نشأة علم البيان وتطوّره : كتاب الصناعتين و عبد القاهر الجرجاني
Wednesday, July 18, 2018
Add Comment
نشأة علم البيان وتطوّره : كتاب الصناعتين و عبد القاهر الجرجاني
كتاب الصناعتين:
ومن
كتب الدراسات النقدية التي قامت على أسس بلاغية، وإن كانت أكثر تخصصا من سابقتها
كتاب «الصناعتين- الكتابة والشعر» لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري
المتوفى سنة 395 للهجرة.
فأبو
هلال في كتاب الصناعتين يدرس البلاغة دراسة دقيقة هي مزيج من علمه الخاص بها وعلم
من سبقوه إليها، مع الإكثار من الأمثلة والشواهد.
وهو
يعني بالصناعتين الكتابة والشعر، فالكتاب ينبئ من عنوانه عن موضوعه الذي يبحث بحثا
مستفيضا في أصول هاتين الصناعتين وأدواتهما التي تتضافر على صنع الكاتب والشاعر.
والكتاب
يشتمل على عشرة أبواب: باب في الإبانة عن موضوع
البلاغة وحدودها، وباب في تمييز جيد الكلام من رديئه،
وباب في معرفة صنعة الكلام وترتيب الألفاظ، وباب في البيان عن حسن النظم وجودة
الرصف، وباب في ذكر الإيجاز والإطناب، وباب في حسن الأخذ وحل المنظوم، وباب في التشبيه، وباب في ذكر الاسجاع والازدواج، وباب في شرح
البديع، وباب في ذكر مبادئ الكلام ومقاطعه. ويندرج تحت كل باب من هذه الأبواب فصول
تتراوح من فصل إلى خمسة وثلاثين فصلا.
وفي
الباب الأول الذي عقده أبو هلال للإبانة عن موضوع البلاغة وحدودها ينوّه بشأن
البلاغة، ويقرر أنّ العلم بها ضروري لمعرفة إعجاز القرآن الكريم، ولتربية الذوق
الأدبي، والتمييز بين جيّد الكلام ورديئه.
وأبو
هلال لا يخفي تأثره بالجاحظ وإعجابه بكتابه البيان والتبيين، واقتباسه الكثير منه،
ولكنه مع ذلك يشير إلى ما يأخذه على منهجه التأليفي بقوله: «إنّ الإبانة عن حدود
البلاغة، وأقسام البيان والفصاحة مبثوثة في تضاعيفه، ومنتشرة في أثنائه، فهي ضالة
بين الأمثلة لا توجد إلّا بالتأمل الطويل والتصفح الكثير، فرأيت أن أعمل كتابي هذا
مشتملا على جميع ما يحتاج إليه في صنعة الكلام نثره ونظمه» (1).
__________
(1) كتاب
الصناعتين ص: 5.
فهذا
المأخذ على منهاج الجاحظ التأليفي ورغبته في تلافيه وعلاجه كان أحد الأسباب التي
دفعت أبا هلال على تأليف كتاب الصناعتين، أمّا الأسباب الأخرى فهي معرفته بقيمة
علم صناعة الكلام، وشعوره بشدّة الحاجة إليه، وتخبط العلماء وتخليطهم فيما راموا
منه، ثمّ قلّة الكتب المصنفة فيه، والتي كان أكبرها وأشهرها كتاب البيان والتبيين
لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.
وقد
صرّح بأنّه لم يؤلف كتابه على طريقة المتكلمين، وإنّما ألّفه على طريقة صنّاع
الكلام من الشعراء والكتاب.
والمتصفح
لكتاب الصناعتين يرى أنّ المؤلف قد ألّم فيه تقريبا بكل مباحث علوم البلاغة
الثلاثة: المعاني والبيان والبديع، ولكن مباحث كل علم لا تأتي في موضع معين من
الكتاب، وإنّما تأتي في ثناياه وتضاعيفه على حسب مقتضيات المنهاج الذي رسمه أبو
هلال لنفسه في تأليفه.
