النمو الحركي لطفل المدرسة الابتدائية development of the primary school child
Thursday, July 26, 2018
Add Comment
ثالثا: النمو الحركي لطفل
المدرسة الابتدائية
مدخل
...
ثالثًا: النمو الحركي لطفل
المدرسة الابتدائية
يتميز النمو الحركي في هذه
المرحلة ببعض التغيرات الجوهرية التي تتمايز في السنوات المتأخرة من المدرسة
الابتدائية عنها في السنوات الثلاث الأولى منها لذا فإننا سوف نتناول خصائص النمو
الحركي من خلال مرحلتين:
أ- الطفولة المتوسطة:
تتلخص الخصائص العامة للنمو
الحركي في هذه المرحلة على النحو التالي:
- يظهر النمو التدريجي
بالنسبة للأداء الهادف لمختلف النواحي الحركية، ويظهر التحسن الواضح بالنسبة لأداء
الحركات وخاصة من الناحية الكيفية.. وترتبط درجة تطور النمو الحركي بالنشاط الدائب
للطفل الذي يعتبر من أهم معالم السلوك الحركي في هذه المرحلة.. ويتمثل ذلك النشاط
في أن الطفل يقوم بالرد على كل مثير خارجي بأداء بعض الاستجابات الحركية المختلفة
المتعددة، كما نجده سريع التحول لا يستقر على حال أو ضع، ولا يلبث مدة طويلة في
أداء عمل معين أو ممارسة نشاط واحد، ويفسر ذلك من الناحية الفسيولوجية بأن مثيرات
البيئة المختلفة تحدث دائمًا أنواعًا جديدة من الاستثارات في قشرة المخ التي تحرض
وتلح على القيام بالاستجابات الحركية، ويساعد في ذلك أن العمليات العصبية التي
تسهم في العمل على الكف الحركي "أي التي تقوم بإعطاء الأوامر لبعض العضلات
بالكف عن العمل أو الاستجابة" لا تكون قد وصلت إلى درجة كافية من
النمو والتطور.. وبمرور الوقت يتعلم الطفل تدريجيًا التحكم في الدوافع، التي تبعث
على الحركة حتى لا يقوم دائمًا بترجمة وتحويل كل مثير خارجي إلى
حركة معينة. وفي غضون العامين الأولين من هذه المرحلة يمكن ملاحظة النشاط الزائد
الذي يتميز به الطفل، كما نجد أن كثيرًا من حركاته ترتبط ببعض الحركات الجانبية
الزائدة والتي نجدها بوضوح عند محاولة تعليم الطفل بعض المهارات الحركية كالرمي أو
المهارات الحركية المركبة.. وفي بداية العام الثامن يتضح ميل الطفل إلى الاقتصاد
في حركاته، كما يستطيع تركيز انتباهه لفترة طويلة في أداء نشاط معين دون أن تستطيع
بعض المثيرات العارضة أن تحوله عن متابعة ما يمارسه من نشاط، كما تظهر على حركات
الطفل معالم الدقة والتوقيت الصحيح واتجاهما لتحقيق هدف معين.
- وبالنسبة للمهارات التي
تعتمد على حركة العضلات الكبيرة: يلاحظ ازدياد نشاط الأطفال في هذه المرحلة للحركة
واللعب كالجري والقفز والتسلق وركوب الدراجات ذات العجلتين، كما يبدأ حبهم
للمباريات المنظمة. وتميل البنات في هذا السن للحركة الأكثر دقة والتي تتطلب
اتزانًا ومهارة وتنط الحبل و "الحجلة" والرقص التوقيعي.. إلخ. وعلى
المدرسة أن تنظم المباريات الرياضية المختلفة وتكون الفرق المنظمة، حيث يتعلم
الأطفال من خلال هذا النشاط المنظم بعض القيم المرغوبة كالتعاون والشجاعة
والمثابرة والروح الرياضية كذلك يفيد هذا النشاط الأطفال في بناء إحساسهم، وفي
الكشف عن ميولهم وتغذيتها، مما يسهم في عمليات التوجيه وفق ميول واستعدادات الطفل.
