ثانيًا: البيئة بعد الولادية Environment after birth
Monday, July 23, 2018
Add Comment
ثانيًا: البيئة بعد الولادية Environment after birth
يمكن تقسيم المحددات البيئية
بعد الولادة إلى أربعة مؤثرات على الأقل, تتفاعل فيما بينها في تأثيرها على النمو
الإنساني بصورة يصعب الفصل بينها إلّا لغرض الدراسة, من هذه المحددات البيئية مما
يلي:
أ - البيئة الطبيعية
"الجغرافية":
يقصد بالبيئة الطبيعية:
الظروف المادية المحيطة بالفرد من عوامل جغرافية ومكانية؛ كالطقس والمناخ, وموارد
وإمكانات مادية تؤثر على نمو الفرد، من ذلك:
- الهواء النقي: حيث ثبت أن
أطفال السواحل والريف ينمون أسرع من أطفال المدن المزدحمة بالسكان المعرّضة لتلوث
البيئة.
- أشعة الشمس: حيث لها
تأثيرها في سرعة النمو وخاصة الأشعة فوق البنفسجية.
- تلعب البيئة الجغرافية
دورًا هامًّا في تحديد خصائص النشاط السكاني, وما له من تأثير في خصائص الأفراد؛
حيث نجد لسكان المناطق الزراعية سمات تختلف عن سمات سكان المدن، وسمات هؤلاء
وهؤلاء تختلف عن سمات سكان الصحاري وسكان الجبال "وإن كان للعامل الثقافي
أثره في تبلور هذه السمات".
- بالإضافة لذلك: فقد ثبت أن
البلوغ يحدث مبكرًا نسبيًّا في البلاد المنخفضة عنه في البلاد المرتفعة، كذلك قد
يلاحظ أن تكوين الشخصية لدى سكان المناطق الجبلية قد يختلف عنه لدى سكان السهول
"هدى برادة، فاروق صادق: 1985، 41، عبد الرحمن سليمان: 1997، 521".
2- البيئة
التاريخية "الزمانية":
يقصد بالبيئة التاريخية:
ظروف العصر الذي يعيش فيه الفرد, ومستوى التطور الذي أحرزه المجتمع في المستوى
الحضاري بإنتاجه، وأدواته، ورموزه في سياق العملية التاريخية، تلك الحضارة التي
تتفتح فيها إمكانات الأطفال, فالتغيُّر الاجتماعي أصبح سُنَّة من سنن المجتمع،
وزادت سرعة التغير في الفترة الأخيرة التي بدأت مع القرن العشرين، وقد حدث ذلك
بسبب بعض العوامل, منها: كثرة الاكتشافات والاختراعات العلمية، والانفجار المعرفي,
وثورة المعلومات التي نعيشها، وثورة المواصلات التي جعلت من العالم كله قرية صغيرة
يتعرف كل طرف فيها ما يحدث في بقية الأطراف.
ومما لا شك فيه: أن العامل
الحضاري للمجتمع له تأثيره على نمو الطفل وتفتحه، ولا شكَّ أن الإنسان الذي عاش في
ق18 غير الإنسان الذي عاش في ق19 إبَّان الاحتلال، وهذا بدوره يختلف عن الإنسان
الذي عاش في النصف الأول ق20، كما أن الإنسان المعاصر يختلف عن سابقيه في: خصائصه،
وسماته العقلية والفكرية، وتطلعاته وآماله، وقلقه، وانفعالاته، وعلاقاته
الاجتماعية، وصراعاته وإحباطاته، وكل ذلك يمثل مكونات شخصية, وعامل من العوامل
المؤثرة في النمو الإنساني.
3-
البيئة الثقافية:
يقصد بالبيئة الثقافية:
ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الفرد, وهناك تعريفات كثيرة للثقافة -ليس هذا مجال
سردها أو التفريق بينها- ونكتفي هنا بما أورده دسوقي "1976" من أن كل ما
يفعله المرء ويفكر فيه أو يشعر به، كل ما لديه من رغبات أو حاجات أو معتقدات تأتي
من ذات نفسه, أو يجدها في الآخرين، هو إلى حد كبير ما نطلق عليه عادة
"الثقافة".
فكل ما نتعلمه أو نكتسبه
اجتماعيًّا من عادات ومهارات، من اتجاهات، ومُثُل عليا، أو ما تخلف لنا من معارف
عقلية أو أشياء أو طرز مادية, يصبح ثقافة لنا, وطريقة لسلوك حياتنا.