ولما
كنا نعرض هنا بإيجاز لتاريخ البيان وتطوره حتى صار علما قائما بذاته، فإنّ ما
يعنينا من كتاب الصناعتين هو معرفة ما ورد فيه من موضوعات علم البيان وطريقة
المؤلف في معالجتها، وهذه الموضوعات هي التشبيه، والاستعارة، والكناية.
وقد
عقد أبو هلال للتشبيه في كتابه بابا (1) من فصلين، تحدّث في أولهما عن حد التشبيه،
ووجوه التشبيه المختلفة، وأدوات التشبيه، والطريقة المسلوكة في التشبيه، وإخراج ما
لا يعرف بالبديهة إلى ما يعرف بها، وإخراج ما لا قوّة له إلى ما له قوة، وتشبيه ما
يرى بالعيان بما ينال بالفكر، وغريب التشبيه وبديعه ومليحه، وشرف التشبيه وموقعه
من البلاغة.
وفي
الفصل الثاني تحدّث عن قبح التشبيه وعيوبه، مثل خطأ التشبيه، والتشبيه الكريه،
والتشبيه الرديء اللفظ، وبعيد التشبيه، والتشبيه المتنافر.
أمّا
الاستعارة فعقد لها فصلا (2) تكلّم فيه عن: الاستعارة والمجاز، والغرض من
الاستعارة، والاستعارة المصيبة ووقعها، وفضل الاستعارة على الحقيقة، ولا بدّ لكل
استعارة ومجاز من حقيقة، ولا بدّ من معنى مشترك بين المستعار والمستعار منه،
والاستعارة أبلغ من الحقيقة، والاستعارة في كلام العرب والنبي والصحابة والأعراب،
والاستعارة في أشعار المتقدمين، وفي كلام المحدثين.
وقد
عدّ أبو هلال الكناية ضمن فنون البديع، وعقد لها فصلا عرّفها فيه وذكر نماذج من
الجيد والمعيب منها، مع أنّها من مباحث علم البيان، وليس المهم إلى أي علوم
البلاغة قد نسبها، وإنّما المهم أنّه أتى على ذكرها في كتابه.
__________
(1) كتاب
الصناعتين: ص: 238 - 259.
(2) كتاب
الصناعتين: ص 268 - 288.
وطريقته
في معالجة هذه الموضوعات البيانية ليست طريقة عالم البلاغة المعنيّ بدقائقها
وتفاصيلها، وإنما هي طريقة من يمزج البلاغة بالأدب والنقد، وإذا القارئ أمام مزيج
ترتاح إليه نفسه، ويستدرجه إلى الاسترسال في تحصيله طلبا للمزيد من المتعة العقلية
والأدبية.
...
وبعد
فلعلنا أدركنا من ثنايا عرضنا التاريخي للبيان منذ نشأة البحث فيه حتى الآن كيف
تطور على مرّ العصور، وكيف تضافرت جهود الباحثين فيه تدريجيا على كشف أصوله من
تشبيه وحقيقة ومجاز واستعارة وكناية، وكيف أخذت معالم هذه الأصول تتضح وتتلاحق
واحدة بعد الأخرى.
وقد
ظلّ الأمر كذلك حتى ظهر عبد القاهر الجرجاني في القرن الخامس الهجري فاقتطف ثمار
هذه الجهود واتّخذ منها مادة استعان بها في وضع نظرية علم البيان.
عبد القاهر الجرجاني:
هو
أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني الإمام النحوي وأحد علماء الكلام على
مذهب الأشاعرة. ولد وعاش بجرجان ولم يفارقها حتى توفي سنة 471 للهجرة، وله مؤلفات
فيّمة في النحو والصرف والعروض، وإعجاز القرآن، والتفسير، والبلاغة، ولكنه اشتهر
أكثر ما اشتهر بكتابه «أسرار البلاغة» الذي وضع فيه نظرية علم البيان، وكتابه
«دلائل الإعجاز» الذي وضع فيه نظرية علم المعاني.
وهو
لهذا يعدّ بحق واضع أسس البلاغة العربية والمشيد لأركانها، والموضح لمشكلاتها،
والذي على نهجه سار المؤلفون من بعده، وأتموا البنيان الذي وضع أسسه.
ومن
العجيب أنّ الضعف بدأ يدب إلى اللغة في القرن الخامس وهي في أوج نهضتها، وكان أوّل
مرض ألّم بها في هذا العصر هو الوقوف عند ظواهر قوانين النحو، ومدلول الألفاظ
المفردة والجمل المركبة، والانصراف عن معاني الأساليب، وعدم الاهتمام بمناحي
القول، وضروب التجوز والكناية فيه.
وكان
ذلك ما أشفق منه عبد القاهر على اللغة، فعكف على تأليف «دلائل الإعجاز» و «أسرار
البلاغة» اللذين دوّن فيهما علم البلاغة، ووضع قوانين للبيان والمعاني، كما وضعت
قوانين النحو عند ظهور الخطأ في الإعراب. ومن مقدمة كتابه «أسرار البلاغة» يشعر
القارئ أنّ مدرسة الألفاظ كانت قد تحكمت في عصره وغطّت على مدرسة المعاني، ومن أجل
ذلك حاول هو بكتابه تأييد المعاني وبيان أثرها ودورها في بلاغة القول.
وعلى
هذا فالذي يعنينا من كتبه فيما نحن بسبيله هنا هو كتاب
«أسرار البلاغة» الذي وضع فيه نظرية علم البيان بقواعده
وشعبه وتفريعاته الكثيرة. والحق يقال إنّه فريد في بابه، فهو بحث في البيان العربي
غير مسبوق ولا ملحوق، وإنّه ليدل فيما يدل على ألمعية صاحبه، وغزارة علمه، وسلامة
ذوقه، وعقليته الجبارة المبتكرة.
و
«أسرار البلاغة» باستثناء ما ورد فيه عن الجناس، والسجع، والاتفاق في الأخذ
والسرقة عند الشعراء، هو بحث أصيل عميق في أصول علم البيان من حقيقة ومجاز،
واستعارة، وتشبيه. وإذا كان لم يتكلم فيه عن الكناية، فإنّه قد استوفى الكلام عنها
في كتابه الآخر «دلائل الإعجاز»، كما عرض فيه أيضا لبعض جوانب من الاستعارة،
وللمجاز الحكمي «العقلي» الذي اهتدى إليه بذوقه الكلامي وعدّه ضربا جديدا من
المجاز.
وعبد
القاهر ينظر إلى المجاز والاستعارة والتشبيه والكناية على أنّها عمد الإعجاز وأركانه،
والأقطاب التي تدور البلاغة عليها. وعنها يقول:
«ولم
يتعاط أحد من الناس القول في الإعجاز إلّا ذكرها، وجعلها العمد والأركان فيما يوجب
الفضل والمزية، وخصوصا الاستعارة والمجاز، فإنّك تراهم يجعلونهما عنوان ما يذكرون،
وأوّل ما يوردون» (1).
__________
(1) انظر
دلائل الإعجاز. ص: 329 - 330.
وليس
من غرضنا هنا التوسع بعرض مجمل آراء عبد القاهر في مباحث علم البيان فهذا أمر يطول
شرحه، وإن كنّا سنعرض فيما بعد لبعض آرائه عند دراستنا التفصيلية لفنون البيان من
مجاز واستعارة وتشبيه وكناية.
إنّما
الغرض الآن أن نبين المنهاج الذي رسمه لنفسه في البحث والذي يكاد يكون أوّل
منهاج علمي منظم في البلاغة، ثمّ نشفع ذلك بذكر الجوانب التي تطرق لبحثها في كل
موضوع، الأمر الذي يدل على سعة علمه وتفوقه على غيره، وأخيرا نشير بإيجاز إلى
طريقته في التأليف.
أمّا
عن منهاجه في البحث فاستمع إليه يعرضه في كلماته: «واعلم أنّ الذي يوجبه ظاهر
الأمر، وما يسبق إليه الفكر: أن نبدأ بجملة من القول في الحقيقة والمجاز، ونتبع
ذلك القول في التشبيه والتمثيل، ثمّ ننسق ذكر الاستعارة عليهما، ونأتي بها في
أثرهما، وذلك أنّ المجاز أعم من الاستعارة، والواجب في قضايا المراتب: أن نبدأ
بالعام قبل الخاص.
