بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

تعريف لزوم ما لا يلزم الالتزام في علم البديع ، أمثلة لزوم ما لا يلزم الالتزام والبديع اللفطي

تعريف لزوم ما لا يلزم الالتزام في علم البديع ، أمثلة  لزوم ما لا يلزم الالتزام والبديع اللفطي

هذا النوع من البديع اللفظي سماه قوم «الالتزام» و «لزوم ما لا يلزم»، وقد عده ابن المعتز من محاسن الكلام ومثل له، وعرفه بأنه «إعنات الشاعر في القوافي وتكلفه من ذلك ما ليس له».

ومن أمثلته عنده قول الشاعر:
يقولون في البستان للعين لذة وفي الخمر والماء الذي غير آسن
فإن شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
وقد عرف القزويني لزوم ما لا يلزم بقوله: «هو أن يجيء قبل حرف الروي أو ما في معناه من الفاصلة ما ليس بلازم في السجع». ومعنى هذا أن يلتزم الناثر في نثره أو الناظم في نظمه بحرف قبل حرف الروي أو بأكثر من حرف بالنسبة إلى قدرته مع عدم التكلف.
ولزوم ما لا يلزم من فنون البديع اللفظي الذي يرد في النثر والنظم على السواء، وقد ورد في القرآن الكريم شيء منه إلا أنه يسير جدا.
فمن ذلك قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ وقوله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ وقوله تعالى: فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ وكالفاصلتين الأخيرتين من قوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ، وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ. وعلى هذا النحو قوله تعالى: قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ. قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ.
ومن أمثلته نثرا قول ابن الأثير في مستهل كتاب إلى بعض الإخوان:
«الخادم يهدي من دعائه وثنائه ما يسلك أحدهما سماء والآخر أرضا، ويصون أحدهما نفسا والآخر عرضا» فاللزوم هنا في الراء والضاد.
ومنه قول الحريري في المقامة الوبرية: «حكى الحارث بن همام، قال: ملت في ريّق زماني الذي غبر، إلى مجاورة أهل الوبر، لآخذ أخذ نفوسهم الأبية، وألسنتهم العربية، فأوطنوني أمنع جناب، وفلّوا عني حد كل ناب ...» (1).
ومنه قول بديع الزمان الهمذاني في مقامته الجاحظية التي ينقد فيها كلام الجاحظ على لسان عيسى بن هشام: «فهلموا إلى كلامه فهو بعيد الإشارات، قليل الاستعارات، قريب العبارات، منقاد لعريان الكلام يستعمله، نفور من معتاصه يهمله، فهل سمعتهم له لفظة مصنوعة أو كلمة مسموعة؟» (2). فمن كلام الحريري وبديع الزمان ما التزم فيه بحرف أو أكثر قبل حرف الروي.
ومن أمثلة لزوم ما لا يلزم في الشعر قول شاعر جاهلي:
عصاني قومي والرشاد الذي به أمرت ومن يعص المجرب يندم
فصبرا بني بكر على الموت إنني أرى عارضا ينهل بالموت والدم
فاللزوم هنا في الميم والدال.
ومنه قول أبي تمام:
خدم العلا فخدمته وهي التي لا تخدم إلا قوام ما لم تخدم
فإذا ارتقى في قلة من سودد قالت له الأخرى: بلغت تقدم
__________
(1) مقامات الحريري ص 196، وريق زماني: أوله، وغبر: مضى وتقدم، وأهل الوير: هم أهل البدو، لآخذ أخذ نفوسهم: لأقتدي بهم، وأوطنوني: أنزلوني وأحلوني، وفلوا:
كسروا.
(2) مقامات بديع الزمان ص 75، وعريان الكلام: ما لا يكسوه ثوب الصنعة، ومعتاص الكلام: ممتنعه مما تكثر فيه الصنعة فتبعده عن أذهان العامة.

وقوله أيضا:
ولو جربتني لوجدت خرقا يصافي الأكرمين ولا يصادي (1)
جديرا أن يكر الطرف شزرا إلى بعض الموارد وهو صادي
فاللزوم في المثال الأول لأبي تمام في الميم والدال، وفي المثال الثاني في الدال والألف والصاد.
__________
(1) الخرق بكسر الخاء: الكريم المتخرق في الكرم المغالى فيه، ولا يصادي: أي ولا يداجي ولا يداري ويساتر.

