بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

المساواة في البلاغة ، حد المساوة و أمثلة المساوة

المساواة في البلاغة ، حد المساوة و أمثلة المساوة

المساواة هي إحدى الطرق الثلاث التي يلجأ إليها البليغ للتعبير عن كل ما يجول بنفسه من خواطر وأفكار. فالبليغ على حسب مقتضيات الأحوال والمقامات قد يسلك في أداء معانيه تارة طريق الإيجاز، وتارة طريق الإطناب، وتارة طريقا وسطا بين بين، هو طريق المساواة.
وإذا كان الإيجاز هو التعبير عن المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة مع الإبانة والإفصاح، وإذا كان الإطناب هو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، فإن المساواة هي أن تكون المعاني بقدر الألفاظ والألفاظ بقدر المعاني، لا يزيد بعضها على بعض.

فالمساواة، كما يقول أبو هلال العسكري، هي المذهب المتوسط بين الإيجاز والإطناب، وإليه أشار القائل بقوله: كأن ألفاظه قوالب لمعانيه؛ أي لا يزيد بعضها على بعض (1).وقد عدّها ابن الأثير قسيم إيجاز القصر، وسماها «الإيجاز بالتقدير»، وعرفه بأنه الإيجاز الذي يمكن التعبير عن معناه بمثل ألفاظه وفي عدتها، أو هو ما ساوى لفظه معناه (2).

_________

(1) كتاب الصناعتين ص 179.
(2) المثل السائر ص 212.

ولكي نتبين حقيقة «المساواة» التي هي طريق وسط في التعبير بين الإيجاز والإطناب نورد فيما يلي بعض أمثلة لها ثم نعقب عليها.
1 - قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
2 - وقال تعالى: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ.
3 - وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور متشابهات».
4 - وقال شاعر:
أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ، ولكن ملء عين حبيبها
وما هجرتك النفس أنك عندها قليل، ولكن قل منك نصيبها
فإذا تأملنا هذه الأمثلة وجدنا الألفاظ فيها بقدر المعاني، وأننا لو حاولنا أن نزيد فيها لفظا لجاءت الزيادة لغير فائدة، أو أردنا إسقاط لفظ لكان ذلك إخلالا بالمعنى. فالألفاظ في كل مثال مساوية للمعاني، ولذلك يسمى أداء الكلام بهذه الطريقة «مساواة».
وفيما يلي طائفة منوعة من الأمثلة على «المساواة» تزيد في جلاء أمرها وتوضيح حقيقتها.
...

