أن الاستعارة سواء أكانت تصريحية أم مكنية إذا استوفت قرينتها وذكر معها
ما يلائم المشبه به فإنها تسمى استعارة «مرشحة».
...
2 - والاستعارة المجردة: هي ما ذكر معها ملائم المشبه، أي المستعار له.
أ-
ومن أمثلة ذلك قول القائل: «لا تتفكهوا بأعراض الناس، فشرّ الخلق الغيبة».
ففي
قوله: «لا تتفكهوا» استعارة تصريحية تبعية، فقد شبّه فيها «التكلم في الأعراض»
«بالتفكه» بجامع أن بعض النفوس قد تميل إلى كل، ثم اشتق من «التفكه» تفكه بمعنى
تكلم في العرض، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي «بأعراض
الناس».
وإذا
تأملنا الاستعارة رأينا أنه قد ذكر معها شيء يلائم المشبه «التكلم في الأعراض»،
وهذا الشيء هو «فشرّ الخلق الغيبة» ولهذا السبب يقال إن الاستعارة «مجردة».
ب-
ومن أمثلة الاستعارة المجردة أيضا قول سعيد بن حميد:
وعد
«البدر» بالزيارة ليلا … فإذا ما
وفى قضيت نذوري
ففي
البيت استعارة تصريحية أصلية في كلمة «البدر» حيث شبهت المحبوبة «بالبدر» بجامع
الحسن في كل، ثم استعير المشبه به «البدر» للمشبه «المحبوبة» على سبيل الاستعارة
التصريحية الأصلية. والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هنا لفظية، وهي
«وعد».
فالاستعارة
قد استوفت قرينتها، ولكن إذا تأملناها رأينا أنه قد ذكر معها شيء يلائم المشبه
«المحبوبة»، وهذا الشيء هو «الزيارة والوفاء بها».
ولذكر
ملائم المشبه مع الاستعارة تسمى استعارة «مجردة».
ج-
ومن أمثلها كذلك قول القائل: «رحم الله امرأ ألجم نفسه بإبعادها عن شهواتها».
ففي
لفظة «نفسه» استعارة مكنية، فقد شبّهت «النفس» «بجواد» بجامع أن كلّا منهما يكبح،
ثم حذف المشبه به «الجواد» ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «ألجم». والقرينة المانعة
من إرادة المعنى الأصلي هي «إثبات الإلجام للنفس».
وإذا
تأملنا هذه الاستعارة التي استوفت قرينتها رأينا أنها تشتمل بالإضافة إلى ذلك على
شيء يلائم المشبه «النفس» وذلك الشيء هو «إبعادها عن شهواتها». فذكر الإبعاد عن
الشهوات وهو ملائم المشبه تجريد. ومن أجل ذلك تسمى الاستعارة «مجردة».
وهكذا
يتضح من تحليل الاستعارات الثلاث السابقة، أن الاستعارة مطلقا إذا استوفت قرينتها
وذكر معها ما يلائم المشبه فإن الاستعارة بسبب ذلك تسمى استعارة «مجردة».
...
3 - والاستعارة المطلقة: هي ما خلت من ملائمات المشبه به والمشبه، وهي كذلك ما ذكر معها ما يلائم المشبه به والمشبه معا.
أ-
فمن أمثلة الاستعارة المطلقة قوله تعالى: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ
حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ. ففي لفظة «طغى» استعارة تصريحية تبعية، فقد شبّه
فيها «الزيادة» «بالطغيان» بجامع تجاوز الحد في كل، ثمّ اشتقّ من «الطغيان» الفعل
طغى بمعنى زاد على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
والقرينة
المانعة من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي «الماء».
وإذا
تأملنا هذه الاستعارة بعد استيفاء قرينتها رأيناها خالية مما يلائم المشبه به
والمشبه. ولهذا تسمى استعارة «مطلقة».
ب-
ومن أمثلتها أيضا قول المتنبي يخاطب ممدوحه:
يا
بدر يا بحر يا غمامة يا … ليث الشرى
يا حمام يا رجل (1)
__________
(1) الشرى:
مكان في جزيرة العرب يوصف بكثرة الأسود، والحمام بكسر الحاء: الموت.
ففي
هذا البيت استعارة تصريحية في كل من: «بدر» و «بحر» و
«غمامة» و «ليث الشرى» و «حمام». فالمشبه هنا الممدوح، والمشبه به هو «البدر» مرة،
و «البحر» مرة ثانية، و «الغمامة» مرة ثالثة، و «ليث الشرى» مرة رابعة، و «الحمام»
مرة خامسة. والقرينة في كل استعارة هي النداء.
إذا
تأملنا كل استعارة من هذه الاستعارات بعد استيفاء قرينتها رأيناها كذلك خالية مما
يلائم المشبه به والمشبه. ولهذا السبب تسمى استعارة «مطلقة».