والتشبيه
كالأصل في الاستعارة، وهي شبيهة بالفرع له أو صورة مقتضبة من صوره. إلّا أنّ ههنا
أمورا اقتضت أن تقع البداية بالاستعارة وبيان صدر منها، والتنبيه على طريق
الانقسام فيها، حتى إذا عرّف بعض ما يكشف عن حالها، ويقف على سعة مجالها، عطف عنان
الشرح إلى الفصلين الآخرين، فوفّي حقوقهما، وبيّن فروقهما، ثمّ ننصرف إلى استقصاء
القول في الاستعارة» (1).
__________
(1) أسرار
البلاغة ص: 21 - 22.
ذلك
هو المنهاج الذي أخذ به نفسه، وجمع فيه لأوّل مرة مباحث علم البيان بعضها إلى بعض،
ورتّبها من حيث الكلام عنها ترتيبا منطقيا منظما، يبدأ فيه بالعام قبل الخاص،
وبالأصل يتلوه الفرع، مع العناية بتوضيح ما بين التشبيه والتمثيل من فروق،
وباستقصاء القول في الاستعارة.
أمّا الجوانب التي تطرق لبحثها في كل مبحث من مباحث علم البيان فلا سبيل هنا إلى سردها جملة لكثرتها، ولكنا نكتفي بذكر طائفة منها لبيان أهميتها والدلالة بها على عقلية عبد القاهر التي تنحو منحى الابتكار والإبداع.
1 - الحقيقة والمجاز: حدّ كلّ منهما، المجاز العقلي واللغوي والفرق
بينهما، معنى المجاز وحقيقته، وكونه أعم من الاستعارة، ومكان الاستعارة منه، تقسيم
المجاز إلى لغوي وعقلي، واللغوي إلى الاستعارة، والمجاز المرسل، كون المجاز العقلي
في الجمل لا المفردات، الحذف والزيادة، وهل هما من المجاز أم لا.
2 - التشبيه: التشبيه وأقسامه، وجوه الشبه المنتزعة من شيء أو أشياء،
التشبيه المتوقف على دقّة الفكر، التفصيل لدقائق التشبيه المركب، التشبيه في
الهيئة التي تقع عليها الحركات، الجمع بين الشكل وهيئة الحركة في التشبيه، قلب
التشبيه، القلب أو العكس في طرق التشبيه، القياس في التشبيه، تشبيه الحقيقة
والمجاز، جعل الفرع أصلا في التشبيه وعكسه، تأثير اختلاف الجنس بين المشبه والمشبه
به.
3 - التمثيل: الفرق بين التشبيه والتمثيل: التشبيه عام والتمثيل أخص
منه، فكل تمثيل تشبيه، وليس كل تشبيه تمثيلا، وجوه الشبه في جمل من التمثيل،
التمثيل في المدح والذم والحجاج والافتخار والاعتذار والوعظ، الفرق بين تأثر
الكلام في التمثيل وعدمه، أسباب قوّة تأثير التمثيل وعلله النفسية بسبب تأثير
التمثيل في ضربيه، تعليل في فلسفة التمثيل، جعل التمثيل الشيء كضده أو عدمه، مآخذ
التمثيل من الموجودات، الفرق بين التمثيل الدقيق والتعقيد.
4 - الاستعارة: حدها، أقسامها، الاستعارة المفيدة وأقسامها، الاستعارة المختلفة
الجنس والأنواع، الاستعارة القريبة من الحقيقة، التفرقة
بين نوعي الاستعارة في الجنس، وجه الشبه العقلي في
الاستعارة، الاستعارة والمبالغة في التشبيه، وقوع الاسم مستعارا بحسب الحس وهو ليس
كذلك، بيان أنّ الاستعارة ليست من التخييل، بناء الاستعارة والتخييل على تناسي
التشبيه، الفرق بين التشبيه والاستعارة.
