تكوين السلوك الإنساني و توارث السلوك الإنساني: the heritability of human behavior
Monday, July 23, 2018
Add Comment
تكوين السلوك
الإنساني:
قبل أن ننظر إلى المعطيات
العلمية الخاصة بالوارثة لمختلف أنماط السلوك الإنساني، سنقوم أولًا باستكشاف بعض
المفاهيم الأساسية لأدوار الوراثة والبيئة المتعلقة بها. إن هذه المفاهيم غاية في
البساطة، وإن كانت عادة تلقى إهمالًا أو سوء فهم.. فهناك مثلًا موقفًا متطرفًا
يقول بأن كل الأطفال حديثي الولادة لديهم أصلًا نفس الإمكانيات التكوينية
"اللوح الأملس أو الصفحة البيضاء tabula rasa" وعلى الأقل فيما يختص بالمتغيرات التي ستؤثر على الوظيفة
المعرفية، ولا يعزز هذا الرأي من الدلالة للصفات التكوينية سوى القليل، بل هو يعزو
معظم الفروق في السلوك الإنساني لعوامل بيئية. إن أصحاب النظريات القائلة بذلك لا
يدعون غياب كل المحددات التكوينية، ذلك لأنه ما من أحد يستطيع القول جديًّا أن
الكائنات البشرية مخلوقات غير بيولوجية، وهم يفترضون أن كل التكوينات اللازمة
للنمو الطبيعي موجودة في الوليد، ولا تنتظر سوى المثير المناسب والتمرين لإظهار
هذه التكوينات, وإذا لم تظهر هذه الأنماط السلوكية فتفسير ذلك يكون هو
"البيئة غير الملائمة"، وهو افتراض دائري. إن التغير في السلوك هو حاصل
السمات الوراثية والتغيرات البيئية, والنموذج الإضافي البحت غير معقول؛ لأنه يوحي
بأن السلوك يمكن أن يتغير وإن كان أي من طرفي الإضافة يمكن أن يكون صفرًا.. ومما
يتناسق منطقيًّا مع النموذج الإضافي أن السلوك يمكن أن يتغير بدون أي مساهمة
بيئية, وبالعكس بدون أي أساس سلوكي وراثي, وثمة رأي أكثر قبولًا، ويشار إليه عادة
باسم "رأي التفاعل": الوراثة × البيئة = التغير السلوكي.
وطبقًا لهذا الرأي: إذا كانت
قيمة أي طرف في الحد الأيمن للمعادلة صفرًا, فإن نتيجة المعادلة أنه لا يوجد سلوك،
وبالتالي لا يوجد تغير, ولذلك فإن الوضع الأكثر معقولية للسلوك الإنساني هو كيفية
تفاعل الوراثة مع البيئة, وقد أدى هذا الاتجاه العام إلى النجاح في علاج السوابق
التكوينية للتخلف العقلي, وبعض الأعراض المرضية الأخرى.
وفيما يلي نعرض توارث السلوك
الإنساني، دون البيئة في تشكيل النمو الإنساني:
توارث السلوك الإنساني: the heritability of human behavior
مدخل
...
1-
توارث السلوك الإنساني: the heritability of human behavior
إن البحث الذي يهدف تبيان
عملية التفاعل على المستوى الإنساني في المواقف الطبيعية، قد ثبت أنه صعب التصميم
للغاية، وفي الفترة الأخيرة قدَّم سكار وويبنبرج scarr
& weinberg "1976" تقريرًا عن دراسة
في هذا الموضوع، لكي تختبر "عملية التفاعل", فوجد أن التكوين الوراثي أو
البيئي يجب أن يتشكَّل، والتشكيل التكويني قد خلق طفرات وإجراء اختبارات للتأثيرات
في مختلف البيئات "وقد تَمَّ هذا مع الحيوانات". وثمة استراتيجية لتقيم
تفاعل الوراثة والبيئة تتضمَّن حرمان التركيب العضوي, مثال ذلك: نفترض أن شمبانزي
عادي يكتسب كفاءة إداكية إذا وفَّرنا له مستوى معينًا من الإثارة البيئية، وبذلك
نحرم الحيوان من كل مثير داخلي له علاقة بالشكل أو المثيرات البيئية, وكما هو
الحال بالنسبة للتشكيل التكويني, فإن استراتيجية الحرمان قد استخدمت مع الحيوانات،
ولكن لا يمكن استخدامها مع الإنسان.