ويمكن ملاحظة بعض الاختلافات
بين الأولاد والبنات في أداء بعض المهارات الحركية حيث يتفوق الأولاد في مهارات
الرمي والقفز في حين تفضل البنات أداء الحركات الهادئة.. ولا يفهم من ذلك إسهام
بعض العوامل الجنسية المميزة لكل منهما نظرًا لأن هذه العوامل لا تؤثر بدرجة
كبيرة.. وكثيرًا ما نلاحظ ممارسة البنات ممن يعيشون مع مجموعات الصبيان اشتراكهم
في أنواع الأنشطة الحركية التي يمارسونها فنجدهن يقمن بالتسلق والتعلق والقيام
بركل الكرة وغير ذلك.
هذا ويحسن بالآباء والمعلمين
أن يتيحوا للطفل الفرصة لممارسة كثير من أنواع النشاط الحر، وأن تتعدد أمامه
مجالات النشاط الحركي، وأن يترك له حرية اختيار اللعبة أو المجال الذي يريده
والأقران الذين يشاركونه اللعب.
- أما بالنسبة للمهارات التي
تعتمد على حركة العضلات الدقيقة: فعلى الرغم مما نجده من تأخر نمو عضلات الأصابع
إلا أنه يزداد في هذه المرحلة التوافق بين العين واليد في الأعمال اليدوية، لذلك
يميل الأطفال في هذا السن إلى أعمال الصلصال وعمل النماذج الخشبية، والقص واللصق،
وتميل البنات إلى أشغال الإبرة، ويقل اهتمامهن تدريجيًا باللعب العرائس، حتى
يتلاشى هذا الميل بنهاية المرحلة الابتدائية. ولذلك يحسن بالآباء والمعلمين أن
يتيحوا للطفل الفرصة لممارسة أنواع النشاط البنائي والابتكاري، ويقدموا له الأدوات
والتوجيهات حتى يستطيع أن يعبر عن نفسه من خلال العمل، ولذا كان التعلم عن طريق
العمل من أفضل وأنسب الطرق المستحدثة في التربية التقدمية بالنسبة لهذه المرحلة
العمرية.
- ومن المظاهر الشائعة في
هذه المرحلة ما نلاحظه من استعمال الطفل الأشول اليسرى بشكل واضح وهذه عادة ترجع
لأسباب فسيولوجية تتعلق بتكوين الجهاز العصبي. ويجب أن نشير إلى أن الآباء
والمعلمين إذا استعملوا الشدة والضغط مع هذا الطفل كي يستعمل يده اليمنى فغالبًا
ما يصاب ببعض مظاهر الاضطراب النفسي، وقد يترتب على ذلك التهتهة في المستقبل، أما
إذا استعملوا
الكثير من اللين والحيل
والطرق غير المباشرة فغالبًا ما يصلوا إلى الغرض الذي يسعون إليه وإن كان الأمر لا
يستحق هذه المجهودات.
ب- الطفولة المتأخرة:
وفي السنوات المتأخرة من
المدرسة الابتدائية يزداد تطور النمو العام بصورة ملحوظة، كما نجد أن الطفل يتمكن
بدرجة كبيرة من التوجيه الهادف لحركاته، ومن القدرة على التحكم فيها.. ولا يرى ذلك
فقط على النشاط الرياضي بل يتعداه أيضًا إلى نشاط الطفل في غضون حياته اليومية، إذ
تصبح حركاته أكثر هادفية وأكثر اقتصادًا في بذل الجهد.
كما تصطبغ حركات الطفل بقدر
كبير من الرشاقة والسرعة والقوة، وكثيرًا ما يستخدم مصطلح رشاقة الهر
"القط" لتميزه أو وصف سلوك طفل الثانية عشرة خاصة عندما يقوم بالوثب فوق
عائق طبيعي أو عقب وثبة من فوق جهاز رياضي كصندوق القفز مثلًا.. كذلك: نجد اتصاف
الكثير من الأطفال بالرشاقة في غضون ممارستهم لألعاب الكرة، وبالسرعة في مختلف
الأنشطة التي تحتوي على الجري، وبالقوة في حركات الجمباز وما إلى ذلك.
