ومن أهم الخصائص المميزة النمو المعرفي One of the most important characteristics is cognitive growth
Tuesday, July 24, 2018
ومن أهم الخصائص المميزة
لهذه المرحلة ما يلي:
1-
الانعكاسية Reversibility: إن الطفل في مرحلة ما
قبل العمليات الإجرائية لا يستطيع أن يلمس مفهوم الانعكاسية, ويعتبر بياجيه
الانعكاسية عملية عقلية يدرك فيها الشخص أنَّ الأشياء يمكن أن تتحوَّل من شكل إلى
آخر, وتعود إلى شكل سابق، أو بلغة المعادلات: 6 + 3=9، و9 - 3= 6. إن المسائل العديدة
لثبات الخواص كما وضعها بياجيه وزملاؤه تبسط المفهوم المعرفي. والشكل
"77" يوضح مسألة ثبات خواص السوائل conservation
of liquids, ويُسأل الأطفال: "أيّ الكأسين به ماء
أكثر من الآخر، هل هو الطويل أم الأقصر؟ " أو "هل بهما نفس كمية الماء؟
", وفي أثناء المرحلة، قبل العمليات الإجرائية، يختار الأطفال عادة الكأس
الطويل أو الكأس القصير؛ لأنه أوسع, "والواقع أنهم يختارون الكأس الطويل؛
لأنهم يقرنون بين الطويل والكمية". وإذا قدم الطفل ثبات خواص السوائل
أ- يصب ماء من أحد الكأسين
في مخبار طويل "أو طبق مسطح", ويطلب من الطفل أن يذكر ما إذا كان كل من
الإناءين يحتوي على نفس القدر من الماء.
ب- كأسان من الزجاج بهما ماء
بارتفاع واحد, ويلاحظ الطفل أنهما متساويان.
استجابة غير صحيحة, أو قدَّم
تفسيرًا غير صحيح لاختياره أحد الكأسين، فإن القائم بالتجربة يأخذ عندئذ الماء من
الكأس الطويل ويصبه في الكأس الصغير, ويمكن بعد ذلك السماح للطفل بصب الماء من
الكأس القصير في الكأس الطويل, ويلاحظ أن الكأس الطويل أصبح الآن مملوءًا إلى
حافَّته. وعادة يعلق الطفل على ذلك بأنَّ الكأس الطويل مملوء, أو أن الكأس القصير
مملوء, وبعد إجراء هذه العملية يطلب من الطفل ثانيةً أن يوضِّح أي الكأسين به ماء
أكثر, وأن نفسِّر أسباب اختياره, ورغم أنهم في الحقيقة قد أجروا العمليات الحركية،
فإن أطفال مرحلة ما قبل العمليات الإجرائية يصرّون على ذكر أن الكأس الأطول
"الأقصر" به ماء أكثر, وعند تفسير سلوكهم هذا يركِّزون على طول أو اتساع
الكأس على أنه السبب في أن أحد الكأسين به ماء أكثر من الآخر. وواضح أن الطفل لكي
يقدم الاستجابة الصحيحة، يجب أن يعرف أنه لم يضف أو يسحب ماء في أثناء عمليات صب
الماء من كأس إلى آخر. وثانية: يجب أن يدرك الطفل أن زيادة اتساع أحد الكأسين
يعوّض زيادة الطول في الكأس الآخر. وهنا نجد لدينا سمتين هامتين من سمات العمليات
العقلية لمفهوم الانعكاسية, وتوضحه حقيقة أن صب الماء من كأس إلى آخر يعادل صب
الماء في الاتجاه المضاد. وثانية: فإن الطفل يجب أن يلاحظ بُعْدَيْن في وقت واحد،
الارتفاع والاتساع، ويجب أن نفهم أنهما يتغيران معًا في علاقة ثابتة. وإذا فشل
الطفل في حل هذه المسألة فإنه ينحصر في سمة تصورية واحدة للمادة المثيرة, سواءً
طول الكأس أو اتساعه. إن ظاهرة الانتباه لبُعْدٍ واحد فقط أو لخاصة واحدة، سبق أن
أشرنا إليه وهو يسمَّى بالتمركز.
وثمة اختيار آخر عن ثبات
الخواص, يوضع في كفتي ميزان كرتين من الصلصال "بنفس" الارتفاع, وذلك
لمعرفة ما إذا كان الطفل يفهم معنى كلمة "نفس", وبالعمل أمام الطفل،
يقوم القائم بالتجربة بإعادة تشكيل إحدى الكرتين إلى شكل آخر، كما في الشكل "77",
فإذا أخبر القائم بالتجربة الطفل إن الكرة الأطول قد تحولت إلى صاروخ، فإن طفل
المرحلة ما قبل العمليات يقول الآن: إن الكرة الأطول تزن أكثر؛ لأن الصوايخ تزن
أكثر, وإذا لم يعلق القائم بالتجربة على ما يمثله الشكل المستطيل لكتلة الصلصال،
فإن الطفل سيقول: إن الشكلين الصلصالين
ليسا سواء؛ لأن الصلصال الذي
يغير شكله أصبح الآن أطول وبالتالي أكبر، أو أنَّ الكرة المستديرة أطول ولذلك فهي
أكبر، وبعد أن يعاد تشكيل كتلة الصلصال المستطيلة إلى شكلها الكروي الأول، يقول
الطفل: إنَّ كلًّا من الكرتين تحتوي على نفس كمية الصلصال.
أ- يقدم القائم بالتجربة
كرتين متساويتين من الصلصال, ويقر الطفل بأن الكرتين بهما نفس الكمية.
ب- تبرم إحدى الكرتين ويسأل
الطفل ما إذا كانا لا يزالان يحتويان على نفس الكمية.
2-
التركيز centration:
في كلا المثالين عن ثبات
الخواص، أخذ الأطفال بخاصية إدراكية للمثيرات، وهي ظاهرة أسميناها بالتركيز, وقد
توضح التركيز في دراسة تصورية قام بريان وبورسما bryan
& boersma "1971" الذي سجَّل حركات
العينين وتثبيتهما للأطفال القائمين بمهمة ثبات خواص السوائل. وكان أفراد التجربة
من أطفال صغار وأطفال أكبر. كان الأطفال الصغار أكثر احتمالًا بالانحصار في سمة
إدراكية أو أخرى للاختبار، ولذلك لم يتمكَّنوا من حل المسألة حلًّا صحيحًا, وكان
الاحتمال أكثر في أنَّ أطفال المجموعة الأكبر سنًّا يستطيعون حل اختبار ثبات
الخواص. وقد وجد القائمون بالتجربة أن الأطفال الذين ذكروا أن الكأس الأطول يحتوي
على كمية أكبر من المال يميلون إلى تنظيم تثبيتات بصرهم المتتابعة على المحور
الرأسي "بُعْد الطول"، في حين أن الأطفال الذين فهموا انعكاسية الاختبار
ثبَّتوا أعينهم على كلا البعدين.
وبإعداد اختبارات لتقييم
قدرة الأطفال على إدماج الأجزاء المميزة في الكل، قام الكيند elking "1969" بإجراء فحص مكثَّف
للتركيز وعدم التركيز كأمثلة على التكامل الإدراكي والمعرفي.
والشكل "79" يوضح
الأدوات المستخدمة في اختيار تكامل الصورة "pit"
picture intergration test. لاحظ أنَّ الطفل يستطيع
أن يسمي الأجزاء المنفصلة أو يدمجها في صورة كاملة، أو كلا الأداءين. ومن السمات
الهامَّة للسلوك التكاملي "الإدماجي" عمل تصنيفات متعددة وتنسيق الأجزاء
إلى كل. وتدل معطيات الكنيد Elkind على أن أطفال مرحلة ما
قبل العمليات أقل احتمالًا لعرض سلوكيات تكاملية من الأطفال الأكبر سنًّا,
والأطفال الأصغر أكثر احتمالًا لتسمية الأشياء الفردية بدلًا من رؤية النموذج
التصوري كوحدة كاملة.
3-
التمركز حول الذات Egocentricity:
من سلوكيات مرحلة ما قبل
العمليات الإجرائية التي لاقت اهتمامًا كبيرًا سلوك الطبيعة الأنانية, أو التمركز
حول الذات لتصورات الأطفال للعالم. وبالتحديد فإن الأطفال في مرحلة النمو هذه لا
يستطيعون النظر من وجهة نظر الآخرين, وهذا المظهر من الإجراءات العقلية للطفل يشبه
تحويل الطفل لمكعب إلى دبابة أو طائرة، ثم لا يفهم لماذا لا يفهم أحد سلوكه
وتلفظاته.