والنمو الانفعالي مظهر آخر
من النمو الإنساني يبدو أن له سوابق تكوينية قوية، كما أنَّ النمو الإدراكي
والمعرفي يتضمَّنان أيضًا استعدادًا تكوينيًّا مسبقًا، ومن جوانب النمو والسلوك
الإنسانيين التي لاقت وراثيتها اهتمامًا كبيرًا من العلماء نذكر: الذكاء،
والشخصية، وسوف نتعرض لهما بعد استعراض طرق تحديد الوراثية.
طرق تحديد الوراثية: methods of determining heritability
يرى وليم ماير willam mayer "1979" "أننا قبل أن
نتفهَّم تمامًا البحث الخاص بتوارث السلوك، يجب أن نفحص بعض الطرق المستخدمة
لتقدير الدرجة التي يتحدَّد بها تكوينيًّا السلوك أو نمط السلوك. وكل طريقة تعاني
إلى حَدٍّ ما من نفس الخطأ الأساسي، وبالتحديد عدم القدرة على مواجهة التغيرات في
البيئة.." ولذلك -وربما باستثناء واحد- يستطيع الذين يؤيدون رأيًا بيئيًّا أن
ينتقدوا دائمًا هذا البحث على أساس أن العموميات في البيئة هي مرجع المعطيات
العلمية بنفس السهولة كالعموميات المفترضة في التركيب التكويني, وللرد على هذا
الانتقاد نحتاج للدليل في المستوى الإنساني، على أن الفروق الشديدة في البيئة لا
تنتج
فروقًا ذات بال في أداء الأفراد الذين تربط بينهم علاقة
بيولوجية، كما في حالة التوائم المتطابقة، ولسوء الحظ من الناحية العلمية أن مثل
هذه الحالات، وهي توجد فعلًا، لا تحدث عشوائيًّا حى إنه في الظروف المثالية تبرز
لنا بعض الصعوبات في تفسيرها, ومن طرق تحديد الوراثية:
1-
توزيع السكان population distribution:
من طرق المعالجة الموضوعية
الواضحة في دراسة التأثيرات التكوينية إجراء اختبار على عينات من الناس من
مجموعتين محددتين أو أكثر من السكان, وتجرى مقارنة الخصائص الأدائية للمجموعتين
على أساس المتوسطان ومقدار التغير, والمفهوم الذي تبنى عليه هذه المعالجة هو أن
المجموعات من الناس التي يمكن تمييزها تأتي من تجمُّعات جينية مختلفة، أي: إن
المجموعات المحدَّدة تختلف في معدل حدوث بعض الجينات، وتنتشر مثل هذه التجمعات
الجينية بين الأشخاص الذين يعيشون في مناطق
تتميز بدرجة عالية من الثبات البيئي والاجتماعي كالمناطق الريفية, والذين يعيشون
في بيئات منعزلة مغلقة يتميزون بمعدل مرتفع من الزواج الداخلي، فإذا فحصنا لدى
أفراد هذه المناطق بعض البيانات من قبيل معدَّل الزواج بين أقارب الدم, أو بحث
الأنساب, وربطناها ببعض الخصائص السلوكية في تكوين الشخصية لأمكن لنا إثبات أثر
بيئة الوراثة ومنهج الأنساب, ونزيد من فائدته المحدودة شكل "28". وأكثر
الأمثلة وضوحًا لهذا البحث هو عن الفروق السلوكية بين الأجناس، وإن كان هيرسك hirsck "1963" قد أشار بوضوح إلى
أن الجينات من أجناس معينة مثلًا قد تكون أو لا تكون موزَّعة توزيعًا اعتداليًّا،
غير أن هناك افترضًا بأن هذا التوزيع يكون اعتداليًّا في مجموعة سكان عندما لا
