مجالات ومعايير تقدير الهوية: أولًا: المجال المهني:
Tuesday, July 24, 2018
Add Comment
مجالات ومعايير تقدير
الهوية
أولًا: المجال المهني
سواء كان المراهق طالبًا
جامعيًّا أو دخل مجال العمل، فإن ما نسعى إليه هو التعرُّف على التداخل "التشابك"
النفس/ اجتماعي بين قدرات الفرد وحاجاته من جهة, ومطالب المجتمع وجزاءاته من جهة
أخرى. فمن المتوقَّع أن يقيم قدراته وميوله، وأن يكشف عن الفرص الاجتماعية، وأن
يحدّد اتجاهًا ملتزمًا يتصرَّف بمقتضاه، هذا الالتزام قد يتَّخذ صورًا شتَّى, منها
ما هو عائلي "يتعلق بالأعمال المنزلية، وتربية الأطفال" أو مهني
"سباك، سمكري، سكرتير"، أو تعليمي "تلمذة صناعية أو تدريب مهني،
تخصص جامعي".. إلخ. هذه الصور قد تتداخل وتترابط معًا، ولكن الأهمَّ هو ما
ينجزه الفرد، أي: ما يحوله من "طفل" متلقي في مرحلة تفتُّح، إلى
"راشد" منتج، وما يصاحب ذلك من سلوكيات وانعكاس ذاتي بما يتمشَّى مع
أسلوب الحياة.
وهناك مشكلة تتعلَّق بالمجال
المهني كمعيار لتكوّن الهوية، فقد تعمل الظروف الاجتماعية بدرجة شديدة أحيانًا،
على تحديد اختيار البدائل التعليمية والمهنية، ففي الظروف الاقتصادية الصعبة يصبح
مجرَّد الحصول على وظيفة -كمهنة- "أي مهنة" شيئًا هامًّا، وبالتالي يصبح
الاستكشاف والالتزام نوعًا من الرفاهية, وإذا لم يتوفَّر التنوُّع في نطاق
المقابلة الشخصية "كالأيديولوجية السياسية في حكومة مستبدة محتكرة
مثلًا" تجعل هذه الناحية تفقد معناها كمؤشر على تحقق الهوية, وليس كمؤشر على
الهوية بمقوماتها. إن تحقق الهوية أو بناءها يستلزم وجود الاختبار في مجالات
الحياة المختلفة، وإذا لم توجد هذه الاختيارات في داخل مجتمع معين، أو إذا كانت
ناحية منها ضعيفة، فإن نموذج الهوية السائد في هذا المجتمع يصبح في أحسن الظروف هو
إعاقة الهوية، وفي أسوأ الظروف هو تشتت الهوية.
وثَمَّةَ قضية أخرى أثيرت عن
المجال المهني -وقد تثار مرة أخرى, وهي: هل احتمال الالتزام الفكري يعوق
"يمنع" الالتزام المهني؟ والواقع يشير
إلى أنه في أثناء حرب فيتنام
أصبح كثير من الشباب في الولايات المتحدة ملتزمين بأيدولوجية من عدم المشاركة في
ثقافة الراشدين، فقد كان جزء من هذه الأيديولوجية هو أنه: لكي يشغل الفرد مكانًا
مهنيًّا لائقًا في المجتمع, عليه أن يقدِّم تأييدًا لسياسة الاستيطان الذي كان
يتمّ بطريقة لا أخلاقية. لذلك: فإن أي مهنة كما تحدد نموذجًا يمكن أن تكون مقبولة,
لذا فإنَّ مثل هؤلاء الأفراد كانوا يسمون ذوي الإنجازات المغترب alienated achievement؛ إذ يحدث تحقق الهوية
اصطلاحيًّا. فالنقطة العامة هنا: هي أنَّ المقصود بالهوية على المستوى النظري تمثل
عملية ذات طبيعة تركيبية كلية gestalt - like, وأن المجالات المختلفة منها يمكن أن تقدر كلٌّ على حدة مستقبل
بعضها عن بعض. وقد نتحدث هنا عن الهوية المهنية، ولكن هوية الأنا التي فضَّلها
مارشيا فإنها تشير إلى كل منظم، قليلًا أو كثيرًا، مما يلزم القائمين بالمقابلة
بأن يكونوا منتبهين للموضوعات المتكاملة التي تجري أثناء الحديث عن المجالات
المنفردة التي تشكّل هوية الفرد. فمثلًا: هناك بعض المهن التي لا يمكن للماركسي أن
يختارها قانونًا، وهناك بعض المعتقدات عن أدوار الجنس، وعن الجوانب الجنسية التي
لا يجوز أن يسعى إليها الشخص المتعصّب "المتشدد"، ورغم ذلك: فكلا
الشخصين يمكنه أن يحقق هويته, ومن المفيد بعد تقدير المجالات التي تتضمَّنتها
المقابلة منفصلة أن تنعكس جميعًا على الفرد ككل بعد الاستماع إليه, ومحاولة
استخلاص من بين رتب الهوية ما يتمشَّى مع نسيج هويته, أو المزاج الخاص به.
