نظريات النمو النفسي الاجتماعي - Psycho-social development theories
Tuesday, July 24, 2018
نظريات النمو النفسي
الاجتماعي مقدمة:
تستمد نظريات النمو النفسي
الاجتماعي جذورها من التحليل النفسي، وترتبط باتجاهات أخرى هامة كالاتجاه
الأنثروبولوجي والاجتماعي، وتستند إلى حقيقة هي أنَّ الشخصية في نموها تتبع
المبادئ البيولوجية. بمعنى: إن لكل جزء وقته الخاص, فإذا لم ينم أو ينهض في وقته
المحدد فلن تتاح له الفرصة لِأَنْ يتكوَّن تكونًا كاملًا، ذلك لأنَّ لحظة النمو
السريع لجزء آخر تكون قد حانت وجاء أوانها، فضلًا عن ذلك يؤثر الجزء الذي يفوت
عليه وقت الظهور أو النمو أو الذي يتعرض للتلف خلال فترة نموه في الكل الذي يتكوّن
من أعضاء يعتمد بعضها على بعض, فالسرعة السليمة والتتابع السوي كلاهما ضروري إذا
أريد للكائن الإنساني أن يقوم بوظائفه قيامًا متناسقًا. "جابر عبد الحميد،
1977".
ولقد اخترنا من نظريات النمو
النفسي الاجتماعي نظريتان.
الأولى: نظرية النمو النفسي
الاجتماعي لإريك إريكسون.
وهي النظرية التي بنيت علم
مفاهيم التحليل النفسي وإعادة صياغة هذه المفاهيم في ضوء التاثيرات الاجتماعية
والتغيرات الثقافية الحديثة.
والثانية: نظرية نمو وتشكيل
الهوية لجيمس مارشيا.
والهوية هي المرحلة الخامسة
من مراحل النمو النفسي الاجتماعي في نظرية إريكسون، ولكن مارشيا قام بتفصيل خصائص
تشكيل الهوية وجوانبها وكيفية تقييمها.
وفيما يلي تفصيل الحديث حول
هاتين النظريتين.
أولًا: نظرية النمو النفسي
الاجتماعي "لإريك هـ. إريكسون"
مدخل
...
أولًا: نظرية النمو النفسي
الاجتماعي: "لإريك هـ. إريكسون"
يعتبر إيك هـ. إريكسون erik h. drikson من أعظم المحللين
النفسيين والدراسين للنمو النفسي في الأوساط الأمريكية المعاصرة. ولد عام 1902
لوالدين دانمركيين في فرانكفورت بألمانيا. انتقل إلى أمريكا وأصبح مواطنًا
أمريكيًّا عام 1939. وكان قد عمل مدرسًا في مدرسة أمريكية للرعاية اليومية للأطفال
في فيينا عام 1927, تلك المدرسة التي أنشأتها "أنا فرويد"، واستمتع
بتبني حقيقي من قِبَلِ أنصار فرويد، ومنذ ذلك الحين بدأ يتلقَّى تدريبات في
التحليل النفسي للأطفال على يد "أنا فرويد"، و"أوجست إيشهورن"
في معهد فيينا للتحليل النفسي، كما تعرَّف شخصيًّا على سيجموند فرويد، ومارس تدريس
التحليل النفسي نظريًّا وعمليًّا، عمل كزميل باحث في علم النفس بقسم الأمراض
العصبية والنفسية في مدرسة الطب بجامعة هارفارد، ثم شغل وظيفة في قسم الأمراض
النفسية بمعهد العلاقات الإنسانية ومدرسة ييل الطبية، واشترك في الفترة من39-1944
في الدراسة الطولية لتوجيه الطفل التي تعقدها جامعة كاليفورنيا, وعمل في السنوات
الست التالية بتدريس التحليل النفسي في كلٍّ من معهد سان فرانسيسكو للتحليل
النفسي, وجامعة كاليفورنيا, ومؤسسة ميننجر في توبيكا، كنساس، وفي عام 1951 انتقل
للتدريس في معهد الصحة النفسية بجامعة بتسبرج ومعهد ماساتشوسيتس, ومنذ عام 1961
عمل إريكسون أستاذًا للنمو الإنساني في جامعة هارفارد, وقد نشر عديدًا من الكتب
التي تحمل مذهبه ونظريته التي جعلته رجلًا من رجال هذا العصر, وقد بنى إريكسون
نظريته بأحكام على نظرية فرويد في التحليل النفسي, وهو يصف أعمال فرويد بأنها الصخرة
التي يقوم عليها كل تقدم في نظرية الشخصية.
شكل ""55"
أريك أريكسون
وفي كتاباته الأولى كان
إريكسون يعتبر نفسه صاحب نظرية تقوم بتطبيق تعاليم فرويد، وفي الفترة الأخيرة
صرَّح بأن "فرويد" لو كان حيًّا اليوم لأضاف لأعماله مستخدمًا المعارف
المعاصرة في نظريته عن الطاقة الجنسية, ولذلك تختلف نظرية إريكسون عن النمط
الفرويدي في تركيزها على ثلاثة مجالات كبرى:
الأولى: إن إريكسون يؤكد على
"الأنا" التي أشار إليها فرويد أكثر مما يركز على "الهو",
لذلك: فإنه يعيد تشكيل مراحل فرويد العضوية؛ بحيث تفقد كثيرًا من مضمونها الجنسي الشبقي.
الثانية: إن إريكسون يقدّم
قالبًا جديدًا للفرد في علاقته بأبويه داخل إطار الأسرة، ثم تكوين الفرد الاجتماعي
داخل إطار التراث التاريخي والثقافي للأسرة, وهذا يختلف عن مثلث "الطفل -
الأم - الأب" في الواقع الفرويدي".
الثالثة: إنه بينما كانت
مهمة فرويد هي إثبات وجود اللاشعور وعمله، فإن إريكسون يركز على الحل الناجح
لأزمات النمو، ويؤكد ضرورة الاهتمام بالإثارة النفسية الاجتماعية للنمو الإنساني.
وعلى ذلك: فإن إريكسون يقدم
توجيهًا جديدًا لنظرية التحليل النفسي, في محاولة لتفسير أكثر تفاؤلًا، وتطبيق
أكثر اتساعًا للحياة اليومية, وهذه الأخيرة تجعلها أقرب إلى وضع الافتراضات وإجراء
البحوث مما في نظرية فرويد.
مفهوم إريكسون للنمو:
يرى إريكسون أن النمو عملية
مستمرة, كل مرحلة منها جزء متساوٍ من الاستمرارية، ذلك لأن كل مرحلة تجد سوابقها
في المراحل السابقة، وتجد حلها النهائي في المراحل التالية لها، وفي كل مرحلة
متتابعة إمكانية حلول جديدة لمسائل سابقة, وأنَّ الفرد ينمو إلى المرحلة التالية
بمجرَّد أن يكون مستعدًا لذلك بيولوجيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، واستعداده الشخصي
يقابله الاستعداد المجتمعي.
ولذللك يصف إريكسون ثماني
مراحل متتابعة من مراحل النمو تقع المراحل الأربعة الأولى منه في دور الطفولة،
وتشمل مراحل المهد والطفولة المبكرة،
والطفولة المتوسطة،
والمتأخِّرة، وتقع المراحل الأربع الثانية في دور البلوغ, وتشمل المراهقة والرشد،
ومنتصف العمر، والشيخوخة.
وقد اعتبر إريكسون كل مرحلة أزمة
رأسية تنتهي بحل نفسي اجتماعي فردي, وأزمة أفقية تتطلّب حلًّا مرضيًا على
المستويين الفردي والاجتماعي لمشكلة القوى الدافعة.
والمراحل الخمسة الأولى هي:
1-
حاسة الثقة الأساسية.
2-
حاسة الاستقلال الذاتي.
3-
حاسة المبادأة.
4-
حاسة الاجتهاد.
5-
حاسة الهوية.
أما مراحل ما بعد البلوغ
الثلاث فهي:
6-
حاسة الألفة.
7-
حاسة الإنتاج.
8-
حاسة التكامل.
ويتعمَّد إريكسون أن يصف كل
مرحلة بكلمة حاسة؛ لأن الفرد النامي يناضل في سبيل السيطرة على الحالة المرحلية،
أو تحقيق "إحساس إيجابي بـ"أي صورة من الصور المرتبطة بحالته في هذه النقطة
الخاصة على طريق النمو, أي: تحقيق إحساس إيجابي بالثقة أو الاستقلال أو المبادأة..
إلخ.
وفيما يلي وصفًا لمراحل
النمو عند إريكسون:
المرحلة الأولى:
اكتساب حاسَّة الثقة
الأساسية sence of trust vs, simstrust مع التغلُّب على حاسة
الشك "لتحقيق الأمل":
يرى إريكسون أنه بعد حياة
نظامية رتيبة محوطة بالدفء والحماية داخل الرحم، يواجه الطفل مع الولادة في أول
التقاء له بالعالم الخارجي، فيتكوّن لديه إحساس بالترقّب من خلال مزيج من الثقة
والشك, وتصبح حاسَّة الثقة الأساسية لديه في مقابل حاسَّة الشك الأساسية, هي النقطة
الحرجة في مرحلة نموه الأولى.
وبالنسبة للوليد, فإن حاسَّة
الثقة تتطلَّب شعورًا بالراحة الجسمية, والحد الأدنى من تجربة الخوف وعدم التاكد،
فإذا ما توفَّر له ذلك, فإنه سيبسط ثقته إلى تجارب جديدة تساعده على النمو
نفسيًّا، وعلى تقبل الخبرات الجديدة برضًا, ومن ناحية أخرى: تنشأ حاسَّة الشكِّ من
الخبرات الجسمية والنفسية غير المرضية, وتؤدي إلى الخوف من توقُّع المواقف
المستقبلية.
وواجبات النموّ في هذه
المرحلة:
إن الواجب النمائي الأوّل
والأساسي هو إرساء حاسَّة الثقة الأساسية، والذي يتفق مع فترة النضج السريع في
مرحلة الطفولة المبكرة، وهي فترة يبلغ فيها معدَّل نمو الجسم درجة هائلة، ويكون
الاهتمام الوحيد للتركيب الجسمي هو المحافظة على الوظائف العضوية, وهي: التنفس،
والهضم، والأكل، والحركة.
لذلك: فإن الخبرات العضوية
توفّر الأساس لحالة من الثقة النفسية, وتصبح الأساسات العضوية هي الخبرة
الاجتماعية الأولى التي تعمِّم في عقل الطفل, والتي تحدد طريقة المعاملة في هذه
المرحلة, بمعنى: إنَّ الطفل يقابل المجتمع بفمه، وهو يتلقى الحب ويعطيه بفمه من
خلال النموذج السلوكي الانضمامي، ومع ذلك فإنه لا طول مدة الاتصال الفمِّي ولا
كمية الطعام ومقدار المص هي التي تحدد نوعية الخبرة، ولكن طبيعة الاتصالات الشخصية
التي تنظم هذه الاتصالات الفمِّية والانضمام الفمي، أي: إن نوعية الراحة الجسمية
والنفسية التي تولدها عملية الإطعام وانتهائها هي التي تحدد شعور الجسم الصغير نحو
حياته الاجتماعية الأولى.
أما عن طبيعة العلاقات
الاجتماعية في هذه المرحلة:
فإن الأم أو الشخص القائم
برعاية الطفل هي التي تمثّل أولى الاتصالات الاجتماعية للطفل, وتبرز البيئة من
خلال ثدي الأم أو الزجاجة البديلة مصدر الرضاعة الصناعية؛ حيث إن الحب وبهجة
الاعتماد ينتقلان إليه عندما تضمه الأم إليها, فيشعر بدفئها المريح وابتسامتها
العذبة، والطريقة التي تناجيه بها، كل هذا له أهميته البالغة في هذه المرحلة.
ويذكر أريكسون أن هذه
المرحلة الفمية تنقسم إلى مرحلتين:
-مرحلة فمية نفسية حسية:
تتخذ فيها كل الاتصالات الاجتماعية نمطًا ضميًا تداخليًا.. ويها تتوقف الخبرة
الانفعالية على تبادل الأخذ والعطاء، وما تتضمنه من درجات الاسترخاء والأمان التي
تتصل بعمليات الإمساك والمص من خلال الشكل الفمي الانضمامي العملية المص الممتد
الحلمة الثدي أو البديل المناسب -وبذلك يحاط الأطفال بابتسامات أمهاتهم ويجدون في
دفء أجسامهن ملاذًا وراحة وحماية، ذلك الدفء الذي به أيضًا -عندما يلقون رعاية من
الأم- بيخلصهم مما يحسون به من ضيق ناشئ عن برد أو بلل أو ملل أو جوع. وكلما نمت
أجسامهم ازداد اعتمادهم على أنفسهم وازداد سرورهم بنمو حواسهم وتأزرهم الحركي-
مصحوبًا هذا كله بتشجيع الأم ورعايتها.
- والمرحلة الفمية الثانية:
هي المرحلة السنية العضية -حيث يبلغ المنوال الانضمامي ذروته في الوقت الذي تظهر
فيه أولى اأسنان، وهذا يصبح الإمساك تحت سيطرته الكاملة ... وفي هذه المرحلة الضمية الثانية تصبح الطريقة الاجتماعية في الإمساك
مشابهة لعملية الشد إلى أسفل "العض" بالسن الجديدة.. وهنا يميل الطفل
للاندماج الكلي وأن يحتفظ لنفسه بكل ما يحصل عليه أو يعطي له بعد أن علمته التجربة
الآن وأن باستطاعته الاحتفاظ ببيئته من
خلال جهده الخاص -غير أن
الإمساك والاحتفاظ عن طريق العض كثيرًا ما يسبب انسحاب الأم مما قد يشعر الطفل
بالشك وعدم الثقة فيتولد لدى الطفل حثًا جديدًا للإمساك بحدة وبشكل أشد.
وهكذا يتضح: أن الثقة عنصرًا
هامًا في الشخصية السوية وأن هذا الإحساس يتكون في وقت مبكر ... وندلنا دراسات المضطربين انفعاليًا والاطفال الذين حرموا من العطف
حرمانا بالغًا: على أن أخطر الأمراض النفسية تظهر عند الأشخاص الذين تعرضوا لإهمال
بالغ أو حرمان من الحب في الطفولة.. وبالمثل يجد الباحثون النفسيون والاجتماعيون
أن السيكوباتيين قد حرموا من الحب في طفولتهم لدرجة أنهم لم يجدوا ما يبرر ثقتهم
بالجنس الإنساني وبالتالي أصبحوا لا يحسون بمسئولية تجاه زملائهم في الإنسانية.