تسجّل سوى الفروق بين المتوسطات, والدليل على افترض وجود توزيع اعتدالي ليس
كبيرًا، ولذلك فإن المقارنات الإحصائية التي تستند كلية على الفروق بين المتوسطات
تكون غير ملائمة تمامًا, وعلى نفس المستوى من الأهمية أنه يجري أيّ بحث من هذا
القبيل يعالج عينات إجمالي السكان من مجموعة مميزة من الناس, ولكن معظم الأبحاث في
هذا المجال قد استخدمت عينات قومية مأخوذة من مناطق فردية محددة جغرافيا
"شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكة مثلًا", ومن ثَمَّ لا يمكن الحصول
إلّا على استدلالات تجريبية حول إجمالي السكان من كلا العنصرين من السكان
"السود والبيض"، وتدل معطيات هذه الدراسات على أن أداء عينات البيض أحسن
من أداء عينات السود، ومعظم هذه الفروق تحدث في الاختبارات القياسية للذكاء
والتحصيل.
ومن أشهر الدراسات في هذا
الصدد ما قام به بوك book "195" حين قام بدراسة
ثلاثة بيئات محلية صغيرة كاملة من البشر المنعزلين الذين يعيشون فيما وراء الدائرة
القطبية بثلاثين ميلًا، فتوصَّل إلى انتشار معدلات من السمات الفصامة والاضطرابات
السلوكية من شأنها أن توحي بوجود نوع متوسط من الجينات, كما أجريت دراسة أخرى على
مجموعة أخرى من المنعزلين يسمون الهترايت huttertes يقيمون في الولايات المتحدة وكندا، وهم قوم أصحاب نحلة دينية تؤمن
بأن الزواج بغير الأقارب خطيئة وإثم كبير، ولذلك فإنَّ أفراد الجماعة كلها أحفاد
لعدد من الرجال يبلغ 101 رجلًا فقط، فمنذ ق18 اتضح أن معظم أفراد هذه الجماعة ينتشر بينهم كثير من الاضطرابات السلوكية
والأمراض العقلية, وأكثرها انتشارًا جنون الهوس والاكتئاب. ومرجع ذلك ارتفاع نسبة
الزواج الداخلي، والانعزال عن المؤثرات الخارجية, مما يؤيد التغير الوراثي
"ريتشارد سوين: 1979".
ومن ذلك لا توجد معطيات
علمية لاختبار التفسير التكويني، ومهما يكن من أمر فإن قرأنا عن الخبرات التي
واجهها السود والمجموعات العرقية الأخرى في أمريكا, فقد نستطيع تصوير قضية مشابهة
عن العوامل البيئية باعتبارها الأسباب الرئيسية في متوسط الاختلافات في الأداء.
إن المقارنة بين السكان
تفترض بيئات متكافئة تقريبًا، وهذه قد يكون وجودها مستحيلًا, وعلينا أن نجد بيئات
مقارنة إذا أردنا عزو الاختلافات السلوكية أساسًا إلى نوع السكان وليس للتعلم, ومع
ذلك فمن الضروري الحديث عن توزيع السكان بصرف النظر عن قصورها كوسيلة لدراسة
التوارث الإنساني, ومع أننا قد نفحص أيًّا من المظاهر العديدة للسلوك مثل: القدرات
المعرفية، والقدرات الحركية، وتغيرات الشخصية، فإن الاتجاه العام للنتائج يدل على
أن توزيع القدرات بين مجموعات سكانية محددة يغطي الاختلافات بين متوسطات السكان،
بل إن تعميمًا واحدًا دقيقًا عن الاختلافات بين المتوسطات يصعب التوصل إليه، ذلك
لأن النتائج تتوقف كلية على السمات السلوكية المفحوصة، وسن الأطفال موضوع الدراسة
وطرق التقييم.