ويمكن تقديم أمثلة أخرى على
التمركز حول الذات في تفكر الأطفال, ويصف بياجيه "1955" طرح الأطفال
للأسئلة في مرحلة ما قبل العمليات الإجرائية بأنه يعكس التمركز حول الذات بصورة
أساسية. وعلى ذلك, فعندما يسأل الأطفال في هذه السن: "لماذا تمطر السماء؟
" فإن الأكثر احتمالًا أنهم يسألون: "لماذا هي تمطر, بينما أنا أريد أن
أخرج لألعب؟ " أكثر من السؤال عن السبب المادي للمطر. والأسئلة المميزة التي
يطرحها الأطفال في هذه السن تبدأ بحرف الاستفهام "لماذا؟ " وهي غالبًا
طلبات إيضاح لأحداث طبيعية مثل: الرياح والمطر "myers
& shane" 1973"، ومعظم مثل هذه
الأسئلة عندما يطرحها الأطفال تبرز استجابات غير منطقية تفرض مثلًا أن الرياح
والمطر أشياء حية. إن إسناد الحياة لأشياء غير حية، ويسمَّى بالإحيائية animism، هو من الأسئلة والأجوبة
للطفل في مرحلة ما قبل العمليات الإجرائية. "من أين تأتي الرياح؟ "،
"هل السحب حية؟ " "أين تذهب الرياح عندما يهدأ الجد؟ " أمثلة
لنوع التفكير الذي تتضمَّنه هذه المرحلة, ويقدّم بياجيه أربعة مراحل للإحيائية:
1-
الأطفال بين الرابعة والسادسة يفكرون "يظنون" أن كل شيء حي.
2-
الأطفال بين السادسة والسابعة يعتبرون أن الأشياء التي تتحرك حية.
3-
الأطفال بين الثامنة والعاشرة يعتبرون أن كل شيء يتحرّك من تلقاء نفسه حي.
4-
الأطفال في الحادية عشرة وما بعدها يسندون الحياة للحيوانات والنباتات فقط.
والسلوك الإدراكي للطفل في
مرحلة ما قبل العمليات الإجرائية يبدو عادةً بمظهر الحذق الناضج, غير أن الأطفال
عندما يسألون بحذر أو تعرض عليهم سائل تولد صراعًا بين الاستجابات التصورية
والإدراكية, فإن مستوى استجاباتهم غير الناضج يصبح واضحًا, ومثل هذا الصراع هو
المسئول عن المزيد من النمو المعرفي.
وحديثًا، أثارت بورك Borke "1973" مسألة ما إذا كان
الأطفال في هذه المرحلة من العمر لا يستطيعون فعلًا فهم مشاعر الآخرين, وتدل
معطياتها على أنَّ الأطفال في سن الرابعة يستطيعون تمييز الاستجابات السعيدة في
الأطفال الآخرين, وفيما بين الرابعة والسابعة يصبحون أكثر كفاءة في تمييز الخوف
والحزن والغضب, وهناك بعض الاختلاف في الرأي حول النتائج التي توصّل إليها بورك bork, فنجد أن شالندر
وجرينسبان chandler & greenspan مثلًا "1972"
يريان أن المعطيات بدلًا من أن تدل على قدرة تأكيدية، تدل على أنَّ الإجراءات
النفسية التي تضمنتها أكثر شبهًا بالتعيين identification؛ حيث يعزو الفرد مشاعره بشكل دقيق إلى استجابة شخص آخر. وإذا كان
شاندلر وجرينسبان مصيبان فإن تفسيرهما يكون أكثر انطباقًا على التمركُز حول الذات
التي وجدها بياجيه, ويظل هذا الموضوع مفتقرًا إلى الوضوح, ويتطلَّب إمعانًا أكثر
تحديدًا.
لقد طرقنا ثلاث مظاهر فقط من
الإجراءات العقلية في الفترة المبكرة من مرحلة ما قبل العمليات الإجرائية.
4-
الانتقال transiton:
الجزء الثاني من المرحلة قبل
الإجرائية يسمَّى المرحلة الحدسية intuitive phase, وفيها يبدأ سلوك الطفل في إظهار علامات على الذكاء التكيفي adaptive intelligence لا بقولة فلافيل flavell س"1963
صـ162-163".