المرحلة الثانية: الشهر
12-أو 15 حتى نهاية السنة 3:
انتساب حاسة الاستقلال
الذاتي ومكافحة حاسة الشك والخجل "التحقق الإرادة" Sence of Autionomy vs. Shame& doubt:
حتى يتأسس الإحساس بالثقة
على نحو راسخ -يبدأ الطفل فيما بين الشهر الثاني عشر أو الخامس عشر حتى نهاية السة
الثالثة في تاسيس المكون التالي للشخصية السليمة حيث تنصرف معظم طاقاته نحو تأكيد
ذاته من حيث هو إنسان له عقل وإرادة خاصة به، ويتضح ولع الأطفال بالاستطلاع، ويصبح
الطفل أقل اعتمادًا على الآخرين وأكثر استقلالًا بنفسه. والفهم في هذه السنوات هو
إحساس الطفل بالإستقلال -أي إحساسه بأنه إنسان مستقل ومع ذلك فهو قادر على أن
يستخدم مساعدة الآخرين وتوجيههم في المسائل الهامة.
وبالنسبة لواجبات النمو في
هذه المرحلة:
فكما هو الحال في المرحلة
السابقة: فإن هناك أساس فسيولوجي لهذا السلوك المتميز الواضح -فهذه قدرة نضج
الجهاز العضلي، وما يترتب على هذه النضج من تأزر وتوافق عدد من انماط الحركة
والفعل المتصارعة المختلفة: كالإمساك
بشيء وتركه، وكالمشي،
والكلام، والقبض على الأشياء وتناولها بطرق معقدة, ويصاحب هذه القدرات وينشأ عنها
حاجات أساسية تدفع الفرد لِأَنْ يستخدمها في الارتياد والكشف والإمساك بشيء,
وإسقاطه والاحتفاظ والنَّبذ أو الهجر, ويصحب كل هذا إرادة مسيطرة هي "أنا
أفضل" إرادة تتحدَّى في إصرار وباستمرار ما يقدّم له من عون. "شكل:
57".
أما عن طبيعة العلاقات
الاجتماعية:
فلكي ينمي الطفل هذا الإحساس
بالاعتماد على الذات والكفاءة التي نسميها استقلالًا، فمن الضروري أن يعيش الطفل
المرَّة بعد الأخرى خبرة أنه شخص حر، يسمح له بأن يختار الطريق الذي يسلكه, فلا
بُدَّ أن يكون له حق الاختيار بين الجلوس والوقوف، وبين التقدم والاقتراب من
الزائر، أو الاستناد إلى ركبة أمه، بين تقبُّل الطعام المقدَّم إليه أو رفضه، وهل
يستخدم إرادته، فما لا شك فيه أن الطفل نتيجة لأنَّ الأيدي والأقدام ما زالت ضعيفة
في هذه المرحلة، فإنه سوف يواجه أشياء لا يمكن أن تصل إليها يداه، وعقبات لا
يستطيع تسلقها أو التغلب عليها, وفوق كل شيء: هناك أوامر لا حصر لها يفرضها
الراشدون الأقوياء عليه، وتبلغ خبرته من الضآلة حدًّا لا يمكن معه أن يعرف ما
يستطيع وما لا يستطيع عمله في بيئته، وسوف يستغرق سنوات حتى يكتشف حدود ما هو
مقبول وما هو ممنوع، وما يسمح به مما يصعب عليه فهمه في بداية الأمر.
ولذلك: فعلى الأم أن تحمي
طفلها من الفوضى التي يمكن أن يتردَّى فيها نتيجة لإحساسه غير المدرب على التمييز
والتفضيل، وينبغي على الراشدين أن يعضدوا الصغير ويؤيدوه في رغبته في القيام ببعض
المهام التي يريد أداءها في محاولة الاستقلال بنفسه, حتى لا يسيطر عليه الخجل
باعتبار أنه كشف نفسه في حمق مما يؤدي إلى الشك في قيمته الذاتية, وربما كانت أكثر
القواعد البنَّاءة بالنسبة للأم أو الأب أن يحول بين الطفل وبين القيام بالأشياء
الممنوعة، ويصرون على ذلك إصرارًا يولّد انفعالات الخجل والشك، وقد يؤدي إلى إصرار
الطفل على أن يفعل ما يسره حين يكون بمنأى عن الرقابة.
ويرى إريكسون أن مسألة تدريب
الطفل على ضبط الإخراج تعتبر نموذجًا أساسيًّا لجميع مشكلات هذه المرحلة، فالعضلات
القابضة عند الشرج ليست إلّا جزءًا من الجهاز العضلي, ولها خاصية أساسية لجميع
مشكلات هذه المرحلة، فالعضلات القابضة عند الشرج ليست الأجزاء من الجهاز العضلي
التي لها خاصية أساسية هي القبض والاسترخاء, ولذا يجب العناية بوقت التدريب،
وشكله، وأسلوبه, فيما يتصل بهذه الوظيفة, فإذا كانت التربية الوالدية صارمة جامدة،
وإذا بدأ التدريب في وقت مبكر جدًّا, فإن الطفل يفقد فرصة النمو باختياره، وفرصة
تعلّم الضبط التدريجي للنوازع المتناقضة الخاصة بالاحتفاظ والإمساك والإبقاء من
ناحية، والإسراف والإخراج من ناحية أخرى, وينبغي على الراشدين الذين يريدون توجيه
الطفل النامي توجيهًا حكيمًا أن يتجنَّبوا إخجاله وتشكيكه في قيمته كشخص، وأن
يسلكوا إزاءه في حزم وتسامح؛ بحيث يستطيع أن يتمتَّع بكونه شخصًا مستقلًّا له
كيانه الذاتي.
المرحلة الثالثة:
اكتساب حاسَّة المبادأة
مقابل التغلّب على الإحساس بالذنب: sence of intitiative us,
guilt:
الفترة الزمنية لهذه
المرحلة: تسود هذه المرحلة النمائية حياة الطفل في العامين الرابع والخامس
"فترة ما قبل المدرسة".
فبعد أن يتعلم الطفل بعض
السيطرة على نفسه وعلى بيئته، ويبدأ في إظهار مهارته وقدراته، ويبتكر سلوكًا تفوق
خباياه، وقدراته الشخصية فإنه يتطفل على أوساط الآخرين، ويجعل الآخرين ينخرطون في
سلوكه الخاص به.
أي أن سلوك الطفل بأخذ شكل
المبادأة من جانبه والمشاركة بفاعلية في عالم مجتمعه ويجعله نشطًا قوي العزيمة
للسيطرة "على بعض المهام فيقول بتحمل مسئولية نفسه وكذلك ما يضمه عالمه الخاص
"لعبه، أدواته وحيواناته ...
الخ".
وبذلك فإن الطفل يرى بوضوح
أنه قادر على أن يعمل أنواعًا معينة من الأشياء، وأن يلاحظ باهتمام بالغ ما يعمله
الراشدون من حوله ويحاول أن يقلد سلوكهم ويرغب في أن يشارك في أنواع أنشطتهم.
وإذا كانت هذه المرحلة هي
مرحلة المبادأة: فإن الطفل في هذه المرحلة يتحرك نحو الأشياء ويسعى إليها، كما أنه
في حديثه يفرض كلامه على محيطه -وهذا يجعله دائمًا يأخذ المبادرة ويبدو ذكيًا
خلاقًا مكتشفًا سريع الاستطلاع مليئًا بالحيوية والنشاط والبهجة- الأمر الذي يجعله
كثيرًا ما ينسى الفشل وستمر في المحاولة وهو في مبادرته هذه لا يمارس. إرادته
لمجرد تأكيد وجودها ولكنه يمارسها لكي يستمتع بها ويستمتع بإيجابية تفاعله مع
البيئة وسيطرته عليها.
والنجاح في المبادأة يملأ
الطفل بالزهو والثقة بالنفس، بينما يخلق الفشل لديه شعور بالذنب.