وتصنف الثقافة إلى عدة وجوه:
1-
الأشياء المادية: كالمباني، والعدد، والأدوات المستخدمة في البيئة.
2-
هيكل أنماط السلوك: من عادات، وأنشطة، ومهارات الناس الذين استخدموا هذه الأشياء.
3-
الأنماط العقلية التي لا تقل واقعية في تركيب الثقافة من الأشياء والعادات، وتشمل
هيكل العواطف، والاتجاهات، وأنواع التفكير التي تحددها الثقافة وتعكسها، أي: القيم
الإنسانية من شعر، وموسيقى، وحلي ونظافة، وعري أو ملبس.. وغيرها مما يستمد من
الثقافة لا من الطبيعة الأصلية.
4-
التنظيم الاجتماعي وتراكيب المنظمات من حيث علاقتها بالسلطة، والقوانين،
والملكيات، وعلاقات الأسرة.
5-
العناصر الرمزية للثقافية؛ كأدوات لا مادية من: لغة، ورسوم، ورياضيات، ووسائل أخرى
تمثل العالم الواقعي وتمكّن من الحكم.
6-
تنظيم الفكر كوجه أخير للثقافة يشمل كل هيكل العلم، والفلسفة، والمعتقدات الدينية،
والسحر.. إلخ. "كمال دسوقي: 1976، 78".
وهناك من يصنف الثقافة إلى
ثلاث فئات:
أ- العموميات: وهي الأفكار
والعادات, وأنماط السلوك التي تشيع بين أفراد المجتمع كله, ولذا فهي تعطي المجتمع
طابعه الخاص المميز, وتشمل: اللغة، والدين، وطرائق التفكير التي يفضلها المجتمع
بالمقارنة بالمجتمعات الأخرى, وتظهر أثار عموميات الثقافة في طراز الملبس والمسكن،
وفي طبيعة العلاقات السائدة في المجتمع، وفي حدَّة الاهتمامات بين الأفراد, ولا
يتعارض معها العناصر الثقافة الأقل انتشارًا, وهي أكثر عناصر الثقافة ثباتًا ومقاومة
للتغير.
ب- الخصوصيات: وتشير إلى
العناصر الثقافية التي تشيع بين فئة معينة أو جماعة خاصة من أفراد المجتمع، ويلتزم
بها أفرد هذه الفئات أو الجماعات, ومنها: الآداب أو التقاليد السائدة بين أفراد
مهنة من المهن، والمهارات الفنية، والمعارف
العلمية المرتبطة بهذه المهن، وتكون هذه العناصر الخصوصية على درجة كبيرة من
الأهمية لهذه الجماعات أو الفئات الخاصة؛ لأنها تعطيها طابعها المميز, وتساعدها
على أداء دورها ووظائفها في إظهار الثقافة العامة للمجتمع.
ج- المتغيرات: وهي العناصر
التي لا تعتبر من العموميات ولا الخصوصيات، فهي ليست شائعة بين أفراد المجتمع أو
بين فئة من فئاته، ولكنها توجد عند بعض الأفراد من جميع الفئات أو المهن أو
الجماعات. وهي تمثل استجابات سلوكية في مواقف معينة، وتتباين بتباين الأفراد
والمواقف, وتختلف هذه الاستجابات رغم وحدة الهدف, وتشتمل على: الاهتمامات،
والأذواق، والموديلات، والأساليب المنبعة في الإبداع الفني أو الفكري، وترتبط
بدرجة رقي المجتمع وتطور الثقافة فيه, وقد ترتقي بعض هذه العناصر إلى مستوى
الخصوصيات أو حتى العموميات إذا تمثلها أفراد المجتمع، كما قد تزوي وتختفي كما
يحدث في حالات الموضات والتقاليع. "علاء كفافي: 1990، 151-152".
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Environment
after birth:
The
environmental determinants after birth can be divided into at least four
effects, interacting with each other in their impact on human growth in a way
that is difficult to separate except for the purpose of study. These
environmental determinants include the following:
A.
The "natural" geographical environment:
The
physical environment means the physical conditions surrounding the individual
from geographical and spatial factors, such as weather and climate, and
physical resources and potentials that affect the growth of the individual.