"أولًا: يصبح الطفل
أكثر قابلية للاختبار في التجارب الشكلية من سن 4 أو 5 سنوات وما بعدها, وهو أكثر
قدرة على مواجهة اختبار محدَّد, وعلى تطبيق الذكاء التكيفي بدلًا من مجرَّد تشبيه
هذا الاختبار بموجز شكلي أناني, أو مخطط عقلي متمركزًا حول الذات، وليس من قبيل
الصدق أن الحد الأدنى للسن في معظم تجارب بياجيه هو 4 سنوات، ولا يقتصر الأمر على
قابلية الطفل للاختبار في حد ذاته في أواخر مرحلة ما قبل العمليات الإجرائية،
ولكنه يصبح أيضًا قادرًا على التفكير في مسائل تجريبية تزداد تعقيدًا واتساعًا في
استعراضات الموقف الاختباري".
إن الطفل الحدسي يمر بمرحلة
انتقالية تتجه نحو إجراءات ملموسة. وكما هو الحال بالنسبة لكل المراحل الانتقالية،
فإن الأطفال يظهرون أحيانًا سلوكيات غير ناضجة في بعض المجالات، ومع أن الأطفال في
المرحلة الحدسية يظهرون نموًّا كبيرًا في نوعية إجراءاتهم العقلية، فإن هذه
الإجراءات ما تزال محدودة. إن الأطفال يظلون غير قادرين على مواجهة أكثر من بعد
واحد, ولذلك فهم يعجزون عن مواجهة واجبات التصنيف المتعددة, علاوة على ذلك فإنَّهم
لا يملكون بعد إدراكًا للانعكاسية.
ثالثًا: مرحلة العمليات
المحسوسة "7-11" concrete operations:
في أثناء مرحلة العمليات
المحسوسة، يحقق الطفل فهمًا لثبات خواص الكتلة، والوزن والحجم، ويسيطر على مجموعة
بالغة المرونة من الاستجابات لمواجهة المتطلبات البيئية. إن الإجراءات العقلية
للطفل تشتمل الآن على الانعكاسية، والقدرة على مواجهة أكثر من بعد واحد
"الارتفاع والاتساع مثلًا"، ومفهوم النوعية. كما أنه يحقق أيضًا القدرة
على ترتيب المثيرات تبعًا للطول, وبالتالي يستطيع أداء واجبات التسلسل derration. علاوة على ذلك، فإن
قدرة الطفل على استيعاب المزيد من الرموز التجريدية مما يدل على تقدّم ملحوظ.
وقرب نهاية مرحلة العمليات
المحسوسة، يصبح الطفل قادرًا على تناول مسائل الانتقالية Transitivity. وتتميز مرحلة العمليات المحسوسة بأنها الفترة التي يبدأ فيها
الأطفال بإظهار فهم ناضج للعالم, ويبدءون في إدراك أنَّ باستطاعتهم حل كثير من
المسائل باستخدام التفكير المنطقي وعن طريق القياسات, ويقل اعتماد الطفل على
الصفات التصورية، ويزداد اعتماده على المفاهيم الرمزية.
ومن أهم خصائص هذه المرحلة
العمليات التالية:
1-
التصنيف المتعدد multiple classification: هو أحد السلوكيات
الجديدة الهامَّة التي يحتاج الطفل إليها في مراحل العمليات المحسوسة.. ومن
الواجبات المثالية التي قد تتضمَّن مثيرات تتغير في الحجم "كبير، متوسط,
وصغير"، واللون "أحمر، أزرق، وأخضر، أو أسود، ورمادي، وأبيض"،
والشكل "منشور، وكرة, ومكعب": ويطلب من الأطفال تجميع الأشياء تبعًا لتوافقها
بعضها مع بعض. يمكن أن يجمعوا المثيرات تبعًا لأي من أبعاد المثير أو خواصه:
اللون, الشكل، أو الحجم، وبعد فرز المثيرات أول مرة يعاد ترتيبها, ويطلب من
الأطفال فرزها بطريقة أخرى، والأطفال في الجزء الأخير من مرحلة ما قبل العمليات
يقومون عادة بفرز المثيرات تبعًا للشكل، والقليل منهم من يفرزها تبعًا للون،
والأقل بعد ذلك من يفرزها تبعًا للحجم. ومن المفيد أن نلاحظ أن الشكل يميل لأن
يكون أكثر الأبعاد بروزًا بالنسبة للأطفال, ولكن إذا ما سألنا الأطفال أن يصنِّفوا
المثيرات تبعًا لأكثر من بُعْدٍ واحد، فهم عادة يعجزون عن ذلك. إن الأطفال في
مرحلة العمليات المحسوسة لا يجدون صعوبة تذكر في إجراء التصنيفات على أساس بعد
واحد، ومعظمهم يقومون تلقائيًّا بإجراء التصنيف على بعدين، مثال ذلك: كل المثيرات
الخضراء الكبيرة، والمثيرات الحمراء المتوسطة الحجم، والمثيرات الزرقاء الصغيرة،
كما أن الأطفال يمكنهم بقليل من الصعوبة إجراء التصنيف باستخدام الأبعاد الثلاثة
في وقت واحد.