كذلك تتميز حركات طفل هذه
المرحلة بحسن التوقيت والانسيابية وحسن انتقال الحركات من الجذع إلى الذراعين وإلى
القدمين..كما يستطيع التوقع الصادق لحركاته الذاتية وكذلك توقع حركات الآخرين.
ومن أهم ما يتميز به طفل هذه
المرحلة: سرعة استيعابه وتعلمه للحركات الجديدة، والقدرة على المواءمة الحركية
لمختلف الظروف. وكثيرًا ما تصادف ظاهرة تعلم الطفل من أول وهلة، وهذا يعني أن
الكثير من الأطفال يكتسبون القدرة على أداء المهارات الحركية الجديدة دون إنفاق
وقت طويل في عملية التعلم والتدريب والممارسة، وكثيرًا ما ترتبط سمات الشجاعة
والجرأة، وكذلك الحماس للتعلم والفاعلية والنشاط بالنواحي الحركية للطفل وخاصة في
حالة تكليفه ببعض الواجبات الحركية.
ويسعى الطفل في هذه المرحلة
إلى المنافسة ويعشق قياس قوته وقدراته بقدرات الآخرين.
وبذلك فإن النمو الحركي يصل
في هذه المرحلة إلى ذروته، وكثيرًا ما تعتبر الفترة المثلى للتعلم الحركي، وينطبق
ذلك في المقام الأول على تميز الطفل بالرشاقة والمهارة والقدرة على سرعة الاستجابة
والمواءمة بارتباطها بالشجاعة والجرأة والحماس للتعلم.
النمو غير المنتظم:
إن معلوماتنا عن الأنماط
الطبيعية للنمو الجسمي والحركي مكنتنا من وضع أساس لتمييز حالات النمو غير المنتظم
Atypical Devopmenty. ولا يقتصر الأمر هنا
على تشخيص الأطفال المعوقين جسميًا أو عقليًا بدرجة كبيرة. إن اهتمامنا بالأطفال
الذين يبدون نقصًا في التناسق الجسمي الطبيعي أو الذين يواجهون صعوبات في نقل
الأرقام الهندسية أو حالات التأزر بين العين واليد غير الكاملة التحديد، أو يجدون
صعوبة في تعلم القراءة أو في مواجهة مسائل حسابية معقدة. ومثل هؤلاء الصغار ويطلق
عليهم عادة الأطفال المعوقين في التعلم الذين يبدون قدرة عقلية عامة ونموًا جسميًا
غير سويين وإن كان ذلك في حدود المعايير الطبيعية. والمفروض طبقًا لكل المؤشرات
القياسية، أن ينموا نموًا طبيعيًا.
وقد قدمت افتراضات عديدة حول
أسباب العجز في التعلم ابتداء من الأسباب البيئية البحتة إلى الأسباب التكوينية
الوراثية. وقد وضح جيزل Gesill وزملاؤه، وإلج وامس Ilg & Ames، تفسيرات بيولوجية تستند
إلى تكامل الحركية العصبية، أي التناسق "التآزر" بين الوظائف الحركية
والوظائف الإدراكية. وطبقًا لهؤلاء، فإن هذه الوظائف مبرمجة وراثيًا وتحتاج لفرصة
للتعبير من خلال الإثارة البيئية أن الإمداد البيئي المرتد من الأفعال التي تؤدى،
والإثارة التالية للتركيب العضوي تؤدي إلى زيادة تكامل الأجهزة. وكما ذكرنا أنفًا
فإن المشي إنجاز معقد يتطلب التكامل والتأزر بين عضلات متعارضة وسيطرة عصبية
"ضبط عصبي".
وكان من الممكن أن نضيف أن
الأطفال يجب أن يتعلموا أيضًا كيف يحددون مواقعهم في الفضاء وأن يكونوا مدراكات
فضائية مسافية "مكانية" "الأمر الذي يساعد على تجنب سكب اللبن أو
إسقاط فازة ثمينة".