ج-
ومن أمثلة الاستعارة المطلقة كذلك قول قريظ بن أنيف:
قوم
إذا الشر أبدى ناجذيه لهم … طاروا إليه
زرافات ووحدانا (1)
__________
(1)
الناجذان: النابان، وإبداء الشر ناجذيه كناية عن شدته وحدته
ففي
لفظة «الشر» استعارة مكنية، وفي إجرائها يقال: شبه الشر «بحيوان مفترس»، ثمّ حذف
المشبه به «الحيوان المفترس» ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو «أبدى ناجذيه».
والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي «إثبات إبداء الناجذين للشر».
وهذه
الاستعارة التي استوفت قرينتها قد خلت من كل ما يلائم المشبه والمشبه به، ومن أجل
ذلك تسمى استعارة «مطلقة».
د-
ومن أمثلتها كذلك قول كثير عزة:
رمتني
«بسهم» ريشه الكحل لم يضر … ظواهر جلدي
وهو للقلب جارح
ففي
لفظة «سهم» استعارة تصريحية أصلية، ويقال في إجرائها: شبه «الطرف» بسكون الطاء
«بالسهم» بجامع الإصابة بالضرر والأذى، ثمّ استعير اللفظ الدال على
المشبه به وهو «السهم» للمشبه وهو «الطرف» على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية.
والقرينة
المانعة من إرادة المعنى الأصلي لفظية وهي «الكحل».
وإذا
تدبرنا هذه الاستعارة التي استوفت قرينتها رأينا أنّه قد اقترن بها ملائم للمشبه
به «السهم» وهو «الريش»، وكذلك ملائم للمشبه «الطرف» وهو «الكحل». ولهذا السبب
الذي يتمثل في اقتران الاستعارة بما يلائم المشبه به والمشبه معا تسمى الاستعارة
أيضا «مطلقة».
وهكذا
يتضح من تحليل الاستعارة في الأمثلة السابقة أيضا أنّ الاستعارة مطلقا إذا استوفت
قرينتها يقال لها استعارة «مطلقة» في حالين:
الأولى
إذا خلت من ملائمات المشبه به والمشبه، والثانية إذا ذكر معها ما يلائمها معا.
هذا
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الترشيح أبلغ من التجريد والإطلاق، لاشتماله على تحقيق
المبالغة في الاستعارة، ولهذا كان مبنى الترشيح على أساس تناسي التشبيه والتصميم
على إنكاره إلى درجة استعارة الصفة المحسوسة للمعنوي وجعلها كأنّها ثابتة لذلك
المعنوي حقيقة، وكأنّ الاستعارة لم توجد أصلا، وذلك كقول أبي تمام:
ويصعد
حتى يظن الجهول … بأنّ له
حاجة في السماء
فقد
استعار لفظ العلو المحسوس لعلو المنزلة، ووضع الكلام وضع من يذكر علوا مكانيا،
ولولا أنّ قصده أن يتناسى التشبيه ويصمم على إنكاره فيجعله صاعدا في السماء من حيث
المسافة المكانية لما كان لهذا الكلام وجه (1).
__________
(1) انظر كتاب
الإيضاح للقزويني ص 217 - 219.
هذا
وفيما يلي تجميع للمتفرق هنا من القواعد البلاغية المتصلة بهذا النوع من
الاستعارة:
1 - تنقسم الاستعارة باعتبار الملائم إلى مرشحة ومجردة ومطلقة.
2 - الاستعارة المرشحة: ما ذكر معها ملائم المشبه به، أي المستعار منه.
3 - الاستعارة المجردة: ما ذكر معها ملائم المشبه، أي المستعار له.
4 - الاستعارة المطلقة: ما خلت من ملائمات المشبه به والمشبه، وكذلك ما
ذكر معها ما يلائمهما معا.
5 - لا يعتبر الترشيح أو التجريد إلّا بعد استيفاء الاستعارة لقرينتها
لفظية أو حالية، ومن أجل ذلك لا تسمى قرينة التصريحية تجريدا، ولا قرينة المكنية
ترشيحا.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم البيان و المؤلف: عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الطبعة: بدون و عام النشر: 1405 هـ - 1982 م و عدد الأجزاء: 1
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Metaphor
as appropriate
We
have mentioned earlier that metaphor is divided into both sides of the
interpretation and the mechanism, and the word to the alias to the original and
subordination, and here we recall that it is divided as appropriate third
division to the candidate, and abstract, and absolute.
1
- The borrowed loan: is what is mentioned with the appropriate equivalent, ie
the alias of it.
Examples
of this type say: Those who bought misguided guidance, what won their trade.
In
this verse is a metaphorical metaphor in the word "bought", the
"purchase" is borrowed "to choose" a mosque of the best
interest in all, and the cornea which prevents the original meaning of the
meaning of the word "misguidance".
If
we consider this metaphor, we have seen that it has been mentioned with
something that suits the proponent of «procurement», and this thing is «what
won their trade». For this reason, it is called "borrowing a
candidate".
One
example of borrowed metaphor is the poet's saying:
If
the world dragged on people ... Kalaklh Ankh Bakharina (1)
__________
(1)
Klalk: Collecting Kalkl chest, and the meaning: that the habit of life revolts,
it affects people with him, and then move to the injury of others.
