ثالثًا: نظرية النمو الجنسي النفسي: سيجموند فرويد - The theory of psychological sexual growth: Sigmund Freud
Tuesday, July 24, 2018
ثالثًا: نظرية النمو الجنسي
النفسي سيجموند فرويد The theory of psychological sexual growth: Sigmund Freud
مدخل
...
ثالثًا: نظرية النمو الجنسي
النفسي: سيجموند فرويد
ينسب إلى سيجموند فرويد sigmund freud مدرسة التحليل النفسي,
وقد وُلِدَ فرويد في فرايبورج في مورافيا بتشيكوسلوفاكيا في 6 مايو 1856، ومات في
لندن 1939. عاش في مدينة فيينا منذ أيامه الأولى إلى ما يقرب من ثمانين سنة. التحق
بجامعة فيينا "1875-1882" ودرس الطبَّ وتخصص في دراسة الجهاز العصبي:
تشريحه، وأمراضه العضوية: كالشلل وإصابات المخ. وفي ذلك الوقت لم يكن معروفًا عن
الأمراض العصبية إلّا القليل, وقلما كانت تعالج بالطب. حصل على الدكتوراه في الطب
سنة 1881، وحاول علاج الأمراض العصبية، ولقي في ذلك نجاحًا منقطع النظير، حتى أنه
أقام بنيانًا شامخًا في العلاج النفسي، وعرفت مدرسته بالتحليل النفسي لإجراءاته في
استخدام التنويم المغناطيسي, والإيحاء, وتفسير الأحلام, وغيرها من الوسائل في
دراسة الشخصية1.
ويذهب فرويد إلى أن السنوات
الأولى من الحياة تكون حاسمة في تكوين الشخصية، ويرى: أن البيئة شيء يعوق الانسياب
السهل لعملية نمو الشخصية، لذلك ينظر إلى نظرية "فرويد" باعتبارها نظرية
دينامية تركز على دوافع الفرد ورغباته بما تبتدعه من وسائل للحصول على الإشباع،
وقد ينظر إلى الجنس بوصفه الدافع الأكبر في الحياة، فقد عرَّف الجنس بصورة أوسع,
وجعله كل شيء يجلب اللذة للفرد.
وبدون دخول في تفاصيل نظرية
التحليل النفسي وطرائقها العلاجية, فسوف نركز فقط على نمو الشخصية التي تعنينا في
سياق عرضنا لهذه النظرية.
__________
1 لم نَشَأ التوسُّع في سيرة
فرويد حيث تمتلئ بها كتب ومراجع علم النفس.
مراحل نمو الشخصية
مدخل
...
مراحل نمو الشخصية:
ربما كان فرويد صاحب أول
نظرية سيكولوجية تؤكّد الجوانب التطورية في الشخصية، وتؤكد الدور الحاسم لسنوات
الطفولة المبكرة والطفولة المتأخرة في إرساء الخصائص الأساسية لبناء الشخصية.
ويرى "فرويد" أن
الطفل يمر عبر سلسلة من المراحل المتفاضلة ديناميًّا خلال السنوات الخمس الأولى،
يليها لمدة تستمر خمس أو ست سنوات فترة الكمون, فيتحقق قدر من الثبات والاستقرار
الدينامي، ومع بداية المراهقة تنبعث القوى الدينامية مرة أخرى، ثم تستقر بعد ذلك
بالتدريج مع الانتقال من المراهقة إلى الرشد.
ولقد اعتقد
"فرويد" أن تطور ونمو الشخصية إنما يتعلق بنمو مصدر الطاقة الغريزية
البيولوجية والذي ينعكس على سلوك المرء وشخصيته طوال الحياة. ومجمل ذلك: إن
المناطق اللذية الشهوانية, أو المناطق من الجسم التي يؤدي تنبيهها إلى الإشباع
الجنسي "اللبيدي" -هذه المناطق- تتغير تبعًا للسن ولنمو الكائن العضوي,
ويقال: إن هذا التغيّر في مناطق تركيز اللبيدو يحدث تغيرًا في تنظيم علاقات الكائن
العضوي مع ذاته ومع بيئته ومع أفراد مجتمعه، فإذا حدث ما يحول بين الطفل وموضوع
الإشباع الملائم في مرحلة من المراحل، أدَّى ذلك إلى اضطراب العلاقة بين الكائن
البيولوجي وبيئته الخارجية، ونتج عن ذلك صراع قد تظهر آثاره في شخصيته فيما بعد,
ومن ثَمَّ فإن الشخص الراشد العصابي ينظر إليه على أنه قد صدم في مرحلة من مراحل
النمو, وفشل في أن يتقدَّم إلى أبعد منها، أو أنه ما زال يحمل معه بقايا إحداها
غير محلولة، الأمر الذي لا يتلاءم مع حياة الراشد, وتسير مراحل النموّ في نظرية
فرويد على النحو التالي:
المرحلة الأولى: المرحلة
الفمّية: oral stage
وتنقسم إلى مرحلتين فرعيتين:
المرحلة الفمّية السلبية، والمرحلة الفمّية السادية.