وفيما يلي نعرض لرتب الهوية
في المجال المهني:
أ- تشتت الهوية: identity diffusion:
هناك ثلاثة أنواع من
الانتشار "التشتت" في المجال المهني:
أولها: ما يسمَّى بالنوع
الانتهازي opportunist: وهو الذي يقفز على كل
ما يجده مربحًا بلا عناء في هذه اللحظة "اللي تغلب به إلعبيه"، فالحماس
يخبو سريعًا، وسرعان ما ينكشف الالتزام في المقابلة بسهولة على يد القائم بإجراء
تلك المقابلة, الفطن المدقق الذي يمكن أن يقترح بعض الاتجاهات المهنية الجذابة
عالية العائد والإنجاز الأكثر سهولة.
والنوع الثاني: من التشتت
المهني هو المنساق "الهوائي" drifing: وهو الذي ينتظر أن يختار له بعض المهن لا أن يسعى هو إليها, مثل
هذا الفرد يميل إلى أن يسعى وراء العائد السريع، ويتميِّز بضعف الإيمان
"وربما يلفُّه اليأس" من حدوث شيء ما أو أن شيئًا ما سيصادفه.
أما النوع الثالث للتشتت في
المهنة: فيعكس نوعًا ما من القلق والاضطراب النفسي بدرجة ما، فالاختبار المهني
يقوم على خيال وجنون العظمة، ولا يتطابق مع واقع استعدادات الفرد المهنية
وإنجازاته؛ كشغف الفرد في أن يصبح أخصائيًّا نفسيًّا إكلينيكيًّا في عيادة خاصة,
بعد أن يحصل على تقدير ضعيف في دراسته في علم النفس مثلًا, أو شغف فتاة أن تكون
مشهورة في ممارسة الباليه في سن 21 سنة, مثل هذين المثلين يدلان على هذا النوع من
الخيال المريض.
كل هذه الأنواع من الانتشار
"التشتت" تشترك جميعًا في انعدام أو نقص الالتزام، أو على الأقل نقص
الالتزام الواقعي "الحقيقي" الذي يؤدِّي إلى التوظيف المناسب وسلوكياته،
حتَّى وإن كان الأفراد قد مروا بفترة الاستكشاف فعادة ما تكون وجيزة واصطناعية.
ب- إعاقة الهوية:
تعد إعاقة الهوية ذات أثر
أكيد في التوجيه المهني للفرد، وتعد عنصرًا هامًّا في هويته لعدة سنوات. فعادة
يكون هناك أثر فعَّال ومحسوس disecernible للوالدين أو أي سلطة أخرى في حدوث ذلك، وحتَّى إذا لم يتمكَّن
الفرد من تحديد اتجاه ثابت، أو إذا تَمَّ تحديد الوضع المهني مبكرًا ولم ينظر في
البدائل, فإن إعاقة الهوية تصبح هي الوصف المناسب للفرد. والافتراض بأن أي قرار
مهني خلال المراهقة المتأخِّرة قد تأثَّر بالكبار أو بقي ولم يعدَّل خلال هذه
المرحلة، فذلك يعني أن عملية بناء الهوية لم تتم أو تحدث1.