1 - قال تعالى: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ، فقوله: فَلَهُ ما سَلَفَ من جوامع الكلم، ومعناه أن خطاياه الماضية غفرت له وتاب الله عليه فيها، إلا أن قوله فَلَهُ ما سَلَفَ أبلغ، أي أن السالف من ذنوبه لا يكون عليه إنما هو له.
2 - وقال تعالى: مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ، فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ كلمة جامعة تغني عن ذكر ضروب من العذاب، لأن من أحاط به كفره
فقد أحاطت به كل خطيئة.
3 - وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا تزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنما والزكاة مغرما». فالألفاظ هنا مساوية للمعاني تمام المساواة، وكل زيادة أو نقص في ألفاظ الحديث إخلال بالمعنى.
4 - ومن حديث مطول يتضمن سؤال جبريل عن الإحسان قوله:
«ما الإحسان؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
فقوله: «تعبد الله كأنك تراه» من جوامع الكلم أيضا، لأنه ينوب مناب كلام كثير، كأنه قال: تعبد الله مخلصا في نيتك، واقفا عند أدب الطاعة من الخضوع والخشوع، آخذا أهبة الحذر وأشباه ذلك، لأن العبد إذا خدم مولاه ناظرا إليه استقصى في آداب الخدمة بكل ما يجد إليه السبيل وما ينتهي إليه الطوق.
5 - ومن أمثلة المساواة شعرا قول النابغة الذبياني:
وإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
6 - وقول الأعشى في اعتذاره إلى أوس بن لأم عن هجائه إياه:
وإني على ما كان مني لنادم وإني إلى أوس بن لأم لتائب
وإني إلى أوس ليقبل عذرتي ويصفح عني ما حييت لراغب
فهب لي حياتي فالحياة لقائم بشكرك فيها خير ما أنت واهب
سأمحو بمدحي فيك إذ أنا صادق كتاب هجاء سار إذ أنا كاذب
7 - ومن المساواة هذه الأبيات المشهورة:
ولما قضينا من منى كل حاجة ومسّح بالأركان من هو ماسح
وشدّت على دهم المطايا رحالنا ولم ينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح
8 - ومن هذا الضرب أيضا أبيات أبي نواس التالية في وصف آثار مجلس شراب والتي قال فيها الجاحظ: «لا أعرف شعرا يفضل هذه الأبيات»:
ودار ندامى عطلوها وأدلجوا بها أثر منهم: جديد ودارس
مساحب من جرّ الزقاق على الثرى وأضغاث ريحان جنيّ ويابس
حبست بها صحبي فجددت عهدهم وإني على أمثال هذا لحابس
تدار علينا الراح في عسجدية حبتها بأنواع التصاوير فارس
قرارتها كسرى وفي جنباتها مها تدريها بالقسي الفوارس (1)
فللراح ما زرت عليه جيوبهم وللماء ما دارت عليه القلانس
وفي البيت الأخير يريد أبو نواس أن يقول: إن حد الخمر من صور الفوارس المنقوشة على جنبات الكئوس تصل إلى ما زرت عليه جيوبهم، أي إلى التراقي والنحور، ثم زيد الماء فيها مزاجا فارتفع الشراب فيها وانتهى إلى ما دارت عليه القلانس، أي إلى ما فوق الرؤوس. وهكذا بهذا التعبير الرمزي يرينا الشاعر حد الراح أو الخمر صرفا من حدها ممزوجة في هذه الكئوس.
__________
(1) المها: الظباء والغزلان وبقر الوحش، والقسي: جمع مفرده القوس التي يرمى عنها، والفوارس تدري المها بالقسي: أي يختلونها ويحتالون لصيدها. وفي البيتين الأخيرين يصف أبو نواس كئوس شراب منقوشة بالصور، في قرارتها صورة كسرى، وفي جنباتها منظر صيد يطارد فيه الفوارس بقسيهم الظباء والغزلان ويحتالون لصيدها.
الكتاب: علم المعاني
المؤلف:عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الناشر:دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
المصدر : المكتبة الشاملة

The text below is a translation from google translate where it is possible to have many errors, please do not use this translation as a reference, and take a reference from the Arabic text above. thanks.

equality
Equality is one of the three ways that eloquent people use it to express their thoughts and ideas. The eloquence according to the requirements of conditions and positions may lead to the performance of the meanings of the road sometimes short, and sometimes the way of redundancy, and sometimes a middle way between, is the path of equality.
If brevity is to express the many meanings in the few words with the statement and the disclosure, and if the redundancy is to increase the word on the meaning of the benefit, the equality is that the meanings as much as words and words in terms of meanings, do not increase each other.
Equality, as Abu Hilal al-Askari says, is the middle doctrine between brevity and redundancy. To him, he pointed out that he said: "As if his words are templates of meaning, that is, no more than one another."
Ibn al-Atheer enumerated the minor's summary of the palace, and he called it a "summary of appreciation" and defined it as a briefness, the meaning of which can be expressed in terms of its words and in its number, or is equivalent to its meaning.
________
(1) The Book of Industries.
(2) The parable goes p.
In order to discern the truth of "equality", which is a middle way of expression between brevity and redundancy, we give a few examples and then follow them.
1 - The Almighty said: God commands justice and charity and the gift of the kin and forbids indecency and evil and evil preaches to you, you may remember.
2 - The Almighty said: And the evil deceit is not infected only with his family.
3 - The Messenger of Allah peace be upon him and his family and peace: «Halal between the prohibition between them and similar things».
4 - A poet said:
I will give you the glory of my heart, but the fullness of the eye of her lover
And what the soul has abandoned you, then you have ... a little, but you will have its share
If we look at these examples we found the words in terms of meanings, and that if we tried to increase the word increased the increase is not useful, or we wanted to drop the word was a breach in the sense. The expressions in each example are equal to meanings, so the performance of speech in this way is called "equality".
The following is a variety of examples of "equality" that are further clarified and clarified.


Related Post:




0 Response to "المساواة في البلاغة ، حد المساوة و أمثلة المساوة"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel