الضوابط الخلقية Congenital controls
Friday, July 27, 2018
Add Comment
الضوابط الخلقية:
في الواقع لا توجد نظرية
سيكولوجية عامة حول أصول وخصائص القوى الضابطة للسلوك. فمن وجهة نظر مدرسة التحليل
النفسي نجد أن نهاية الفترة الأوديبية 4: 5 سنوات يكون على الطفل أن يتخلى عن
تعلقه شبه الجنسي بالوالد من الجنس الآخر، وأن يمتص أو يستدمج هذا الوالد، وعملية
الاستدماج هذه تتكون في جوهرها من النواهي الأخلاقية وتشكل في النهاية الضمير أو
الأنا الأعلى "أبو حطب" وكلما نما الطفل نمت معاييره الداخلية، وتلك
المعايير التي نسميها صوت الضمير الذي يرشد الفرد في سلوكه وفي أحكامه الخلقية.
ويمثل الضمير معايير الفرد وقيمه ومبادئه ومثله العليا، إنه السلطة الضابطة العليا
في الإنسان، فإذا لم يستجب الفرد لندائه فإنه سوف يعاقب عن طريق قوة داخلية من خلال
الشعور بالذنب وكراهية الذات ونبذها. ويعطي فرويد أهمية كبرى لنمو الضمير في نضج
الفرد، فالفرد يظل غير ناضج حتى يصبح لديه ذوق جيد ويطيع القانون ويحترم حقوق
الآخرين ويشعر بالواجب. ويلعب الضمير دور الأب أو الآمر أو المراقب أو الملاحظ أو
الشرطي على كل حال من الذات الدنيا والذات الوسطى. إنه يعمل كقاضي للأخلاق يحكم
تبعًا للمبادئ المثالية أكثر من المبادئ الواقعية، إنه يعمل من أجل الوصول
بتصرفاتنا نحو الكمال المثالي. كما أن الضمير يحدد السلوك، ويقمعه أو يمنعه،
ويتحكم في ضبطه.
ومن العوامل المؤثرة في نمو
الضمير:
1-
قيم الثقافة أو معاييرها التي تكون جزءًا أساسيًا من الشرعية التي تنتقل للطفل عبر
الآباء والأمهات. وتختلف تلك القيم من ثقافة إلى أخرى، فعلى حين نجد
أن العدوان سلوك غير مرغوب
فيه في إطار بعض الثقافات، نجد أن توكيد الذات تؤكده وتشجعه ثقافة أخرى، بينما
تشجع ثقافة ثالثة الاعتراف الشخص.
2-
نمو الطفل العقلي: فالطفل الأكبر سنًا والأكثر نضوجًا من الناحية العقلية أكثر
قدرة على إدراك وفهم ما نتوقعه منه، إنه يستطيع أن يفهم أسباب بعض القيود
والمعايير، كما أنه يستطيع أن يعمم بعض المبادئ، وأن يطبقها على العديد من
المواقف. كذلك فإنه يستطيع أكثر من زميله الصغير، أن يدرك المفاهيم المجردة التي
تكمن وراء المسائل الاجتماعية مثل الإيثار أو المساواة أو الحق أو الخير أو الصدق
أو الشفقة.
3-
علاقته بأبويه: هناك بحوث كثيرة استهدفت معرفة التأثير الوالدي على نمو الضمير حيث
تتم عملية امتصاص الطفل لمعايير الكبار عن طريق التقمص والذي يعتبر أحد طرق نمو
الضمير لدى الطفل. ولعلنا تحدثنا عن تأثير أساليب السيطرة التنظيمية على النمو
الأخلاقي.