ومن
جوانب الاستعارة الأخرى التي ذكرها في كتابه دلائل (1) الإعجاز: شرح معنى
الاستعارة، الاستعارة التمثيلية، فضل الاستعارة والتمثيل، أمثلة من بديع
الاستعارات، المستعار هو معنى اللفظ لا اللفظ نفسه، لا يعار اللفظ إلّا بعد أن
يعار المعنى.
5 - الكناية: تكلّم عبد القاهر في كتابه «دلائل (2) الإعجاز» عن الجوانب
التالية من الكناية: الكناية والاستعارة، السبب في قبح الكناية، شعب الكناية
وصورها ليس لها حد ولا غاية، في الكناية إثبات يصحبه البرهان، الاستعارة والكناية
والمجاز من عمد البلاغة وأركانها.
__________
(1) دلائل
الإعجاز. ص: 45 - 49.
(2) انظر
الدلائل ص: 44، 176، 205، 272، 280، 330.
أمّا
الطريقة التي سار عليها عبد القاهر في تأليف كتابيه «أسرار البلاغة» و «دلائل
الإعجاز» وامتاز بها على كتب البيان الأخرى فهي طريقة تجمع بين العلم والعمل الذي
يثبّت به العلم.
أما
العلم فيتمثل في القواعد الكلية، وأمّا العمل فيتمثل في الأمثلة والشواهد. فإذا
كانت القاعدة الكلية هي صورة إجمالية للمعلومات الجزئية، فإنّ الأمثلة والشواهد
صور تفصيلية لها.
تلك
هي طريقة عبد القاهر: يذكر القاعدة الكلية ثمّ يردفها بالأمثلة والشواهد التي
تفصّلها وتوضحها، إدراكا منه بأنّ التعليم النافع إنما يكون بقرن الصور المفصلة
بالصورة المجملة، إذ بالتفصيل تعرف المسائل، وبالإجمال تحفظ في العقل.
وبهذه
الطريقة امتاز كتاباه على كتب البلاغة الأخرى التي اقتصرت على سرد القواعد بعبارات
اصطلاحية تأباها بلاغة الأساليب العربية، والتي لا تذكر من الشواهد والأمثلة إلّا
القليل النادر الذي أدلى به السابق إلى اللاحق.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم البيان و المؤلف: عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الطبعة: بدون و عام النشر: 1405 هـ - 1982 م و عدد الأجزاء: 1
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Book
of the two industries:
Among
the books of critical studies that were based on a rhetorical basis, although
more specialized than the previous book "Industries - writing and
poetry" of Abu Hilal Hassan bin Abdullah bin Sahl al-Askari died in 395
AH.
Abu
Hilal in the book of the two industries taught Balagha careful study is a
combination of his own knowledge and the knowledge of his predecessors, with a
multitude of examples and evidence.
It
means the two industries writing and poetry, the book tells of the title of the
subject, which is looking extensively at the origins of these industries and
their tools, which combine to make the writer and poet.
The
book includes ten sections: a section in the statement on the subject of
rhetoric and its limits, and the door in the distinction of good speech from
the poor, and the door in the knowledge of the work of speech and order of
words, and the statement in the statement on the good systems and the quality
of paving, and the door in the mention of brevity and redundancy, The system, the
door in analogy, the door in the mention of the double and the double, the door
in the explanation of the good, and the door in the mention of the principles
of speech and passages. Classes fall from one to thirty-five chapters under
each section.
In
Abu Hilal's first chapter on the subject of rhetoric and its limits, he
mentions the rhetoric, and decides that knowledge is necessary to know the
miracle of the Holy Quran, to cultivate literary taste, and to distinguish
between good speech and bad.
Abu
Hilal does not hide his influence on his words and admiration of the statement
and clarification, and quoted a lot of it, but he nevertheless refers to what
he takes on the method of rhetoric, saying: «The statement about the limits of
rhetoric, and sections of the statement and fluent in the multiplication and
spread throughout it, There is only long meditation and surfing a lot, I saw
that I work in my book that includes all what he needs in the workmanship of
speech scattered and organized »(1).