كيف إذن ينمو الأطفال نموًا
غير منتظم؟ إن القرائن تدل بصفة عامة على أن هؤلاء الأطفال قد تعرضوا لإصابة قبل
الولادة أو بعدها مباشرة جعلتهم في مركز يحتمل الخطر، ونشير بذلك إلى التكامل
البيولوجي الخاص للطفل حديث الولادة. واحتمالات الخطر هذه تقاس بعدة طرق، بما في
ذلك مقياس أبجار Apgar "1953" "على اسم
فرجينيا ابجار، وهي طبيبة أطفال"، وطرق أكثر حداثة طورها برازيلتون Baszelton "1973". وتستخدم هذه
الوسائل في خلال الساعات الأولى بعد الولادة أو في صالة تعاطي الأم لعقاقير في
أثناء الولادة، بعد أن يكون جسم الوليد قد تخلص من آثارها. وتقدم هذه الوسائل
القياسية بتقييم قوة الانعكاس، والوزن عند الولادة، درجة التفكير في النضج، درجة
تيقظ الطفل، وكذلك كفاءة أجهزة المحافظة على الحياة. إن الصلاحية الممتدة لهذه
الوسائل توفر تفاضلًا ملائمًا بين احتمال الخطر البسيط واحتمال الخطر الكبير في
الأطفال حديثي الولادة، ولكن جدواها التنبئية العامة ليست على درجة كبيرة من
القوة. ومع ذلك فإن الأطفال الذين يولدون في حالة احتمال خطر كبيرة يكونون أكثر
تعرضًا لمواجهة مشاكل تعليمية أكثر من الأطفال الذين ولدوا مع حالة احتمال خطر
بسيطة "1986، Pasamanick & Knoblok".
والخطر يتضمن عاملان
متميزان: غذاء الأم في فترة الحمل، ووزن الطفل عند الولادة "الوزن المنخفض
عند الولادة، وإن كان مرتبطًا بالتبكير في الولادة إلا أنه يمكن أن يحدث أيضًا
للأطفال المولودين طبيعيًا. إن غذاء الحامل له أهمية خاصة لأنه يمد الجنين
بالمغذيات اللازمة للنمو الجسماني. والأغذية التي تفتقر بدرجة كبيرة إلى البروتين
والفيتامينات يمكن أن تحدث إبطاء في النمو أو قد تسبب فعلًا ضررًا غير قابل
للإصلاح للجهاز العصبي. ويشك بعض الباحثين مثل: برتش وجوسو Birch
& Gussow "1970" في أن الضرر
العصبي الناتج عن
نقص الغذاء يعد مسئولًا
بدرجة كبيرة عن احتمالات الخطر الكبيرة في الوليد. وليس مما يدعو للدهشة أن النقص
الغذائي، والنسبة المرتفعة لوفيات الأطفال، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند
الولادة إلى غير ذلك تحدث بين الفقراء.
وهناك متغير آخر يؤثر على
النمو ويسمى أنوكسيا الوليد neonate anoxia وهي حالة يعجز فيها الوليد عن الحصول على الأكسجين الكافي للإبقاء
على الحياة "توقف التنفس حالة يعجز فيها الوليد عن التنفس". وأحسن
الآراء الطبية تقول بأن الطفل حديث الولادة يستطيع البقاء بدون اكسجين لمدة 3
دقائق دون حدوث ضرر عصبي، ولكن إذا طالت المدة عن ذلك فإن النتائج قد تكون بالغة
الخطورة. وقد حصل ستاكلر Stechler "1964" على تصريح بتسجيل الزمن الذي مضى بين ربط المشيمة Placenta "يؤدي ذلك إلى توقف
سريان الدم الحامل للاكسجين إلى الجنين"، وبين ابتداء تنفس الوليد "صرخة
الولادة". وقد وافقت عينة مكونة من "26" أما من نساء الطبقة
المتوسطة على الاشتراك في الدراسة. ومن هذه العينة فشل "9" من الأطفال
"34%"، ويشار إليهم "بأطفال التجربة"، فشلوا في التنفس في
خلال الثلاث دقائق المحددة. وقد درس ستاكلر Stechler هؤلاء الأطفال لمدة ثلاث سنوات، مجمعًا لنتائج الاختبارات وعاقدًا
مقابلات مع الأمهات، ولم تخبر الوالدات عن حالة أطفالهن. وتتضمن النتائج سمات
عديدة ذات أهمية: فبعد أسبوعين فقط من مغادرة المستشفى أدلت أمهات أطفال التجربة
ببيانات أكثر سلبية وذكرن من المشاكل ما يزيد على ما ذكرته أمهات المجموعة الضابطة
"أمهات الـ 17 طفلًا طبيعيًا الباقين"، وقد زاد اختلاف أنماط نقط
الاختبار لحالة الانوكسيا من جلسة اختبار إلى جلسة اختبار أخرى، وكانت معاملات
الذكاء في المتوسط للمجموعتين في سن الثالثة متطابقة وأعلى من المعدل. ولسوء الحظ،
فإننا لا نعرف ماذا حدث لهؤلاء الأطفال بعد دخولهم المدرسة، ولكن الدلائل المستقاة
من أطفال آخرين تدل على احتمال مواجهتهم لمشاكل في التعلم.
تلك هي بعض أسباب النمو غير
المنتظم أو البطيء من أن للنقص الغذائي والأنوكسيا آثارًا واضحة على النمو العصبي،
كما أن الجنس "ذكر أو أنثى" له ارتباط بالنمو، فالصبيان أكثر ميلا لبطء
معدلات النضج ولأنماط النمو غير
المنتظم. وليس مما يدعو
للدهشة، أن البنين أيضًا أكثر احتمالًا لمواجهة مشاكل تعلم في المدرسة. ولنتذكر
أننا ذكرنا في الفصل السابق أن النقص المرتبط بالجنس لدى الصبية يجعل للزيادة عنه
لدى البنات.
ومع أن التفسير البيئي
للفروق الجنسية في النضج أكثر تقبلًا، إلا أننا نعتقد أن هذه الفروق محددة
وراثيًا. ولاشك في أن من المفهوم أن البيئة المعدلة "المدرسة" قد تساعد
البنين على التلاؤم وزيادة الاستعداد للتعلم لقد نصح بعض الإكلينيكيين بأن يبدأ
البنون الالتحاق بالمدرسة بعد البنات بسنة.
ما هي أنماط السلوك التي
ينظر إليها علماء النفس لتحديد ما إذا كان النمو الجاري، جسمانيًا وحركيًا
وعصبيًا، يتم في إطار المعدل الطبيعي؟
من الواضح أن ذلك يتوقف على
سن الطفل: فعندما يكون الطفل وليدًا فإن عالم النفس قد يحدد ما إذا كانت
الانعكاسات البدائية "الكفية - الإخمصية" تنحسر طبقًا للتوقيت المرتقب
تقريبًا. ويمكن أحيانًا تقييم التكامل الحركي بفحص أوضاع النوم. وبعد ذلك بفترة
قليلة، يمكن فحص أنماط الزحف أو الحبو وملاحظة السن عند بدء المشي.
وعندما يقترب الطفل من مرحلة
السن من 4-7 سنوات، فإن الأنماط السلوكية المتاحة لاستخلاص النتائج منها حول النمو
تكون أكثر تنوعًا وأكثر تعقيدًا. وعلماء النفس المهرة يفرزون بمهارة العديد من
مظاهر السلوك قبل وضع التشخيص. والأداء في واحد فقط من هذه الواجبات لا يكفي
لتشخيص الاختلال الوظيفي.