ومن وجهة نظر علماء التعلم
الاجتماعي: فإن السلوك عبارة عن استجابة لمثيرات. وهذه الاستجابات تنشأ من مصادر
البيئة الخارجية "صوت، ضوء، شخص آخر"، أو مصادر داخل الفرد نفسه مثل
الدوافع. وعلى الرغم من ذلك، فإن الاستجابة ترتبط بالمثيرات على أساس الثواب
والعقاب، فالاستجابات التي تؤدي إلى الثواب تبقى في الخبرة أو الذخيرة السلوكية
للفرد، بينما الاستجابات التي ترتبط أو تقترن بالعقاب تستبعد. والذي يحدد
الاستجابات التي يعقبها الثواب أو تلك التي يتبعها العقاب البيئة الاجتماعية
للفرد. ومن ثم فإن تطور ونمو السلوك يتضمن تعلم إصدار الاستجابات التي تؤدي إلى
الحصول على الثواب وعدم إصدار الاستجابات التي تؤدي إلى العقاب، وعلى الرغم من
اختلاف نظريات التعلم في كيفية حدوث التعلم إلا أنه يوجد إجماع عام على أن النمو
يتضمن زيادة مطابقة السلوك للقواعد الاجتماعية. وبمقارنة هذا الوضع مع ما أوضح
فرويد يتضح أن نمو السلوك والنمو الخلقي غير واضح عمليًا، حيث لا توجد فروق نوعية
بين السلوك الذي يتصف بالأخلاقية والسلوك الذي يتصف بالاجتماعية، والشخص
بالنسبة للجوهر والأصل. فكل
أنواع السلوك تتبع مبادئ التعلم الاجتماعي، ومن ثم فإنها تتضمن مسايرة استجابة
الفرد للقواعد المجتمع وهكذا، مثل أنواع السلوك فإن النمو الخلقي يتضمن زيادة
اتساق الاستجابة مع قواعد المجتمع، ومن ثم توجد علاقة تحكمية بين الاستجابة
والثواب ... ففي أي مجتمع يمكن إثابة أي سلوك يصدر من الفرد حيث لا توجد
استجابات عمومية لها حق الإثابة ومن ثم أي استجابة يجب أن تحدد كاستجابة أخلاقية
في المجتمع. وهذا يعني نسبية الأخلاق. "Lerner
& Spanier 1980 295- 260
ويرى "أبو حطب"
"1973" أن هناك أربعة أنماط الضبط الخلقي يتوافر كل منها في معظم الناس
بدرجات متفاوتة، ويتم اكتساب هذه الضوابط عن طريق عمليات التعلم في مواقف اجتماعية
معقدة. وهذه الأنماط الأربعة من الضوابط الخلقية هي: الأنا الأعلى، معايير
الجماعة، والمشاركة الوجدانية، وضبط الأنا.
- الأنا الأعلى: يرجع فرويد
الضبط الخلقي للسلوك إلى الأنا الأعلى وهو مستقل نسبيًا عن الأنا وهو يمثل صوت
المجتمع داخل الفرد، ويرى فرويد أن الأنا الأعلى يتكون من عنصرين أولهما الضمير
الذي يتميز بأنه لا شعوري إلى حد كبير ويؤدي بالإنسان إلى مقاومة الإغراء، فإذا
استسلم له ولم يقاومه يشعر بعقاب ذاتي في صورة إحساس بالذنب. والعنصر الثاني هو
الأنا المثالية والتي تتكون من القيم والمطالب والمطامح الشعورية والمسئولة عن
البحث عن الفضيلة والخير.
- معايير الجماعة: وهو النمط
الثاني من الضوابط الخلقية وفيها يغير الفرد معاييره الخلقية بحيث تتفق مع المعيار
الخلقي للجماعة التي ينتمي إليها الفرد، وبالطبع تتغير معاييره الخلقية بتغير
الجماعة التي يتعامل معها.
- المشاركة الوجدانية وهنا
يتفاوت الأفراد بين طرفين يمثل أحدهما أولئك الأفراد ذوي القلوب الرحيمة الذين لا
يستطيعون الإساءة إلى أحد، وطرفه الثاني هم الأفراد السيكوباتيين الذين لا يتأثرون
إطلاقًا بآلام الآخرين ومآسيهم. وتوجد عمليتان أساسيتان تتحكمان في هذا الضابط
هما: القدرة على القيام بدور الآخر وإدراك الأمور من وجهة نظره، دوافع الانتماء
وهو الرغبة لدى الإنسان لأن
يحب ويكون محبوبًا. وبالنسبة
للنمط الأخير "ضبط الأنا" يمكن القول أن نمط الأفراد مندفعين وتلقائيين
ويميلون إلى مواقف الإثارة العنيفة ولا يستطيعون التحكم في رغباتهم المباشرة
المحدودة ويسعون إلى الوصول إلى أهداف قريبة. ويوجد آخرون يسعون إلى أهداف بعيدة
المدى، ولا يسمحون لأنفسهم بإطلاق العنان لرغباتهم ويوصفون عادة بصفات الكف inhibition والتحكم الزائد، وهذان
النمطان يمثلان طرفين متضادين لبعد واحد هو ضبط الأنا. "فؤاد أبو حطب، 1973،
144".