2- البعدية
distancing: يوضح الشكل
"81" نوعًا آخر من مسائل التصنيف. فاختبار وضع المثيرات الذي أعدَّه
إرفنج وسيجل irving & sigel "1968" كان اهتمامه
بالطريقة التي يتَّسق بها الأطفال المثيرات, وكذلك باختيار مفهومهم للافتراض
البعدي، وبموجبه يمكن تمثيل الواقع عن بعد من المسند إليه. والبعدية مظهر للقدرة
على الاستجابة الصحيحة للتمثيل الخارجي, والاستجابة من واقع الموجزات الشكلية
"المخططات العقلية". لاحظ أنَّ كل الأشياء في هذه المجموعة كلها مألوفة,
والواقع أن الدراسة التي قام بها سيجل sigel, وتلك التي أجراها ماير meyer "1972" أظهرتا أن الأطفال استطاعوا تسمية كل الأشياء. ويتكوَّن
الاختبار من أخذ أحد الأشياء من المجموعة، وعرضه على الطفل، ثم يُطْلَب منه العثور
على أشياء أخرى من المجموعة من نفس النوع. وبعد أن يجري الطفل اختباراته يطلب منه
أن يفسِّر وجه التشابه بين الأشياء المختارة, وتسجيل السلوك يتضمَّن تصنيفات عدة:
الخواص الإدراكية "الشكل، اللون، أو التكوين"؛ الخواص الوظيفية
"الكتابة بالقلم على الدفتر؛ الخواص التجمعية "أنت تشعل اللفافة
بالثقاب، وفي أثناء التدخين تشرب قدحًا من القهوة"؛
بطاقات التصنيف "وهي كل
اللعب" ومرتبة قرينية "حدوث الأشياء في نفس المكان". وهناك مرتبة
لا يوجد تسجيل للدرجات فيها اشتملت على تفسيرات لا تناسب أي من المراتب الأخرى.
وتوضح نتائج الدراسات عدة
فروق بين مرحلة ما قبل العمليات ومرحلة العمليات المحسوسة, فقد كان أطفال تجربة
ماير meyer من الطبقة المتوسطة في
سن ما قبل المدرسة, وقد تَمَّ اختبارهم في مناسبتين: عندما كان سنهم 4 سنوات
وشهرين, ثم 4 سنوات وتسعة شهور. وكان الأطفال على مستوى قدرة ذكاء عالية. وتدل
نتائج التصنيف في المرتبة التي لا تسجيل للدرجات فيها على أنَّ حوالي 51 % من
استجابات الأطفال على الاختبار الأول, ولكن 20% فقط من استجاباتهم على الاختبار
الثاني, كانت غير صالحة لتسجيل نقط أو درجات, وبعبارة أخرى: فإن الأطفال قد تغيروا
كثيرًا في فترة الشهور التسعة فقط, والسبب في ارتفاع نسبة عدم تسجيل الدرجات على
الاختبار الأول هو أنَّ استجابات الأطفال لم تكن ذات معنى، أي: إنهم غالبًا كانوا
غير قادرين على الانتباه إلى خواص المثيرات. وهذا من خصائص الأطفال في المرحلة قبل
الإجرائية. أمَّا العدد المنخفض للاستجابات التي تحرز درجات قبل سن الخامسة, فإنها
تعكس حقيقة أن هؤلاء الأطفال كانوا متسارعين عقليًّا؛ وقدرتهم على مواجهة الاختبار
في سن 4 سنوات و11 شهرًا لا تعني بأيِّ حالٍ أيَّ تحدٍّ للمفاهيم النظرية. والواقع
أننا عندما نحلل الأساس الذي بنى عليه هؤلاء الأطفال تصنيفاتهم، نجد أنه يتفق ورأي
بياجيه اتفاقًا سليمًا. مثال ذلك: إن معظم الاستجابات التي أحرزت نقطًا
"درجات" في الاختبار الأول, كان تقريبا في المرتبة الحسية, ومعظم عمليات
تحديد التصنيفات تَمَّت على أساس الشكل أو اللون, وليس على خاصة أخرى أكثر تجريدًا
للمثيرات. مثال ذلك: إن المرتبة التالية الأكثر صعوبة ستكون هي الأساس الأدائي
للتصنيف, وقد انطبق ذلك على 4% فقط من الاستجابات في الاختبار الأول, ولم تستخدم
هذه النسبة من الأطفال أيًّا من المراتب الأخرى.