وقد ابتكر كيفارت Kephart "1963" واجب أو مهمة
"المشي على العارضة الخشبية" walk-a-beam task وهو يتكون من لوح خشبي مقاس 2 × 4 بوصة يمتد لمسافة نحو 12-16
قدمًا، ويمكن استخدام جانب البوصتين أو جانب الأربع بوصات تبعًا لمستوى الصعوبة
المطلوب. ويطلب من الطفل أن يمشي عبر اللوح، وفي نفس الوقت يثبت بصره على نقطة في
الفضاء تقع أمامه مباشرة، ولا يسمح له بأن ينظر إلى أسفل لملاحظة موضع قدميه.
ويتطلب الإنجاز الناجح لهذا الواجب تكاملًا بين الوظائف الفضائية والحركية. وفي
تنويع أكثر تقدمًا لهذا الواجب، يجب على الطفل أن يمشي فوق العارضة إلى الخلف
بينما يظل ينظر إلى الأمام -حتى الكبار يجدون هذا الواجب "المهمة"
صعبًا، وإن كان معظمهم ينجحون في تأديته. ومن المكونات الهامة في هذا الواجب نمط
الفعل الذي يتضمنه عندما يقع الطفل من فوق العارضة. أن بعض الأطفال يقعون بشكل
يمكن أن نسميه "مكومًا". وهناك آخرون يقعون بطريقة تتسم بمزيد من
السيطرة والمنهاجية، فمثلًا يدل التحليل الدقيق للصور الفوتوغرافية التي التقطت
لعملية الوقوع على أن
هناك تناسقًا متكاملًا بين
الذراعين والساقين. وعلى ذلك فحتى نمط الوقوع يمكن أن يقدم معلومات تتعلق بالحالة.
وثمة واجب آخر استخدمه
كيفارت Kephart وهو "رسم
دائرة". والشكل "21" يبين طفلًا في سن 4-5 سنوات وهو يؤدي هذا
الواجب. حيث تعطى له قطعة من الطباشير في كل يد ويطلب منه الوقوف وأنفه ملامس
للسبورة وهو ينظر أمامه مباشرة. ثم يطلب منه أن يرسم دوائر بكل يد في وقت واحد.
ويلاحظ أن الطفل قد رسم
دائرة لا بأس بها باليد اليمنى ولكن وجد أنه يجد صعوبة كبيرة مع اليد اليسرى.
علاوة على ذلك فإن الطفل قد رسم الدائرة اليسرى في مستوى أدنى من مستوى دائرة اليد
اليمنى، مما يدل على عدم القدرة على تأدية الواجب بطريقة تناظرية.
ومزيد من التحليل لهذا
الواجب يدل على ظاهرة أخرى هامة لهذه الأنماط السلوكية الحسية الحركية المبكرة:
فالدائرة التي رسمت باليد اليمنى رسمت بحركة في عكس اتجاه عقرب الساعة، ومثل هذا
السلوك يعتبر متقدمًا إلى حد ما بالنسبة لطفل في هذه السن "الواقع أن لهذا
الطفل قدرة عقلية فائقة وكان قد تعلم القراءة مبكرًا". أما السبب في أن
الأطفال يبدأون برسم الدوائر في اتجاه عقرب الساعة ثم يتحولون للاتجاه الآخر، فغير
معروف.
ومن جهة أخرى فإن هذا الوجب
يوفر دليلًا على قدرة الطفل على تنسيق نمط حسي حركي مع القدرة البصرية الفضائية
"المكانية".
وهناك واجب آخر أكثر تشكيلًا
ومعروف أكثر، طورته لوريتا بندر Loretta Bender "1938" وهو يتكون من 10 تصميمات هندسية "انظر شكل
"22" لأحد المثيرات، ويطلب من الطفل أن ينقلها، وهنا سنجد أن الأطفال
غير الناضجين يجدون صعوبة كبيرة في تأدية هذا الواجب مع أنهم يستطيعون عادة رسم
دائرة، وهو إنجاز يدخل في نطاق قدرات معظم أطفال الخامسة، ويجدون صعوبة كبيرة في
رسم المربع "وهو مرسوم على شكل معين".