مصادر الضبط الاجتماعي
والتنشئة الاجتماعية
الأسرة
...
مصادر الضبط الاجتماعي
والتنشئة الاجتماعية:
إذا كان الفرد يتم تدريبه عن
قصد بواسطة آخرين ليتشرب قيم مجتمعه ومعتقداته والعرف السائد، وإعداده ليتم
استيعابه للقيام بدوره كشخص بالغ في هذا المجتمع فإن مصادر الضبط والتنشئة هي
الأسرة، جماعة الأقران، ويضاف إلى ذلك المعتقدات الدينية السائدة في المجتمع.
1-
الأسرة:
تنوب الأسرة من خلال الثقافة
في تنشئة الطفل اجتماعيًا وتحويله إلى كائن اجتماعي إلا أن دوره الأسرة أكبر من
ذلك بكثير في نقل الثقافة وتعليم عاداتها، ولما كان الأبوان يمثلان مجتمع الكبار
فتعاملهما مع الطفل يعطيه النماذج التي يتبعها في معاملة الآخرين. وإن كان الطفل
بعد فطامه عن المنزل يجد كبارًا آخرين مثل المعلين وغيرهم ممن يؤثرون عليه وعلى
تنشئته الاجتماعية: إذ أن الآباء والكبار يعلمونه بتطبيق أنواع مختلفة من الثواب
والعقاب، كما أنهم يمدونه بالنماذج التي تحتذى في ممارسة السلوك الاجتماعي. وحيث
أن الآباء ينتمون إلى طبقة اجتماعية معينة فإن اختلاف الطبقات الاجتماعية يؤدي إلى
اختلاف طرق تنشئة الأبناء، كما أن انتساب الأسرة إلى الريف أو الحضر يؤثر في طرق
التنشئة، وإعداد الطفل ليلعب دوره في المجتمع "سعد جلال: 1985، 141" ويتكون
النظام الأخلاقي كجانب رئيسي في بناء الشخصية خلال عملية التنشئة الاجتماعية
للطفل، فهو يتعلم ما تقره جماعته من معايير الصواب والخطأ ومن أنماط السلوك الذي
يثاب أو يعاقب، ومن أسلوب
الحياة الذي يلقي استحسانًا وتأييدًا من الجماعة. ويتوقف تعلم الطفل للمعايير
الخلقية على ما يلقاه من تعلم بواسطة الوالدين والمعلمين والرفاق وغيرهم، وكذلك من
محاكاة الطفل لتلك النماذج السلوكية التي تتبدى من الكبار ممن يتفاعل معهم وخاصة
في الأسرة. وتعتبر علاقة الوالدين بالطفل وما يمارسه الوالدين من أساليب في تنشئة
أكثر أهمية في النمو الخلقي للطفل من أي عامل آخر. ويتخذ تأثير الوالدان وكذلك
أعضاء الأسرة، على نمو الجانب الخلقي عند الطفل أربعة أشكال محددة.
1- أن
الأنماط السلوكية في الأسرة تعمل كنموذج لسلوك الطفل الذي يقلد ما يلاحظه في
الآخرين.
2- أن
الأسرة باستخدام الاستحسان ودعم الاستحسان والثواب والعقاب تعلم الطفل أن يسلك
بطريقة مرغوبة اجتماعيًا.
3 تستطيع الأسرة تنظيم
العقاب لكي يتأتى متفقًا مع الأفعال الخاطئة أن تعلم الطفل التبصر بسلوكه وبتوقع
نواتج معينة لهذا السلوك.
4-
تستطيع الأسرة أن تفعل الكثير لاستثارة دافعية الطفل لكي يسلك على نحو يلقى استحسان
الجماعة.