2-
تحليل السلالات pedigree analysis:
كما يدل لفظ السلالة، فإن
هذه المعالجة لدراسة التكوينات الوراثية تشبه رسم شجرة العائلة، فمن المعلوم أنه
في كثير من الأسر الملكية في أوربا يعتبر المزاج النزفي hemophilia "عدم تجلط الدم" من الاحتمالات الوراثية، وحدوث هذا
النزيف يمكن التنبؤ به في سلالة معينة بكثير من الدقة، وذلك بتتبع تاريخ أقاربه
الذين يتصلون به عن طريق الوراثة, ولعل أحسن ما كتب في هذا المجال يختص بالتخلف
العقلي، ويتضمَّن أسرة عرفت باسم أسرة كاليكاك the
kallikakes لقد أنجبت امرأة متخلفة عقليًّا طفلًا، وبلغ
عدد أفراد السلالة التي انحدرت من الزواج الأصلي 480 فردًا، والذي حدث أن معدل ذكاء الأطفال كان أقل
منه لدى باقي السكان، وكان معدل الاستقرار الفعلي لديهم كبيرًا, كما كثرت بينهم
كثير من حالات الضعف العقلي والفساد الخلقي وإدمان الخمر، ثم تزوج رجل من أسرة
كاليكاك بامرأة ذات قدرات طبيعية، ومنها تكونت سلالة ثابتة بلغ عدد أفرادها 496
فردًا، كانت هذه المجموعة الأخيرة أكثر تفوقًا من المجموعة الأولى بصفة عامة. ومرة
ثانية لا يمكن تحديد السبب في المستوى الأوّل من التخلف، ولأي درجة كانت البيئة
وليست الاختلافات الوراثية هي التي أسهمت في ارتفاع معدل الإجرام والتخلف العقلي
في الأسرة الأولى بالمقارنة الأسرة الثانية, ومثل ذلك أيضًا ما حدث في أسرة جيوك the jukes التي تألَّفت من خمس
شقيقات أنجبن أطفالًا شرعيين وأطفال غير شرعيين, أمكن تتبعهم لسبعة أجيال على
الأقل, وقد تَمَّ الالتفات إليهم بصورة رسمية لأول مرة حين تبيِّنَ وجود ستة أفراد
من نفس الأسرة في السجن في مقاطعة واحدة من مقاطعات نيويورك في عام 1874، ثم كشفت
دراسات الأنساب عن تاريخ 540 شخصًا لهم تاريخ ممتد من المرض والانحلال والجريمة
والتسول.
وعلى الرغم من أن التقريرين
يمثلان نوعًا من البرهان الذي لا يقبل الجدل على قوة الوراثة، ومع ذلك فإن علماء
النفس يخامرهم الكثير من الشك في أن السمات من قبيل الانحطاط والتدهور وفساد الخلق
تنتقل بالوراثة من السلف إلى الخلف, غير أنه من الدلائل التي تثبت دور الوراثة ما
هو مرتبط "بخوريا هنتتكتون" ونقص الذكاء؛ حيث قام سيجوجرين sjogren "1953" بتوثيق شجرة النسب
لحالة مريض مصاب بالمرض تبيِّنَ أنه على امتداد خمسة أجيال من الزواج كانت الزوجات
صحيحات، غير أنه وجد أن هناك طفلان مصابان في الجيل الأول، وسبعة في الثاني، ثم
خمسة عشر في الجيل الثالث "ريتشارد سوين: 1979".
وهذا دليل واضح على أهمية
عامل الوراثة في هذا الجانب.
3-
طريقة التوائم The Twing method:
تعتبر طريقةُ التوائم طريقةً
أكثر لدراسة محددات الوراثة، وهي الطريقة اللازمة للحصول على معامل الوراثة heritability index "h2" وهذا المعامل يقدر
الدرجة التي ترجع فيها
الفروق بين الناس في سمة ما إلى التكوينات الوراثية أو البيئية, وتعتمد هذه
الطريقة أساسًا على استخدام التوأمين أحاديَّا الزيجوت "mz" monzygotic twins والتوأمين ثنائيَّا
الزيجوت "dz" dizygoic teins.
- والتوأمان أحاديَّا
الزيجوت يشار إليهما عادة باسم التوأمين المتماثلين أو المتطابقين؛ لأنهما يتكونان
من بويضة واحدة وحيوان منوي واحد.
- والتوأمان ثنائيَّا
الزيجوت "التوأمان المتآخيان" ينشأن من بويضتين من الأم وعادة خليتين
منويتين، وهما في الغالب لا يتشابهان أكثر من تشابه الشقيقتين العاديين, والتوأمان
ثنائيَّا الزيجوت يحتمل مثلًا أن يكونا من جنسين مختلفين، أو من جنس واحد.. شكل
"29".
ومن دراسة التوائم أحادية
الزيجوت وثنائية الزيجوت يمكن أن نعرف الإسهام النسبي للتكوينات الوراثية في تشكيل
السلوك, والطريقة التي تتضمن أساسًا إجراء اختبارات على السمات المعينة لكل من
التوائم الأحادية والثنائية الزيجوت, ويجري التركيز على التغيّر في الأداء لكلٍّ
من زوجي التوائم أكثر مما هو على متوسط الأداء, ومن الناحية المنطقية إذا وجد أن
سمة سلوكية معينة تتحدد كلية بالتكوينات الوراثية، فإن لنا أن نتوقع اختلافًا أقل
في التوأمين أحاديَّا الزيجوت عن التوأمين الأخيرين, وعلى ذلك: فإن الطريقة
المتبعة هي المقارنة الإحصائية للتغير الحادث لكلٍّ من نوعي التوائم, ويوضح شكل
"30" صورة التوأمين أحاديَّا الزيجوت في أعمار مختلفة, وقد قام كلٌّ من
هولزنجر holzinger "1929" وكاتل cattell "1960" وغيرهما بوضع
معادلات وراثية تزيد تعقيدًا مع زيادة عدد المكونات البيئية التي أسهمت في
التغيير.
وثمة فرض هام في استخدام
معامل الوراثة, هو أنَّ العوامل البيئية لكلٍّ من نوعي التوائم متشابهة أساسًا،
ومن الناحية العملية الفعلية نجد أن التغير البيئي للتوأمين أحاديّ الزيجوت يكون
عادة قليلًا, وثمة حالة مشابهة وإن تكن أكثر دقة يمكن إسنادها للتوأمين ثنائيِّ
الزيجوت، ومن المحتمل أن يكون صحيحًا أن والدي التوأمين أحاديِّ الزيجوت يقومان في
الواقع بتوحيد الظروف البيئية للتوأمين، ولكن من المحتمل أيضًا أن كثيرًا من
الآباء يشجعون على تكوين الكيان المستقل لكل من التوأمين "وهو الإجراء الذي
ينصح بها حاليًا"، بل إن الأمر أكثر صعوبة إذا أردنا الدفاع عن افتراض الثبات
البيئي للتوأمين ثنائيِّ الزيجوت.
ومن الاختلافات الأخرى
المحتملة أن التوأمين ثنائي الزيجوت يمكن أن يكونا من جنسين مختلفين، لدرجة أنه
إذا تواجد الضغط البيئي التفاضلي، فإن الاختلافات بين التوأمين يمكن تبسيطها, وإذا
وجد ترابط بين المكونات الوراثية والبيئية، فإن أدوارهما لا يمكن التفرقة بينهما.