وفي دراسة متابعة لنحو 80%
من هذه العينة بعد سنتين، استطاع الأطفال أداء هذا الواجب بسهولة كبيرة، وفي سن
الثامنة كانوا يقدّمون بطاقات التصنيف، تصنيف يجري عند انتقائهم للمثيرات. وهذه
النتائج تتفق تمامًا مع واجب آخر
صمَّمه سيجل sigel, ويدل على أنَّ الأساس
في التصنيف يبدأ من خاصة إدراكية واحدة، إلى خواص إدراكية متعددة، إلى تصويرية
متزايدة في التجريد.
وثَمَّة مظهر آخر هام لهذه
الدراسة, وهو الطريقة التي اقترحها سيجل sigel لتقييم الكفاءة التمثيلية representational
competence. عرضت مجموعة المثيرات الواردة بالشكل
"81" على الأطفال باستخدام الأشياء الفعلية أو صور ملونة لها بالحجم
الطبيعي, وفي الدراسة التي أجراها ماير meyer عرض على نصف الأطفال الأشياء الفعلية أولًا, ثم التمثيلات الصورية
لها ثانية، في حين عرضت نفس المثيرات على النصف الآخر بترتيب عكسي، وطبقًا
للافتراض البعدي لسيجل sigel، كان المفروض أن يجد
الأطفال الأصغر صعوبة أكبر في ترتيب مراتب الصور "التمثيلات" من الأشياء
نفسها, وهذا في الواقع هو ما حدث فعلًا, فكان مؤيدًا ليس فقط لافتراض البعدية,
ولكن للتنبؤ بأن الأطفال يستطيعون مواجهة سمات تمثيلية للمثير تتزايد تجريدًا.
3-
تضمين النوع Class inclusion: نوع ثالث من وسائل
التصنيف يسمَّى اختبار تضمين النوع، وفي هذا الاختبار يعرض القائم بالتجربة صورًا
لثلاثة رجال وامرأتين, ويطلب من الأطفال أن يذكروا عدد الرجال، ثم عدد الأشخاص،
وأخيرًا ما إذا كان هناك رجلًا أكثر من الناس، ويمكن تشكيل أي عدد من التشكيلات من
هذا الاختبار، ولكن الفكرة الأساسية هي تقديم اختبار يتضمَّن مرتبة متميزة
ومرتبتين أو أكثر ثانويتين، ثم نحدِّد هل يستطيع الأطفال التمييز بين النوعين. إن
طفل مرحلة ما قبل العمليات يحتمل أن يقول: إنه يوجد 3 رجال و5 أشخاص، ولكن هناك من
الرجال أكثر مما يوجد من الناس "على كل حال فكلنا نملك الانعكاسية".
والطفل في مرحلة العمليات الملموسة "المحسوسة" يمكن أن يفهم إسهامات
الخواص: رجال ونساء، التي تكوّن المرتبة المتميزة من الناس, على ذلك فالأطفال في
فترة العمليات المحسوسة يمكنهم حلّ المسائل التي تتضمَّن الجنس, وهي مسائل لها
أهمية غير عادية في تحديد تكوين العالم.
4- التسلسل
والانتقالية Serration & Transitivity: في واجب التسلسل يعرض
على الطفل عصيّ في ترتيب عشوائي, ويطلب منه أن يصنع منها درجات، فطفل مرحلة ما قبل
العمليات يحتمل أن يركز على علاقة واحدة فقط داخل الترتيب العام للأحجام, ويتجاهل
النواحي الأخرى للاختبار، وبذلك يكون ترتيبًا عشوائيًّا إلى حدٍّ ما. والطفل لا
يستطيع أن يفهم مدلول تدرج العصي في سلسلة متصلة إلّا عندما يصل إلى مرحلة
العمليات الملموسة المحسوسة. وبالمصادفة فإن هذا الاختبار يتضمَّن مسألة أخرى
يستطيع طفل العمليات المحسوسة أن يحلّها, وهو اختبار على شيء من الصعوبة يعرف باسم
الانتقالية؛ فالمسألة اللفظية في الانتقالية هي: "إذا كان زيد أطول من عمرو،
وعمرو أطول من طارق، فإيهم أطول: زيد أم طارق؟ والفرق بين هذه المسألة ومسألة
التسلسل هو أنَّ الأولى أيضًا تتطلَّب تحولًا عقليًّا للمعنى "أكبر من"
و"أصغر من" كأساس لترتيب المثيرات.
