الاتجاهات النظرية في تفسير النمو Theoretical Trends in Growth Interpretation
Tuesday, July 24, 2018
Add Comment
الاتجاهات النظرية في تفسير
النمو:
مقدمة:
لا غنى لعلمٍ من العلوم
طبيعيًّا كان أو إنسانيًّا عن نظرية تربط بين وقائعه في نظام متناسق متكامل يفسر
هذه الوقائع ويوسع من نطاقها ويثير من المشكلات بقدر ما يحله منها. والعلم سعي
دائم وراء المجهول في نسق نظامي يستند إلى قاعدة تسمح للعالم أن ينظر من علٍ، وأن
يغيِّر من زواياها ومستوياتها ليعيد النظر من منظور أعلى، والعالم في سعيه لمعرفة
الحقائق عن الإنسان يحتاج إلى تنظيم هذه الحقائق في نظم من القوانين والنظريات،
ولا يقتصر اهتمامه على الحقائق والعلاقات الثابتة بالدليل والبرهان، ولكنه يهتم
أيضًا باكتشاف الطرق لتخليص هذه الحقائق.
وقد يظن الرجل العادي أن
العالم يتعامل مع الحقائق، في حين أن الفيلسوف هو الذي يهتم بالنظريات، فالعالم
بالنسبة له ذلك الشخص المنظَّم المخلص لعمله, الذي يبحث عن الحقائق الخالصة أكثر
من أن يكون مغامرًا عقليًّا يبتكر تركيبات تخيلية, ويظن الرجل العادي أيضًا أن
الحقائق محدودة، واقعية، ملموسة, وأن معناها واضح في ذاته. أما النظريات فهي في
رأيه مجرَّد تأمّلات أو أحلام يقظة, ولكون الواقع هو أن تجميع كميات ضخمة من
الحقائق المنعزلة يمكن أن يسهم إسهامًا ضئيلًا في تقدُّم المعرفة، لذا: فإن الغاية
القصوى التي ينشدها العالم ليست تجميع الحقائق, وإنما تنمية النظريات التي سوف
توضح جانبًا معينًا من الظاهرات. إن أعظم موهبة يمكن أن يمتلكها عالم هي الخصوبة
التصورية، أي: القدرة على بناء تخمينات ذكية جريئة أصيلة عن الكيفية التي تنظم بها
الحقائق, ومع أن العلم يؤكد الموضوعية، إلّا أنه يهتم إلى درجة بعيدة بعملية
التنظير الذاتية.
وعلى هذا الأساس: فإن
التنظير ليس أداة زخرفية يلهو بها العلماء وهم قابعون في أبراجهم العاجية، ولكنه
أداة عملية تمكِّنهم من اكتشاف الميكانيزمات الكامنة وراء الظاهرات, ويزودنا
التنظير بالمعالم التي تقودنا على طريق البحث، وبدون التنظير لا يمكن اكتشاف معرفة
جديدة. "فان دالين: 1977، 91-93".
ما هي النظرية:
إن أكثر المفاهيم شيوعًا هو
أنَّ النظرية توجد في مقابل الحقيقة؛ فالنظرية فرض لم يتأيِّد بعد، أو تأمّل حول
الواقع لم يتأكد بعد بصورة تقطع بصحته، وعندما تتأيد النظرية تصبح حقيقة.
وعلى هذا الأساس: فإن
النظرية هي مجموعة من الافتراضات خلقها صاحب النظرية, تكون ذات صلة بموضوعها،
يرتبط بعضها بالبعض الآخر ارتباطًا منظَّمًا، كما أنها تتضمَّن مجموعة من القضايا
والتعريفات التجريبية. "هول، لندزي: 1978، 25-25".
ويجب أن يتوفَّر في القضايا
التي تثيرها النظرية شروط متعددة أهمها:
1- أن
تكون القضايا مستندة إلى أفكار محددة تمامًا.
2- أن
تكون القضايا متَّسقة الواحدة مع الأخرى.
3- أن
تكون في صورة يمكن أن تنمو منها التعميمات.
4- أن
تكون القضايا المكوّنة للنظرية ذات فائدة؛ بحيث يمكن أن تقود الباحثين إلى مزيد من
الملاحظات والتعميمات لتوسيع نطاق المعرفة.
وبناء النظرية يستلزم توفر
العناصر التالية:
1-
وجود إطار تصوري أو مجموعة من المفاهيم تتناول موضوع النظرية, ويمكن أن يميّز في
بناء النظرية بين نوعين من المفاهيم:
- مفاهيم وصفية: وهي التي
تتناول موضوع النظرية.
- مفاهيم عملية أو واقعية:
يطلق عليها مصطلح "المتغيرات".
2-
اشتمال النظرية على مجموعة من القضايا؛ بحيث تقرر لكل قضية علاقة معينة بين
متغيرين على الأقل.