وهناك تنوع هام في طريقة
التوأمين، وهو يتضمَّن كلا نوعي التوائم عند الولادة أو بعدها بقليل، والقيام
بتربيتهما في بيئتين منزليتين مختلفتين, وهذا الإجراء يتضمَّن اختبار كل زوج من
التوائم بحثًا عن الاختلافات في درجة التغير المشترك في كل من التوأمين أحاديِّ
الزيجوت والتوأمين ثنائيِّ الزيجوت، ويفترض هذا الإجراء أنه في حالة وجود اختلافات
بيئية لكل من زوجي التوائم، إذا كانت التكوينات الوراثية تحدد التغير، فإن
التوأمين أحاديِّ الزيجوت يظهران تغيرًا أقل فيما بينهما عن التوأمين ثنائيِّ
الزيجوت.. وهنا يمكن أن تثار قضية وهي أن الأخصائيين الاجتماعيين يحاولون وضع
التوائم في بيئات تقترب شبهًا من ناحية المستوى الثقافي، والمركز الاقتصادي
والاجتماعي للوالدين.
4-
الشبه بين الطفل والوالدين parent-chilk resemblance:
وهي طريقة أخرى لتقييم
الأدوار النسبية للطبيعة والتنشئة تتضمَّن الأطفال الذين يتم تبنيهم في سن مبكرة،
أو يقوم على تربيتهم حاضنين, والطريقة القياسية في هذا الصدد هي الحصول على درجات عن السمات السلوكية ذات
الأهمية للأم والأب الحقيقيين، والوالدين الحاضنين والطفل, وفي بعض الحالات وجد
هونزج honzig "1963، 1975" أن العلاقة المتبادلة بين الطفل والأم الحقيقية، وبين الطفل
والأم الحاضنة يجري فحصها على مر الوقت, وهذه الطريقة تتسم بالإثارة؛ لأنها تسمح
بإجراء تقييم لحجم العلاقة كدالة على مستوى نمو الطفل، أو كدالة في طول الوقت
الذين عاشه الطفل في منزل الحاضنة, والإجراء الأكثر مثالية هو الحصول على علاقة
تبادلية بين الطفل والأمه الحقيقية، وبين الطفل والأم الحاضنة في نقطة زمنية
واحدة، ويجب أن تكون الأبحاث مع افتراض أن الأطفال قد وضعوا عشوائيًّا في منازل
الحضانة، وهذا الافتراض يسمح للباحث بالادعاء بأن أي اختلافات في العلاقة
التبادلية مع الوالدين الحقيقيين والطفل، وبين الحاضنين والطفل ترجع إلى اختلافات
في البيئة. والافتراض بعشوائية اختيار الحاضنين تتعرَّض عادة لعدم الصدق أو
للانتهاك، وغالبًا ما يؤدي ذلك الأمر بالتشبهات البيئية إلى التخفيف من الفروق
الوراثية.
وهذا الاهتمام بالشكل
الإجرائي ذو أهمية؛ إذ إنه من الممكن تبيان أننا عندما نقارن مؤشرات الوراثة من
خلال طرق متعددة، فإن الطرق المختلفة تعطي نتائج مختلفة, وسنعرض فيما يلي لأهم
الجوانب التي لاقت كثيرًا من البحوث حول تأثير التغيُّر التكويني الوراثي, وهما
الذكاء والشخصية.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Composition
of human behavior:
Before
we look at the scientific data of the different types of human behavior, we
will first explore some basic concepts of the roles of genetics and the
environment related to them. These concepts are very simple, although they are
usually neglected or misunderstood. For example, there is an extreme position
that all newborns already have the same formative capabilities as the "tabula
rasa" and at least the variables that will affect the job Cognitive, and
this view does not reinforce the significance of the formative attributes, but
rather attributes most of the differences in human behavior to environmental
factors. The theoreticians do not call for the absence of all determinative
determinants, because no one can seriously say that human beings are
non-biological creatures. They assume that all the necessary configurations of
natural growth are present in the newborn, waiting only for the appropriate
stimulus and exercise to show these configurations. These behavioral patterns
did not appear to be an "inappropriate environment", a circular
assumption. The change in behavior is the result of genetic traits and environmental
changes, and the purely additional model is unreasonable because it suggests
that behavior can change, although either end of the addition can be zero. It
is logically consistent with the additional model that behavior can change
without any contribution Environmental, and vice versa, without any genetic
behavioral basis, and a more acceptable view, commonly referred to as
"interaction opinion": genetics × environment = behavioral change.