1-
المرحلة الفمية السلبية:
تقع هذه المرحلة في النصف
الأول من السنة الأولى, وفي هذه المرحلة يكون المصدر الرئيسي للذة اللبيدية
متضمنًا تنبيهًا لمسيًّا للشفتين وللتجويف الفمي, ويكون الفم هو مركز التفاعل مع
البيئة الخارجية، ويكون النمط السائد من السلوك المشبع هو ذلك النمط المبني على الإدماج,
ولا تقتصر عملية الإدماج على مص ثدي الأم فحسب، بل تشاهد أيضًا في امتصاص أي شيء
يقع في مجال الطفل الحسِّي، ففي فترات الحرمان والانتظار والتوتر يلجأ الطفل إلى
جسمه هو لكي يحصل منه على الإشباع عن طريق المص, ويغلب أن يكون ذلك العضو هو
أصبعه، وبذلك يمنح نفسه إشباعًا شهوانيًّا ذاتيًّا. "هول ولندرزي:
1979". بالإضافة لذلك: يتضمَّن النشاط الفمِّي الابتلاع والرفض إذا كان
الطعام غير سار، ومن ثَمَّ يكون الطفل في هذه المرحلة نرجسيًّا تمامًا لا يحب إلّا
نفسه, وليس لديه في ذلك الوقت أي وعي ببيئته أو بالناس الآخرين؛ إذ ليس لديه سوى
إحساساته الداخلية على الرغم من أنه يستجيب بالتدريج للصوت والضوء ... إلخ.
التكوين النفسي الغالب:
التكوين النفسي الغالب على
شخصية الطفل خلال المرحلة الفمّية السلبية, وهو ما نسميه بالهو Id. واصطلاح الهو وضعه
فرويد ليشير إلى مجمل الدوافع البيولوجية عند الفرد، أو إلى حاجاته التي تسعى إلى
اللذة, ومن ثَمَّ فإن الجوع والعطش والراحة والابتعاد عن الألم.. إلخ, تعتبر كلها
من حاجات الهو, بمعنى أن الهو منبع الطاقة البيولوجية والنفسية التي يولد الفرد
مزودًا بها، أو يمثل طبيعة الإنسان الحيوانية قبل أن يتناولها المجتمع بالتحوير
والتهذيب، ويندفع إشباع الدوافع اندفاعًا عاجلًا بكل صورة وبأي ثمن. "مصطفى
فهمي: 1969، 123".
2-
المرحلة الفمية السادية:
وتقع في النصف الثاني من
السنة الأولى, وفيها يحل العض محل الإدماج بالمص، ذلك أن التوتر الناتج عن عملية
التسنين تلزم الطفل أن يعض، وبذلك يجد نفسه في موقف صراعي في بعض الأحيان:
- فهو ملزم بالحصول على
الطعام عن طريق الامتصاص للثدي بدون عض، وإلّا عرَّضه ذلك للعقاب في صورة الضرب أو
سحب الثدي.
- ولما كانت الرغبة في العض
تظل مع ذلك قوية وفعالة، لذلك يقع الطفل في صراع بين الرغبة في العض والخوف من
العقاب.
ومهما كانت عناية المحيطين
بالطفل في هذه المرحلة، فلا مناص "في رأي فرويد" من نشوب الصراع؛ فألم
التسنين، والنقمة على الأم، والغضب، مع العجز, كل ذلك يلقي بالطفل في خبرات مؤلمة
توصف بأنها خبرات سادية مازوكية، أي: خليط من القسوة والرغبة في التحطيم، مع
الخنوع والرغبة في الاستسلام. وقد يترتَّب على هذه الخبرات أثر هام في حياة الطفل
النفسية فيما بعد، وهو الإحساس الغامض بأن سند الطفل "وهو الأم" قد
انهار من تحته؛ إذ أنَّ اتزانه النفسي الذي يقوم على وحدته مع أمه واعتماده عليها
يبدأ يتزعزع.
- وهنا يصبح الطفل في هذه
الفترة ثنائي العاطفة, أي: يحب ويكره معًا "هول ولندزي: 1979" خاصة أن
ظاهرة استجلاب اللذة من العض تأتي عادة مع سن الفطان عند معظم الأطفال، ويبدو أنها
تأتي مع نمو القدرة على العدوان والرغبة في اغتصاب الإشباع من البيئة المحيطة.
وهكذا:
فإن النمطان السابقان من
النشاط الفمي: ابتلاع الطعام والعض, يكونان هما النمطان الأوليان لكثير من سمات
الشخصية التي تنمو مع الطفل فيما بعد:
فاللذة المستمدة من الابتلاع
الفمي قد تزاح إلى أشكال أخرى من الابتلاع أو الإدماج كاللذة المستمدة من اكتساب
المعرفة أو الامتلاك, والشخص الساذج شخص مثبت على المستوى الفمي الاستدماجي
للشخصية، فهو يكاد يبتلع كل شيء يذكر له.
يضاف إلى ذلك: بأنه لما كانت
هذه المرحلة تقع في وقت يعتمد الطفل فيها على أمه اعتمادًا كليًّا لكي ترعاه
وتحميه، فإن الطفل تتكون لديه مشاعر الاعتماد على الأم وعلى غيرها من الناس, وتميل
مشاعر الاعتماد هذه إلى البقاء
والاستمرار طوال الحياة
بالرغم من ضروب النمو والتطور التالية للأنا. فإذا فشل في هذه المرحلة لأيِّ سبب
من الأسباب من الخروج منها, فسوف يكتسب اتجاهًا اتِّكاليًّا نحو العالم، فيصبح في
رشده شخصًا معتمدًا تمامًا على الآخرين، ويرى أن العالم مدين له، ويرقد منتظرًا
إياه ليضع في فمه, ولا يتعلم أن يشبع حاجاته بمجهوده، وإنما يتوقَّع من غيره أن
يزوّده بحاجاته إذا أحسن التصرّف، وأن يسلبه إياها إذا أساء, ويطلق على أمثال
هؤلاء الأشخاص: "ذوي الشخصيات الاتِّكالية الفمية". ويعتقد فرويد: أن
أكثر أعراض الاعتماد تطرفًا هي النكوص إلى المرحلة الفمية, والرغبة في العودة إلى
الرحم, وهي ما تميز الذهانيين.
ولعل كثير من البالغين في
ثقافاتنا يظهر لديهم شيء من الشبقية الفمية كالتقبيل مثلًا، وهو بقايا من المرحلة
الفمية السلبية، إذ في بعض الثقافات لا يعتبر التقبيل شكلًا من أشكال الحب، ولكن
لديهم أشكالًا أخرى من النشاط الودي تقوم بنفس الوظيفة كالابتسام والإيماءات
والكلمات.. إلخ.
كذلك قد يزاح العض أو
العدوان الفمي ليأخذ صورة السخرية أو حب الجدال والمناقشة.
التكوين النفسي الغالب:
أ- نمو الأنا:
الأنا Ego هي الذات النامية في الطفل, ويعرف بأنَّه ذلك الجزء من الشخصية
الذي يحول إشباع دفعات الهو، وهو يتكوّن من جانب شعوري وآخر لا شعوري:
- يكون الجانب الشعوري على
صلة بالبيئة التي يدركها بالحواس, ويتكون بالتدريج منذ اتصال الطفل بالعالم
الخارجي الواقعي، فالطفل الصغير يتعلّم عن طريق صلته بالوالدين وخبراته الحسية أنه
لا يستطيع أن يظفر بما يريد متى أراد، وأنَّ هناك ضروربًا من السلوك تجلب له
السرور وأخرى تجلب له الألم، كما يدرك أن الإرضاء الفوري يجلب له المتاعب, فيبدأ
في تعلّم الانتظام.
- أما الجانب اللاشعوري: فهو
يشرف على غرائز "الهو", فيحاول أن يكبح جماح
رغباته ودوافعه التي لا
يتأتَّى لها الإشباع, ويظل يماطلها ويقاومها حتى يضطر "الهو" إلى
التنازل عن رغباته, فيتم كبت هذه الرغبات والدوافع في أعماق اللاشعور.
ويرى فرويد أن
"الأنا" عند الميلاد يكون صغيرًا ضعيفًا، ثم ينمو بالتدريج مع نمو
القدرات الحسية الحركية للطفل، وعندما تزداد معرفته بكيفية الحصول على الإشباع,
ومن ثَمَّ يبدأ نموّ الأنا مع بداية المرحلة الفمية السادية.
ب- السادية:
تشير كلمة السادية sadism إلى الميل للحصول على
اللذة من إيقاع الألم بالآخرين, ولم يشر فرويد بالطبع إلى أنَّ الطفل في المرحلة
الفمية السادية يقصد شعوريًّا إيقاع الألم بالعض، أو أن هناك إحساس شعوري باللذة
إذا عضَّ شيئًا، ولكن ذلك ليس إلّا نتاجًا للطرائق التي وضعها الطفل في ذلك الوقت.
فأسنانه قليلة "مضافًا إلى ذلك بعض الأكلان الذي يهدأ إذا عضَّ أشياء
لينة"، كما يصبح له في هذه المرحلة قوة عضلية تساعده على نموّ أسلوب العض.
وفي السنوات التالية
"على الأقل في سن الثانية" يحل محل العض أشكال أخرى من الألعاب
العدوانية: كالسب والشتائم، وكثير من المحادثات البذيئة المتبادلة بين الناس،
والسخرية، وحب الجدال والمناقشة التي تستخدم كأساليب دفاعية حيال الدفعات الفمية
البدائية التي تندرج تحت بقايا السادية الفمية، كما أن الاندماج في اللذة الجنسية
بتوقيع الأذى البدني على شخص آخر تعد لونًا من ألوان الانحراف الجنسي.
المرحلة الثانية: المرحلة
الشرجية anal stage
تمتد المرحلة الشرجية طوال
السنتين الثانية والثالثة من العمر, وفي هذه المرحلة يرتبط الإشباع اللبيدي بتفريغ
وتهييج الغشاء المخاطي الشرجي, فبعد أن يتمَّ هضم الطعام تتراكم المخلفات في
النهاية للقناة الهضمية؛ ليطرد بواسطة الفعل المنعكس عندما يبلغ الضغط على عضلات
الشرج العاصرة مستوى معينًا, وبذلك فإن طرد الفضلات يزيل مصدر الضيق ويحدث شعورًا
بالراحة, ويمكن للطفل في هذه الفترة أن يزيد التهيج بحجز البراز, وتصبح المواد
البرازية موضعًا للحب والكراهية، وذلك بما لها من قابليتة للطرد أو الاحتفاظ، ولذا
تسمَّى هذه المرحلة بالمرحلة السادية الشرجية, وعندما يتلقَّى الطفل التدريب على
النظافة في السنة الثانية, فإن يلتقى بأول خبرة حاسمة له لتنظيم هذه الدفعات
الغريزية، فعليه أن يتعلّم إرجاء اللذة التي يحققها له تخلصه من توتره الشرجي,
وتتوقف نتائج هذا التدريب على أسلوب الأم الخاصّ في تدريبه على ضبط التبرز،
ومشاعرها حيال عملية التبرز:
- فإذا ما كان الأم من النوع
الذي يتودَّد إلى الطفل ليخرج فضلاته، حنونة دافئة، متسامحة في التدريب. فإن الطفل
تتكوّن لديه فكرة قوامها أن النشاط الإخراجي نشاط بالغ الأهمية، وقد تكون هذه
الفكرة أساس الخلق والإنتاج تسير في الاتجاه السوي.
- أما إذا كانت الأم شديدة
الصرامة في التدريب على النظافة, فإنما قد تسبب تثبيتًا fixation على هذا المستوى, مع فضل لاحق في النضج السوي، كما يلي:
1-
فقد يقبض الطفل على فضلاته ويصاب بالإمساك, فإذا ما عمَّم هذا الأسلوب في الاستجابة
إلى مجالات أخرى من السلوك, فقد ينمو لدى الشخص خالق قابض, ويصبح شحيحًا عنيدًا،
ولذا يقال أن للمال سمات شرجية: فالبخل يرتبط بالإمساك وعدم الرغبة في إعطاء أي
شيء، وكذلك الكرم الزائد وعدم الحرص المعقول في الأمور المالية ليس إلّا نموًّا
مفرطًا للعطاء للحصول على رضا الأم.
2-
وقد يلتمس الطفل تحت وطأة أساليب الكبت مخرجًا لغضبه بأن يخرج فضلاته في أوقات غير
مناسبة على الإطلاق, فتنمو لديه جميع أشكال السمات الطاردة أو القاذفة؛ كالقسوة،
والإنغماس في الشهوات، والميل إلى التدمير، ونوبات الغضب والهياج، والفوضى،
وانعدام النظام.. إلخ. "هول، لندزى: 1979".
3-
كما أن التثبيت على المستوى الشرجي قد يؤدي إلى نظافة مفرطة في الكبر
ونزعه إلى الترتيب والاهتمام
الشديد بالتفاصيل، وذلك إذا تقبل السلطة الوالدية.. أما إذا رفض الخضوع لرغبات
الوالدين فقد ينمو بوهيميًا وقدرًا مهملًا.
4-
وفيما يختص بالروائح: يقال كذلك أنها بقايا المرحلة الشرجية فبعض الناس يستمعتون
بالروائح الكريهة العفنة، في حين يشمئز منها آخرون.
5-
بالإضافة لذلك: فإن التمرد على سيطرة الآخرين أو الخضوع لهم ترجع إلى هذه
المرحلة.. فطالما أن محاولة تدريب الطفل على ضبط العضلة القابضة هي المجهود الأول
لإجباره على نمط سلوكي جديد، فهذه هي الفرصة الأولى لظهور الصراع بين الطفل
والوالدين ويصبح السلوك المتمرد ملحوظًأ. ومن ناحية أخرى. يتعلم الطفل أنه يستطيع
إرضاء أمه باستخدام الأساليب النظيفة بدلًا من اتساخ ملابسه، ومن ثم تنمو سلسلة التمرد
ورفض الخضوع -كل هذه أشكال أساسية من السلوك التي يربط بها الشخص علاقاته
بالآخرين.
التكوين النفسي الغالب:
أ- نمو الأنا العليا:
وفي هذه المرحلة ينمو الأنا
الأعلى Super Ego أو الرقيب النفسي لدى
الطفل، وهو مكون من مكونات الشخصية يرتبط ارتباطًا أوليًا بما سميه بالضمير.
ويتكون الأنا الأعلى من خلال
أساليب الوالدين في التربية، وأساليبهما في عليه والداه والمحيطون به.. ويرى الطفل
نفسه مضطرًا إلى أن يكف نفسه عن كثير مما يشتهي وأن يقوم بأشياء لا يميل إليها
بطبعه كي يتجنب استهجان الكبار أو عقابهم.. وهكذا يتعلم الطفل أن يكيف سلوكه وفق
المعايير. التي يراها والده لازمة لمن في سنه، وعلى هذا النحو تتبلور في نفس الطفل
بالتدريج وعلى غير قصد منه أوامر الوالدين ونواهيهما وأفكارهما عن الصواب والخطأ
والخير والشر
تتبلور في شكل سلطة داخلية
تقوم مقام الوالدين حتى في غيابهما فيقيم الطفل من نفسه حارسًا على نفسه فتصبح
الأنا العليا رقيبًا نفسيًا" على سلوك الطفل يوجهه ويرشده وينهاه "مصطفى
فهمي: 125، 1969".
ومن الواضح أن التدريب على
ضبط عمليات الإخراج يعد أحد المواقف الأولى التي يحدث فيها هذا النوع من التهذيب
الذي لا يلبث أن يصبح جزءًا من كيان الطفل يوجهه في المواقف المشابهة دون أوامر
الكبار أو توجيهاتهم.
ب- نمو مبدأ الواقع مقابل
مبدأ اللذة:
اتضح سابقًا: أن
"الهو" أنانيًا تمامًا والسلوك في المرحلة الفمية يتبع مبدأ اللذة،
وبعبارة أدق: اغتصاب الحد الأقصى من اللذة الحالية أو تجنبه الألم الحالي بغض
النظر عن المستقبل وإذا كان الإنسان يتبع بالفطرة مبدأ اللذة وينشد اللذة المباشرة
والتصريف المباشر لرغباته -إلا أن الطفل يتحقق بالتدريج أن هذه السياسة ليست حكيمة
باستمرار، حيث يجد نفسه في مجابهة حقائق الطبيعة الخارجية وبيئة الاجتماعية التي
تعترض رغباته بشدة، فيتعود أن يتجنب اللذات التي تأتي بالألم أكثر، وأن يؤجل تصريف
الرغبات في سبيل تصريف أكمل وأبعد فقد يأكل الطفل بشراهة ثم يعاني من المغص، وقد
يستمر في اللعب محطمًا أوامر والديه ثم يعاقب -فنجده حينئذ يبدأ ظهور ميل طفيف
لنمط جديد من السلوك بسبب تصرفاته، وذلك هو مبدأ الواقع. وهو محاولة الحصول على
الحد الأقصى من اللذة والحد الأدنى من الألم في المستقبل لا في الموقف الحالي فقط.
وهذا يعني تثمين للذة الحالية والألم محتمل في المستقبل أي تحمل تعب حالي وعلى
أساس احتمال اللذة الحالية والألم محتمل في المستقبل -أي تحمل تعب حالي على أساس
احتمال راحة مستقبلية أو مكافأة كبيرة بعد ذلك.. وبمرور الوقت يصل الشخص إلى النضج
إذ يجب عليه التخلي عن مبدأ اللذة والعيش وفقًا لمبدأ الواقع.
المرحلة الثالثة: المرحلة
القضيبية phallie stage
...
المرحلة الثالثة: المرحلة
القضيبية Phallice Stage
تقع بين السنتين الثلالثة
والخامسة من العمر.. وفي هذه المرحلة تصبح الأعضاء التناسيلة "القضيب عند
الذكر، والبظر عند الأنثى" هي المنقطة الرئيسية الملولدة للذة الشهوانية،
وتهيئ هذه المشاعر المرتبطة بالنشاط الشهوي السبيل لظهور عقدتين خطيرتين تؤثران في
شخصية الطفل المستقبلية، هما: عقدة أوديب، وعقدة الخصاء.
أ- العقدة الأوديبية:
هي شحنة انفعالية جنسية
تستهدف الوالد من الجنس المقابل، وشحنة عدوانية تستهدف الوالد من نفس الجنس,
فالصبي يرغب في امتلاك أمَّه واستبعاد أبيه "وهنا تسمَّى عقدة أوديب"،
في حين ترغب البنت في امتلاك أبيها وإبعاد أمها "وتسمَّى عقدة إلكترا",
وتعبر هذه المشاعر عن نفسها في الأفعال الدالة على الحب والأفعال المعربة عن
التمرد والثورة إزاء الوالدين.
وفي بداية هذه المرحلة يحب
الطفل من الجنسين الأم؛ لأنها تشبع رغباته, وينقم من الأب لاعتباره غريمًا له في
حب الأم, وتبقى هذه المشاعر لدى الصبي وتتغيِّر لدى الفتاة.
وفي هذه السن يعرف الأطفال
أن بين الأب والأم علاقة خاصَّة مريبة ولذيذة, ولكن الأهم من ذلك أن الطفل يرغب في
امتلاك أمّه امتلاكًا تامًّا، يريد أن تجيب له طلباته ورغباته وترعاه, لكنه يرى أن
الأب يأتي إلى المنزل ويستأثر بالأم، أو على الأقل يأخذ وقتها، ومن ثَمَّ ينظر إلى
الأب بوصفه منافسًا، ونجد الموقف ذاته عند البنت الصغيرة مع الأب, إلّا أنه يجب أن
نعرف هنا: أن استجابة الطفل ثنائية العاطفة، فبالنسبة للطفل يصبح للأب قوة سلبية
"تهديد وإحباط"؛ لأنه يتنافس معه في جذب اهتمام الأم، ولكن للأب قوة
إيجابية "فهو يداعبه ويأتيه باللعب والحلوى ويصحبه للنزهة", وهنا يصبح
الأب مصدر حب وكراهية في نفس الوقت، ويبدأ الطفل الحل السوي لعقدة أوديب, فيبدأ في
التوحّد بالوالد من نفس الجنس, ويقوى "الأنا الأعلى", ويكتسب الطفل
خصائص الشخصية البالغة, وتصبح جزءًا من نفسه؛ لأنه يريد أن يكون شبيهًا بالأب أو
التعيين الذاتي بالأب، ومن ثَمَّ تتحوّل المشاعر الشهوية الخطرة نحو الأم إلى
مشاعر رقيقة حنونة لا خطر منها نحوها, وبذلك يؤدي حل عقدة أوديب في النهاية إلى
تطور "الأنا الأعلى", ويقول فرويد: إن الأنا الأعلى هو وريث عقدة أوديب
لدى الذكر، فهو سدٌّ منيع حيال الرغبة في المحارم والعدوان.
أما إذا لم يحل الموقف
الأوديبي ولن يتخَّلص الطفل من كراهيته للأب من نفس الجنس, فإن هذه المشاعر لا
تتلاشى تمامًا، بل يدفع بها إلى الأعماق لتبرز مرة ثانية بأشكال أخرى, فتزاح
المشاعر السلبية عند نضج الفرد إلى أفراد راشدين آخرين في المجتمع لهم سلطة الأب؛
كالمعلم في المدرسة، أو الرئيس في العمل، أو رجل البوليس.. إلخ. ومن المحتمل أن
نجد الطفل الذي فشل في حل الثنائية الوجدانية في هذه المرحلة تظهر لديه مشاعر غير
مستقرة تجاه الناس, فهو يساعد أصدقاءه ثم يؤذيهم، ومن المحتمل أن يفشل في أن يسلك
سلوكًا ثابتًا مما يؤدي إلى شعوره بالشلل وعدم الاستقرار على قرار.
ب- عقدتا الخصاء وحسد
القضيب:
اكتشف فرويد عقدة الخصاء من
تحليل حالة "هانز" الصغير عام 1908، وتظهر حين يدرك الطفل الذكر الفروق
التشريحية بين الجنسين، ويستنتج الصبي أن البنات لهن عضوًا ذكريًّا
"البظر", ولكنه ضامر وذلك عقابًا لهن, ومن ثَمَّ نجد أن اشتياق الطفل
الذكر المحرم للأم ونقمته على الأب تؤدي به إلى الصراع مع الأب، فهو يتخيل أنه
منافسه المستبد الذي سيوقع به الأذى، وقد تتأيّد مخاوفه بسبب ما يصدر من الأب من
تهديدات، ويتركّز خوفه مما قد يوقعه به الأب من أذى حول أعضائه التناسلية؛ إذ أنه
مصدر مشاعره الجياشة بالشهوة، وهو يخشى أن يستأصل والده الغيور هذه الأعضاء
المسيئة, ويؤدي الخوف من الخصاء أو ما يسميه "فرويد" بحصر الخصاء, أو
قلق الخصاء castration anxiety إلى كبت الرغبة الجنسية
في الأم, والعدوان نحو الأم, مما يساعد على حدوث التعيين الذاتي بالأب.
أما بالنسبة للأنثى: فإن
البنت تغيّر موضوع حبها الأصلي وهو الأم بموضوع جديد هو الأب، وسبب ذلك: هو شعور
البنت بخيبة الأمل عندما تكتشف أن الصبي يمتلك عضوًا جنسيًّا مختلفًا عمَّا لديها،
ومن ثَمَّ تعتبر أمها مسئولة عن حالة الخصاء هذه مما يضعف حبها لها، وتبدأ البنت
تحول حبها لأبيها ولغيره من الرجال، وتبدأ هذه المشاعر تمتزج كذلك بمشاعر الحسد
للذكور لامتلاكهم شيئًا
تفتقر إليه وهو ما يعرف
"بحسد القضيب Penis envy".. وبذلك: فإن حسد
القضيب هو المقابل الأنثوي لحصر الحصاء عند الذكر. فالبنت تتخيل أنها فقدت شيئًا
ذا قيمة، في حين يخاف الصبي من أن يتعرض لفقده.. وقد تستمر عقدة الحصاء لدى البنت
وإن كانت تتعرض للكبت القوي كما هو الحال لدى الصبي..
ويزعم فرويد: أن كل شخص هو
بحكم تكوينه مزدوج الجنسية.. فكل جنس ينجذب إلى أعضاء نفس الجنس، كما ينجذب إلى
أعضاء الجنس الآخر- وهذا هو الأساس التكويني للجنسية المثلية Homosexuality، وإن كانت الدفعة
الجنسية المثلية تظل لدى معظم الناس كمنة وتؤدي إلى حالة الازدواج هذه.
المرحلة الرابعة: مرحلة
الكمون Latency Stage
تقع هذه المرحلة بين السادسة
وسن البلوغ. وفيما يضعف الدافع الغريزي أو الطاقة الغريزية، وينسى الطفل الأشكال
السابقة لتطور الطاقة الجنسية، ويتخذ من المبادئ الخلقية القائمة في الثقافة التي
يعيش فيها موانع يقيمها في وجه غرائزه الأولية.. بمعنى أن الرغبة الجنسية والشعور
بالكراهية تجاه الوالد من نفس الجنس تكبت، ويتيمز الطفل بالهدوء النسبي من الناحية
الدينامية.
ويرى فرويد أن البالغين
ينكرون بشدة أنهم مروا في يوم بمرحلة شعروا فيها برغبة جنسية قبل البلوغ، ولكن
غالبًا ما يكشف لنا هذا الإنكار الشديد جدًا عن زيفة. فملاحظة الأطفال الصغار،
وكذلك ذكريات المرضى أثناء التحليل عندما تتحكم حواجز الكبت التي كانت تحول ذون
ذكريات المرضى أثناء التحليل عندما تتحكم حواجز الكبت التي كانت تحول دون تذكرها
-كل ذلك يؤيد فكرة الجنسية الأولية.. فعندما تكبت الجنسية الأولية في ختام المرحلة
الأودينية تقول أن الطفل قد تحرك إلى مرحلة الكمون.. فالجنس محرم، والرغبات
الجنسية تنكر تمامًا وتصبح لا شعورية، ورفاق اللعب يختارهم الطفل دائمًا من نفس
الجنس، كما أن ممارسة الحب ومشاهدة الأفلام الرومانسية تصبح مثيرة للاشمئزاز.
ويقال عن هذه المرحلة أحيانًا "مرحلة الجنسية المثلية السوية"- طالما
أنه من السواء في هذه السن أن يستمتع الفرد بعلاقاته مع الناس من نفس الجنس.
المرحلة الخامسة: المرحلة
التناسية genital stage
...