وثمة خطأ شائع وهو رسم
المعين في وضع رأسي؛ فيقوم الطفل بإدارته. وأحيانًا يؤدي الطفل ذلك بإدارة بطاقة
المثير أو إدارة الورقة؛ والسلوك يذكرنا بحمامات بيل Beale's
Pigeons حيث يتم التدريب على إدارة الزوايا المائلة
حتى يستطيع الطفل بين تمييزها. وقد ابتكر كوبيتز Koppitz
"1964" عملية تسجيل نقط تأخذ في الاعتبار
موضوعات مثل الإدارة "تدوير"، وعدم القدرة على تشكيل زواياه، وعدم
القدرة على تأدية أنماط سلوكية أخرى تتصل بكل من مواد الإثارة.
وقدمت أيرس Ayres "1972" افتراضًا هامًا
يؤكد عمليات المداخل Vestibular Processes، أي العمليات المختصة بالقدرة على اكتشاف الحركة واستخدام
الارتباطات بين الوارد الحسي والحركات الجسمية. وقد طور هذا الافتراض بدرجة كبيرة
وعززه بالمستندات. ومن بين الاستدلالات التي نتجت عن هذا العمل، ومن افتراضات
عصبية أخرى مشابهة تتضمن: المهارات الحركية للأطفال في مرحلة السن من 5-8 سنوات.
وبالتحديد فإن للطفل يبدي نمائية مميزة في الخط "الكتابة"، والقدرة على
ركوب الدراجة، وبصفة عامة في تآزر حركات الجسم المعقدة وتحويلها إلى أنماط فعل
سلسة. ولنأخذ مثلًا آخر في هذا المجال: إذا سألت طفلًا في الرابعة أو الخامسة من
عمره أن يقفز على قدم واحدة،
فإنه عادة يجد صعوبة كبيرة
في إنجاز ما يعتبر عملًا بسيطًا. وأحيانًا لا يستطيع أداء هذا الواجب بالمرة، وإن
كان كثير من الأطفال يستطيعون أداءه بمهارة على كلا القدمين اليمنى واليسرى.
وبالنسبة للأطفال الأكبر، فإن هذه المهمة تعتبر بالطبع أسهل كثيرًا، ولكننا نلاحظ
الآن عدم تناظر جانبي، أن معظم الأطفال يستطيعون القفز بخفة عظيمة على القدم
اليمنى، ولكن بدرجة أقل بكثير على اليسرى. ويحتاج الأمر لمزيد من الوقت لكي
يتمكنوا من التكيف مع هذه اللاتناظرية الجديدة، ولكنهم ينجحون في النهاية.
ويجب أن نلاحظ أن الواجبات
"المهام" القليلة التي وصفناها تتعلق بالنمو العصبي والعضلي العصبي.
وتتوقف صحة تشخيصاتها، جزئيًا على سن الأطفال الذين يجري عليهم الاختبار. مثال ذلك
أن اختيار بندر جشطلت لا تكاد تكون له قيمة تشخيصية مع الأطفال في سن العاشرة، ذلك
لأنهم جميعًا يستطيعون أداء هذا الواجب، أي لا توجد تنوعية. وبصفة عامة: فإن لهذه
الواجبات قيمة قصوى عندما يكون السلوك متوقعًا أن يظهر أولا. وبالنسبة لواجبات
"مهام كيفارت" Kephart وواجبات الرسم، والنقل "إعادة الإنتاج" فإن العمر يكون
من 5-9 سنوات. وكثير من هذا الواجبات تكون جزءًا مما يعرف بواجبات الاستعداد
للقراءة وهي التي تستخدم كثيرًا في المدارس: ونعود ونكرر القول بأنه ما من واجب
واحد أو طريقة واحدة تخلو من الخطأ. من ثم فإن الكثير من الواجبات هو الذي يجب
أجراؤه.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Growth
of the primary school child
The
dynamic growth in this stage is characterized by some fundamental changes that
are different in the late years of primary school than in the first three
years. Therefore, we will address the characteristics of motor growth in two
stages:
A
- middle childhood:
The
general characteristics of motor growth at this stage are as follows:
-
The gradual growth of the performance of the target for different aspects of
mobility, and shows a clear improvement in the performance of movements,
especially in qualitative terms .. The degree of development of motor
development is linked to the activity of the child, which is one of the most
important features of motor behavior at this stage .. This activity is that the
child In response to each external stimuli by performing some of the various
different motor responses, we find that the rapid transformation does not
settle on the condition or position, and it is not long in the performance of a
particular work or exercise one activity, physiological explanation that the
various environmental stimulants always occur new types of Isthta In the
cerebral cortex that incites and preaches to carry out motor responses. It
helps that the neurotransmitters that contribute to work on the motor plexus -
that is, which instructs some muscles to stop functioning or respond - have not
reached enough growth and development. Over time, the child gradually learns to
control the impulses, which are motivating so that he does not always translate
and transform each external stimuli into a particular movement. In the first
two years of this stage, it is possible to observe the excessive activity that
characterizes the child, and we find that many of his movements are associated
with some of the extra side movements which we find clearly when trying to
teach the child some kinetic skills such as throwing or complex motor skills.
