أصوات اللغة : الوسيلة الصوتية Voices of the language

الفصل الثالث: أصوات اللغة

أولا: الوسيلة الصوتية

مع أن النظم اللغوية مستقلة إلى حد بعيد عن الوسيلة التي تتحقق1 من خلالها فإن الأداة الأساسية أو الطبيعية للغات الإنسانية هي الأصوات، ولهذا السبب كانت دراسة الأصوات أكثر أهمية -في علم اللغة- من دراسة الكتابة أو الايماءات أو أي وسيلة أخرى سواء أكانت موجودة بالفعل أم موجودة بالقوة، ولا يهتم اللغوي بالأصوات في حد ذاتها ولا بالإطار الكلي لها، إنه يهتم بالأصوات التي تصدرها أعضاء النطق الإنسانية بقدر ما يكون لهذه الأصوات دور في اللغة، ودعنا نشير إلى هذا الإطار المحدود من الأصوات بالوسيلة الصوتية، ونشير إلى هذا الإطار المحدود من الأصوات بالوسيلة الصوتية، ونشير إلى الأصوات الفردية داخل هذا الإطار بأصوات الكلام، ويمكننا أن نعرف علم الأصوات "phonetics" الآن بأنه دراسة الوسيلة الصوتية.

ويجب أن نؤكد أن علم الأصوات يختلف عن الفونولوجيا، وأصوات الكلام لا تتطابق مع العناصر الفونولوجية التي أشرنا إليها في أقسام سابقة، فالفونولوجيا كما رأينا جانب من دراسة النظم اللغوية ووصفها، يختلف عن النحو ويختلف أيضا عن الدلالة، وتعتمد الفونولوجيا على نتائج علم الأصوات "على الرغم من اختلافها تبعا للنظريات المختلفة في الفونولوجيا" لكنها بخلاف علم الأصوات لا تتناول الوسيلة الصوتية في حد ذاتها, وتعالج الأقسام الثلاثة الأولى من هذا الفصل -بشكل مبسط قدر الإمكان- التصورات والتصنيفات الأساسية في علم الأصوات وذلك لأهميتها في فهم نقاط أثيرت في مكان آخر من هذا الكتاب، وتعالج أيضا مجموعة العلامات أو الرموز التي تستخدم عند تناولها، ولا يقصد بهذه الأقسام أن تكون مدخلا مرضيا لما أصبح في السنوات الأخيرة فرعا متخصصا رحب الأفق إلى حد بعيد من فروع علم اللغة.

__________

1 التحقق "realisation" أو "manifestation" مصطلح يستخدمه بعض اللغويين ليشيروا إلى التعبير الفيزيائي للوحدة اللغوية المجردة ويشير في التكميمية "tagmemic" "العلاقة بين الوظيفة النحوية وما يشغلها" إلى التعبير الفيزيائي etic الوحدة المجردة emie.

ويمكن دراسة الوسيلة الصوتية من وجهات نظر ثلاث على الأقل: النطق، والتجريب، والسمع، فعلم الأصوات النطقي يبحث أصوات الكلام ويصنفها من جهة طريقة إنتاج أعضاء النطق لها، ويبحثها ويصنفها علم الأصوات التجريبي1 من جهة الخصائص الفيزيائية للموجات الصوتية التي يحدثها نشاط أعضاء النطق، وتنتقل عبر الهواء من المتكلم إلى المستمع،

__________

1 أو علم الأصوات الفيزيائي "aconstic phonetics" فرع من علم الأصوات يبحث الخصائص الفيزيائية للكلام حسبما ينتقل من الفم إلى الأذن، ويعتمد كلية على الوسائل الفنية الآلية في البحث، ويمد التحليل الفيزيائي عالم الأصوات بالحقائق الفيزيائية للكلام، بيد أنه قد يتعارض أحيانا التحليل السمعي والتحليل الفيزيائي فعلى سبيل المثال قد يسمع المرء لحن الكلام صاعدا بينما يظهر التحليل الفيزيائي ثبات التردد الأساسي للصوت وفي مثل هذه الحالات على عالم الأصوات أن يقرر أي الشواهد هي التي ستأخذ الاهتمام الأكبر.

 ويبحثها ويصنفها علم الأصوات السمعي من جهة الطريقة التي تستقبل بها أصوات الكلام وتميز من قبل أذن1 المستمع ومخه، وأقدم هذه الفروع تأسيسًا وأكثرها تطورا حتى عهد قريب علم الأصوات النطقي2، ولهذا السبب فإن معظم المصطلحات التي يستخدمها اللغويون ليشيروا بها إلى أصوات الكلام نطقية في الأصل، وسنتبنى وجهة النظر النطقية فيما سنتناوله في هذا الكتاب.