المرحلة الخامسة: المرحلة
التناسلية Genital stage
بعد فترة الكمون -ومع الوصول
إلى البلوغ في الثانية عشرة تقريبًا تبدأ الغريزة الجنسية تنمو في اتجاه الهدف
البيولوجي، وتبدأ الاستثارة الفسيولوجية من الغدد الجنسية في حث الدافع الجنسي
بشدة حتى أنها تحكم حواجز الكبت، ومن هنا يعود الشخص ينظر إلى الجنس نظرة مشبعة
باللذة، ولكن بادراك جديد للموقف، إنه يرغب في رفيق من سنه وليس أحد الوالدين.
المرحلة التناسلية هي أولى
خصائص النضج الحقيقي التخلي عن مبدأ اللذة مع نمو كامل للأنا الأعلى.. ويتضمن
الجنس في هذه المرحلة فكرة الحصول على اللذة بإعطائها للآخر بمنأي عن الأنانية
والنرجسية المطلقة والتمركز حول الذات التي كانت تميز المراحل المبكرة. وبذلك
ينجذب الفرد إلى الموضوعات الجنسية انجذابًا غير نرجسي.. وعلى ذلك: تعد المرحلة
التناسلية فترة النشاط الجمعي، والزواج وإنشاء الأسرة ورعايتها، والميل إلى التقدم
المهني، والاضطلاع بمسئوليات الراشدين. ولذا: فإن هذه المرحلة هي أطول مراحل النمو
لأنها تمتد حتى الشيخوخة.
رعاية النمو الجنسي النفسي
في هذه النظرية
...
رعاية النمو الجنسي النفسي
هو ضوء النظرية:
ونحن بصدد تناول نظرية
التحليل النفسي في عرضها للنمو الجنسي فإن من أهم واجبات المربيين لرعاية النمو
الجنسي النفسي للطفل في ضوء هذه النظرية مراعاة ما يلي:
1- إن
عملية العقاب البدني للطفل الصغير على النظافة وضبط الإخراج, أو حتى حرمانه من
الأشياء التي يحبها، أو حرمانه من العطف والاهتمام, لا تؤدي إلّا إلى نتيجة عكسية
سلبية.
2-
تحتاج عملية تربية الطفل إلى صبر وحكمه, فمثلًَا يجب انتظار اكتمال نضج الأغشية
الحساسة في العام الثاني، أو عند بلوغ 18 شهرًا تقريبًا حتى تكون لدى الطفل القدرة
على التحكم الذاتي في الإخراج وضبطه، ومن الأجدر توعية الطفل بقيمة النظافة
والتعوّد عليها, وتحبيبه فيها بكل الوسائل المحفزة المعززة لهذا السلوك المطلوب,
بدون إجبار أو تهديد.
3- لا
يجب إظهار الاهتمام البالغ بعملية الإخراج، الأمر الذي يستشف الطفل من خلاله أن
الإخراج قيمة في ذاته, ويتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق, ويؤثر في شخصيته فيما
بعد.
4-
يجب توضيح الفروق الجسمية والجنسية بين الجنسين توضيحًا سليمًا مبسطًا للطفل،
وخاصة عندما يبلغ الطفل سن "المرحلة الجنسية المبكرة", ويكثر من
التساؤلات عن هذه الفروق "مثل تكوين الجنين في بطن الأم، كيفية إنجاب
الأطفال، الفروق التشريحية بين الذكر والأنثى ... إلخ".
5-
يجب على الآباء والمربين ألّا يهملوا الإجابة على استفسارات الأطفال المبكرة حتى
لا يحبطوا من اهتمامهم وحب استطلاعهم ومعرفتهم للأشياء من حولهم, وحتى لا يسوء
سلوكهم نتيجة لجهلهم بالنواحي الجنسية.
6- لا
يجب اعتبار سلوك الأبناء تجاه الآباء خطأ فاحشًا, وخاصة بعد معرفة أن هذا السلوك
شيء تلقائي وطبيعي, والأفضل ألّا نعطي هذا السلوك الأهمية البالغة, بل يجب أن
نساعد الطفل على شغل اهتمامه بأشياء أخرى.
7-
مساعدة الطفل في تجنّب تثبيت سلوكه نحو الوالد من الجنس الآخر, سواء شعوريًّا أو
لا شعوريًّا, ويجب ألّا نتيح الفرصة للطفل لإظهار تودُّده وتمسكه بالأب أو الأم من
الجنس الآخر.
8- وعلى
الآباء مراعاة ألّا يلاحظ الأطفال أيّ سلوك جنسي أو عاطفي يقوم به الآباء, حتى لا
تزداد حدة العقدة الأوديبية لدى الأطفال, وحتى لا يحدث تثبيت للأشكال السلبية لهذه
العقدة مدى الحياة، وما يصحبه من صراع الحب والكراهية تجاه الأب والأم وعدم التحرر
منها.
9-
كما أن الإفراط والتفريط في التعامل مع الأطفال، والحماية المسرفة من جانب الآباء,
أو التسلط الشديد المفروض على الأطفال، كل ذلك يؤثر في إمكانية استقلال الطفل
وتثبيته بتلك الأشكال السلبية للعقدة الأوديبية. بمعنى: إنه لا يجب على الوالدين
مساعدة الطفل على زيادة الترابط القائم على أسس جنسية في المرحلة الجنسية المبكرة
بزيادة التدليل أو بالقول والعمل, فهذا السلوك يساعد على خلق عقد أوديبية شاذّة
لدى الأطفال.
10-
مساعدة الطفل على التخلّص من عقدة أوديب بالطريقة السليمة, وذلك بتلقين الطفل
وتوعيته بالقيم الاجتماعية والمثل العليا والاستجابة لنداء الضمير, وكذا إحساس
الطفل بقيمة شخصية الأب ليحتذيها ويتقمصها.
11-
كما يجب أن يكون للأسرة ولجميع الجماعات من جهة أخرى خط سلوكي واضح؛ حيث ينشأ
الطفل وتتشكّل شخصيته في الجماعة، فلا يتعين على إحدى تلك الجماعات التي تنمي
مثلًا سلوكًا ما لدى الطفل, والذي ترى فيه الجماعة الأخرى استهجانًا وتحريمًا, حتى
لا يحدث الاضطراب والانفصام في شخصية الطفل منذ الصغر, والذي يشكل أفكاره
واتجاهاته من خلال مَنْ حوله من أفراد وهيئات وجماعات.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
- Because the desire to bite remains strong and effective, so the
child falls into a conflict between the urge to bite and the fear of
punishment.
The translation below might be a lot of mistakes, so don't make
this translation a reference, take a reference from the Arabic text above !
Thank You
Third: The theory of psychosexual growth Sigmund Freud
entrance
...
Third: The theory of psychological sexual growth: Sigmund Freud
Freud was born in Freiburg in Moravia, Czechoslovakia, on May 6,
1856, and died in London 1939. He lived in Vienna from his early days until
nearly 80 years. He joined the University of Vienna "1875-1882" and
studied medicine and specialized in the study of the nervous system: anatomy,
and organic diseases: paralysis and brain injuries. At that time little was
known about neurological diseases, and was rarely treated with medicine. He
received his doctorate in medicine in 1881, and tried to treat neurological
diseases, and achieved an unrivaled success, so that he built a monumental
structure in psychological therapy, and taught his school psychological
analysis of his procedures in the use of hypnosis, inspiration, interpretation
of dreams, .
Freud argues that the early years of life are crucial to the
formation of personality, and he sees that the environment impedes the easy
flow of personality growth. Freud's theory is therefore viewed as a dynamic
theory that focuses on the individual's motivations and desires for the means
of obtaining gratification. Sex is seen as the greatest driving force in life.
Sex has been defined more broadly, and everything has brought pleasure to the
individual.
Without going into the details of psychoanalytic theory and its
therapeutic methods, we will focus only on the growth of personality that
concerns us in the context of our presentation of this theory.
__________
1 did not originate in the expansion of the biography of Freud,
where full of books and references psychology.
Stages of personal growth
entrance
...
Stages of personal growth:
Freud may have had the first psychological theory confirming the
evolutionary aspects of personality, and underlines the crucial role of early
childhood and late childhood in establishing the basic characteristics of
personality building.
Freud sees that the child passes through a series of dynamically
different stages during the first five years, followed by a period of five or
six years latency period, achieving a degree of stability and dynamic
stability, and with the onset of adolescence emitted dynamic forces again, and
then settle gradually with Transition from adolescence to adulthood.
Freud believed that the development and growth of personality is
related to the growth of the biological instinct energy source, which is
reflected in one's behavior and personality throughout life. This is a change
in the concentration of the libido concentration that changes the organization
of the organism's relationship with itself And with the environment and the
members of his community, if what occurs between the child and the subject of
adequate saturation at one stage, this led to the disruption of the
relationship between the biological organism and its external environment,
resulting in a conflict may appear in his personality later, It is said to have
been shocked at a stage of growth And fails to progress further, or that he
still carries with him the remains of one of them is not solved, which is not
compatible with the life of Rashed, and the stages of growth in the theory of
Freud as follows:
Phase 1: The stage stage: oral stage
It is divided into two sub-phases: the passive phase of the
follicle, and the somatic phase of the disease.
1- The negative phase of the follicle:
This stage is located in the first half of the first year. At this
stage, the main source of libidian gratification is a verbal alert for the lips
and oral cavity. The mouth is the center of interaction with the external
environment. The dominant pattern of saturated behavior is that of integration,
In the periods of deprivation, waiting and tension the child resorts to his
body in order to get satisfaction from him through sucking, and it is most
likely that the member is his finger, and thus gives himself Self-fulfilling
gratification. "Hall and Landerzi: 1979". In addition, oral activity
involves ingestion and rejection if the food is not good, and then the child is
at this stage completely narcissistic and loves only himself, and at that time
did not have any awareness of his environment or other people; he has only his
internal feelings, although he Responds gradually to sound and light ... etc.
Psychological Training:
Psychological formation predominant over the personality of the
child during the passive phase, which is what we call Id. The term
"Freud" refers to the individual's biological motivations, or to his
or her need for pleasure. Thus, hunger, thirst, restlessness, pain, etc. are
all the needs of the animal, the source of biological and psychological energy
that generates the individual. , Or represents the nature of the human animal
before being addressed by the community Baltmhir and refinement, and rush to
satisfy the motives rushing quickly in every picture and at any price.
"Mustafa Fahmy: 1969, 123".
2 - the stage of sadism:
Which occurs in the second half of the first year, in which the
biting is replaced by the syringe. The tension caused by the teething process
obligates the child to bite, and thus finds himself in a cross-legged position:
- He is obliged to get food by sucking the breast without biting,
otherwise subjected to punishment in the form of beating or pulling the breast.