ج- توقف الهوية: moratorium:
تتداخل فترات توقف الهوية في
عملية الاستكشاف، ويميل الأفراد فيها نحو عديد من التعبيرات اللفظية التي تعكس
ذلك, وعلى الرغم من ذلك فإن فترات توقف الهوية وبصفة خاصَّة في المراهقة المتأخرة
لا تشمل الخريطة المهنية ككل في العادة، بل إنَّ توقف الهوية يجعل الأفراد يميلون
إلى أن يكونوا متلزمين داخل مجال عام، كما أنهم لا يكافحون بشدة أو بشكل مكثَّف،
وأحيانًا يمكن أن ينظروا ببساطة في بدائل معقولة حتى يتمَّ الوصول إلى القرار،
ورغم ذلك: فإن وصف الأفراد بأنَّهم في حالة توقف الهوية، لا بُدَّ أن يظهروا أنهم
مهتمون، وأن يكون لديهم بدائل استكشافية فعالة, بهدف الوصول إلى التزام مهني.
د- تحقق الهوية: identity achivement:
الأفراد المتَّصفون بتحقق
الهوية يتميِّزون بالاستكشاف الجاد، على الأقل للبحث عن البديل الحي الأوحد للمهنة
التي يقع عليها اختيارهم, بما يجعلهم يفكرون في ذواتهم كشيء "مدرس، أو مهندس ... مثلًا"، فهم تقريبًا لا يسيرون في اتجاه مجالٍ ما فحسب، ولكن
اختيارهم المهني يمثل جزءًا من هويتهم, والتعريف بذاتهم، فهم يؤكدون كثيرًا على
كينونتهم وليس على ما سيفعلونه. وكقاعدة: فإن ذلك يظهر -عمومًا- من نظرتهم لمجال
مهنهم على أنه عمل بالفعل أو خبرة تطوعية باختيارهم.
__________
1 إعاقة الهوية في المجال
المهني لا تعني أن الفرد يكون بالضرورة أقل كفاءة في هذه المهنة من الذي اختار
بنفسه تلك المهنة، فذلك يصدق فقط في مجال الفنون.
ثانيًا: مجال المعتقدات
الدينية:
لا تعد الآراء الدينية أو
السياسية من القضايا الأساسية في المقابلة الشخصية، ولكن اختيار مارشيا لهذين
المجالين في تقدير هوية الفرد؛ لأنهما -على الأرجح- من أكثر المجالات التي تمدنا
بتقدير لأيديولوجيته "أفكاره ومعتقداته". فأحد افتراضات نظرية النمو
النفسي الاجتماعي -كما أوضحها إريكسون- يقوم على أنَّ الفرد في أثناء تحرُّكه من
شخص "متلقي" عام في مرحلة الطفولة، وتحوله إلى "معطي" عام في
الرشد، فإنه في أثناء هذا التحرُّك النمائي يحدث تغيُّر في النسق الفكري لديه.