__________

1 الوظيفة البيولوجية الأساسية للأذن تحقيق التوازن في مسيرة الإنسان والوظيفة البيولوجية الثانوية لها السمع واستيعاب الأصوات المختلفة وحملها إلى المخ وتتكون الأذن من ثلاثة أجزاء: الأذن الخارجية، والأذن الوسطى أو الطبلة "وتتكون من غشاء الطبلة، والمطرقة، والسندان، والركاب"، والأذن الداخلية وتتكون من القنوات الهلالية، والقوقعة، والعصب السمعي.

2 علم الأصوات النطقي "articulatory phonetics" فرع من علم الأصوات يدرس الطريقة التي تنطق بها أعضاء النطق الأصوات اللغوية، وقد استمد هذا الفرع كثيرا من مصطلحاته من علم التشريح وعلم النفس ويشار إليه أحيانا بعلم الأصوات الفسيولوجي "physiological phonetics"، وقد حدث تقدم كبير في تطوير الوسائل الفنية الآلية لملاحظة وقياس نشاط أعضاء النطق مثل اللسان، والشفتين، وسقف الحنك، وحركة الأحبال الصوتية، ومن هذه الوسائل الفنية الآلية الحنك الصناعي "البلاتوجراف" الذي يمثل دور اللسان في مقابل الحنك، والقياسي الهوائي الألكتروني الذي يقيس الانسياب النسبي للهواء من الفم إلى الأنف، والألكتروميجراف "electromyograhpy" لقياس الحركة العضلية أثناء الكلام، ويقدم استخدام هذه الوسائل الآلية فهما تفصيليا أفضل.

ومع ذلك فهناك حقائق عديدة اكتشفها علم الأصوات التجريبي وعلم الأصوات السمعي أو صدقا عليها وبالأخص الأول الذي شهدت السنوات الخمسة والعشرون أو الثلاثون الماضية تقدما عظيما له فلا يستطيع أن يتجاهله أحد ممن يهتمون باللغة اهتماما جادا، وربما كانت أكثر هذه الحقائق أهمية أن تكرار ما يمكن أن يسمع على أنه قول واحد يكون بمثابة تطابق توافقي وليس تطابقا فيزيائيا "أي: تجريبيا" فالتطابق الصوتي "بخلاف التطابق الفونولوجي كما سنرى في القسم التالي" نموذج نظري، وفي الممارسة العملية لا يمكن لأصوات الكلام التي تصدرها الكائنات الإنسانية- حتى أولئك الذين تلقوا تدريبا صوتيا عاليا- إلا أن تقترب من هذا النموذج بدرجة أو بأخرى، فالتشابه الصوتي وليس التطابق الصوتي هو المعيار الذي نمارس به عملنا في التحليل الفونولوجي للغات، والتشابه الصوتي متعدد الأبعاد من وجهات النظر النطقية، والتجريبية، والسمعية، ولنأخذ ثلاثة أصوات كلامية z وy وx فربما كانت x أكثر شبها، y من z في بعد معين لكنها أكثر شبها بـ z في بعد آخر.

وقد أكد علم الأصوات التجريبي الحقيقة التي أسسها علم الأصوات النطقي التي تذهب إلى أن الجمل المنطوقة التي تعد إشارات فيزيائية تنتقل عبر الهواء ليست تتابعات صوتية منفصلة، ويصدر الكلام بإصدار الأصوات سلاسل متصلة، ولا توجد فجوات بين الأصوات التي تتكون منها الكلمات المنطوقة كما لا توجد وقفات بين الكلمات أيضا "فيما عدا تلك الأحوال التي يتلعثم فيها المتكلم بشكل مؤقت أو عندما يتبنى أسلوبا خاصا في الإلقاء للإملاء أو لأي غرض آخر"، وينقسم الكلام المتواصل إلى تتابعات من الأصوات الكلامية من خلال الانتقال المميز الظاهر للعيان بدرجة أو بأخرى بين حالة إشارية ثابتة نسبيا وحالة أخرى سابقة أو لاحقة ثابتة نسبيا كذلك، وهذه النقطة سنضرب لها أمثلة فيما يلي من وجهة نظر نطقية، ومن الأهمية أن نذكر -مع ذلك- أن التجزئة على أساس المعيار التجريبي البحت تعطي دائما نتائج مختلفة تماما عن التجزئة التي تنفذ على أساس المعيار النطقي البحت أو المعيار السمعي البحت.