-
Fresh air: coastal and rural children have been shown to grow faster than urban
children, who are vulnerable to environmental pollution.
-
Sun rays: where they have an effect on growth speed, especially UV.
-
The geographical environment plays an important role in determining the
characteristics of the population activity and its impact on the
characteristics of individuals. The inhabitants of the agricultural areas have
characteristics that differ from the characteristics of the urban population,
and these characteristics differ from the characteristics of the inhabitants of
deserts and mountain dwellers. These features ".
In
addition, it has been shown that puberty occurs relatively early in the
low-lying countries than in the high country. It may also be noted that the
composition of the population in the mountainous regions may differ from that
of the plains. "Huda Barrada, Farouk Sadiq: 1985, 41, 1997, 521 ".
2.
Historical "temporal" environment:
The
historical environment means the conditions of the age in which the individual
lives, the level of development achieved by society in the cultural level, its
production, its tools, and its symbols in the context of the historical
process, a culture in which the potential of children is open. Social change
has become a year of society. The explosion of knowledge, the information
revolution we are experiencing, and the revolution of transportation that have
made the whole world a small village where each party recognizes what is
happening in the rest of the parties.
There
is no doubt that the civilizational factor of society has an impact on the
development and development of the child. There is no doubt that the man who
lived in the 18th century is not the man who lived in the 19th century during
the occupation. This is different from the man who lived in the first half of
the 20th century. Its characteristics, mental and intellectual characteristics,
aspirations, hopes, anxieties, emotions, social relations, conflicts and
frustrations, all of which represent personal components and factors
influencing human growth.
3.
Cultural environment:
The
cultural environment is the culture of the society in which the individual
lives, and there are many definitions of culture. This is not an area to be
narrated or differentiated from them. Suffice it here with what Desouki (1976)
stated that everything one does, thinks or feels, Needs or beliefs come from
the same, or find them in others, is largely what we usually call "culture".
All
that we learn or acquire socially from habits and skills, from trends, ideals,
or what leaves us with mental knowledge, objects or material models, becomes
our culture, a way of behaving our lives.
Culture
is classified into several aspects:
1.
Material objects: buildings, tools and tools used in the environment.
2.
Structure of patterns of behavior: the habits, activities, and skills of people
who used these things.
3
- mental patterns that are not less realistic in the composition of culture of
things and habits, and include the structure of emotions, trends, and types of
thinking defined by the culture and reflect, namely: human values of poetry,
music, jewelry and cleanliness, nudity or clothing .. and other derived from
culture Not from the original nature.
4-
Social organization and structures of organizations in relation to power, laws,
property, and family relations.
5.
Symbolic elements of culture; as non-material tools: language, fees,
mathematics, and other means representing the real world and enabling
governance.
6.
Organization of thought as a final aspect of culture that includes all the
structure of science, philosophy, religious beliefs, magic, etc. "Kamal
Desouki: 1976, 78".
There
are those who classify culture into three categories:
A
- Generalities: the ideas and habits, and patterns of behavior common among
members of society as a whole, and therefore gives the distinctive character of
the community, including: language, religion, and methods of thinking preferred
by society compared to other societies, and show the effects of generalities of
culture in the clothing and housing, The nature of the prevailing relations in
society, and the intensity of the concerns among individuals, and is not
opposed to the elements of culture less widespread, which are the most elements
of the culture of stability and resistance to change.
B-
Specialties: It refers to the cultural elements that are common among a
particular group or group of members of the society and are committed to these
groups or groups, including: the customs or traditions prevailing among
professionals of professions, technical skills and scientific knowledge
associated with these professions, These private elements are of great
importance to these groups or special groups; they give them their distinctive
character, and help them to perform their role and functions in showing the
general culture of society.
C-
Variables: These are elements that are not considered generalities or
specificities. They are not common among members of the society or among a
group of groups, but they are found in some individuals of all categories,
professions or groups. They represent behavioral responses in certain
situations and vary in different individuals and attitudes. These responses
vary in spite of the unity of purpose. These include: interests, tastes,
models, and techniques stemming from artistic or intellectual creativity; they
are related to the degree of social development and the development of culture;
To the level of privacy or even generalities if represented by members of the
community, as it may disappear and disappear as happens in cases of fashion and
cut. "Alaa Kafafi: 1990, 151-152".
0 Response to "ثانيًا: البيئة بعد الولادية Environment after birth"
Post a Comment