مظاهر النمو العضوي
الفسيولوجي والسلوكي:
في هذه المرحلة يسيطر الطفل
على المهارات الحركية كمهارات التوصل والأخذ والإمساك والسيطرة على مهارات المشي
والجري والتسلق والقفز.. الخ. وهذا كله يمكنه من التحرك بمزيد من الحرية والمعرفة
والنشاط في بيئته الأخذة في الاتساع باختصار فإن الطفل في هذه المرحلة قد أصبح
قادرًا على التحكم في عضلاته ويستطيع أن يهتم بما سوف يفعله بهذا التحكم ... فبعد الوقوف والمشي ينتقل إلى مشكلة ما سيفعله بالوقوف والمشي ومن
ثم فهو. لا يكتفي بالوقوف أو المشي ويسير إلى أماكن أخرى ونحو أهداف ومسافات
متباعدة عن أمه -لذا فهو
يستخدم قدرته الجديدة لكي
يصل إلى أماكن جديدة ليكشف العالم الخارجي المحيط به.
ويتحسن مستوى استخدام اللغة
عند الطفل: فهو الآن يطرح أسئلة يبدأ من خلالها في فهم الكثير من الأشرار القديمة
والجديدة. أي لم تعد مشكلته محصورة في: هل ينطبق الكلام أو لا ينطقه لأنه سيعاقب
عليه، ولكن ما الذي سيقوله بكلامه ومن ثم تجده فعالًا في كلامه ومناقشاته
وتساؤلاته ويحاول أن يقحم نفسه في الحديث مع الآخرين.
ومن ناحية التحكم في عمليات
في الإخراج: لم يعد يخشى فقدان أجزاء من داخله "البور والبراز"، ولكنه
أصبح يهتم بتماسك أجزاء جسمه وبنيانه ويستمتع بما داخله ثم يلقيها خارجه.
كذلك يبدأ تكون "الأنا
الأعلى" عند الطفل، فالطفل في هذه المرحلة يبدأ في الامتثال للتعليم وتوجيهات
أبويه -فيجعل من نفسه أبا لنفسه وذلك بمراقبة نفسه في دور أبويه الحقيقيين.. أي
أنه لم يبعد في هذه السن موجهًا بأنا من الخارج، لذلك يكون قد تأسس في داخله صوت
يعلق على أفعاله ويحذره ويهدده ويوجه سلوكه. للكبار، ويصبح الشعور النامي للطفل
مكونًا من الأنا الأعلى لأبوين وتراثهما الثقافي بما يشمله من سمات ومعايير
المجتمع وتقاليده وثقافته الخاصة.
علاقات الطفل الاجتماعية:
1-
علاقة الطفل بأبويه:
تتميز علاقة الطفل بأبويه في
هذه المرحلة بمضاعفات أوديبية، ذلك أن إريكسون لا يشك في مسألة تعلق الطفل بلبيه
من الجنس الآخر -بمعنى أن هذا المصارع يتضمن حقيقة أن الحب بيصل دائمًا إلى الشخص
الذي يستحقه والذي له وجود فعلي في نفس الطفل.
فالصبي يميل إلى القريب من
أمه: باعتبارها أقرب موضوع للحب، وذلك لأنها هي التي هيأت له الراحة الدائمة،
ويكون الأم كذلك مستعدة لقبول وتشجيع تعلق الطفل بها لأنها تتحسن أيضًا بذكورته
كرجل ... ومع ذلك فإن الصبي يشعر بإعجابه بأبيه الذي يمثل رموز الذكورة
المتمثلة فيه.
أما البنت: فإنها تميل أكثر لتوجيه
رغبتها إلى الرجال كأهلٍ للثقة وأقربهم مثالًا لها, ومع ذلك فهي تستمر مع الأم
التي ترمز لكلّ ما هو متجسِّد في صراعاتها نحو الأنوثة.
2-
علاقة الطفل برفاق سنه:
يشترك الطفل معظم الوقت مع
أطفال من سنه, وهو يدخل دخولًا نشطًا في حياة الأطفال الآخرين, وبالتالي يواجه
العديد من الخبرات التعليمية، ويشارك ويخوض التجارب التي تولّد لديه أفكارًا جديدة
ومشاعر جديدة وأفعالًا صورية أو واقعية.
وتتخذ مشاعر الطفل فيما يختص
بعلاقاته برفاق سنه شكلين:
الأول: السلوك بما هو متوقّع
من أفراد جنسه.
فالشكل الأساسي للبنت يتضمن
البداءة التي تهيئها للتكيُّف المبكر للشكل الأمومي، أي أن لعب الفتاة يمثل رموزًا
لإعداد نفسها لوظيفتها الأمومية المستقبلية، وتعكس طريقتها المستقبلة في الاتصالات
وأنشطتها وعلاقاتها الاجتماعية، وتعكس السمات السلوكية للمرأة, وذلك بخلاف لعب
الوالد.
الثاني: بداية الشعور بعقدة
الخصاء:
يبدي الصبية والبنات
اهتمامًا بالغًا بأعضاء التناسل للجنس الآخر، ويبدأون في إدراك الفروق, وخاصة في
حالة عدم رؤية أعضاء ظاهرة لدى البنات، مما يؤدي إلى قلق غير محدد لدى الجنسين،
ويتصوّر كلا الجنسين أن شيئًا ما قد حدث لأعضاء تناسل الأنثى، وأنَّ هذا الشيء
يمكن أن يحدث لأعضاء تناسل الذكر، ويولد هذا الإحساس بالخوف وعدم الثقة, نتيجة
لهذه الحالة التي لا يوجد لها تفسير عند الصغار.
3-
علاقة الطفل بالراشدين:
الشكل الأساسي لهذه العلاقة
يتضمَّن الاقتحام والاندفاع في حياة الناس, ويعكس بمزيد من التأكد والرغبة
الأساسية لدى الطفل في الفضول واستكشاف كل المجالات المجهولة, ومنازلة الناس,
وبالمشاركة بالمواجهة المباشرة.
ويظهر هذه الاقتحام في
معالجة الطفل لأحداث حياته اليومية, وفي كلامه وأسئلته الكثيرة والملحة, وفي
أنشطته وعلاقاته الاجتماعية.
واجبات المربين في تنمية
إحساس الطفل بالمبادأة:
المشكلة التي ينبغي أن تعالج
في هذه المرحلة من النمو, والتي ينبغي أن يراعيها المربون هي: كيف يعمل الطفل
بإرادته, وكيف يختار لنفسه دون أن يتعرَّض للإحساس بالإثم.
وإذا تَمَّ التغلب على هذه
المشكلة, فإن النتيجة هي الإحساس بروح المبادأة.
فمن السهل أن نرى كيف يعرقل
الإحساس النامي بالمبادأة كثيرًا من المشروعات التي يحلم بها الطفل في هذا السن؛
لأنَّ الأباء والكبار الذين يحيطون به لا يسمحون له بالقيام بها؛ بحيث ينتهي الطفل
إلى شعور دقيق مسيطر بأنه يواجه "لا" أينما توجَّه, فهو يريد أن يلعب،
ويقفز، ويجري، ولكن أمه وغيرها من الكبار يقولون: "لا" لا تفعل ذلك، وهو
يريد أن يفك لعبة لديه، ما الذي يجعلها تسير فيواجه بـ"لا", والنتيجة
إحساسه بالذنب إذا ما خالف أوامر الكبار.
المرحلة الرابعة:
اكتساب حاسَّة الاجتهاد
"الإنجاز" مقابل تجنّب الإحساس بالنقص sence
of mastry vs, inferioritty:
المدى الزمني لهذا المرحلة:
تبدأ هذه المرحلة في حوالي السادسة من العمر, وتمتد لفترة خمس أو ست سنوات.