واندماج الأفرع الثلاثة الخاصة بعلم الأصوات ليس أمرا سهلا، وأكثر الأمور أهمية وإثارة من حيث المبدأ أن إحدى نتائج علم الأصوات التجريبي أنه لا توجد علاقة متبادلة مباشرة يمكن تأسيسها بين بعض أكثر الأبعاد النطقية وضوحا في الكلام وبين الحدود التجريبية المماثلة مثل الذبذبة واتساع الموجات الصوتية، وحتى نجعل هذه النقطة أكثر عمومية فيما يتعلق بالأفرع الثلاثة الخاصة بعلم الأصوات نقول إن تصنيفات علم الأصوات النطقي، وعلم الأصوات التجريبي، وعلم الأصوات السمعي لا تتطابق بالضرورة، فعلى سبيل المثال ما يمكن أن يبدو اختلافات نطقية وسمعية واضحة بين أنواع مختلفة من الصوامت دعنا نقول بين أصوات الـ p، وأصوات الـ T وأصوات الـ K لا تبدو بشكل واضح ملمحا مفردا، أو مجموعة من الملامح التي يمكن تمييزها في التحليل التجريبي للإشارات التي تحتويها، والبعدان السمعيان لطبقة الصوت ودرجته يرتبطان بعلاقة متبادلة بالحدين التجريبيين للتردد والقوة إلا أن العلاقة المتبادلة بين الطبقة والتردد من ناحية، والدرجة والقوة من ناحية أخرى لا يمكن عرضها من خلال نسبة ثابتة تصدق على الأصوات الكلامية جميعها التي تتنوع وفق الأبعاد ذات الصلة.

وهذا لا يعني أن التصنيفات الخاصة بأحد الفروع الصوتية الثلاثة أكثر أو أقل تعويلا أو أكثر أو أقل علمية بصورة جوهرية إذا ما قورنت بالتصنيفات الخاصة بالفرعين الآخرين، ويجب أن نتذكر أن التكلم والاستماع ليسا نشاطين مستقلين، فكلاهما يتضمن تغذية مرتجعة من الآخر، ومن الملاحظات العامة أن الفرد الذي لا يكترث بما ينطقه يئول حديثه إلى الفساد، ويرجع ذلك إلى أننا عادة نراقب ما ننتجه من كلام مثلما نصدر هذا الكلام، وكثيرا ما يحدث بلا وعي أن نصدر الأحكام الضرورية على الإطار الخاص بما يمكن أن نعده الجهاز النطقي كما تخبر التغذية المرتجعة من عملية الملاحظة هذه المخ بأن المعايير السمعية لا تتفق معها، وتشتمل الإشارة التجريبية على كل المعلومات ذات الصلة باللغة، وتشتمل كذلك على قدر من المعلومات غير ذات الصلة بها، وأكثر من ذلك فإن المعلومات التجريبية ذات الصلة باللغة يجب أن تفسرها الأجهزة الخاصة بالسمع والنطق عند الإنسان والتي يتحكم فيها مخه، ويبدو أن الطفل حديث الولادة موهوب بشكل فطري بقابلية التركيز على أنواع معينة من المعلومات السمعية وإهمال أنواع أخرى، وأثناء اكتساب اللغة يستكمل الطفل مقدرته على إنتاج الأصوات التي تذكر في الكلام الذي يسمعه يدور من حوله ويستكمل كذلك مقدرته على تمييزها، ويقوم بتهذيب أداءه النطقي، وأداءه السمعي بملاحظة الإشارات التجريبية التي ينتجها بنفسه، وتوجد حاسة لدى الطفل تمكنه -في الخطوات المعتادة لاكتساب اللغة "والتي يجب أن تتم بدون مساعدة من أجهزة علمية أو تدريبات خاصة" وفي إطار محدود من الوسيلة الصوتية- من أن يكون الممارس الكفء في الأفرع الثلاثة لعلم الأصوات، ولا يستطيع اللغوي حتى الآن إلا أن يقدم وصفا وتفسيرا غير كاملين للقدرة الإدماجية العالية المهارة التي تكتسبها الغالبية العظمى من البشر في فترة الطفولة، وتمارسها خلال حياتها الناطقة.

المترجم : مصطفى زكي حسن التوني . القاهرة: 1987
المصدر : المكتبة الشاملة

الكتاب: اللغة وعلم اللغة المؤلف: جون ليونز

الناشر: دار النهضة العربية الطبعة: الأولى عدد الأجزاء: 1

The text below is a translation from google translate where it is possible to have many errors, please do not use this translation as a reference, and take a reference from the Arabic text above. thanks.

Voices of the language

First: the voice medium

Although linguistic systems are largely independent of the means through which they are achieved, the basic or natural instrument of human languages ​​is the sounds. For this reason, the study of sounds is more important in linguistics than the study of writing, gestures or any other means, whether they exist or The language does not care about the voices in themselves or the overall framework. They are concerned with the voices of the members of the human pronunciation as much as they have a role in the language. Let us refer to this limited framework of voices by the means of sound. We refer to this limited framework of voices By means of sound E, refer to the individual voices within this framework, the sounds of speech, we can know phonology "phonetics" Now that the study of acoustic means.

We must emphasize that phonology differs from phonology, and the sounds of speech do not correspond to the phonological elements that we have referred to in earlier sections. As we have seen, a part of the study and description of linguistic systems differs from grammar and also differs from semantics. Although they differ according to the different theories of phonology, "but unlike phonology, they do not deal with the sound medium per se, and the first three sections of this chapter - as simplistically as possible - address basic perceptions and classifications in phonology because they are important in understanding points raised elsewhere It is not intended to be a satisfactory introduction to what has become in recent years a specialized branch that is very broad-minded to the branches of linguistics.

__________

1 "realization" or "manifestation" is a term used by some linguists to refer to the physical expression of the abstract language unit and refers in the "tagmemic" to the physical expression and the emi.

The sound method can be studied from at least three viewpoints: pronunciation, experimentation, and hearing. Phonetic sounds examine speech sounds and classify them in terms of the method of producing their pronunciation organs, and are examined and classed as experimental phonetics 1 in terms of the physical properties of sound waves caused by the activity of pronunciation members, Across the air from speaker to listener,

__________

1 or acoustic phonetics A branch of phonetics examines the physical properties of speech as it moves from mouth to ear and relies entirely on mechanical means of research. Physical analysis extends the world of sounds to the physical realities of speech, but sometimes auditory analysis and analysis For example, one may hear the tone of speech rising while the physical analysis shows the fundamental frequency stability of the sound and in such cases the world of sounds decides which evidence will take the greatest interest.

 And is considered by the phonology of the auditory sounds in terms of the way in which the voices of speech are received and distinguished by the ear of the listener and his mind. The oldest and most advanced branches of this branch are the recently learned sounds of grammar. 2 For this reason, most of the terms used by linguists to refer to the voices of speech are originally pronounced, We will take the point of view in what we will discuss in this book.

__________

1 The basic biological function of the ear Balancing the human march and the secondary biological function have hearing and absorption of different sounds and carry it to the brain The ear is composed of three parts: the outer ear, the middle ear or the drum "and consists of the drum membrane, hammer, anvil, passengers, Of the crescent channels, the cuckoo, and the auditory nerve.

2 Syntactic phonetics A branch of phonetics examines the way pronunciation is pronounced by members of the pronunciation. This section derives many of its terms from anatomy and psychology, sometimes referred to as physiological phonetics. The development of mechanical means to observe and measure the activity of the organs of pronunciation such as tongue, lips, roof palate, and the movement of vocal cords, and these technical means mechanism artificial palate, which represents the role of the tongue against the palate, electronic air scale, which measures the relative flow of air from the mouth to Nose, and Electromyograhpy "to measure muscular movement during speech, and the use of these automated means provides a better detailed understanding.

However, there are many facts discovered by the experimental phonology and phonology, and especially the first one that has seen great progress in the past 25 or 30 years. It can not be ignored by anyone who cares about the language. Perhaps most importantly, Is heard as one saying that it is a consensual match, not a physical one. "That is, experimentally. The phonological matching, as opposed to the phonological matching, will be seen in the following section:" A theoretical model. In practice, voices of speech issued by human beings - even those who have received training The sound analogy and not the sound match is the standard we practice in the phonological analysis of languages ​​and the multidimensional sound similarities of the vocal, experimental, and auditory perspectives. Let's take three words, z, y, and x Perhaps x is more similar, y than z in a given dimension but more similar to z in another dimension.

Experimental phonetics confirmed the truth established by the logical phonetics that the spoken sentences, which are physical signals transmitted through the air, are not separate vocal sequences,

Related Post:

Share this post