The child to the economy in his movements, and can focus his attention for a
long time in the performance of a particular activity without being able to
some of the stimuli incidental transformation from the follow-up activity, and
shows the movements of the child parameters of accuracy and timing and the
right direction to achieve a specific goal.
-
For the skills that depend on the movement of large muscles: The activity of
children at this stage of movement and play, such as running, jumping, climbing
and cycling with two wheels, and begins their love for organized games. Girls
at this age tend to move more accurately and require weight, skill, twist rope,
"hump", signature dance, etc. The school should organize various
sports matches and organize teams, where children learn through this organized
activity some of the desired values such as cooperation, courage,
perseverance and sports spirit. This activity also helps the children to build
their sense and to reveal their tendencies and nutrition, which contributes to
the orientation processes according to tendencies and preparations Child.
Some
differences between boys and girls can be observed in the performance of some
motor skills, where boys excel in jumping and jumping skills, while girls
prefer to perform quiet movements. The contribution of some sex factors to each
one is not understood as these factors do not affect much. What we observe is
the practice of girls living with groups of boys participating in the types of
motor activities they practice, they climb and hang and kick ball and so on.
Parents
and teachers are encouraged to give the child the opportunity to practice many
types of free activity, to have multiple activity areas, to be free to choose
the game or field they want and the peers who play with him.
However,
in this stage, the hand-hand coordination of handwork is increasing, so
children at this age tend to work in clay, make woodwork, cut and paste, Girls
tend to needlework, and their attention is gradually reduced by puppet toys, until
the end of primary school disappears. Therefore, it is better for parents and
teachers to provide the child with the opportunity to practice the types of
constructive and innovative activity, and to provide him with the tools and
guidance so that he can express himself through work. Therefore, learning
through work is one of the best and most modern methods of progressive
education for this age.
-
One of the common features at this stage is what we observe from the use of the
child left ear clearly and these are usually due to physiological reasons
related to the formation of the nervous system. It should be noted that parents
and teachers if they use the intensity and pressure with this child to use his
right hand is often suffering some manifestations of psychological disorder,
and may result in the future in the future, but if they use
A
lot of softness, tricks and indirect ways often reach the point they are
seeking, although it is not worth it.
Late
childhood:
In
the late years of primary school, the growth of general growth is increasing
significantly, and the child is able to provide meaningful guidance for his
movements and the ability to control them. He sees this not only in sports
activity but also in the activity of the child during his daily life, His
movements are more objective and more economical.
The
movements of the child are also marked with great agility, speed and strength.
The term "cat" is often used to distinguish or characterize the
behavior of a 12-year-old child, especially when he is jumping over a natural
obstacle or following a jump from a sports device such as a jumping box. Many
children are agile in their exercise for ball games, as fast as in various
activities that include running, powerfully in gymnastics movements and so on.
The
movements of the child of this stage are characterized by good timing and
smooth movement of movements from trunk to atom
0 Response to " النمو الحركي لطفل المدرسة الابتدائية development of the primary school child "
Post a Comment