رابعًا: مرحلة الإجراءات أو
العمليات الشكلية 11 + formal poerations:
في مرحلة الإجراءات الشكلية
يستطيع الطفل أن يستخدم بسهولة تفكيرًا وتصورًا عقليًّا تجريديين, ويطور القدرة
على الاختبار المنهجي للافتراضات، وافتراض بياجيه يبدو طبيعيًّا بسبب استخدامه
للحساب والمنطق كأساسٍ يقوم عليه النمو المعرفي، مع اعتبار أنَّ التفكير
الاستدلالي هو المستوى النهائي للتفكير المنطقي, ويتميز تفكير المراهق في هذه
المرحلة بالعديد من الصفات, أهمها:
1-
الحرية والمرونة في التفكير:
إذ يستطيع المراهق أن يفكِّر
في الأمور المختلفة مستخدمًا الرموز المجرَّدة, ويتحرر في تفكيره من معوقات الزمان
والمكان، فيحلق بتفكيره في الفضاء, ويمكنه أن يجوب أنحاء العالم، ويجد متعة في
المفاهيم التي لم يمر بخبرة واقعية تتعلق بها, مثل مفهوم اللانهائي inanity، فهو حر في التنقل بين
أفكاره بمرونة.
2-
التحكُّم أو الضبط Control:
يتطلَّب التفكير الشكلي
تحكُّمًا دقيقًا لما يقوم به الفرد من نشاط عقلي, فعند تعامل المراهق مع مشكلة ما
فإنه يضع كل المقدمات التطبيقية في اعتباره، وينظّم المعلومات ويربطها بكل جوانب
هذا الموقف قبل أن يصل إلى نتيجة.
3-
تفسير الظواهر وتعليلها:
فمعنى أن المراهق يقوم بربط
الظاهرة وأجزائها بالظواهر الأخرى، ثم يبيِّن العلاقة بين هذه الظاهرة والظاهرات
الأخرى، وقد يستخدم عدة مفاهيم في ذلك، كما أنه يستطيع أن يستنبط القانون العام
الذي يفسِّر الظاهرة.
4-
التفكير في الاحتمالات ووضعها في الاعتبار:
فالمراهق يهتم بما هو محتمل,
أي: بما يمكن أن يكون بالإضافة إلى ما هو كائن، ويستخدم نسقًا يمكنه من اكتشاف
طريقة كل التركيبات والعلاقات المحتملة، ثم يتأكَّد من أنه قد وجد هذه التركيبات
والعلاقات جميعًا. "عادل عبد الله: 1991، 83-86".
وقد أثير سؤال عمَّا إذا
كانت الناس كلهم يحققون إجراءات شكلية، بل وهل هذه الإجراءات ضرورية فعلًا لكل
الناس؟ وهناك أيضًا بعض التساؤل عمَّا إذا كانت الإجراءات الشكلية تمثل ذروة النمو
التي لا يمكن للكائنات البشرية أن تتجاوزها.
وقد اقترح بياجيه
"1972" أن هذه المرحلة قد تكون قاصرة على الأشخاص الذين تتطلَّب أنشطتهم
العقلية تفكيرًا منطقيًّا، مثل الرياضيين والفيزيائيين, وقد فحص بياجيه pieget "1973" هذا الاقتراح على
ضوء التفاعل المتبادل بين الفرد وبيئته "المجتمع بالمعنى العريض"،
واستخلص أن بلوغ الإجراءات الشكلية ليس بالضرورة هو نقطة النهاية, غير أنه يقترح
أن الفرد إذا واجه متطلبات تحتاج تفكيرًا استدلاليًّا منطقيًّا، فإنه يستطيع تنمية
القدرة على مواجهتها.
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
The
most important characteristics of this stage include :
Reversibility:
A child in the pre-procedural stage can not touch the concept of reflexivity.