ولقد أطلق إريكسون على هذه
المرحلة حاسَّة "الاجتهاد"؛ لأن الطفل ننتيجة احتكاكه بتجارب جديدة
كثيرة سرعان ما يدرك أنه في حاجة إلى أن يجد له مكانًا بين الأطفال الآخرين الذين
هم في سنه. ولذلك فإنه يوجِّه كل طاقاته نحو معالجة المشاكل الاجتماعية المحيطة
به, والتي يحاول أن يسيطر عليها بنجاح حتى لا يكون متخلفًا عن رفاق سنه أو أقل
منهم, بل له مكان بارز بينهم.
كما يعتبر إريكسون هذه المرحلة
مرحلة الاجتهاد مقابل الإحساس بالنقص؛ لأن الطفل يوجّه نشاطًا متزايدًا لتحديد
مكانته بين رفاقه, فيبذل كل جهد ممكن في الإنتاج والعمل وسط رفاقه في المدرسة أو
الفصل.. إلخ خوفًا من أن يصبح إنتاجه وعمله في مستوى أقل من مستوى عمل رفاقه
وإنتاجهم، ويصبح الخوف من هذا المستوى الأقل في الجودة سببًا في خوفٍ مستمر يدفعه
للعمل الأفضل, حتى لا ينظر إليه الكبار على أنه ما يزال طفلًا أو شخصًا غير كامل؛
لأن هذه النظرة الأخيرة تؤدي إلى إحساسه بالنقص.
النمو العضوي:
يبدو أن النمو الجسمي يبطئ
في هذه المرحلة, وأنه يدعم ما سبق تحقيقه من نضج جسمي في المراحل السابقة، وفي نفس
الوقت يهيئ إمكاناته للنضج الجسمي السريع الذي سيحدث في المرحلة التالية, بمعنى:
إن النمو العضوي يعبِّر عن حالة من الكمون.
العلاقات الاجتماعية:
1-
علاقة الطفل بالأطفال الآخرين: يحاول الطفل التميّز عن أقرانه في كل شيء يحاوله,
مثل: "إجاباته في الفصل، نشاطه الفني، لعبه ونشاطه في حصص التربية الرياضية ... إلخ", ومع ذلك فهو يريد التعاون, ويحتاج إلى المشاركة
المستمرَّة مع الآخرين.
ويعتمد لعب الطفل على المظهر
الاجتماعي, ويميل الجنسان إلى الانفصال فيما يختص بعادات اللعب, وإن كانا في بعض
الأحيان يتطرَّق كلٌّ منهما إلى عالم الآخر.
ومن ناحية أخرى: يتخذ عالم
الأقران موضعًا ذا أهمية خاصّة عند الطفل, فهم ضروريون لاحترام الذات، وهم يصلحون
كمعيار لقياس مدى نجاح أو فشل الولد أو البنت، ومن بينهم يجد الطفل مصدرًا آخر
لتحقيق الذات خارج الأسرة.
ومن هنا كان لجماعات الأقران
والرفاق أهمية خاصة وكبيرة في حياة الطفل.
2- علاقة
الطفل بالوالدين:
يكون الطفل في هذه السن قد
تغلَّب ولو مؤقتًا على صراع القوة الأوديبي، وتبدأ علاقاته بالوالدين تتطور إلى
مستوى واقعي من الاعتمادية في تلك الأوقات التي لا تزال الاعتمادية فيها ضرورية أو
مرغوبًا فيها، في حين أن الطفل في أوقات أخرى يميل للتقرُّب من والديه وغيرهما من
الكبار, لقد بدا بأنه لا بُدَّ له أخيرًا من الانفصال عن حياته الأسرية التي
تعوَّد عليها.
فالطفل الذي يريد أن يستمرَّ
مع أمه متلعقًا بها, يكتشف أن الأم قد تتخلَّى عنه بعد أن وصل إلى سن المدرسة,
وأصبحت تفضل زوجها كرفيق، وإزاء هذا الإحباط, فإن الطفل بواسطة صلحه مع أبيه يؤجل
معركته معه إلى حين يكتسب خبراته ويصبح ندًّا له, فهو بواسطة التوحُّد معه, وجعله
مثله الأعلى يتحبَّب له كما فعل أبوه وأمه, ومن ثَمَّ تكون اعتماديته على الوالدين
اعتمادية واقعية, ويجد أن الانفصال عن الاعتمادية الأسرية أصبحت ضرورية.
3- العلاقة
بالأخوة والأخوات:
وفي هذه السن لم يعد الأخوة
والأخوات منافسين للطفل، بل يصبحون ذوي دلالة إذا كانوا قريبين من نفس السن,
وكانوا ضمن جماعة رفاق الطفل، أي: في نفس سنه أو سنهم قريبة من سنه.
4-
علاقة الطفل بالكبار:
وحيث إن الطفل يرى في والديه
متمثلين للمجتمع الذي يجب عليه أن يعمل فيه, فإنه الآن يبدأ في قياسهما على ضوء
غيرهما من ممثلي هذا المجتمع, ومن هنا يتَّخذ الطفل أصدقاء والديه ومعمليه وأبائه
وأصدقائه أهمية جديدة لديه.
ويبحث الصبية والبنات عن
بالغين آخرين لتحقيق ذواتهم معهم؛ حيث إن الوالدين لم يعد باستطاعتهما تحقيق
متطلبات الطفل من هذه الأوقات، وطالما ظلَّ الصبية والبنات خالين من الالتزامات
الشخصية فإن باستطاعتهم أن يحوّلوا مُثُلهم ومعتقداتهم الشخصية إلى شخص أو إلى
مجموعة من الكبار، وهم سيحققون ذاتيتهم بمظاهر الناس التي لها دلالة خاصَّة لديهم,
دون اعتبارٍ للشخصية الكاملة وموقف الشخص.
واجبات المربين لإرساء
حاسَّة الاجتهاد والإنجاز:
إن إحساس الطفل بالإنجاز
وإجادة العمل وبأنه الأقوى أو الأحسن أو الأذكى أو الأسرع, هو النجاح الذي يسعى
إليه. إن الطفل يدرأ الفشل بأي ثمن.
وباكتساب حاسَّة الاجتهاد
واتِّقاء الإحساس بالنقص, فإن الطفل يعمل جاهدًا على تحسين نفسه والأنصار على
الناس وعلى الأشياء؛ ليأخذ مكانه بينهم.
وإن دافعه للنجاح يتضمَّن
إدراكًا بالتهديد الكامن في الفشل، وهذا الخوف الكامن يضطر الطفل لمضاعفة الجهد في
العمل كي ينجح، ذلك لأنَّ أي إجراء ناقص, أو أي إهمالٍ سوف يقوده إلى الاقتراب من
الإحساس بالنقص, وهو إحساس يجب أن يحاربه لكي يتقدَّم واثقًا في نفسه نحو اكتمال
نموه.
ففي المنزل: يجب أن تتاح
كثير من الفرص التي يتمكَّن الطفل فيها أن يجد النجاح ويحس بقدرته على العمل
والإنجاز, وأن يقوم بمحاولات قيمة ومفيدة لنموه السوي, ويجب ألّا يعطى أعمالًا
فيها تعجيز له، أو أعمالًا تفوق مستوى قدراته، بل يعطى ما يمكن أن ينجزه، ثم يكون
التدرج معه في مستوى الأعمال والخبرات؛ بحيث لا يتكرَّر فشله فيصبح لقمة سائغة
للنقص.
وفي المدرسة: من المهم
للصحَّة الشخصية وسلامتها أن تدار المدراس إدارة حسنة، وأن تتيح طرق التدريس ومواد
الدراسة لكلِّ تلميذ أن يشعر بالإنجاز الناجح والتحصيل المرضي، ويمكن أن يتمَّ ذلك
من خلال مراعاة الفروق بين الأطفال في الفصل الواحد, حتى لا يشعر طفل بالفشل
المستمر.