وبذلك تعتبر الأسرة هي ناقل
ثقافة الجماعة إلى الطفل. والمنزل هو مركز التدريب على القيم الخلقية السائدة في
ثقافة الجماعة. ولما كان الأطفال ينزعون إلى التوحد مع الكبار وخاصة مع الوالدين،
فإن الطفل من خلال هذه العلاقة يتقبل معاييرها وينتهج أساليب سلوكهما. وما يوفره
الوالدان في الأسرة من جو نفسي صحي ومن نظام معقول ومتسق، يساعد الطفل على أن
يتحقق له نمو أخلاقي قوامه الضبط الذاتي والتوجيه الذاتي "طلعت منصور، حليم
بشاي، 1982، 119". وبالطبع هناك علاقة بين النظام الوالدي والاستدخال الخلقي
للطفل. فالطريقة التي يتربى بها الأطفال تؤثر على الطريقة التي يوازن بها حاجاتهم
الذاتية مقابل المتطلبات الخارجية. ويحدد هوفمان Hoffman
"1977" ثلاثة أنماط لأساليب التربية:
أ- تأكيد القوة وهذا الأسلوب
يتضمن القوة المادية والحرمان من الأهداف المادية والامتيازات والتهديد بها. ويمكن
للوالدين تأكيد القوة من خلال العقاب البدني بحرمان الطفل من اللعب وكذلك
الامتيازات وباستعمال القوة والتهديد بأي وسيلة من الوسائل حيث يعتمد الوالدان على
خوف طفلهم من العقاب.
ب- سحب الحب Love withdrawal والذي يتضمن تعبيرات
قوية ولكنها غير فيزيقية من الغضب والكره disapproval والتجاهل ورفض الحديث معهم ولهم ويستخدم الوالدان هذا الأسلوب
عندما يسيء الأطفال التصرف. وهذا الأسلوب ليس له تأثير واضح ومتجانس في النمو
الخلقي. والطريقة الأكثر فاعلية في تقدم النمو الخلقي هي خلق مناخ من الاستحسان
والدفء، والمدح وقبول الطفل، ثم تفسر للطفل لماذا يجب أن يسلك الطفل بطرق خاصة.
وهذه الطريقة أقل عقابًا من كل من التأكيد وسحب الحب، وتؤكد على الاحتكام إلى نبوغ
الطفل وكفاءته وتقدير الذات والاهتمام بالآخرين، ويجب على الوالدين أن يوضحا للطفل
كيف أن أفعاله تؤثر على الآخرين، وأن يفسر له دوافع السلوك وحاجاته ويركز الوالدان
على نتائج سلوك الأطفال على الآخرين. وفي الطفولة المتوسطة يؤكد الوالدان على تأثر
الأطفال على أنفسهم وعلى الوالدين. وهذا النوع من النظام يساعد الأطفال على تكامل
قدرتهم على المشاركة الوجدانية مع معرفتهم كيف يؤثر سلوكهم على الآخرين. "Stwaert& Koch 1983 327- 328
جـ- الاستقراء lnduction وهذا يتضمن التفسيرات عن
لماذا يغير الأطفال سلوكهم، ولجوء الأطفال إلى الاعتزاز بأنفسهم والافتخار بها
وبنبوغهم وتفوقهم واهتمامهم بالآخرين. تلك الأساليب في التربية يتم تقويمها على
أساس قدرة الطفل على اتخاذ الأحكام الأخلاقية التي تقوم على المبادئ الخلقية، على
إقراره وقبوله المسئولية عن الخطأ والذنب وعلى خبرة الذنب وعلى مقاومة الإغراء
"Jencen 1985".