فالمعتقدات الدينية والسياسية التي تتشكَّل في الطفولة من المفترض
أنها لا تعمل -تقريبًا- إلّا
في نطاقٍ ضيق في مرحلة الرشد, وحتَّى في المجتمعات البدائية فإنها تمد الفرد بطقوس
rites عن الطرق التي تعمل على
تحديد هويته الأولى المفروضة عليه "المكلف بها" وتؤكدها. وقد يتكوَّن
لدى الفرد أيديولوجية لا تشمل على أيّ معتقدات دينية، ورغم ذلك فإن هذه
الأيديولوجية لا بُدَّ وأن تأخذ في الحسبان وجود قضايا دينية مثل: وجود الله،
ومعايير القضايا الأخلاقية.. إلخ, وعلى هذا: فإن التساؤلات عن المعقتدات الدينية
هي مدخل سهل للعالم الأيديولوجي للفرد، وتؤخذ الاستجابات ذات المغزى الفكري عن
قضايا الدين كدليل على البناء الأيديولوجي والفكري المصاحب لتشكيل الهوية، ورغم
ذلك: فإن وجود الدين من عدمه لا يمثّل معيارًا في ذلك. وهنا في -هذا المجال- كما
هو الحال في المجالات التالية من مجالات تقدير الهوية, فإن محتوى المعتقدات
الدينية ليس مناسبًا لتحديد رتب الهوية، فمهما يكن لدى الفرد معتقد ديني أم لا، أو
ما يحتويه هذا الاعتقاد الديني, فإن ذلك ليس مناسبًا للحكم على رتب الهوية، فالذي
يميز مراتب الهوية لدى الفرد هو قدرته على تحديد معتقد ديني بعينه من عدمه. إن
القضية الأساسية هي عمق واتساع التأمّل الفكري الذي يعطيه الفرد للجوانب
الأيديولوجية، وهذا ما يجعلنا نقول بأنه في غياب التفسير العقلي الذي يقوم به
الفرد يقدَّر باعتباره مرتفعًا في الهوية إذا ما استطاع أن يحدد معتقدات دينية
معينة عمَّا إذا لم يستطع ذلك. ولذلك: فعندما يسمع الفرد عن هذا الجزء الخاص
بالمعتقدات الدينية في مقابلة تحديد رتب الهوية، فإن التساؤلات في هذه المقابلة لا
بُدَّ وأنها تدور حول: "هل هذا الفرد لديه نسق عقائدي متماسك؟ "،
و"هل هذا النسق يتطابق مع ما كان يتبناه في الطفولة؟ "، وهل هناك فترة
استكشاف، تلك الفترة التي يقدّر فيها الفرد احتمالات البدائل؟ "، وهي حياة
الفرد -من الناحية السلوكية- تساير تلك المعتقدات؟
ولقد لوحظ أن الفرد الذي
يتمّ إجراء المقابلة معه, من الممكن أن يكون قد ترعرع ونما في نوع من الفراغ
الأيديولوجي "الفكري", ولذلك: فإن هناك قاعدة عامَّة تقرر، بأنه:
"إذا قضى الفرد طفولته في سياق فكري "مشتَّت", ويظل مشتتًا
حتى الآن، حينئذ فإن هذا
الفرد يقدر باعتباره في رتبة "تشتت الهوية", وليس في رتبة "إعاقة
الهوية". وهناك احتمال بأن يأت فردٌ ما من سياق مشتَّت، ولكنه يجد معتقدًا
دينيًّا في شكلٍ ما خلال المراهقة المتأخرة, وأمكن الكشف عن ذلك من حجم قدرته
المعرفية والتزاماته, فإذا كان ذو معرفة والتزام عالٍ, ففي هذه الحالة يمكن تصنيفه
تحت رتبة "تحقق الهوية"، أو "إعاقة الهوية"، وذلك حسب درجة
الصلابة في استجاباته. فإذا لم تكن هناك فترة استكشاف للبدائل, ولا يستطيع الفرد
أن يفكِّر تفكيرًا تأمليًّا مخلصًا, فإن التصنيف الأقرب هو "إعاقة
الهوية"، ولكن إذا ظهرت الرغبة في الاستكشاف للبدائل، وكانت المعتقدات مرنة
إلى حدٍّ ما، فإن الفرد يصنَّف في هذه الحالة على أنه في حالة "تحقق
الهوية".
وثَمَّة قضية أخرى تنبع
بخصوص المحتويات الدينية, وتتعلّق بالفارق بين النسق العقائدي والنسق الثقافي،
وتظهر الأهمية الخاصة لهذا الفارق لدى الأفراد ذوي الديانة المرتبطة بأصول عرقية
مثل اليهود، فاليهودية تشير إلى كلٍّ من المعتقدات الدينية والأصل العرقي "أو
الولاء له"، والالتصاق بمجموعة من التقاليد -أو أي مكوّن من هذه الجوانب
الثلاثة. ولذلك: فعلى الباحث في الهوية القائم بإجراء المقابلة أن يقرر: ما هو
اليهودي "أو الكاثوليكي الأوكراني" بما يعني موضوعًا محددًا في ذهنه,
حتى وإن فَقَدَ الجانب الفكري الديني لدى الفرد أهميته، فإنه يكون هناك التصاق
كافي بالتقاليد العرقية التي تمدنا بأسسٍ لتقدير هوية الفرد.