ومن الشعر العذب الذي لا كلفة عليه في باب اللزوم قول الحماسي:
إن التي زعمت فؤادك ملها خلقت هواك كما خلقت هوى لها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها بلباقة فأدقها ... وأجلها
حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ما كان أكثرها لنا وأقلها!
وإذا وجدت لها وساوس سلوة شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها
فاللزوم في الهاء واللام.
ومن الشعراء المتقدمين الذين مالوا إلى اللزوم في شعرهم كثير عزة، ومن شعره الذي التزم فيه ما لا يلزم قصيدة تربو على عشرين بيتا منها:
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا قلوصيكما ثم احللا حيث حلت
وما كنت أدري قبل عزة ما الهوى ولا موجعات الحزن حتى تولت
هنيئا مريئا غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت
فما أنا بالداعي لعزة بالجوى ولا شامت إن نعل عزة زلت
وإني وتهيامي بعزة بعد ما تخليت مما بيننا ... وتخلت
لكالمرتجي ظل الغمامة كلما تبوأ منها للمقيل اضمحلت
كأني وإياها سحابة ممحل رجاها فلما جاوزته استهلت
فإن سأل الواشون: فيم هجرتها؟ فقل: نفس حر سلّيت فتسلت (1)
وممن مالوا إلى اللزوم من المتقدمين أيضا عبد الله بن الزبير الأسدي، وذلك كقوله من قصيدة في مدح عمرو بن عثمان بن عفان:
سأشكر عمرا ما تراخت منيتي أيادي لم تمنن وإن هي جلت (2)
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت (3)
رأى خلّتي من حيث يخفي مكانها فكانت قذى عينيه حتى تجلت (4)
فاللزوم في شعر كثير عزة وابن الزبير الأسدي هو في التاء واللام المشددة.
__________
(1) أمالي القالي ج 2 ص 107.
(2) لم تمنن: أي لم تقطع ولم تخلط بمنة.
(3) إذا النعل زلت: زلة القدم والنعل كناية عن نزول الشر والمحنة.
(4) خلتي: الخلة بفتح الخاء: الخصاصة والفقر.
...

والتزام ما لا يلزم لدى المتقدمين كما يبدو من شعرهم يأتي عفو الخاطر غير مقصود ولا متعمد، ولذلك لا يرى عليه من أثر الكلفة أو الصنعة شيء.
أما المتأخرون فتوسعوا فيه وأكثروا منه، ومنهم من تعمده وقصد إليه قصدا، كأنما يريد أن يدل بذلك على مقدرته في النظم وسعة إحاطته باللغة ومفرداتها.
ومن أولئك الشعراء أبو العلاء المعري فله في هذا النوع من الشعر ديوان كامل سماه «اللزوميات» أتى فيه بالجيد الذي يحمد، والرديء الذي يذم.
ومن شعره الذي التزم في قافيته ما لا يلتزم قوله:
أرى الدنيا وما وصفت ببر إذا أغنت فقيرا أرهقته
إذا خشيت لشر عجلته وإن رجيت لخير عوقته
حياة كالحبالة ذات مكر ونفس المرء صيدا أعلقته
فلا يخدع بحيلتها أريب وإن هي سورته ونطقته
أذاقته شهيا من جناها وصدت فاه عما ذوقته
فاللزوم هنا في الهاء والتاء والقاف.
ومنه أيضا قوله:
تنازع في الدنيا سواك وماله ولا لك شيء بالحقيقة فيها
ولكنها ملك لرب مقدر يعير جنوب الأرض مرتد فيها
ولم تحظ من ذاك النزاع بطائل من الأمر إلا أن تعد سفيها
فيا نفس لا تعظم عليك خطوبها فمتفقوها مثل مختلفيها
تداعوا إلى النزر القيل فجالدوا عليه وخلوها لمغترفيها
وما أمّ صلّ أو حليلة ضيغم بأظلم من دنياك فاعترفيها (1)
تلاقي الوفود القادميها بفرحة وتبكي على آثار منصرفيها
فأطبق فما عنها وكفا ومقلة وقل لغوي القوم: فاك لفيها (2)
__________
(1) فاعترفيها: أي فاسأليها أيتها النفس، وربما وضعوا اعترف بمعنى عرف، وعلى هذا يكون المعنى فاعترفيها: أي اعرفي حقيقة دنياك يا نفس.
(2) فاك لفيها: كلمة تستعملها العرب عند الدعاء بالمكروه والشماتة، وأصل ذاك أن السباع إذا تهارشت صرفت أفواهها بعضها لبعض.