3-
ترتيب القضايا التي تشكّل في نسق استنتاجي، أي: وضع المقدّمات في البداية، ثم
الانتقال منها إلى النتائج, ومن الضروري عند بناء النظرية مراعاة مبدأ عدم
التناقض، وهو ما يعرف بمبدأ الاتساق المنطقي، أي:
استنباط كل قضية من القضايا
التي تسبقها حتى نصل إلى أدنى المستويات.
4-
قيام النظرية بتفسير الوقائع التي تشتمل عليها، وكلما فسَّرت النظرية قدرًا من
الوقائع زادها ذلك قوة ويقينًا.
هذا ومن شروط النظرية
العلمية الصحيحة، ما يلي:
1-
الإيجاز: فيجب أن تكون النظرية العلمية موجزة في تعبيرها عن الحقائق التي تشتمل
عليها، وفي بيان الفرض الذي وضعت من أجله.
2-
الشمول: فيجب أن تشتمل النظرية على جميع الحقائق الفرعية التي تنطوي عليها، وأن
تفسّر أكبر عدد من الظواهر.
3-
التفرّد: فيجب أن تنفرد النظرية بتفسير الحقائق التي تشتمل عليها، فوجود نظرية
أخرى تفسر نفس الحقائق التي تفسرها النظرية الأولى يضعف الأهمية العلمية
للنظريتين، إلّا إذا كانتا متكاملتين.
4-
القدرة على التنبؤ: فيجب أن تساعد النظرية العلمية على التنبؤ بما يحدث للظواهر
المختلفة قبل حدوثها، فإذا ظهر أن هذه التنبؤات صحيحة ازدادت قوة ويقينًا.
النظرية في علم نفس النمو:
لقد أصبح وجود إطار نظري
موحَّد لدراسة عملية النمو مطلبًا أساسيًّا الآن في علم نفس النمو، بعد أن تعدَّدت
النظريات دون أن يكون بينها خلاف بقدر ما بينها من إمكانات التكامل, ثم إن الحاجة
إلى إيجاد نظرية، أو على الأقل إطار نظري, هي دائمًا حاجة ملحة في أي مجال من
المجالات التي تواجه مجموعة من الظواهر, تخضع لإمكانية التفسير العلمي، ذلك أن
النظرية تمدنا دائمًا بأداة تساعدنا على تنظيم الأفكار والبيانات على اشتقاق
الفروض العلمية التي قد تدعِّم وجهة النظر أو تعارضها.
وفي علم نفس النمو أُثِيرت
ثلاثة أسئلة أساسية كانت موضع اهتمام تاريخي لدى علماء النفس المتخصصين في النمو:
1- هل
الأفضل اعتبار الطفل مستكشفًا نشطًا أو مستقبلًا سلبيًّا للمثيرات البيئية؟
2- هل
الأفضل اعتبار الطفل نتاجًا للوراثة أم البيئة؟
3- هل
الأفضل النظر إلى الطفل كوحدة من عناصر "مثير/ استجابة" s/ r أو كمجموعة من التركيبات
المتكاملة.
وقد أثير جدل حادّ حول هذه
الموضوعات من جانب الفلاسفة أمثال:
أفلاطون، وأرسطو، لوك, وكان
حصيلة هذا الجدل عدة أنماط للكيفية التي ينمو بها التركيب العضوي الإنساني, ومن
هذه الأنماط كان نمطان يسيطران على التفكير الحالي حول نمو الطفل وهما:
نظرية التعليم، والأنماط
النمائية المعرفية.
ومن أهداف هذا الفصل مناقشة
هذين النمطين وتأثيرهما على فهم النمو، ذلك لأننا سنلتقي بهما في عدة أبحاث تفسير
مظاهر النمو المختلفة خلال هذا الكتاب, وثَمَّة هدف آخر هو مناقشة طبيعة ودور
النظريات في تفهم نمو الطفل منذ ميلاده وحتى نضجه.
وهذه المناقشة سوف تساعدنا
ليس فقط في وصف سير النمو، ولكن أيضًا لفهم السبب في نمط هذا المسار, ولدراسة نمو
الطفل يجب أن نفهم دور وطبيعة نظريات النمو والفرق بينها.
وأخيرًا سوف نناقش بعض النواحي
الأساسية لأنماط البحوث المستخدمة في دراسة النمو، ومناهج وطرق البحث في علم نفس
النمو اليوم، فعلماء النفس اليوم بعكس الفلاسفة, يحاولون الإجابة عن أسئلة تدور
حول نموّ الطفل، وذلك بتجميع المعلومات المتعلقة به بطريقة منهجية, وليس بطريقة
المناقشة والجدل. هذا وقد زاد حجم الأبحاث في هذا المجال زيادة مطَّردة, والأبحاث
التي تجرى للإجابة عن أسئلة تستند إلى نظريات النمو يتمّ تقييمها بالإحصاءات,
ولذلك فإن مناقشتنا لأهمية البحث والإحصاءات تهدف إلى تقديم الخلفية اللازمة
لتفهُّم الكثير من المعلومات الواردة في هذا الكتاب.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Theoretical
Trends in Growth Interpretation:
an
introduction:
A
science of natural science, whether human or human, is indispensable for a
theory that links its facts to an integrated coherent system that explains
these facts, expands its scope and raises problems as much as it does. And
science is a permanent pursuit of the unknown in a systematic pattern based on
a rule that allows the world to look at and change its angles and levels to
reconsider from a higher perspective. The world in its quest to find the facts
about man needs to organize these facts in systems of laws and theories, The
facts and the constant relations of evidence and proof, but also interested in
discovering ways to clear these facts.
The
ordinary man may think that the world deals with the facts, while the
philosopher is the one who is interested in theories. For him, the world is the
organized, devoted person of his work, who searches for pure truths rather than
being a mental adventurer who creates imaginative combinations. The ordinary
man also thinks that facts are limited , Realistic, concrete, and that its
meaning is clear in itself. In reality, theories are merely reflections or
dreams, and the fact is that the accumulation of vast amounts of isolated facts
can make a small contribution to the advancement of knowledge. Therefore, the
ultimate aim of the world is not to collect facts but to develop theories that
will clarify one aspect Of phenomena. The greatest talent a world can have is
conceptual fertility, that is, the ability to build bold and original guesses
about how facts are organized. Although science confirms objectivity, it is
largely concerned with the process of self-theorization.
On
this basis, theorizing is not a decorative tool that scientists play in their
ivory towers, but it is a practical tool that enables them to discover the
mechanics behind phenomena. Theorizing provides us with the milestones that
lead us on the path of research. Without the theory, new knowledge can not be
discovered. "Van Daalin: 1977, 91-93".
What
is the theory:
The
most common concept is that theory exists in opposition to truth; theory is not
yet established, or reflection on reality has not yet been confirmed in its
validity, and when the theory becomes true.
On
this basis, theory is a set of assumptions created by the author of the theory,
relevant to its subject, linked to each other systematically, and includes a
set of experimental issues and definitions. "Hall, Lindsey: 1978,
25-25".
In
the cases raised by the theory, there must be several conditions, the most
important of which are:
1.
The issues should be based on very specific ideas.
2.
The issues should be consistent with each other.
3
- be in a form that can grow generalizations.
4.
The constituent issues of the theory are useful; they can lead researchers to
further observations and generalizations to expand knowledge.
Building
theory requires the following elements:
1
- the existence of conceptual framework or a set of concepts dealing with the
subject of theory, and can distinguish in the construction of the theory
between the two types of concepts:
-
descriptive concepts: which deals with the subject of theory.
-
Practical or realistic concepts: The term "variables".
2
- the inclusion of the theory on a set of issues; so that each case for a
specific relationship between the two variables at least.
3.
The order of the issues that are formed in a deductive format, ie, the
placement of the introductions at the beginning, and then the transition to
results. In constructing the theory, it is necessary to take into account the
principle of non-contradiction,
Develop
each of the issues that precede it until we reach the lowest levels.
4.
The theory explains the facts that it contains, and the more the theory
explains a number of facts, the stronger it will be.
This
is one of the requirements of the correct scientific theory:
1.
Briefness: The scientific theory must be concise in its expression of the facts
it contains, and in the statement of the hypothesis for which it was developed.
2.
Inclusiveness: The theory must include all the sub-facts involved and explain
the greatest number of phenomena.
3
- uniqueness: The theory must be unique interpretation of the facts that
include, the existence of another theory that explains the same facts
interpreted by the first theory weakens the scientific significance of the two
theories, unless they are complementary.
4.
Predictability: Scientific theory should help predict what happens to different
phenomena before they occur. If these predictions appear to be true, they are
more powerful and certain.
Theory
in Growth Psychology:
The
existence of a unified theoretical framework for the study of the growth
process has now become a fundamental requirement in the psychology of growth,
since there have been many theories without any differences between them and
the possibilities of integration. The need for a theory, or at least a
theoretical framework, In any of the fields facing a range of phenomena,
subject to the possibility of scientific interpretation, as the theory always
provides us with a tool to help us organize ideas and data to derive scientific
hypotheses that may support or oppose the view.
In
the psychology of growth, three fundamental questions have been raised that
have been of historical interest to developmental psychologists:
1.
Is it better to consider the child as an active explorer or a negative future
for environmental stimuli?
2.
Is it better to consider the child as a product of heredity or the environment?
3.
Is it better to look at the child as a "s / r" or as a set of
integrated structures?
There
has been a sharp debate on these topics by philosophers such as:
Plato,
Aristotle, and Locke. The result of this controversy is several patterns of how
human organic structure grows. Two of these patterns dominated the current
thinking about child growth:
Theory
of education, cognitive developmental patterns.
One
of the objectives of this chapter is to discuss these two patterns and their
impact on understanding growth, because we will meet them in several researches
0 Response to "الاتجاهات النظرية في تفسير النمو Theoretical Trends in Growth Interpretation"
Post a Comment