According
to this view: if the value of any party in the right limit of the equation is
zero, the result of the equation is that there is no behavior, and therefore no
change, so the most reasonable situation of human behavior is how genetics
interact with the environment, Treatment of the history of mental retardation,
and some other pathological symptoms.
Here
we present the legacy of human behavior, without the environment in shaping
human growth:
Inheritance
of human behavior: the heritability of human behavior
entrance
...
1.
The inheritance of human behavior: the heritability of human behavior
Research
aimed at demonstrating the human interaction in natural situations has proved
to be very difficult to design. Recently, Scarr & Weinberg (1976) reported
on a study on this subject, in order to test the "interaction
process" Genetic or environmental composition must be formed, and
morphological configuration has created mutations and tests of effects in
different environments "This has been done with animals." A strategy
to assess the interaction of genetics and the environment includes the denial of
organic structure. For example, suppose that a normal chimpanzee acquires an
auditory efficiency if we provide a certain level of environmental excitation,
depriving the animal of any internal stimuli associated with the form or
environmental stimuli. , The deprivation strategy has been used with animals,
but can not be used with humans.
Emotional
growth is another manifestation of human growth that seems to have strong
cognitive precedents. Cognitive and cognitive growth also involves
pre-configuration preparation, and aspects of human growth and behavior that
have received great attention from scientists such as intelligence and
personality. Genetics.
Methods
of genetic identification: methods of determining heritability
William
Mayer (1979) argues that before we fully understand behavior-related research,
we must examine some of the methods used to estimate the degree to which a
behavior or pattern of behavior is determined, and each method suffers to some
extent from the same fundamental error, To cope with changes in the
environment. "Therefore, with the exception of one, those who support an
environmental opinion can always criticize this research on the grounds that
generalities in the environment are the reference to scientific data as easily
as the assumed generalities in the composition. To answer this criticism we
need the evidence at the level Human, on the brink In the case of identical
twins, it is unfortunate that, in practice, such cases do not occur at random.
In ideal circumstances, some difficulties arise In their interpretation,
genetic identification methods are:
1.
Population distribution population distribution:
A
clear method of treatment in the study of morphological effects is to test
samples of people from two or more specific groups. The performance
characteristics of the two groups are compared on the basis of averages and the
amount of change. The concept on which this treatment is based is that groups
of people that can be distinguished come from Different groups of genes, that
is, specific groups vary in the incidence of certain genes, and such genetic
groups are spread among people living in areas characterized by a high degree
of environmental and social stability such as rural areas, living in closed and
closed environments Characterized by a high rate of internal marriage, if we
examine the members of these areas some data such as the rate of marriage
between blood relatives, or genealogy research, and linked to some behavioral
characteristics in the composition of the personality we could prove the impact
of the genetics and genealogy approach, and increase the usefulness of the form
"28 "He said. The most obvious example of this research is about
behavioral differences between races, although Hirsck (1963) has clearly indicated
that genes of certain races, for example, may or may not be distributed in a
moderate distribution. However, it is assumed that this distribution is normal
in a population group When only differences between averages are recorded
0 Response to "تكوين السلوك الإنساني و توارث السلوك الإنساني: the heritability of human behavior"
Post a Comment