فلقد تبيِّنَ من دراسة
مشكلات الجانحين أنَّهم كرهوا المدرسة؛ لأن معلميهم كثيرًا ما كانوا يصفوهم
بالغباء، ولأنَّهم لم يبلغوا من النجاح والصلاح ما بلغه الآخرون، بالإضافة إلى
الإحساس بالإخفاق وعدم الشعور بالأمن, ولذلك فهم يستجيبون للشرود والسلوك الجانح
بطريقة أهدأ، وبالتقبُّل السالب لدونيتهم وشعورهم بالنقص، وقد يكونوا قد تعرَّضوا
لضرر نفسي أبلغ مما يظهره سلوكهم.
المرحلة الخامسة:
اكتساب الإحساس بالهوية
مقابل التغلُّب على الإحساس بانتشار الهوية "الضياع" sence of identity vs. confusion:
المدى الزمني للمرحلة: يسود
الإحساس بالهوية حياة الفرد في فترة من أهم مراحل حياته, وهي مرحلة المراهقة
"11-20سنة".
اسم المرحلة: يتلو الكمون
الشديد في المرحلة السابقة زوْبَعة النمو في هذه المرحلة, ولعلها أعنف ما يواجه
الإنسان في مراحل تطوره ونموه، فالجسد يعود مرة أخرى ليقحم نفسه على الوجود من
خلال نموه المفاجئ في الحجم والشكل، علاوةً على التغيُّرات الكيميائية
"الهيرمونية"، مما يصيب الشاب بهزة في كيانه تجعله يفقد التعرُّف على
نفسه, فيسأل في إلحاحٍ وبعمق: "من أنا"؟، وهنا تبرز مشكلة الهوية التي تكون
جوهر الصراع في هذه المرحلة في حياة الإنسان.
والمراهق في هذه المرحلة
الانتقالية من عالم الطفولة إلى عالم الراشدين يتحدَّى طفولته في ثقة مطلقة
بالذات، ويثور على عالم الكبار, ويرفع استقلالية
مسرفة في وجه التبعية
والتسلطية, وهذا ما جعل إريكسون يسمِّي هذه المرحلة باسم مرحلة اكتساب
"الإحساس بالهوية"؛ لأن الإحساس بالهوية يحمل معه السيطرة على مشاكل
الطفولة, ويحمل استعدادًا أصليًّا للمواجهة مع تحديات عالم الكبار كندٍّ كامل.
بمعنى أن اكتساب الإحساس
بالهوية ضروري للمراهق لاتخاذ قرارات الكبار, مثل اختيار المهنة أو شريك الحياة.
إن الهوية تتوقَّف على أن
يجد المراهق نفسه جزءًا محسوسًا، والاعتماد عليه في كل كبير, وهذا ما يوضّح جهود
المراهق نحو البحث عن مكان دائم.
النمو العضوي:
إن ما كان في بادئ الأمر في
حالة كمون أصبح الآن في حالة تغيُّر سريع كما أوضحنا, ويؤدي النمو السريع
والتغيُّرات الجسمية السريعة وغير المتناسقة, التي تفرض نفسها على حياة المراهق في
شكل قفزات إلى الاضطرابات والقلق. كذلك فإن نضج الوظيفة الجنسية وتحوّل المراهق من
كائن لا جنسي إلى كائن جنسي تجعله قادرًا على أن يحافظ على نوعه واستمرار سلالته،
وتصبح الرغبة في إشباع الحاجة الجنسية باختيار شريك من الجنس الآخر، لم يعد
بالإمكان إبعادها, على أساس أنها غير لائقة, ومع ذلك فإن الفرد يصبح أكثر تبصرًا؛
حيث لا يستطيع إشباع الدافع الجنسي إلّا بالطريقة التي حدَّدها عرف المجتمع
وتقاليده، ولكن في بداية هذه المرحلة لا تزال الحالة الاقتصادية للمراهق غير
كافية؛ حيث إنه ما يزال طالب علم, أو فرد لا تسمح ظروفه المادية بإعالة وتكوين
أسرة، ومن هنا يكون القلق، والإصرار على تشكيل الهوية.
صراع المراهق نحو تأكيد
هويته:
يشير إريكسون إلى أن كثيرًا
من المراهقين يواجهون انتشارًا وتشتتًا مستمرًّا فيما يختص بقدراتهم الخاصة
ومكانهم المنتظر داخل مجتمعهم, ولذلك يستمر تساؤل المراهق لنفسه ويشمل عددًا من
الأسئلة:
من أنا؟، وما دوري في
المجتمع؟، وهل أنا ما زلت طفلًا أم أصبحت راشدًا؟، وإذا كنت قد وصلت إلى الرشد:
فهل لدي ما يمكنني من أن أكون إنسانًا
له قيمة كزوج أو أب؟ وماذا
لدي من قدرات ومكونات شخصية تمكنني من الكسب والعمل والنجاح؟ وهل أستطيع أن أثق
بنفسي على الرغم من أن أصلي الاجتماعي أو مستواي الاقتصادي أقل من رفاقي؟ لِمَ
أشعر بالدونية والنقص؟ وينظر إلي الأخرون على أنني أقل منهم؟.. إلخ.
وينشغل المراهقون انشغالًا
بالغًا بسبب هذه الأسئلة أو المشكلات الخاصَّة بذاتيتهم وهويتهم؛ فالمراهق في نظر
نفسه لم يعد بعد الطفل الذي لا يباح له أن يتكلّم أو يسمع ويطيع فقط، بل هو الآن
له مركزه في جماعته ومجتمعه، ويجب أن يشارك الآخرين بالعمل المنتج أو القول
المفيد، ومن هنا تظهر رغبة المراهق في تأكيد هويته, وإظهارها في محاولاته لكسر أيّ
قيود توضع على نشاطه, ومحاولاته المستمرة لتحقيق الاستقلال، ولذا فهو فخور بنفسه,
يبالغ في أحاديثه وفي ألفاظه, وفي ذكر مستوى تحصيله وغرامياته, وفي العناية بمظهره
الخارجي لجذب انتباه الناس إليه.
وتظهر هوية المراهق بإحدى
طريقتين:
- فقد تظهر بطريقة إيجابية
في مسئوليته نحو الجماعة التي ينتمي إليها, محاولًا أن يقوم ببعض الخدمات أو
الإصلاحات بهدف النهوض بأفراد تلك الجماعة, نتيجة لعمله الإيجابي النافع الفعَّال.
"شكل: 59".
- وقد ينحرف ويختار الهوية
السالبة المضادة للمجتمع، وهو في محاولاته لاتخاذ الهوية السلبية إنما تكون هذه
المحاولة يائسة، ولكنه يفعل ذلك لاستعادة بعض السيطرة على هويته, مفضلًا هذه
الهوية السلبية، إنما تكون هذه المحاولاة يائسة, ولكنه يفعل ذلك لاستعادة بعض
السيطرة على هويته, مفضلًا هذه الهوية السلبية من أن يظل معدوم الهوية. "شكل:
60".
وكما يقول إريكسون: "إن
شباب الهيبز يحسّون بأنفسهم خارج الحدود الاجتماعية الخاصَّة لمجتمعهم, وبدلًا من
أن يجدوا أنفسهم خارج التاريخ والمجتمع، هم يرون أن الهوية السلبية أفضل من
اللاهوية".
و"هم بذلك يعبِّرون عن جهود
تلك الأصوات التي لا تسمع، والوجوه التي لا وجه لها، في سبيل التغلب على عدم
وجودهم. إنهم يريدون أن يسمعوا وأن يروا كجزء محسوس في مجتمعهم، ومن هنا كانت
محاولاتهم السلبية اليائسة لإثبات ذاتهم وهويتهم ولفت الأنظار إليهم".
واجبات المربِّين من أجل
اكتساب المراهقين الإحساس بالهوية:
حتى يتمكَّن المراهق من
اكتساب الإحساس بالهوية ويتجنب الإحساس بانتشار وتشتت الهوية, فعلى المربِّين في
المنزل والمدرسة أن يراعوا:
استغلال ميول المراهق
وقدراته في تنمية شخصيته, ومساعدته على شغل أوقات فراغه واستثمارها، والعمل على
إتاحة الفرصة أمامه للمشاركة في خدمة المجتمع بما يشعره بقيمته عند خدمة الآخرين،
ويألف ذلك مع نفسه ومع الآخرين من خلال احترام الآخرين لأرائه، ونتاج أفعاله،
وتدريبه على القيام بأموره الهامَّة، وتنظيم خططه بنفسه، وتعبئته لرؤية الأخطاء
على أنها خطوات إيجابية في سبيل الهدف, وليست عوائق تحول بينه وبين تحقيق غاياته.
- أضف إلى ذلك أن يكون
المربون على قدرٍ من المرونة في فهم المراهق ووجهات نظره وتجنب اتساع الفجوة بين
جيل الآباء وجيل الأبناء، وفتح باب المناقشة والحديث بقلب مفتوح وعقل مستنير حول
الموضوعات الهامة في حياته بدلًا من اتباع أسلوب الوعظ والإرشاد, وبذلك يتمكَّن
المراهق من اكتساب الهوية الإيجابية التي تدفعه لخدمة نفسه ومجتمعه.
المرحلة السادسة:
اكتساب حاسَّة الآلفة
والتكامل مقابل تجنُّب الإحساس بالعزلة له: sence
of intimacy vs. isolation:
يبدأ الفرد حياته في هذه المرحلة
كعنصر كامل في المجتمع. لقد حان الوقت لكي يستقرّ استقرارًا جادًّا للقيام بمهمة
المشاركة الكاملة في مجتمعه. إن تحقيق النضج النفسي يتطلَّب نموًّا اجتماعيًّا
نفسيًّا للزواج أو العمل بمهنة خاصة.
ولقد أطلق إريكسون على هذه
المرحلة اسم مرحلة الإحساس بالألفة؛ لأن النضج النفسي يتطلّب ألفة اجتماعية مع
شريك الجنس الآخر؛ ليتمكن من اختيار شريك في العلاقات الزوجية باعتباره إنسانًا
وكائنًا اجتماعيًّا، وتبلغ قوة النضج النفسي عندما يلتقي القرينان اللذان تكمل
هوية كلاهما الأخرى في بعض النقاط الأساسية والتي تنضج بالزواج، ويكون اختيار شريك
الحياة ممثلًا لنهاية كل التجارب السابقة مع الجنس الآخر، يجعل الفرد يتمثَّل فيه
المثل الأعلى لكل التجارب السابقة، وبذلك يكون الفرد قد ساهم بدوره في المشاركة
المجتمعية لإعداد الأساس للنموِّ السوي لذريته المرتقبة.
أمَّا عن تجنُّب الإحساس بالعزلة
فإن إريكسون يشير إلى أزمة النمو التي تصيب الفرد في هذه المرحلة عند بقائه
أعزبًا؛ إذ عليه أن يتغلَّب على الميل للبعد الاجتماعي, وهذه الأزمة تتبع بإحساسات
من الفراغ الاجتماعي، وبأنَّ الفرد وحدة معزولة في وسط عالم يتكون من وحدات أسرية.
وعلى هذا, فإن معركة الشباب
في هذه المرحلة تدور حول تأكيد الذات والبحث عن الهوية بالانفصال عن أسرته,
والشباب بانفصاله عن أسرته إنما يُمِهِّد لتكوين أسرة جديدة.
وبدون هذا الانفصال لن
يستطيع أن يحوِّل انتماءه إلى أسرته الجديدة، ويظل متعلقًا بالقديم، ولن يستطيع
العطاء لزوجته وأبنائه, وإنما يتمسك بعلاقة الأخذ التي مَيَّزت انتماءه إلى أسرته
الأصلية. "شكل:62".
شكل "62" على
الرغم من الزواج والاستقلالية يظل الفرد متمسكًا بعلاقة الأخذ والعطاء مع أسرته
الأصلية.
كما أنه في ممارسته لعمله أو
مهنته في هذه المرحلة, إنما يحمل اختياره لهذا العمل أو المهنة أساسًا راسخًا من
الاستعداد والتدريب الطويل الذي يستطيع في نهايته أن يعطي من زاد علمه وتخصصه بعد
شبع أخذًا.
بمعنى:
إن هذه المرحلة تعتبر
تتويجًا وتنفيذًا لما كان مؤجلًا في المرحلة السابقة، فتتحوّل مشكلة اختيار المهنة
ورفيقة الحياة إلى الالتزام بممارسة هذا الاختيار وتنفيذه في مجال الواقع
الاجتماعي، وهي بمثابة الانتقال من حالة الثورة إلى حالة الإنجاز والتطبيق، وتحوّل
إلى حالة من التكيف النسبي مع الواقع.
وهذه المرحلة لها علاقة
بالمرحلة الثالثة "المبادرة الأوديبية", فالرجل والمرأة في هذه المرحلة
إنما يعيد باختيار الرفيق في الزوجية ما كان يتمنَّاه في طفولته من استخواذٍ على
"أمه أو أبيه" دون أيّ طرف ثالث، وهو أساسًا أبوه, فبالزواج يختار الرجل
امرأة تكون له دون غيره, وتفضله عن أي طرف ثالث، ويقترب منها ويسعى نحو الالتحام
الجسدي بها, فيحقَّق ما يتمنَّاه في طفولته مع أمه، ولكن هذه المرة يحدث في إطار
واقعي وقابل للتطبيق, بعد أن أصبح المجتمع يبارك هذه العلاقة الزوجية ويعطيها صيغة
القدسية والعلانية، وبفضل هذا التوافق مع المجتمع والقيم الدينية نجد العلاقة
الجنسية تنطلق إلى مداها, ويكون هدفها الإنجاب والدخول في دور حياة جديدة لأسرة
جديدة.
المرحلة السابعة:
مرحلة اكتساب الإحساس
بالإنتاج مقابل الإحساس بالانهماك. "الركود": sence
of generativity vs, stagnation:
إن تأسيس وحدة أسرية جديدة
تقوم على الثقة المتبادلة والألفة تشمل إعداد منزل جديد للبدء بدورة جديدة للنمو؛
إذ من خلال الرباط الزواجي يصلح الفرد لضمان الرعاية والنمو للجيل الجديد الذي
يثمر عنه الزواج.
فبعد أن يمارس الإنسان
اختياره في مجال "الحب والعمل"، فيتزوج ويرسِّخ أساس الاستقرار الأسري،
ويختار العمل الذي يستطيع من خلاله من أن يحقِّق ذاته, ويصل إلى نقطة يسأل فيها،
وماذا بعد؟
فالزواج المستقر يعطيه
التأكيد أنه مرغوب فيه من آخر, مما يجعله مسئولًا عن تربية نشء في حاجة إليه،
ونجاحه فيه يجعله واثقًا من أهميته في مجاله.
وكلما كبر أبناءه قلَّت
حاجتهم إليه، وكلما زادت إجادته لعمله ووصلت إلى ذروتها, لم يعد العمل يمثل تحديًا
أو خلقًا أو تجديدًا. علاوة على أنه يكون غالبًا قد حصل على أقصى ما يسعى إليه من
جزاء مادي أو أدبي من خلال عمله هذا, وهنا فإن الاهتمام بأمر الجيل التالي يشمل
إحساسًا بالإنتاج في مقابل الإحساس بالركود، هذا الإحساس بالإنتاج يضمن للجيل
التالي الآمال والفضائل والحكمة التي جمعها الأبوان، ويشمل إحساسًا بالأبوَّة
لتدعيم إجراءات رعاية الأطفال وتربيتهم وتعليمهم. هذا الإحساس الوالدي يتضمَّن
الرعاية السوية للأطفال, والرغبة في تحقيق الإشباع والراحة لهم، إنه القدرة على
النظر للأطفال على أنَّهم أمانة في العنق وضعت في يد الفرد؛ للثقة في مقدرته على
ذلك.
ولكن بعد ذلك يبرز التحدي
الذي يجعله يبحث عن الهدف الأوسع من دائرة الأسرة المحدَّدة، فهو يبحث عن الشيء
الذي يستطيع أن ينجزه على مستوى أعلى من تغطية احتياجاته الأسرية, إنه يواجه مشكلة
البحث عن القضايا التي تهمه؛ كالبحث عن أيديولوجية تعطي معنى لحياته، وكثيرًا ما
يحتاج إلى الدين أو إلى الفلسفة مرة أخرى, كما أنَّ الدور الذي يبحث عنه في سن
الأربعينات هو كيف يستطيع ممارسة العطاء للآخرين, وهو عطاء نابع من داخله, وليس
مفروضًا عليه بحكم الواجب أو أي شكل من أشكال القهر، وهو لهذا أقرب ما يكون إلى
عملية الخلق والإبداع، بمعنى: إخراج ما سبق أن أدخله, ولكن بصورة جديدة تحمل طابعة
الخاص به.
المرحلة الثامنة:
اكتساب حاسَّة التكامل مقابل
الإحساس باليأس: sence of integration vs. despair:
إذا كانت المرحلة السابقة
تُعَدُّ أطول مراحل العمر وأكثرها خصوبة وعطاء, فإن هذه المرحلة تمثّل نهاية
المطاف؛ حيث تخبو بالتدريج طاقة الفرد وقدرته على الإنتاج، لكن الفرد يكون قد ضمن
النمو الجديد، واكتسب رؤية أكمل لدورته, وحقق كل ما يصبوا إليه من ثقة وتكامل.
مما يهيئ له حلًّا ناجحًا
لإحساسه باليأس من عدم جدواه كإنسان منتج، ويتولّد عن هذا الاستقطاب إحساس الحكمة
وتكوين فلسفة جديدة للحياة، وإن هذا الإحساس بالتكامل والشمول هو الذي يجعله لا
يخاف الموت, ويتقبله على أنه نتيجة طبيعية لاستكمال دورة الحياة.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
8. The sense of integration.
The translation below might be a lot of mistakes, so don't make
this translation a reference, take a reference from the Arabic text above !
Thank You
Theories of Psychosocial Growth
entrance
...
Psycho-social development theories:
an introduction:
Psychosocial development theories derive their roots from psychoanalysis,
and are linked to other important trends such as the anthropological and social
orientation, and are based on the fact that personality in its growth follows
biological principles. In other words, each part has its own time. If it does
not grow or rise in its specific time, it will not have the opportunity to be
fully formed, because the moment of rapid growth of another part is timed and
timed. Or which is damaged during its growth in the whole consisting of members
who depend on each other. The right speed and proper sequence are both
necessary if the human being is to perform its functions in a consistent
manner. "Jaber Abdel Hamid, 1977".
We have chosen theories of psychosocial development two theories.
First: the theory of psycho-social growth of Eric Ericsson.
It is a theory that has built the science of psychoanalytic
concepts and rephrased these concepts in the light of social influences and
modern cultural changes.
The second is the theory of growth and identity formation for James
Marcia.
Identity is the fifth stage of psychosocial development in
Ericsson's theory, but Marcia has detailed the characteristics of identity
formation, its aspects and how to evaluate it.
The following is a detailed discussion of these two theories.
First: The Psycho-Social Growth Theory of Eric H. Erickson
entrance
...
First: the theory of psycho-social growth: "Eric H.
Ericsson"
Ike H. Ericsson erik h. Drikson is one of the greatest
psychologists and scholars of psychological growth in contemporary American circles.
He was born in 1902 to Danish parents in Frankfurt, Germany. He moved to
America and became an American citizen in 1939. He worked as a teacher at the
American School for Children's Daycare in Vienna in 1927, the school founded by
Anna Freud, and enjoyed genuine adoption by Freud's supporters. Since then he
has been receiving training in psychoanalysis He studied psychology in theory
and in practice. He worked as a research fellow at the Department of Neurology
and Psychiatry at Harvard Medical School, and then worked as an associate
professor of psychology at the Department of Neurology and Psychiatry at
Harvard Medical School. He held a position in the Department of Psychiatry at
the Institute of Psychiatry And the Yale School of Medicine. He participated in
the Longitudinal Study of Child Orientation at the University of California in
the years 1939-1944. He worked in the following six years teaching
psychoanalysis at the San Francisco Institute of Psychoanalysis, the University
of California, the Minsinger Foundation in Topeka, In 1951, he moved to teach
at the Institute of Mental Health at the University of Pittsburgh and the
Massachusetts Institute of Technology. Since 1961, Eriksson has worked as a
professor of human development at Harvard University. He has published many
books bearing his doctrine and theory that made him a man of the age. in a
Psychoanalysis, which describes Freud's work as the rock upon which all
progress in personal theory.
Format "" 55 "Eric Arexon
In his early writings, Eriksson considered himself a theory of
Freudian teachings, and recently said that if Freud were alive today to add to
his work using contemporary knowledge in his theory of sexual energy, Erikson's
theory differs from Freudian in its focus on three major areas :
First: Ericsson emphasizes the "ego" referred to by Freud
rather than the "hobby", so: it reshapes the stages of Freud's
membership, so that lose much of its sexual content.
Second: Ericsson offers a new template for the individual in
relation to his parents within the family, and then the formation of the
individual social within the historical and cultural heritage of the family,
and this differs from the triangle "child - mother - father" in fact
Freudian.
Third: While Freud's mission was to prove the existence and
function of the unconscious, Ericsson focuses on the successful resolution of
growth crises and emphasizes the need to pay attention to the psychosocial
excitement of human growth.
Thus, Ericsson offers new guidance to the theory of psychoanalysis,
in an attempt to a more optimistic interpretation, and a broader application of
everyday life, and the latter makes them closer to the assumptions and research
in Freud's theory.
Ericsson's Growth Concept:
Erikson sees growth as a continuous process, each stage an equal
part of continuity, because each stage finds its precedents in the previous
stages, and finds its final solution in the following stages. At each successive
stage the possibility of new solutions to previous issues. To be prepared for
it biologically, psychologically and socially, and his personal readiness is
matched by community readiness.
For you, Ericsson describes eight consecutive stages of growth, the
first four stages of which are in the role of childhood, including the stages
of the cradle and early childhood,
And middle childhood, and late, and the fourth stages are located
in the second phase of puberty, and include adolescence and guidance, middle
age, and aging.
Eriksson considered each stage a vertical crisis ending with an
individual psycho-social solution, and a horizontal crisis that required a
satisfactory individual and social solution to the problem of driving forces.
The first five stages are:
1 - the basic sense of confidence.
2. The sense of autonomy.
3 - sense of origin.
4 - Sense of diligence.
5. Sense of identity.
The post-puberty stages are:
6. Sense of familiarity.
7. Sense of production.