__________
(1)
The book of the two industries:.
The
other reasons are his knowledge of the value of the science of the industry of
speech, and felt strongly the need for it, and scientists confused and confused
in Ramoa, and then a few books classified in it, Which was the largest and most
famous book of statement and clarification of Abu Osman Amr ibn Bahr al-Jahz.
He
stated that he did not compose his book in the manner of speakers, but rather
wrote it in the manner of speech-makers, poets and writers.
The
author of the book of the two industries believes that the author has suffered
in almost all three categories of rhetoric: the meanings and the statement and
the bounty, but the study of each science does not come in a particular place
of the book, but comes in folds and multiplication according to the
requirements of the curriculum drawn by Abu Hilal for himself in his
composition.
As
we present here briefly the history of the statement and its development until
it became a stand-alone science, what concerns us from the book of the two
industries is to know what is stated in the topics of the science of the
statement and the author's method of dealing with them. These subjects are
metaphor, metaphor and metaphor.
Abu
Hilal held the analogy in his book Baba (1) of two chapters, speaking in the
first of the analogy, and the different aspects of the analogy, and the tools
of analogy, and the way in the metaphor, and the output of what is not known to
the familiar to what is known, His power, and likeness of what he sees with
what is perceived by thought, and strange analogy and his beauty and his
beauty, and the honor of the metaphor and its location of rhetoric.
In
the second chapter he spoke about the ugliness of analogy and its
disadvantages, such as the error of analogy, the bad analogy, the bad metaphor,
the far-off metaphor, and the false analogy.
As
for metaphor, it has a chapter (2) in which he spoke about: metaphor and
metaphor, the purpose of borrowing, misguided misfortune and its impact, and
the metaphorical metaphor for the truth. All metaphors and metaphors must be
true. , And borrowing in the words of the Arabs and the Prophet and companions
and the Arabs, and borrowing in the poems of applicants, and in the words of
the modern.
Abu
Hilal counted the kuna in the arts of Budaiya, and held a chapter in which he
knew it and mentioned examples of good and defective ones, although it is the
study of the science of the statement, not important to any science of rhetoric
attributed, but the important that he mentioned in his book.
__________
(1)
The Book of Industries: pp. 238-259.
(2)
The Book of Industries: pp. 268 - 288.
His
method of dealing with these graphic topics is not the way of the world of
eloquence concerning its minutes and details, but rather a way of mixing
rhetoric with literature and criticism. If the reader is in a mix of himself,
he is drawn to the pursuit of more mental and moral pleasure.
...
And
after we have realized from the folds of our historical presentation of the
statement since the inception of the research so far how it evolved over the
ages, and how the efforts of researchers gradually integrated the disclosure of
its origins of analogy, truth, metaphor, metaphor and metaphor, and how the
features of these assets are seen and follow one after the other.
This
was the case until Abdul Qahir al-Jarjani appeared in the fifth century AH, and
he took the fruits of these efforts and took them as a material used in the
development of the theory of statement.
Abdul
Qahir Al-Jarjani:
Is
Abu Bakr Abdul Qahir bin Abdul Rahman Al-Jarjani Imam grammar and one of the
scholars of speech on the doctrine of Ashayra. He was born and lived in Jorjan
and did not leave until he died in 471 AH. He has works in the field of
grammar, interpretation and presentation, and the miracles of the Qur'an,
interpretation and eloquence, but he is best known for his book "Secrets
of Allegation" In it the theory of meanings.
This
is why he is truly the author of the foundations of the Arab rhetoric and the
master of its elements, and the explanation of their problems, which in his
approach followed by the authors, and completed the structure that laid the
foundations.
It
is strange that weakness began to lead to language in the fifth century and is
at the height of renaissance, and was the first disease of pain in this era is
to stand at the phenomena of laws of grammar, the meaning of individual words
and complex sentences, and now
0 Response to " نشأة علم البيان وتطوّره : كتاب الصناعتين و عبد القاهر الجرجاني"
Post a Comment