Piaget considers reflexivity a mental process in which a person realizes that
objects can be transformed from one form to another and revert to a previous
form or in the language of equations: 6 + 3 = 9, and 9-3 = 6. The many
questions of characterization as developed by Piaget and his colleagues
simplify the concept of knowledge. Figure 77 illustrates the stability of
liquids, and asks children, "Which water has more water than the other, is
it longer or shorter?" Or "Does it have the same amount of
water?" During the stage, before the procedural processes, Children usually
choose the long cup or short cup because it is wider. "In fact, they
choose the long cup; If the child is presented
Stability
of fluid properties
A
water is poured from one of the two cups in a long tester or a flat plate, and
the child is asked to state whether the two vessels contain the same amount of
water.
Two
cups of glass with water at one height, and the child notes that they are
equal.
The
experimenter then takes water from the long cup and pours it into the small
cup. The child can then be allowed to pour water from the short cup into the
long cup. The long cup is now filled to the edge of the cup. . The child is
usually told that the long cup is full, or that the short cup is full. After
this procedure, the child is asked to explain which water is better, explain
the reasons for his choice, and although they actually performed the motor,
Before the procedural procedures insist that the taller "Luxor" cup
has more water, and when explaining their behavior, they focus on the length or
breadth of the cup as the reason that one of the cups has more water than the
other. It is clear that in order to provide the correct response, the child
must know that he has not added or drawn water during the pouring of water from
one cup to another. Second, the child must realize that increasing the breadth
of one of the cups makes up for the increase in length in the other cup. Here
we find two important features of the mental processes of the concept of
reflectivity, illustrated by the fact that pouring water from one cup to
another is equivalent to pouring water in the opposite direction. Second, the
child must observe two dimensions at once, height and breadth, and must
understand that they are changing together in a constant relationship. If the
child fails to solve this issue, it is confined to one conceptual
characteristic of the erotic material, whether the length of the cup or its
width. The phenomenon of attention to one dimension only or one particular, we
have already referred to it is called concentration.
Another
choice is to fix the properties of the two scales of the clay with the same
height. To see if the child understands the meaning of the word
"nefesh", and by working in front of the child, the experimenter
re-shapes one of the cards to another, "77". If the experimenter
tells the child that the longer ball has been turned into a rocket, the
pre-operative child now says: The longer ball weighs more because the weighs
weigh more. If the experimenter does not comment on what the rectangular shape
of the clay mass represents, The child will say: The two forms clay
Not
because the clay that changes its shape is now longer and therefore larger, or
that the round ball is longer and therefore larger. After the rectangular clay
mass is re-shaped into its first spherical shape, the child says: Both cards
contain the same amount of clay.
(A)
The experimenter shall provide two equal balls of clay, and the child shall
acknowledge that the two cards have the same quantity.
B.
One of the cards is concluded and the child is asked whether they still contain
the same quantity.
Concentration:
In
both examples of intrinsic persistence, children have a cognitive property of
stimuli, a phenomenon we have called focus. The focus may be shown in a
conceptual study by Bryan & Boersma (1971), which recorded eye movements
and stabilizing the children on the mission with fluid properties. The
experiment members were young children and larger children. Young children were
more likely to be confined to one cognitive or other trait, so they could not
solve the problem correctly, and the older group was more likely to solve the
probabilistic test. Experimenters found that children who reported that the
longer cup had more money tend to regulate their successive fixations on the
vertical axis "after height", while the children who understood the
reflex of the test fixed their eyes on both dimensions.
In
preparing tests to assess children's ability to integrate distinct parts in the
whole, Elking (1969) undertook an intensive examination of concentration and
lack of focus as examples of cognitive and cognitive integration.
Figure
79 shows the tools used to select the image integration "pit" picture
intergration test. Note that the child can call the separate parts or integrate
them into a complete picture, or both. An important feature of
"integrative" integrated behavior is the work of multiple classifications
and the coordination of parts to each. Elkind's data indicates that
pre-operative children are less likely to exhibit complementary behaviors than
older children, and younger children are more likely to name individual objects
than to see the conceptual model as a whole.
Self-centeredness
Egocentricity:
Of
pre-procedural behaviors that have attracted great attention to the behavior of
selfish nature, or self-centeredness of children's perceptions of the world.
Specifically, children in this stage of development can not look from the
perspective of others, and this aspect of the mental processes of the