وفيما يلي نعرض لمراتب
الهوية في المجال العقائدي:
أ- تشتت الهوية:
يتميِّز التشتت في المجال
العقائدي بنقص الفكر المتعمّق فيما يتعلّق بالحيز الأيديولوجي الكلي, وغالبًا ما
يميل أصحاب هذه الحالة إلى النظر لفلسفة الحياة وقضاياها على أنها مضيّعة للوقت،
فهم لا يجدون أي شيء من البهجة في التأمّل في مثل هذه الأمور. فالتفكير في معنى
الحياة ليس مدعاة للمتعة، ولذلك: فغالبًا ما يظهرون واجهة من النسق الأيديولوجي,
ويحبون أن يصدِّق الآخرون أنهم يعتنقون فكرًا معينًا, وتصبح أيديولوجياتهم نوعًا
من العملة يقايضون بها من أجل الحصول
على الاحترام وتأثُّر
الآخرين بهم. فإذا ما تَمَّتْ مواجهة هذا النسق العقائدي من الباحث الحاذق، حينئذ
تظهر سطحيتهم واضحة جلية.
وبالمثل، فإن استجابات ذوي
الهوية المشتتة للأسئلة الدينية تظهر مقتضبة موجزة، وغالبًا ما يحاول الباحث
حثَّهم وإثارتهم للحصول على محتوى أوسع، ولكن يبدو الأمر كما لو كان "لا حياة
لمن تنادي" nobody's home, وقد يظهر نوعٌ آخر من
التشتت في شكل تعبير لفظي يشبه "دخان السينما" كلما تعقَّدت الأمور،
ولإظهار المعرفة والدراية يستخدم الشخص قوالب طنَّانة مثل: إنني على المذهب
"الإنساني الوجودي"1 pantheistic - humanist, وذلك على أمل أن يؤخذ ذلك دليلًا على القدرة المعرفية. وعلى
الباحث أن يستقصي المحتوى المتعمق للنسق العقائدي وليس مجرد الشعارات.
ب- إعاقة الهوية:
لما كان من يعانون تشتت
الهوية يميلون إلى وجود فراغ في الفكر والأيديولوجية، فإنَّ من لديهم إعاقة للهوية
-خاصَّة في النواحي الدينية- فإنهم في العادة يؤمنون إيمانًا راسخًا فيما اعتنقوه
في الطفولة, وغالبًا ما يلتزم الشخص الذي يتميز بتحقق الهوية أو الذي يعاني إعاقة
الهوية بالقول؛ لأن معتقداته تختلف عمَّا يعتقده والده، وعمَّا كان يعتقد فيه في
طفولته، إلّا أنَّ الأمر متروك للباحث لتحديد ثبات هذه الإدعاءات والفروق فيها.
فإذا ما أعلن أحد المفحوصين بأن معتقداته قد تغيَّرت تغيرًا له دلالة عمَّا كان
وهو صغير، فإنه يجب أن يكون بعد ذلك قادرًا على أن يعبِّر بوضوح عن تحولاته
الأساسية, فمثلًا: إذا قرَّر شخص روماني كاثوليكي بأنَّ ميلاد العذراء مشكوك فيه،
فإن ذلك لا يشير إلى تغيُّر أساسي، في حين أنه إذا ما شبَّ شخص روماني كاثوليكي, وسأل
عن السياسة الاجتماعية للكنيسة، أو وجد نفسه يفضل عملية ضبط الإنجاب، أو الإجهاض،
أو السياسة الماركسية، أو إنكار السيادة البابوية.. إلخ. حينئذ, فإن ذلك يشير إلى
تحوّل وتغيّر له دلالته, وبالمثل إذا أعلن شخصٌ ما بأنَّ معتقداته تختلف عن
معتقدات
__________
1 مذهب فلسفي يؤمن بوحدة
الوجود، الله والطبيعة شيء واحد.
والديه؛ لأنه أكثر
"تحررية", فإن ذلك لا يشير إلى تحوّل دالٍّ إلّا إذا عبَّر بوضوح عن
التزام جديد.
ومهما يكن من أمر, فإذا
استطاع الفرد أن يستشهد بفترة من الفارق الأساسي عن إيمان والديه مثل: فترة من عدم
الاعتقاد، أو الالتزام بعقيدة أخرى, في هذه الحالة فإنه يمكن ألَّا يقدر على أنه
في تربة إعاقة الهوية.
وأحيانًا: يجد الباحث
مفحوصًا يدَّعي بأنه على نفس المعتقدات الدينية التي يعتقد فيها والداه، ولكن لديه
التزامًا ضعيفًا، فهنالك "كما في القسم السابق", فإنَّ نقص الالتزام
يطغى على نقص فترة الاستكشاف, ونقول بأن الفرد في رتبة تشتت الهوية وليس في رتبة
إعاقة الهوية.
ج- توقف الهوية:
من المحتمل أنه في المجال
الأيديولوجي تتزايد حِدَّة صراعات الفرد الذي يمر بفترة توقُّف الهوية بدرجة أكثر
وضوحًا, وتظهر المقابلة ممتعة وشيقة في الغالب رغم أنَّها تكون مجهدة, ومن
الاحتمالات التي يجب إمعان النظر فيها أن الحالة غالبًا ما تكون مختفية
"مغطاة بقشور رقيقة أكثر إحكامًا مع أنها يمكن وصفها"، ولكن يجب أن يميز
الباحث الجدية في سعي واجتهاد ذوي الهوية المتوقفة من خلال التعبيرات اللفظية التي
تشبه دخان الشاشة المغلَّف بالتشوش أو التشتت، وأن تكون هناك حدودًا بين النسق
العقائدي والتحرُّك نحو الحل في المستقبل القريب.
د- تحقق الهوية:
الشخص الذي يوصف بتحقق
الهوية هو الفرد الذي يفكِّر بجدية على الأقل في نسق عقائدي يختلف عمَّا كان لديه
في الصغر، أو هو الفرد الذي انتقل من حالة الاعتقاد "أو اللا اعتقاد" في
مرحلة الطفولة.
ويتميِّز الأفراد المحقِّقون
لهويتهم بأنهم يمكنهم أن يحددوا أنفسهم في إطار محدد؛ بحيث يظهر فيه التزاماتهم
السلوكية، فهم لا يقطعون دائمًا بضرورة تنشئة أطفالهم وفقًا لما اختاروا الإيمان
به, كما هو الحال مع ذوي الهوية المعاقة. غير أنَّهم ليسوا من عدم التقييد أو
التداخل بدرجة كافية مثل ذوي التشتت في الهوية، ولا هم مثل ذوي توقف الهوية, فهم
لا يستمتعون دائمًا بالاستماع إليهم كما هو الحال لدى ذوي توقُّف الهوية، فالفرد
يسمع أكثر عن انتهاء ذوي الهوية المحققة من عملية ما أكثر مما يسمع عن العملية
ذاتها, كما أن هناك قدرًا من تحقق الذات والراحة إزاء وضعهم الحالي، في حين أن ذلك
ليس بالمرونة أو التصلب الذاتي الذي يميز حالات إعاقة الهوية.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Areas
and criteria for identification
First:
Professional field
Whether
the adolescent is a university student or a field worker, what we seek is to
identify the "interpersonal" interplay between the individual's
abilities and needs, on the one hand, and the demands of society and its
sanctions on the other. It is expected to assess its abilities and tendencies,
to reveal social opportunities and to define a committed attitude by which it
can act. This obligation may take various forms, such as "domestic work,
child rearing" or "plumber, secretary, secretary" Educational
"industrial apprenticeship or vocational training, university majors",
etc. These images may be intertwined and interdependent, but more important is
what the individual accomplishes, that is, his transformation from a
"child" receiving at an open stage, to a productive
"rider", and the accompanying behaviors and self-reflection in line
with the lifestyle.