2- جماعة
الأقران:
تكون الأسرة في بداية حياة
الطفل مسئولة عن تنشئتة الاجتماعية وتعليمه أساليب مجتمعه، فإذا ما ذهب إلى
المدرسة يشارك المعلمون الآباء في عملية التنشئة الاجتماعية، وكلما كبر الطفل
وزادت مشاركته الاجتماعية، بتفاعله مع الآخرين تحتل
جماعة الأقران مركزًا هامًا في التأثير على سلوكه، إذ يصبح هؤلاء الأقران وسيلة
لإظهار التقبل أو النبذ، وبالتالي الإثابة أو العقاب وتشكيل سلوك الطفل في الاتجاه
الذي ترغبه الجماعة، ومع مده بالنموذج الذي يجب عليه أن يحتذيه إلا أننا يجب أن
نشير إلى أنه بالرغم من أهمية جماعة الأقران في تشكيل سلوك الطفل إلا أن تأثير هذه
الجماعة لا يحل محل دور الآباء والمعلمين وغيرهم من الكبار إلا بعد بلوغ الفرد سن
النضج. وتتم عملية التحول تدريجيًا من الوقوع تحت تأثير الآباء إلى الوقوع تحت
تأثير الأقران. وتوجد بذور الانصياع "الامتثال" لضغوط الأقران في
الاعتماد الأولى للطفل على الأم، وكلما كبر الطفل زادت حاجته للانتماء لجماعة
الأقران مجزيًا ومثيبًا والابتعاد عنهم فيه عقوبة، ويمتص الطفل معايير جماعة
الأقران ثم يحكمها في نفسه. ويميز رايسمان Reisman بين ثلاثة أنواع من الناس حسب مدى الانصياع للآخرين والضبط
الاجتماعي للسلوك وهذه الأنماط هي:
1-
الأشخاص الذين توجههم التقاليد، وهؤلاء الذين تتحكم في سلوكهم المعايير الاجتماعية
والعرف.
2-
الأشخاص الذين يتحكم في سلوكهم ضبط داخلي أساسه المعايير الشخصية.
3-
الأفراد الذين يتوقف سلوكهم على توجيه الآخرين لهم أي الجماعة التي يجد نفسه فيها.
ويرى كولمان Coleman "1971" أن جماعة الأقران
تحقق ثلاث وظائف تؤثر في شخصية الطفل:
أ- معظم جماعات الرفاق تنقل
ثقافة المجتمع إلى الطفل بصفة عامة، فهذه الجماعات تعكس مجتمع الكبار وتدعم معظم
معتقداته وقيمه وأنماط السلوك السائدة فيه.
ب- يعمل عالم الأقران كما لو
أنه محك مراجعة للواقع، فإذا كانت الأسرة مثلًا تتبع في تنشئة الطفل أسلوب يقوم
على التدليل والحماية الزائدة، فإنه يتعرض لصعوبات في التوافق مع الأقران الذين
يواجهونه بعدم تقبلهم له بشكل صريح أو حتى بشكل فظ. وغالبًا ما يتعرض هذا الطفل من
الأقران لأحكام ناقدة أو ساخرة لسلوكه غير المرغوب بالنسبة لجماعتهم. لذلك كثيرًا
ما يكون لعالم الأقران تأثير تقويمي أو ترشيدي لسلوك الطفل.
جـ- تساعد جماعة الأقران
الأطفال على أن يحققوا الاستقلال الانفعالي وخاصة في مرحلة المراهقة. وجماعة
الأقران تتيح الفرصة للطفل ليتعلم كيف يتفاعل مع زملائه في السن، وكيف يعالج ما
يشعر به من كراهية أو عداوة وما يرغب فيه من سطيرة، وكيف يتعلم التواصل مع الآخرين
بالأخذ والعطاء والاحترام المتبادل، وكيف يتبادل الأدوار في الجماعة بالقيادة أو
التبعية، وهكذا يتعلم الطفل من تفاعله مع أقرانه بعض مهارات التعامل الاجتماعي مع
الآخرين وفي مقدمتها الإدراك والفهم الوجداني للآخرين Empathy
وتقدير مشاعرهم والتعاطف الوجداني معهم Symathy وفي الواقع فإن تأثر
جماعات الأقران على الأحكام الأخلاقية لدى الأطفال وفي مرحلة المراهقة بالغ
الأهمية، وهذا ما كشفت عنه دراسات بيك وهافجهرست "1960".
إن جماعات الأقران تمنح
الثواب والعقاب لأعضائها قياسًا إلى سلوكهم الخلقي: فأولئك الذين يبدون أمانة
ومسئولية وإخلاصًا وودًا وانضباطًا "ذاتيا" يلقون إثابة ... وتوفر جماعة والأقران أساسًا لتعلم الولاء الاجتماعي، فلما كانت
جماعة الرفاق هي أول جماعة اجتماعية يقابلها خارج أسرته، فإنها تميل إلى أن تحدد
اتجاهاته نحو الجماعة الاجتماعية بصفة عامة. ويتوقف ولاء الفرد للوطن والمجتمع
المحلي وللجماعة المهنية أو جماعة العمل إلى حد ما على تعلم الولاء للجماعات
الأصغر وفي مقدمتها الأسرة وجماعة الأقران. وتساعد جماعات الأقران الطفل على أن
يتبنى أساسًا سليمًا للسلوك الخلقي، ويعني الأساس السليم
مجموعة القيم والعادات
الخلقية التي تكون مترابطة ومتسقة فيما بينها والتي تخضع للمراجعة والتعديل وفقًا
للخبرة. وعادة ما تعمل جماعة الأقران على تدعيم وتقوية الأحكام والمعايير الخلقية
التي يكتسبها الطفل من والديه وتلقى استحسانًا اجتماعيًا. ويميل الأفراد في مرحلة
المراهقة إلى أن يبدو إعجابهم واحترامهم وإثابتهم بدرجة كبيرة لنفس السلوك الخلقي
الذي يأتي بين الأعضاء الموقرون في مجتمع الكبار: أباؤهم ومعلموهم "Peck & Hauigharsit 1960"
3-
الأفكار الدينية والدين:
من ضوابط التنشئة الاجتماعية
وعواملها ما يسود المجتمع من معتقدات دينية ومعايير اجتماعية للسلوك المقبول
اجتماعيًا في مجتمع من المجتمعات والتي يتم غرسها في الطفل منذ أن تتفتح عيناه على
الحياة بالدعاء له أو الدعاء عليه، والدعاء له يعني الاستعانة بالقوة الإلهية
لمكافأته وإثابته، بينما الدعاء عليه يعني الاستعانة بهذه القوة للانتقام منه
وعقابه. فمن المألوف في ثقافتنا مثلًا أن يسمع الطفل الدعاء له بأن يحميه الله
ويحفظه ويرد عنه عين الحاسدين، ويسدد خطاه، ينصره على الأعداء ويهيئ له النجاح،
كما يسمع استعداء الله عليه بأن ينتقم منه إذا فعل شرًا ويوذيه، ويسلط عليه من هو
أقوى منه وما إلى ذلك. ولما كان الإنسان لديه القدرة على توقع الخير أو الأذى قبل
أن يحدث أي فهمها، فهو يؤجل إشباع حاجاته توقعًا للإشباع المؤجل وهذا يمثل ناحية
من نواحي الضبط السلوكي. فإذا أدت الصدفة إلى تحقيق خير يأتيه عزا هذا إلى الله أو
القوة الغيبية وإذا أتاه شر عزاه أيضًا إلى نفس القوة التي تمنح وتمنع وتكافئ
وتعاقب. ويبدو أن توقع الشر أقوى لدى الكثيرين من توقع الخير مما يولد القلق ويصبح
هذا مصدرًا من مصادر ضبط السلوك. "سعد جلال، 1985، 157".
المصدر : المكتبة
الشاملة
الكتاب: علم نفس النمو
المؤلف: حسن مصطفى عبد المعطي، هدى محمد قناوي
عدد الأجزاء: 2 الناشر: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
The
text below is a translation from google translate where it is possible to have
many errors, please do not use this translation as a reference, and take a
reference from the Arabic text above. thanks.
Congenital
controls:
In
fact, there is no general psychological theory about the origins and
characteristics of the controlling forces of behavior. From the point of view
of the School of Psychoanalysis, we find that the end of the Oedipus period of
4: 5 years the child must abandon his semi-sexual attachment to the father of
the opposite sex, and absorb or integrate this father, and this process of
assimilation consists in essence of moral imperative and ultimately form the
conscience or The higher ego "Abu Hatab" As the child grows his
internal standards, and those criteria which we call the voice of conscience
that guides the individual in his behavior and in its moral provisions.