In
this house metaphorical metaphor in the «age» has almost a camel sentences and
then deleted the phrase «camel» and symbolized by some of his supplies «Klakl»,
has been for this metaphor and her companion is «proof of the Klalk forever».
If
we look at this metaphor, which we have met, we have seen that it has been
mentioned with something similar to the word "camel". This is why it
is called a "candidate" metaphor.
Thus,
it is clear that borrowing, whether explicit or mechanized, if she meets her
wife and mentions with her what is appropriate for him, she is called the
metaphor of a "candidate".
...
2
- The abstract metaphor: is what is mentioned with the appropriate metaphor, ie
the alias.
A
- for example, the saying that: "Do not be confused by the symptoms of
people, the fruit of creation absenteeism.
In
his saying: "Do not be confused" metaphor metaphorical subordination,
he compared "talk in the symptoms" «Blkkha» Mosque that some souls
may tend to all, and then derived from the «disobedience» disobeyed the meaning
of the speech in the presentation, and the cornea of the will of the original
meaning of verbal It is "the symptoms of people."
If
we consider metaphor, we have seen that something has been mentioned with it
that suits the theme of "speaking in the symptoms", and this is
"the fruit of absent-mindedness". For this reason, metaphor is said
to be "abstract."
B
- Examples of metaphor also abstract Said bin Humaid:
Al-Badr
promised to visit the night ... If my fate is fulfilled,
In
the house, an original metaphor is borrowed in the word "al-Badr",
where the beloved likened "al-Badr" to the mosque of al-Hasan in all,
and then borrowed the "al-Badr" for the beloved "likeness".
And the compelling evidence of the original meaning of meaning here is verbal,
a promise.
The
metaphor has met her wife, but if we hope we saw that he had mentioned
something to suit the likable «beloved», and this thing is «visit and fulfill».
To
mention the appropriate metaphor with metaphor is called metaphor «abstract».
C
- and the example of the saying: "God has mercy on a woman to defraud
himself by alienating her desires."
In
the word «himself» metaphorical machine, the «self» «horse» in a mosque that
each of them inhibits, and then delete the meaning of the «horse» symbol of
some of his supplies «Algem». The compelling proof of the original will is to
"prove self-restraint."
If
we consider this metaphor, which we have met, we have seen that it also
includes something that suits the concept of "self" and that is
"keeping it away from its desires". He mentioned the exclusion from
desires and it is suitable for likening the abstraction. For this reason
metaphor is called "abstract".
Thus,
it is clear from the analysis of the three previous metaphors that metaphor is
absolute if it meets its wife and mentions with it what is appropriate to the
metaphor, metaphor for this is called metaphor «abstract».
...
3
- The absolute metaphor: it is not the convenience of the likeness and
likeness, which is also what is said with them what suits the likeness and
likeness together.
A)
It is one of the examples of absolute metaphor, saying: "If the water is
overwhelmed, we will carry you in the current." In the word «overshadowed»
metaphor metaphorical subordination, it was compared «increase» «tyranny»
mosque exceeded the limit in all, and then derived from the «tyranny» act
overwhelmed in the sense increased by metaphor metaphorical dependency.
And
the compelling evidence of the original meaning of the word "water".
If
we consider this metaphor after the completion of her marriage we have seen it
is empty of what suits the likeness and likeness. This is called an
"absolute" metaphor.
B
- example is also al-Mutanabbi speaks to his praise:
O
Badr, O Sea, O Clouds, O Laith Al-Shara, O Bath, O Man (1)
_________
(1)
urticaria: A place in the Isle of Arabia is often described as black, broken
pigeons and pigeons: death.
In
this house metaphorical metaphor in both: «Badr» and «Bahr»
,
"Ghumama", "Laith al-Shara" and "Hamam". The
likeness here is the Mamdouh, and the likeness of it is "Al-Badr"
once, "Al-Bahr" again, "Al-Ghamma" for a third time,
"Laith Al-Shara" for a fourth time, "Al Hamam" for the
fifth time. The cry in each metaphor is the appeal.
If
we consider each metaphor of these metaphors after the completion of the Koran,
we also saw it is empty of what fits the likeness and likeness. This is why it
is called an "absolute" metaphor.
C
- Examples of absolute metaphor as well as the words of Qureiz bin Anif:
People
if evil showed their success to them ... flew to him the giraffes and alone (1)
__________
(1)
The survivors: the youth, and the manifestation of evil is a metaphor for its
severity and unity
In
the word «evil» metaphor machine, and in the conduct is said: likeness evil
«animal predator», and then deleted the animal «predator» and symbolized by
some of his supplies «He showed his success». The compelling evidence of the
original meaning of intention is "proof of the manifestation of survivors
of evil".
And
this metaphor, which met her wife has been free of all appropriate to the
likeness and likeness, and for this is called metaphor «absolute».
0 Response to "الاستعارة باعتبار الملائم، الاستعارة المجردة،الاستعارة المرشحة، الاستعارة المطلقة Metaphor as appropriate"
Post a Comment