There
is a problem with the professional sphere as a criterion for identity. Social
conditions may sometimes determine the choice of educational and professional
alternatives. In difficult economic circumstances, just getting a job - a
profession - becomes an important thing, so exploration and commitment become a
luxury. , And if there is no diversity in the scope of the interview, such as
the political ideology of a monopolistic despotic government, this aspect loses
its meaning as an indicator of identity, not as an indicator of identity.
Achieving or building identity requires testing in different areas of life. If
these choices do not exist within a particular society, or if they are weak,
the prevailing identity model in this society is at best a hindrance to
identity and, in the worst case, dispersion Identity.
Another
issue raised in the professional sphere - may be raised again: is the
possibility of intellectual commitment impeding the "prevention" of
professional commitment? Indeed it indicates
That
during the Vietnam War many young people in the United States were committed to
an ideology of non-participation in the culture of adults. Part of this
ideology was that: in order for the individual to occupy a decent professional
place in society, immorality. Therefore, any profession that defines a model
can be accepted, so such individuals were called alienated achievement;
identity verification occurs conventionally. The general point here is that
identity is intended at the theoretical level to represent a process of a total
gestalt-like nature, and that different domains can individually appreciate
each other's future. We may speak here about professional identity, but the
identity of the ego favored by Marcia refers to every organizer, little or too
much, which requires the interviewers to be aware of the integrated themes that
are being discussed in the individual areas that constitute the identity of the
individual. For example, there are some occupations that Marxist can not
legally choose, and there are some beliefs about sex roles, and sexual aspects
that a "fanatic" person can not pursue. However, both individuals can
achieve their identity, Which are included in the interview separately to be
reflected on the individual as a whole after listening to him, and try to draw
from the ranks of the identity in line with the fabric of his identity, or
mood.
The
following is a list of professional identity grades:
A
- Identity fragmentation: identity diffusion:
There
are three types of "dispersion" in the professional field:
First:
the so-called opportunist type: opportunist: he jumps on what he finds
effortlessly profitable at the moment "overcome by his players," the
enthusiasm quickly disappears, and quickly reveals the commitment in the
interview easily by the person conducting that interview, careful scrutiny that
can Suggest some attractive professional trends with high yield and most easy
accomplishment.
The
second type of professional dispersion is the drifting: it is the one who waits
to choose some professions not to seek it, such an individual tends to seek a
quick return, and is characterized by a weak faith "and perhaps
despair" of the occurrence of something Or that something will happen to
him.
The
third type of occupational dispersion: reflects some degree of anxiety and
psychological disorder to some degree. Professional testing is based on
imagination and paranoia, and does not correspond to the reality of the
individual's professional preparations and achievements; the desire of the
individual to become a clinical psychologist in a private clinic, A weak
appreciation in his studies in psychology, for example, or the passion of a
girl to be famous in the practice of ballet at the age of 21 years, such two
proverbs are indicative of this kind of patient imagination.
All
these types of "dispersion" all share a lack or lack of commitment,
or at least a lack of real "real" commitment that leads to proper
employment and behavior, even if individuals have gone through a period of
exploration that is usually brief and artificial.
B
- Impeding identity:
Impaired
identity has a definite impact on the career guidance of the individual and is
an important component of his or her identity for several years. There is
usually an effective and disecernible effect for parents or any other authority
to do so, and even if the individual can not determine a fixed trend, or if the
professional status is determined early and alternatives are not considered,
disability is the proper description of the individual. And the assumption that
any professional decision during late adolescence has been affected by adults
or remained and has not been modified during this stage, it means that the
process of identity building did not occur or occur 1.
C
- stop identity: moratorium:
Identity
breaks overlap in the exploration process, and individuals tend to have
multiple verbal expressions that reflect this. However, identity breaks,
especially in women
0 Response to "مجالات ومعايير تقدير الهوية: أولًا: المجال المهني:"
Post a Comment