Conscience represents the individual's standards, values, principles and
ideals. He is the supreme authority in man. If an individual does not respond
to his appeal, he will be punished by internal strength through guilt and
self-hatred and rejection. Freud gives great importance to the growth of
conscience in the maturity of the individual, the individual remains immature
until he has a good taste and obey the law and respects the rights of others
and feel the duty. Conscience plays the role of father, guardian, observer,
observer or policeman in all cases of the lower self and the middle self. He
acts as a judge of morality who rules according to ideal principles rather than
real principles, he works to reach our actions towards perfect perfection.
Conscience also determines behavior, suppresses or prevents it, and controls
its control.
Factors
affecting the growth of conscience:
1
- values of culture or standards that are an essential part of the legitimacy
transmitted to the child through parents. These values vary from culture to
culture, while we find
That
aggression is undesirable behavior within certain cultures, we find that
self-assertion is confirmed and encouraged by another culture, while a third
culture encourages recognition of the person.
2.
The development of the mental child: The older and more maturingly mature child
is more capable of understanding and understanding what we expect from him. He
can understand the reasons for certain limitations and standards, and he can
generalize some principles and apply them to many situations. Moreover, he can
understand the abstract concepts underlying social issues such as altruism,
equality, truth, goodness, truthfulness or compassion.
3
- His relationship with his parents: There are many research aimed at knowing
the parental influence on the growth of conscience, where the process of
absorption of the child to the standards of adults through reincarnation, which
is one of the ways to grow the conscience of the child. We may have talked
about the impact of regulatory processes on moral growth.
From
the point of view of social learning scientists: behavior is a response to
stimuli. These responses arise from external sources of energy, "voice,
light, other person", or sources within the individual itself such as
impulses. However, the response is linked to stimuli on the basis of reward and
punishment, and responses to reward remain in the individual's experience or
behavioral repertoire, while responses that are associated with or associated
with punishment are excluded. Which determines the responses followed by reward
or punishment followed by the social environment of the individual. Thus, the
development and growth of behavior involves learning to generate responses that
lead to reward and not to produce responses that lead to punishment. Although
learning theories differ in how learning occurs, there is general consensus
that growth involves increasing the conformity of behavior to social norms.
Comparing this to what Freud has shown, it is clear that the growth of behavior
and moral growth is not clear in practice, since there are no qualitative
differences between behavior that is characterized by ethics and behavior that
is social,
For
substance and origin. All types of behavior follow the principles of social
learning, and thus involve the response of the individual to the rules of
society and so, such as the types of behavior, moral growth involves increasing
the consistency of the response with the rules of society, and thus there is a
relationship between the response and responsiveness ... In which society can
be rewarded Behavior from an individual where no public responses have the
right to reward and therefore any response must be identified as an ethical
response in society. This means relative morality. "Lerner & Spanier 1980
295- 260
According
to Abu Hatab, "1973," there are four patterns of congenital control
available in most people to varying degrees, and these controls are acquired
through learning processes in complex social situations. These four types of
congenital controls are: the higher ego, group standards, emotional
involvement, and ego control.
-
The Supreme Ego: Freud refers to the moral control of behavior to the higher
ego, which is relatively independent of the ego and represents the voice of
society within the individual. Freud sees that the higher ego consists of two
elements: the first is the conscience, which is characterized by being largely
unconscious and leads the person to resist temptation. His irresistible sense
of self-punishment in the sense of guilt. The second element is the ideal ego,
which consists of values, demands, and aspirations of the person responsible
for the search for virtue and good.
-
Community norms: the second type of moral controls in which the individual
changes his moral standards so that they conform to the moral standard of the
group to which the individual belongs, and of course change its ethical
standards by changing the group that deals with it.
-
Emotional involvement Here people vary between two parties, one of which is
those individuals with compassionate hearts who can not offend anyone, and the
other is the cycopian individuals who are not affected at all by the pain of
others and their tragedies. There are two basic processes that control this
officer: the ability to act in the role of the other and the perception of
things from his point of view, the motives of belonging is the desire of the
human because
He
loves and is loved. For the latter pattern of "ego control" one can
say that the pattern of individuals is impulsive and mechanistic and tends to
violent violent situations and can not control their limited direct desires and
seek to reach close targets. There are others
0 Response to "الضوابط الخلقية Congenital controls"
Post a Comment