فاللزوم هنا في الهاء والياء والفاء، وقد التزم مع حرف الروي بحرفين.
ويجدر التنبيه هنا إلى الفرق بين لزوم ما يلزم ولزوم ما لا يلزم في القوافي. فمن باب لزوم ما يلزم قول الشاعر:
في شعاب النسيان أفردت وحدي فعبرت الأيام حيا كميت
أجد الغدر والعقوق من النا س وألقى الظلام في عقر بيتي
والعذاب الروحي في ليلي الدا ئم أورى دمي وأنضب زيتي
فتعالي ...وفي يديك انطلاق من فجاج النسيان أما أتيت
فحرف القافية هنا هو التاء والياء قبلها حرف ردف يلتزم به الشاعر في جميع أبيات القصيدة والعدول عنه إلى أي حرف آخر كأن يقول مثلا «حضرت» بدل «أتيت» يعد عيبا في القافية.
أما في لزوم ما لا يلزم، كما هو الشأن في قوافي الأبيات السابقة لكثير عزة، وابن الزبير الأسدي والمعري، فاللازم هو حرف القافية فقط، أما ما عداه مما ألزم الشاعر به نفسه حرفا كان أو أكثر فهذا يجوز للشاعر أن يلتزمه أو يعدل عنه ولا يعد في الوقت ذاته عيبا من عيوب القافية.
فلو التزم الشاعر حرف الراء مثلا قبل القافية في قصيدة بعض كلمات قافيتها مثل «شرق، وفرق وبرق» فإنه يجوز له أن يبقى على هذا الالتزام، كما يجوز له أن يعدل عنه ويقول: «شرق، وسبق، وخلق» دون أن يعد ذلك عيبا في القافية.
...


ولزوم ما لا يلزم هو، كما يقول ابن الأثير، من أشق هذه الصناعة مذهبا وأبعدها مسلكا، وذلك لأن مؤلفه يلتزم ما لا يلزمه. فإن اللازم في
هذا الموضوع وما جرى مجراه إنما هو السجع الذي هو تساوي أجزاء الفواصل من الكلام المنثور في قوافيها. وهذا فيه زيادة على ذلك وهو أن تكون الحروف التي قبل الفاصلة حرفا واحدا، وهو في الشعر أن تتساوى الحروف التي قبل روي الأبيات الشعرية (1).
ومما لا ريب فيه أن هذا النوع من أصعب أنواع البديع اللفظي استخراجا، ولكن مما لا ريب فيه أيضا أنه يعد من محاسن الكلام، إذا وفق فيه الأديب فجاءه عفو الخاطر بدون تكلف ولا تعمل، وكان المعنى هو الذي يقود إليه ويستدعيه، وليس هو الذي يقود إلى المعنى.
__________
(1) المثل السائر ص 106.

الكتاب: علم البديع
المؤلف: عبد العزيز عتيق (المتوفى: 1396 هـ)
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
المصدر : المكتبة الشاملة



Lamborghini  Huracán RWD Coupé
OVERVIEW
Huracán RWD Coupé: the real fun in driving comes when you realize that you are not just driving, but that you are also totally in control of your car in a way that obtains the most exhilarating experience possible from the road, turning driving into a natural endorphin-releasing experience.
To give you all of this, we decided to go back to basics and embrace the legacy of some of the most exciting rear-wheel-drive cars of all time. That's how, with a perfect balance between agility, steering response and drivability, we turned our most high-tech car into the purest example of a super sports car which is fun to drive.
Here is the Lamborghini Huracán Rear Wheel Drive Coupé: pure emotion. Find out all about its performance, features and technical specifications.
EMOTION
The ANIMA system (Adaptive Network Intelligence MAnagement) technology allows you to adjust the behavior of the Huracán RWD Coupé to your driving needs.
If you are looking for thrills and fun while driving, then you will appreciate the slight oversteer behavior of the SPORT setting, specially enhanced on this Huracán model. For true race driving, you can obtain maximum performance in CORSA mode. With STRADA mode, on the other hand, you can enjoy comfortable driving with maximum grip, perfect for daily use or when traveling.


Related Post:




0 Response to "تعريف لزوم ما لا يلزم الالتزام في علم البديع ، أمثلة لزوم ما لا يلزم الالتزام والبديع اللفطي"

Post a Comment

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel